أكد الشيخ الداعية سليمان الجبيلان أن ما حدث في الوسط الإعلامي وشبكات التواصل الاجتماعي ووقوع البعض في الإلحاد والتطاول في جناب رسول الله سببه الصحبة السيئة، سارداً قصة فتاة بجامعة الدمام تغيبت عن أسرتها وتبين فيما بعد أنها مدمنة للمخدرات بسبب صديقتها الفاسدة, في حين أنها كانت طيلة دراستها مستقيمة بسبب صحبتها الخيرة.
جاء ذلك في اختتام حملة ركاز الثالثة عشرة بالمنطقة الشرقية، التي انطلقت تحت شعار "صحبتك سمعتك" وذلك في مجمع العثيم.
وأوضح الجبيلان أنه شاهد بنفسه مجموعة من الفتيات يدخنَّ علناً بالشوارع، في حين أننا لو رجعنا لسيرة هؤلاء الفتيات لوجدن أن أمهاتهن وجداتهن خيِّرات لا يعرفن مثل هذه الأمور الخبيثة، مؤكداً أن أي صحبة ذات مصالح دنيوية سرعان ما تفسد، وأما الصحبة في الله فلن تزول.
وعدد عقب ذلك الصحبة وأنواعها، وأن أفضلها للإنسان هي التي تكون من الأقارب، ومنها الأم والزوجة التي تعد أول صحبة سطرها التاريخ، مشدداً على أهمية صحبة الخالة التي تكون في مكانة الأم، والعمة في مكانة الأب، كما أوصى الرسول .
ووجَّه رسالة للنساء الحاضرات بالتحذير من الصديقات اللاتي يفسدن العلاقة الزوجية في حال وقوع خلاف بينهما, مشيراً إلى أن بعض الوقائع الاجتماعية تشير إلى تفكك كثير من الأسر وانفصالها بسبب استشارة زوجة لصديقتها الفاسدة, في حين أن على الزوجة أن تختار صديقتها مبكراً قبل وقوع أية مشكلة, وتجعلها قريبة منها في الشدة والرخاء, حتى لو حصلت مشكلة للجأت إليها بسرعة وبكل ثقة واطمئنان, فالصاحب ساحب.
وأشاد ببرنامج ركاز الذي يقوم عليه نخبة من الدعاة والمختصين, وطرح أساليب عصرية وجذابة وبلغة خطاب غير تقليدية وبأقل التكاليف، وبما يتناسب مع وسطية واعتدال المنهج الإسلامي الحنيف.
أما مشهور الشريف فحذر الشباب والفتيات من كثرة الأصدقاء الذين يتفاخرون بهم على الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي، التي قد تكلف الإنسان ثمناً باهظاً، لأنه بلا أدنى شك لن يعرف صديقه الحقيقي من بين الآلاف!, فالأفضل والأنسب في هذا الزمن من يملك عدداً بسيطاً من الأصدقاء وليس بالكثرة, حتى أن بعض كبار السن في هذا الزمن ما زالت علاقته بأصدقائه القدامى حميمية ومستمتع بها إلى آخر عمره، ولم يلتزم بصداقات جديدة على الرغم من معرفته الكثيرين، سواء في عمله أو مجتمعه.
وناشد الوالدين اللذين يغفلان عن أبنائهما بالقدوة الحسنة, وفهم للتفاعلات الإنسانية وضبطها لرقي العلاقة فيما بينهم إيجابياً، وأن يوجهوا أبناءهم، وأن يتحدثوا عن أصدقائهم ومواقفهم معهم، وكيف أن علاقة الأب بصديقه لم تنقطع منذ سنين طويلة.
وأشار إلى أن قرب الوالدين من الأبناء يعزز الثقة ولا يجعلهم يحتاجون للآخرين, وقال إن بعض الآباء يعتقد أن الأم هي الأقرب للبنت وليست بحاجة للوالد, ولكن الواقع يؤكد أن الفتاة عاطفية وجرعة عطف من الوالد تساوي ثمناً كبيراً وتمثل سوراً واقياً للفتاة من الانزلاق مع صديقات السوء.
وقال إن أكثر المدخنين انجرفوا في البداية عن طريق صديق سوء, ومن ثم تتوالى المشاكل وربما تصل بهم إلى السجون
منقول