د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام
الغريب أن الإعلام الصهيوني الذي اعتاد إنكار جرائم حكومته تجاه الفلسطينيين، بل حتى تجاه حلفائه، نجده يعلن أن هذا القاتل ما هو إلا "صهيوني متحمس"، ولم تشجب صحيفة "إسرائيل اليوم" هذه الجريمة التي لم تشهد النرويج لها مثيلا.
ما زال العالم مندهشا من الجريمتين اللتين حدثتا الجمعة الماضية في النرويج واللتين أسفرتا عن مقتل العشرات وجرح الكثيرين، والكامن وراء هاتين العمليتين مواطن نرويجي يدعى "أندراس برينج بريفييك"، أخذ على نفسه محاربة المد الإسلامي وأهله! لقد أصاب هذا القاتل وسواس العظمة فاعتقد أنه بفعله هذا سيمجّد.
وقد سعيت جاهدة لمعرفة خلفية هذا المجرم لعلي أصل إلى سبب هذا الكره الموجه ليس للإسلام فقط بل حتى لوطنه، فلم أتمكن، وكل ما عرفته هو أنه زرع قنبلة يوم الجمعة أمام مكتب رئيس الوزراء النرويجي مما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص وإصابة العشرات جراء الانفجار، كما تضرر مبنى رئاسة الوزراء النرويجي ومقر وزارة النفط والطاقة بأضرار بالغة، قبل أن يتوجه بسيارته إلى جزيرة "أوتويا" مرتديا ثياب رجل أمن ليقف أمام المخيم الصيفي الذي اعتاد الحزب الحاكم النرويجي تنظيمه منذ عشرات السنين، لقد اندس هذا المجرم بين مئات تراوحت أعمارهم من سن 13 وحتى 30 عاما، ثم طلب من الجموع التجمع، وهم مع الأسف انخدعوا بلباسه.. فأطاعوه وتجمعوا، ودون تردد أخرج سلاحه الآلي وأخذ يطلق عليهم وابلا من الرصاص.. فأصاب 68 في مقتل، والعشرات من المصابين أصبحوا في حالات حرجة، فلقد تعمد القاتل استخدام رصاص يسمى "الدمدم" الذي من خصائصه نشر شظايا صغيرة في أجساد المستهدفين وإيقاع أكبر قدر ممكن من الضرر بهم، وهذا ما حدث فقد بين الأطباء الذين أنقذوا 16 مصابا، صعوبة إنقاذ المصابين.
ومن جانب آخر يؤكد خبراء القذائف أن هذا النوع من الرصاص خفيف الوزن ويمكن تصويبه بدقة من مسافات مختلفة، وهو يستخدم عادة من قبل حراس الرحلات الجوية وضباط سلاح الجو البريطاني، وهذا ما يفسر استعانة الحكومة النرويجية بخبير أمني من الشرطة البريطانية، خاصة أن هناك احتمال وجود صلات محتملة لبريفييك مع رابطة "الدفاع الإنجليزية يمينية" المتشددة، فقد كتب في بيانه على الإنترنت أن "يمينيين متطرفين جندوه خلال اجتماع حضره 8 أشخاص في لندن في أبريل 2002، وأن أكثر من 600 عضو في رابطة الدفاع الإنجليزية (اليمينية المتطرفة) انضموا إلى لائحة أصدقائه على موقع فيسبوك، وأنه أجرى اتصالات بالرابطة"، كما تحدثت تقارير إعلامية أن (بريفييك كان مستشاراً لرابطة الدفاع الإنجليزية حول الكراهية الإسلامية، وقدم نصائح لها حول أساليب إثارة الكراهية ضد المسلمين، كما كان محط إعجاب الجماعة اليمينية المتطرفة في بريطانيا، وخطط لإنشاء جماعة مشابهة لها في النرويج لمكافحة تنامي عدد المسلمين فيها). وأضافت التقارير أن (بريفييك كشف في رسالة إلكترونية بعثها إلى موقع سياسي نرويجي أنه ناقش تكتيكات مع رابطة الدفاع الإنجليزية وجماعة أخرى لوقف أسلمة أوروبا، وأبدى إعجابه بالطريقة التي استفزت بها الرابطة المسلمين الشباب والماركسيين في بريطانيا).
