البيــت العـــام للمواضيع التي ليس لها قسم محدد |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
17-09-11, 01:04 AM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
البيــت العـــام
( أسباب زيادة الإيمان ) إنها حقيقة لا مراء فيها، فالبكاء من خشية الله تعالى يلين القلب ،ويذهب عنه أدرانه، قال يزيد بن ميسرة رحمه الله : ” البكاء من سبعة أشياء : البكاء من الفرح ، والبكاء من الحزن ، والفزع ، والرياء ، والوجع ، والشكر ، وبكاء من خشية الله تعالى ، فذلك الذي تُطفِئ الدمعة منه أمثال البحور من النار ! ” . وقد مدح الله تعالى البكائين من خشيته، وأشاد بهم في كتابه الكريم: (إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجداً. ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً. ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً) [الإسراء 107-109]. البكاء شيء غريزي: نعم هذه هي الفطرة فالإنسان لا يملك دفع البكاء عن نفسه ، يقول الله تعالى: ( وأنّه هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى ) [ النجم / 43 ] قال القرطبي في تفسيرها : ” أي : قضى أسباب الضحك والبكاء ، وقال عطاء بن أبي مسلم : يعني : أفرح وأحزن ؛ لأن الفرح يجلب الضحك والحزن يجلب البكاء… أنواع البكاء: لقد ذكر العلماء أن للبكاء أنواعاً ومن هؤلاء الإمام ابن القيم رحمه تعالى إذ ذكر عشرة أنواع هي: - بكاء الخوف والخشية . -بكاء الرحمة والرقة . - بكاء المحبة والشوق . - بكاء الفرح والسرور . - بكاء الجزع من ورود الألم وعدم احتماله . - بكاء الحزن …. وفرقه عن بكاء الخوف : أن الأول -” الحزن ” – يكون على ما مضى من حصول مكروه أو فوات محبوب وبكاء الخوف : يكون لما يتوقع في المستقبل من ذلك ، والفرق بين بكاء السرور والفرح وبكاء الحزن أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان ، ودمعة الحزن : حارة والقلب حزين ، ولهذا يقال لما يُفرح به هو ” قرة عين ” وأقرّ به عينه ، ولما يُحزن : هو سخينة العين ، وأسخن الله به عينه . - بكاء الخور والضعف . - بكاء النفاق وهو : أن تدمع العين والقلب قاس . - البكاء المستعار والمستأجر عليه ، كبكاء النائحة بالأجرة فإنها كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب : تبيع عبرتها وتبكي شجو غيرها . - بكاء الموافقة : فهو أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر فيبكي معهم ولا يدري لأي شيء يبكون. فضل البكاء من خشية الله: إن للبكاء من خشية الله فضلاً عظيماً ، فقد ذكر الله تعالى بعض أنبيائه وأثنى عليهم ثم عقب بقوله عنهم: ( إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً ) [مريم58]. وقال تعالى عن أهل الجنة : { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ . قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ . فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ . إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } [ الطور 25 – 28 ] أما رسول الله فقد قال: ” لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ” . وقالَ: ” سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظلُّهُ…”وفي آخره:” ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ” . وقال ” عينان لا تمسهما النار ، عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله “. وقال النبي : ” ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين : قطرة من دموع خشية الله ، وقطرة دم تهراق في سبيل الله ، وأما الأثران : فأثر في سبيل الله ، وأثر في فريضة من فرائض الله “.وكان السلف يعرفون قيمة البكاء من خشية الله تعالى،فهذا عبد الله بن عمر ا يقول : ” لأن أدمع من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار ! ” . وقال كعب الأحبار : لأن أبكى من خشية الله فتسيل دموعي على وجنتي أحب إلى من أن أتصدق بوزني ذهباً. بكاء النبي : عَن ابن مَسعودٍ – رضي اللَّه عنه – قالَ : قال لي النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : ” اقْرَأْ علي القُرآنَ ” قلتُ : يا رسُولَ اللَّه ، أَقْرَأُ عَلَيْكَ ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ ؟ ، قالَ : ” إِني أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي ” فقرَأْتُ عليه سورَةَ النِّساء ، حتى جِئْتُ إلى هذِهِ الآية : ( فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّة بِشَهيد وِجئْنا بِكَ عَلى هَؤلاءِ شَهِيداً ) [ النساء / 40 ] قال ” حَسْبُكَ الآن ” فَالْتَفَتُّ إِليْهِ ، فَإِذَا عِيْناهُ تَذْرِفانِ . ولما رأى النبي أصحابه يحفرون قبرا لدفن أحد المسلمين وقف على القبر وبكى ثم قال : ” أي إخواني، لمثل هذا فأعدوا ” . أما عبد اللَّه بنِ الشِّخِّير – رضي اللَّه عنه – فيقول : أَتَيْتُ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وَهُو يُصلِّي ولجوْفِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ المرْجَلِ مِنَ البُكَاءِ . وقد روى مسلم عن أبي هريرة قال: زار النبي قبر أمه فبكى وأبكى من حوله…” الحديث. وقام ليلة يصلي فم يزل يبكي ، حتى بل حِجرهُ ! قالت عائشة : وكان جالساً فلم يزل يبكي حتى بل لحيته ! قالت : ثم بكى حتى بل الأرض ! فجاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فلما رآه يبكي ، قال : يا رسول الله تبكي ، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟! قال : ” أفلا أكون عبداً شكورا ؟! لقد أنزلت علي الليلة آية ، ويل لم قرأها ولم يتفكر فيها ! (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ …) الآية. الراوي: عائشة المحدث: ابن عدي – المصدر: الكامل في الضعفاء – الصفحة أو الرقم: 6/548 خلاصة الدرجة: [فيه] عبد الأعلى بن أبي المساور عامة أحاديثه ممالا يتابعه عليها الثقات بكاء الصحابة : لقد رأينا شيئا ًمن بكائه وقد تعلم الصحابة من نبيهم البكاء فعن أنس قال : خطب رسول الله خطبة ما سمعت مثلها قط فقال : ” لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيراً ” ، فغطى أصحاب رسول الله وجوههم ولهم خنين ، وفي رواية : بلغَ رسولَ الله عن أصحابه شيء فخطب فقال : ” عرضت عليَّ الجنة والنار فلم أر كاليوم من الخير والشر ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيراً ” فما أتى على أصحاب رسول الله يوم أشد منه غطوا رؤوسهم ولهم خنين ” . والخنين : هو البكاء مع غنّة . و كان عثمان إذا وقف على قبر ؛ بكى حتى يبل لحيته ! فقيل له : تذكر الجنة والنار فلا تبكي ، وتبكي من هذا ؟! فقال إن رسول الله قال : ” إن القبر أول منزل من منازل الآخرة ، فإن نجا منه ، فما بعده أيسر منه ، وإن لم ينج منه ؛ فما بعده أشد منه ! ” قال : وقال رسول الله : ” ما رأيت منظراً قط إلاّ القبر أفظع منه ! “. وبكى أبو هريرة في مرضه . فقيل له : ما يبكيك ؟! فقال : ” أما إني لا أبكي على دنياكم هذه ، ولكن أبكي على بُعد سفري ، وقلة زادي ، وإني أمسيت في صعود على جنة أو نار ، لا أدري إلى أيتهما يؤخذ بي !! ” . وبكى معاذ بكاء شديداً فقيل له ما يبكيك ؟ قال : لأن الله عز وجل قبض قبضتين واحدة في الجنة والأخرى في النار ، فأنا لا أدري من أي الفريقين أكون . وبكى الحسن فقيل له : ما يبكيك ؟ قال : أخاف أن يطرحني الله غداً في النار ولا يبالي . وعن تميم الداري رضى الله عنه أنه قرأ هذه الآية : ( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات ) [ الجاثية / 21 ] فجعل يرددها إلى الصباح ويبكي . وكان حذيفة يبكي بكاءً شديداً ، فقيل له : ما بكاؤك ؟ فقال : لا أدري على ما أقدم ، أعلى رضا أم على سخط ؟ . وأُتي عبد الرحمن بن عوف يوما بطعامه فقال : قتل مصعب بن عمير وكان خيراً مني فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة ، وقتل حمزة – أو رجل آخر – خير مني فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة ، لقد خشيت أن يكون قد عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا ، ثم جعل يبكي . وكان ابن مسعود يمشي فمَّر بالحدَّادين و قد أخرجوا حديداً من النار فقام ينظر إلى الحديد المذاب ويبكي . وكأنه تذكر النار وعذاب أهلها حين رأى هذا المشهد . وخطب أبو موسى الأشعري مرة الناس بالبصرة : فذكر في خطبته النار ، فبكى حتى سقطت دموعه على المنبر وبكى الناس يومئذ بكاءً شديداً . وعن نافع قال : كان ابن عمر إذا قرأ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ) [ الحديد / 16 ] بكى حتى يغلبه البكاء . وقال مسروق رحمه الله : ” قرأت على عائشة هذه الآية : ( فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ) [ الطور / 27 ] فبكت ، وقالت: ” ربِّ مُنَّ وقني عذاب السموم ” . وهذا عبد الله بن رواحة كان واضعاً رأسه في حجر امرأته فبكى فبكت امرأته فقال ما يبكيك فقالت رأيتك تبكي فبكيت قال إني ذكرت قول الله عز وجل { وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً } [ مريم / 71 ] فلا أدري أأنجو منه أم لا . وعن أنس بن مالك أن نبي الله قال لأبيِّ بن كعب : “إن الله أمرني أن أقرئك القرآن” قال أالله سماني لك ؟ قال :” نعم” ، قال : وقد ذُكرت عند رب العالمين ؟ قال : “نعم” ، فذرفت عيناه – وفي رواية : فجعل أبيٌّ يبكي -. وقد تربى السلف الصالح على هذه المعاني العظيمة فرأينا منهم عجبا: فهذا إسماعيل بن زكريا يروي حال حبيب بن محمد – وكان جارا له – يقول : كنت إذا أمسيت سمعت بكاءه وإذا أصبحت سمعت بكاءه ، فأتيت أهله ، فقلت ما شأنه ؟ يبكي إذا أمسى ، ويبكي إذا أصبح ؟! قال : فقالت لي : يخاف والله إذا أمسى أن لا يصبح و إذا أصبح أن لا يمسي . وحين سئل عطاء السليمي : ما هذا الحزن قال : ويحك ، الموت في عنقي ، والقبر بيتي ، وفي القيامة موقفي وعلى جسر جهنم طريقي لا أدري ما يُصنَع بي . وكان فضالة بن صيفي كثير البكاء ، فدخل عليه رجل وهو يبكي فقال لزوجته ما شأنه ؟ قالت : زعم أنه يريد سفراً بعيداً وماله زاد . وقرأ رجل عند عمر بن عبد العزيز وهو أمير على المدينة : ( وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا ) [ الفرقان : 13 ] فبكى حتى غلبه البكاء ، وعلا نشيجه ! فقام من مجلسه ، فدخل بيته ، وتفرَّق الناس . وأخيرا فقد قال أبو سليمان رحمه الله : عودوا أعينكم البكاء وقلوبكم التفكر. من فوائد البكاء من خشية الله : - أنه يورث القلب رقة وليناً - أنه سمة من سمات الصالحين - أنه صفة من صفات الخاشعين الوجلين أهل الجنة. - أنه طريق للفوز برضوان الله ومحبته. وبعد فهذه مجرد إشارات لفضيلة البكاء ، و لما كان عليه القوم الصالحون الأوائل من خشية الله والبكاء من أثر هذه الخشية فهل لنا فيهم أسوة؟!.
الموضوع الأصلي: " " أســبـــاب زيــادة الإيـــمــان " " || الكاتب: البارقة || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد " HsJJfJJJhf .dJJh]m التعديل الأخير تم بواسطة البارقة ; 17-09-11 الساعة 01:41 AM |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
17-09-11, 01:35 AM | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
البارقة
المنتدى :
البيــت العـــام
جزااك الله خير اخيه وأثابك الله خير ثواب
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
17-09-11, 01:45 AM | المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
البارقة
المنتدى :
البيــت العـــام
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
17-09-11, 01:41 AM | المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
البارقة
المنتدى :
البيــت العـــام
جزاك الله كل خير وجعلها بميزان حسناتك ..
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
17-09-11, 01:48 AM | المشاركة رقم: 5 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
البارقة
المنتدى :
البيــت العـــام
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
05-11-11, 10:01 AM | المشاركة رقم: 6 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
البارقة
المنتدى :
البيــت العـــام
بارك الله فيكِ
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
18-11-11, 05:58 PM | المشاركة رقم: 7 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
البارقة
المنتدى :
البيــت العـــام
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 1 : | |
عبق الشام |
|
|