الحمد لله اللطيف الرءوف المنان , الغني القوي السلطان , الحليم الكريم ، الرحيم الرحمن ، الأول فلا شيء قبله والآخر فلا شيء بعده , والظاهر فلا شيء فوقه , الباطن فلا شيء دونه , المحيط علما بما يكون وما كان , يُعِز ويُذِل , ويُفْقِر ويُغْنِي , ويفعل ما يشاء بحكمته , كل يوم هو في شأن , أرسى الأرض بالجبال في نواحيها , وأرسل السحاب الثقال بماء يحييها , وقضى بالفناء على جميع ساكنيها , ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ، ويجزي المحسنين بالإحسان .
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الملك الديَّان ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث إلى الإنس والجان ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ما توالت الأزمان , وسلم تسليما ، وبعد ..
فإن تأمين الحياة والمستقبل هو الشغل الشاغل للبشرية كلها،وهو الهم القائم في قلوب الناس صغاراً وكباراً،أغنياء وفقراء ،أقوياء وضعفاء.
يخرج الواحد من باب داره في الصباح وكل همه تأمين حياته وحياة أولاده .ومن هنا جاءت شركات التأمين التي يدفع لها المشترك فيها مبلغاً من المال شهرياً ،ومن ثم تؤمن الشركة الفرد عند الحوادث ،ولو قدر له الموت يدفع لعائلته مبلغاً من المال .وهناك تأمين صحي عند المرض يعالج المريض على حساب الشركة.
كل هذا التأمين قاصر وضعيف ومداه محدود،لكن هناك تأمين أقوى وأعظم وأطول أمداً .إنه تأمين يضعه بين أيدينا الحبيب محمد .
1- تأمين طوال اليوم: صلاة الفجر جماعة: وقال النبي :
« من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله، فانظر ـ يا ابن آدم ـ لا يطلبنك الله من ذمته بشيء » [رواه مسلم]. «في ذمة الله» أي: في حفظه وتسديده في خاصة نفسه وولده وأهله وماله.
2- تامين لدخول الجنة : ففي الحديث عن أبي أمامة أنه قال: قال رسول الله : « من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت » [أخرجه الترمذي وغيره وهو في صحيح الجامع].
3- تامين في الصباح والمساء : روى البخاري في صحيحه عن شداد بن أوس أنّ رسول الله قال: « سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعتُ، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها من النهار موقنًا فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة ».
4- تأمين ضد مخاطر الحياة وشرورها: عن عثمان قال: قال رسول الله : « ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات إلا لم يضره شيء » [أخرجه أحمد (1/62، 66، 72)، والبخاري في الأدب المفرد (660) والألباني في صحيح الترغيب (655)].
5- تأمين الأموال والممتلكات : احرص علي أداء الزكاة ،والصدقات تحفظ أموالك وتنميها، يقول النبي : « ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا » [رواه البخاري عن أبي هريرة].
6- تأمين مستقبل الأولاد : التقوى هي خير ضمانة تحفظ بها ولدك ومستقبل أبنائك من بعدك، قال تعالى: ( وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً ) [النساء:9]. وصلاح الوالد في نفسه، فإنه سبب لحفظ الله عز وجل لأبنائه من بعده، يقول الله سبحانه: ( وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك ) [الكهف:82]، يقول ابن عباس : «حفظهما الله بصلاح والدهما ولم يذكر الله للولدين صلاحا». [مختصر ابن كثير مجلد 2 ص 432].
وقال عمَرُ بن عبد العزيز: «ما مِن مؤمنٍ يموت إلاّ حفِظه الله في عَقِبِه وعقِب عقبه» ، وقال ابن المنكدر: «إنّ الله ليحفظ بالرجل الصّالح ولده وولدَ ولدِه والدّوَيرات التي حولَه، فما يزالون في حفظ من الله وسِتر» [انظر: جامع العلوم والحكم (1/467).
7- تأمين ضد المصائب والأزمات : جاء في الكلم الطيب للإمام ابن القيم عن طلق بن حبيب قال « جاء رجل إلى أبي الدرداء فقال يا أبا الدرداء قد احترق بيتك , فقال : ما احترق لم يكن الله ليفعل ذلك لكلمات سمعتهن من رسول الله من قالها أول نهاره لم تصبه مصيبة حتى يمسي , ومن قالها آخر نهاره لم تصبه مصيبة حتى يصبح : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم , ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله أحاط بكل شيء علما اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم» ثم قال : انهضوا بنا فقام وقاموا معه فانتهوا إلى داره , وقد احترق ما حولها , ولم يصبها شيء. [رواه ابن السني ].
8 - تـأمـين المكـــان : صح في الخبر عن النبي أنه قال: « من نزل منزلا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتي يرتحل من منزله ذلك » [أخرجه مسلم في الذكر (2708) من حديث خولة بنت حكيم السلمية اٍْ].
قال أحد العلماء : نزلتُ منزلاً فنسيتُ ذلك الورد فلدغتني عقرب، ففكَّرتُ في نفسي فإذا أنا قد أهملتُ هذا الذكر فأصابني ما أصابني.
9- تأمـــين صحـــي : هل تعلم أن الضغوط اليومية والهموم تؤثر علي صحة الإنسان وتجعل مقاومته ضعيفة للأمراض ،أما إذا كان الإنسان يملك قلبا هادئا مطمئنا اكتسى جسمه بالصحة والعافية ،يقول المولى عز وجل ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) [الرعد:28] ،فأكثر من ذكر الله يطمئن قلبك ويقوى جسمك وتكمل صحتك وعن ابن مسعود ا أن رسول الله قال: « داوُوا مرضَاكم بالصّدقة» [السنن الكبرى (3/382)] وقال : «صنائعُ المعروف تقِي مصارعَ السوء والآفاتِ والهَلَكات » [أخرجه الحاكم عن أنس ا ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3795)].