والغريب أن الإعلام الصهيوني الذي اعتاد إنكار جرائم حكومته تجاه الفلسطينيين، بل حتى تجاه حلفائه، نجده اليوم يعلن أن هذا القاتل ما هو إلا "صهيوني متحمس" إذ لم تشجب صحيفة "إسرائيل اليوم" هذه الجريمة التي لم تشهد النرويج لها مثيلا منذ الحرب العالمية الثانية، بحسب قول رئيس الوزراء النرويجي "ينس ستولتنبرج"، فقد أعلنت وبكل فخر أن هذا الإرهابي الذي قتل العشرات من مواطني بلده، معجب بالكيان الصهيوني وبرجاله أمثال "ثيودور هرتزل" مؤسس الكيان الصهيوني بل معجب بسياسة الإقصاء العنصري للعرب والمسلمين في فلسطين المحتلة، فهو يقول إنها و(على مدى السنين لم تمنح "حقوق المواطنة "لمعظم السكان المسلمين الذين يعيشون تحت سيطرتها على عكس أوروبا، التي فتحت بواباتها أمام المسلمين، ومنحتهم المواطنة وحقوقا زائدة)، كما تؤكد الصحيفة نفسها أنه هذا الإرهابي واسع الاطلاع على السياسة الحزبية والداخلية للكيان الصهيوني، فقد نقلت عنه امتداحه لرئيس الوزراء "نتنياهو" الذي شكل ائتلافاً يمينياً، رغم أنه (يعرف أن نوع الائتلاف اليميني من هذا القبيل من شأنه أن يغضب الرئيس الأمريكي باراك أوباما ويمس بالعلاقات بين الدولتين).
ولم تكتف هذه الصحيفة الصهيونية بذلك بل عمدت إلى نقل تفاصيل أخرى تؤكد تعصب هذا القاتل للصهيونية، فذكرت أن اهتمامه وإعجابه بالكيان الصهيوني تعدى الساحة السياسية ليصل إلى الحياة الأكاديمية والإعلامية، إذ كثيرا ما يقتبس آراء متشددة لأكاديميين صهاينة، وكثيرا ما يذكر صحيفة «هآرتس» والقناة الإسرائيلية السابعة، كما أظهرت نقده وبشدة للجنة "جائزة نوبل للسلام" بسبب منحها ياسر عرفات الجائزة في أعقاب اتفاقات أوسلو!
وتأكيدا على تمجيد صحيفة "إسرائيل اليوم" لهذا الإرهابي، ومساندتها له فيما قام به من جرائم، نقلت قوله: (حان الوقت لوقف الدعم الغبي للفلسطينيين والشروع بدعم أبناء عمومتنا الحضاريين ـ إسرائيل ـ)، وفي هذا النقل ما فيه من تهديد مبطن للنرويج ولغيرها من دول أوروبا، التي قد تظهر نوعا من الدعم للقضية الفلسطينية.
لقد قال هذا الإرهابي، لقاض نرويجي كلف بمحاكمته: (إن هدفه إنقاذ أوروبا من استيلاء المسلمين عليها)! كما قال: (إنه كان جزءاً من شبكة معادية للإسلام لها خليتان في النرويج وعدة خلايا أخرى في الخارج). كما وصف المذبحة التي قام بها بأنها: (عمل وحشي ولكنه ضروري)!
كان لا بد هنا.. من الإشارة إلى الأنباء الواردة من أوساط عملاء مزدوجين كانوا قد عملوا في الموساد، من أن إسرائيل هي التي كانت وراء تفجير مبنى رئاسة الوزراء النرويجي ومقر وزارة النفط والطاقة النرويجية، والهجوم على معسكر للحزب الحاكم في جزيرة أوتويا، وذلك للأسباب التالية: فالنرويج ثاني أكبر مصدر للنفط خارج منطقة الشرق الأوسط، وكانت قد قطعت إمداداتها عن إسرائيل وهو ما أثار غضبها بالطبع، والحكومة النرويجية الحالية بقيادة رئيس الوزراء "ينس ستولتنبرج"، كانت تتأهب للاعتراف بالدولة الفلسطينية، قبل تفجير مقرها، أما جزيرة "أوتويا" التي قتل فيها 68 قتيلا، كانت قد استضافت في وقت سابق تجمعا مناصرا للقضية الفلسطينية.. مواقف مشرفة كهذه لحكومة النرويج لا شك أنها تستفز الكيان الصهيوني وتفقده البقية الباقية من عقله.
ولا ننسى البرقية السرية التي أرسلها سفير النرويج الشجاع "ياكين ليئان" المتواجد في الكيان الصهيوني، فقد وصف هذا الكيان بقوله إنها "دولة تعذيب"، فهي تمارس التعذيب بحق أحد عشر ألف أسير فلسطيني في سجونها)، واقترح على الخارجية النرويجية الإعراب عن قلقها حيال التعذيب الذي تمارسه إسرائيل، البرقية أثارت واستفزت الأوساط السياسية الصهيونية، ومن هنا لا أستبعد أن تكون الخليتان اللتان أشار إليهما منفذ تلك العمليات الإرهابية لها علاقة مباشرة بالموساد!
السؤال؟ إذا كان مرتكب الجريمه مسلم ماذا يفعل الأعلام الغربي؟؟؟؟؟
<الأرهاب من عندهم الحمدلله ربي فظحهم لا حول ولا قوة الا بالله لو مسلم مرتكب الجريمه ماسكتو عنه بالجرايد---والتلفزيون ---وكلات الانباء العالميه ---
توقيع : الحرة
قل لمن يحمل هماً أن همك لن يدوم … مثلما ماتفنى السعادة … هكذا تفنى الهموم