فايز الثبيتي شاب من طراز خاص .. فهو حالة نادرة .. فهو أصم .. وأبكم .. وأعمى .. لكنه مع هذا مليئ بالثقة في الله والقدرة على تحمل المشاق والصعاب وتجاوزها
حمل هم الدعوة إلى الله .. وأصبح داعية يدعو إلى الله بأسلوب دعوي وخطابي رائع جداً .. ويحفظ الأذكار ويتقن حفظ القرآن وذلك عن طريق كتابتها على يده ومن ثم بورقة وإعادة كتابتها عدة مرات حتى أتقن الحفظ !!
لا يتخلف أبدا عن الصلاة في المسجد على الرغم من المصاعب والمخاطر التي يواجهها من هم بمثل حالته .. ولو تشاهده تجد فيه عدة كدمات وضربات ومعظمها وهو في طريقه إلى المسجد أو العودة منه .. وعندما يؤمر بالصلاة في المنزل يقول : ــ أأضيع أجر سبع وعشرين درجة !!!
إليكم هذا الموقف المؤثر يحكيه أحد المقربين منه حيث يقول : ذات مره عندما كان فايز أصغر سنا كان في طريقه إلى المسجد وعند نزوله من رصيف الشارع إذ بسيارة غير مسرعة نهائياً وكان قائدها يظن كما يظن كل من لانه قطع الشارع من امام سيارته .. حيث كانت إصابة اليد هي المؤلمة فبدا يُحس بالألم .. يرى فايز بأنه يستطيع النظر فصفعه صفعة قوية على وجهه ويده وعندما ركبنا إلى السيارة راح يبكى من شدة الضربة وقال : يـــــارب الــــجــــنــــة !! ولم يقل يا رب خفف مصابي أو نحو ذلك .. فأنا من شدة المنظر دمعت عيني .. فيا من تركت الصلاة أنظر إلى حال هذا وأمثاله في حرصهم على الصلاة..
وقال ايضاً أحد أقاربه : رأيته خمس مرات تصتدم به سياره , ورأيته أكثر من مره يقع في حفر في الطريق ورايت في وجهه أثار الجروح من كثر الأستصدام بالحائط وكل هذه الامور تجري وهو متجه نحو المسجد , لم يكن ذاهباً الى ملعب , ولم يكن ذاهبا الى طلب الدنيا ولكنه متجه الى بيت الله ( المسجد) .
فايز الثبيتي يتصل مع الناس عن طريق اللمس وإليكم بعض الامور المتعلقه به : لكي تقول له كلمة ما ( أمسك يده واكتب باصبعك على راحتها إسمك و يعرف ماذا تقول ) وعندما يلمس وجهك لمرة واحده فانه يعرفك في كل مره , ويغضب ويحزن كثيرا عندما يتلمس وجه شخص يحلق لحيته وقد بكى يوم كامل ولم يذق الفطور ولا الغداء ولا العشاء وهو يبكي بسبب أنه أخر صلاة الفجر عن وقتها وهوايته المكوث في المسجد وحفظ القرآن ويقول بأن الإيمان بالله عز وجل أهم من كل الحواس .. لذلك فهو صابر محتسب يعلم أن ما أعده الله لعباده الصالحين في الجنة خير من الدنيا الفانية
يقول الشيخ سعيد القحطاني وهو إمام المسجد الذي يصلي فيه فايز الثبيتي .. ألقى فايز الثبيتي كلمة بالاشاره في المسجد في رمضان 1423 هـ .. هذه الكلمة لا تتعدى الخمسة عشر دقيقة تقريباً وقد أثرت في الحضور تأثيراً كبيراً .. ويُضيف قائلاً : إني لأحسب الأخ فايزاً ممن يحملون هم الدعوة إلى الله .. ربما يلقى البعض محاضرةً كاملة تستغرق ساعة أو ربما أكثر ولكنه لا يؤثر ولا يُتأثر بها .. وفايز الأصم والأبكم والأعمى يُلقي كلمة بالاشاره لا تتعدى الخمسة عشر دقيقة ويُثر في كم كبير من الحضور !! ..
فيا تُرى من المعاق .. ؟!! هو.. ؟!! أم ... من أُعطِيَ هذه النعم وأعاق نفسه عن ذكر الله والوصول إليــــه !! ..
هذا الرجل الذي نستحي من أنفسنا أن نقارن به أنه معاق ولكنه أفضل من كل شخص صحيح , فقد حج ثلاث مرات بعمره وحج بوالده وسوف يحج بوالدته وهو في هذه الحال ولم يفارق المسجد الحرام في كل رمضان بالعشر الأواخر منه.