لو كانت ( العاطفة ) توضع في ( كبسولات ) صغيرة لتناولت منها كل يوم واحدة !! هذا ليس لأني قليل العاطفة , أو بارد المشاعر , أو فقير الأحاسيس , بل لأني أحتاج حقاً إلى ( العاطفة ) !! إنها ليست تلك العاطفة المتأججة , ولا تلك العاطفة الأسرية , ولا تلك العاطفة ذات لحن الشجن !! إنما هي العاطفة الصادقة .. العاطفة التي تذكر بالخالق عند رؤية التحام الغيوم , وغياب النجوم , ونسمات الريح , وحفيف الورق , ونزول المطر , ونداوة البرد , وانبثاق الصباح , ووداع الشمس , وأذان الفجر . إنها العاطفة .. التي تجعل القلب يسبِّح , والجوارح تخشع , والنفس تسكن . إنها العاطفة .. نحو الأشواق , وبلاد الأفراح التي تحبب الوضوء في المكاره , والصيام في الهواجر , والقيام والناس نيام . إنها العاطفة .. التي لا تعترف بعمِّة الفقيه , ولا سبحة الواعظ , ولا كرسي القاضي , ولا عرش الوالي , لأنهم لا يعيشون بغيرها , ولا يهنأون بدونها , ولا يبتسمون لسواها. إنها العاطفة الصادقة , التي كان يعبِّر عنها النبي في دعائه أول الليل : " وأسألك الشوق إلى لقائك " . إنها الاشتياق إلى حب الله , ورحمة الله , ورضوان الله .