10- تأمين النوم من الجاثوم (الكوابيس): حتى لا تصاب بالقلق والأرق والأحلام المزعجة احرص علي قراءة أذكار النوم وأهمها قراءة آية الكرسي جاء في الحديث : « فمن قرأ آية الكرسي حين يأوي إلى فراشه لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتي يصبح » [أخرجه البخاري في بدء الخلق (3275) عن أبي هريرة في قصته مع الشيطان الذي أراد أن يسرق من زكاة رمضان، فأرشده إلى أن يقرأ آية الكرسي كل ليلة، وفي آخره قال : «صدقك وهو كذوب» ].
و صح عن النبي انه قال: « من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة كفتاه » [رواه البخاري ( الفتح 9/ 55 )]، ومن المعاني الواردة في قوله (كفتاه) أي من الشيطان.
وورد أن خالد بن الوليد كان يفزع في نومه ويروع، فحكى إلى الرسول فقال: « إذا اضطجعت فقل: بسم الله، أعوذ بكلمات الله التامات من شر غضبه وعقابه وشر عباده، ومن شر همزات الشياطين وأن يحضرون » [رواه أبو داود والنسائي والترمذي وحسنه والحاكم وصححه].
11- تأمين البيوت : عن أبى هريرة أن رسول الله « لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ». [رواه مسلم ].
وفي حديث عظيم رواه البخاري ومسلم يجهله الكثيرون منا، يقول فيه: « إذا كان جُنحُ الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم، وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح بابًا مغلقًا، وأوكئوا قربكم واذكروا اسم الله، وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله، ولو أن تَعرُضوا عليها شيئا، وأطفئوا مصابيحكم ».
12- تأمين ضـد الشياطين: جاء في السنن من حديث أنس قال: قال رسول الله من قال حين يخرج من بيته: « بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.يقال له: هديت ووقيت وكفيت فيقول الشيطان لشيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي ووقي وكفي؟ » [أخرجه أبو داود في الأدب (5095)، والترمذي في الدعوات (3426)]. وصح عنه « من قال بعد صلاة الفجر وبعد صلاة المغرب لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير عشر مرات كانت له حرزاً من الشيطان يومه ذاك » .
13- التأمين ضد الأعطال العارضة: روى البخاري في صحيحه عن أبى موسى قال: قال رسول الله : « إذا مرض العبد أو سافر كتب الله تعالي له من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحا مقيما» ،فإذا حرصت على الطاعات وأعمال الخير وصلة الرحم والنوافل وجعلتها من برنامجك اليومي فإن الله سيكتبها لك كاملة إذا انقطعت عنها لمرض أو سفر .
14- التأمين على الدعاء : إذا أحببت أن يستجاب دعاؤك فأدع لأخيك المسلم بمثل ما تريد فقد روى الإمام مسلم من حديث أم الدرداء وأبي الدرداء ا بأن رسول الله قال: « دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل».
15- تأمين ضد الهموم والديون : في سنن أبي داود عن أبي سعيد الخدري قال « دخل رسول الله ذات يوم المسجد , فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة , فقال له : يا أبا أمامة مالي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة ؟ فقال : هموم لزمتني وديون يا رسول الله , قال أفلا أعلمك شيئا إذا قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك ؟ قلت : بلى يا رسول الله , قال « قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن , وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل , وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال » قال : ففعلت فأذهب الله همي وقضى عني ديني ».
16- تأمين ضد الدجال: ففي الحديث الذي رواه ابن ماجه في سننه والحاكم في مستدركه وصححه الألباني قال : « من حفظ عشر آيات من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال» ،وفي لفظ: «من حفظ عشر آيات من أوائل سورة الكهف عصم من فتنة الدجال».وفي لفظ: « من حفظ عشر آيات من أواخر سورة الكهف عصم من فتنة الدجال».
17- تأمين الأولاد وتحصينهم : وكما يحصن المرء نفسه فإنه يُسّن له أن يُحصّن أبناءه ويعوذهم، وخير ذلك ما رواه البخاري عن ابن عباس قال: كان النبي يعوذ الحسن والحسين ويقول: « إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة». ومن علاج العين قبل وقوعها وهو من قبيل العائن وهو التبريك وهو قول تبارك الله وكذلك قول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
أسأل الله العلي العظيم العفو الكريم أن يحفظنا بحفظه ،و يتولانا برعايته ، ويكلأنا بعنايته ،وينظر إلينا بعين رحمته ، ويؤمنا في الدنيا والآخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه ،وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أختي الكريمه أسئل الله بمنه وفضله ان يجزيكِ خير الدنيا والآخرة كم استفيد من مواضيعكِ الطيبه
توقيع : أم الشهيد السلفية
موت الأحبة و رحيلهم يدمي و يؤلم القلوب ,
و يدمع العيون , ويضعف النفوس..
فما لذة الحياة إلا مع من نحب
ومن نرتاح لهم,أولئك
الذين نسعد إذا حضروا و نشتاق إذا رحلوا ..
اللهم عليك بطاغوت سوريا وكل من طغى ودافع عنه،
اللهم اقذف الرعب في قلبه ،
اللهم صب عليه سوط عذاب ،
اللهم ارنا فيه عجائب قدرتك وعذبه .
عذابا شديدا في الدنيا والآخرة عاجلا غير آجل ،
وأرنا فيه بطشك وعقابك الذي لا يرد على القوم المجرمين ، واخسف به الأرض واجعله عبرة للعالمين