البيــت العـــام للمواضيع التي ليس لها قسم محدد |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
02-02-13, 10:32 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
البيــت العـــام
بكرت يوماً أطلب الخلوة إلى جامع الرصافة فجعلت أجول وحدي وأتفكر في ذلك المكان ومن كان به من العلماء والصالحين.
ورأيت أقواماً قد جاوروا فيه فسألت أحدهم: منذ كم أنت ها هنا فأومأ إلى قريب من أربعين سنة. فرأيته في بيت كثير الدرن والوسخ. وجعلت أتفكر في حبسه لنفسه عن النكاح هذه المدة فأخذت النفس تحسن ذلك وتذم الدنيا والاغترار بها. فأقبل العلم ينكر على النفس وخضه الفهم لحقائق الأمور وموضوع الشرع يقوي ما قال العلم. فينحل من ذلك أن قلت للنفس: اعلمي أن هؤلاء على ضربين. منهم من يجاهد نفسه في الصبر على هذه الأحوال فتفوته فضائل المخالطة لأهل العلم والعمل وطلب الولد ونفع الخلق وانتفاع نفسه بمجالسة أهل الفهم فيحدث له من نفسه حالة تشابه وربما يبس الطبع وساء الخلق وربما حدث من حبس مائه المحتقن سمية أفسدت بدنه وعقله وربما أورثته الخلوة وسوسة وربما ظن أنه من الأولياء واستغنى بما يعرفه وربما خيل له الشيطان أشياء من الخيالات وهو يعدها كرامات وربما ظن أن الذي هو فيه الغاية ولا يدري أنه إلى الكراهة أقرب. فإن رسول الله : نهى أن يبيت الرجل وحده وهؤلاء كل منهم يبيت وحده ونهى عن التبتل وهذا تبتل ونهى عن الرهبانية وهذا من خفي خدع إبليس التي يوقع بها في ورطات الضلال بألطف وجه وأخفاه. والضرب الثاني: مشايخ قد فنوا فانقطعوا ضرورة إذ ليس لأحدهم مأوى فهم في مقام الزمنى. وإن كان الضرب الأول قد قطعوا حبل نفوسهم في العلم والعمل والكسب وتعلقت هممهم بفتوح يطرق عليهم الباب فرضوا بالعمى بعد البصر وبالزمن بعد الإطلاق. فقالت لي النفس: لا أرضى هذا الذي تقوله فإنك إنما تميل إلى إيثار نكاح المستحسنات والمطاعم المشتهيات. فإذا لم تكن من أهل التعبد فلا تطعن فيهم. فقلت لها: إن فهمت حدثتك وإن كنت تقلدين صور الأحوال فلا فهم لك. أما المستحسنات فإن المقصود من النكاح أشياء منها طلب الولد ومنها شفاء النفس بإخراج الفضلة المؤذية وكمال خروجها لا يكون إلا بوجود المستحسن. واعتبر هذا بالوطء دون الفرج فإنه يخرج من الفضلات ما لا يخرج بالوطء في الفرج وبتمام خروج تلك الفضلة تفرغ النفس عن شواغلها فتدري أين هي. كما نأمر القاضي بالأكل قبل الحكم وننهاه عن الحكم وهو غضبان أو حاقن. وبكمال بلوغ هذا الغرض يكون كمال الولد لتمام النطفة التي تخلق منها. ثم للنفس حظ فهو يستو فيه استيفاء الناقة حظها من العلف في السفر وذلك يعين على سيرها. وأما المطاعم فالجاهل من يطلبها لذاتها أو لنفس لذاتها. وإنما المراد إصلاح الناقة لجمع هممها ونيل مرادها من غرضها الصارف لها عن الفكر في هواها. وإذا تأملت حال الشرب الأول رأيت من هذا عجباً فإن النبي اختار لنفسه عائشة ا وكانت مستحسنة ورأى زينب فاستحسنها فتزوجها وكذلك اختار صفية وكان إذا وصفت له امرأة بعث يخطبها. وكان لعلي أربع حرائر وسبع عشرة سرية مات عنهن. وقبل هذه الأمة فقد كان لداود مائة امرأة ولسليمان ألف امرأة فمن ادعى خللاً في هذه الطرق أو أن هؤلاء آثروا هواهم وأنفقوا بضائع العمر في هذه الأغراض وغيرها أفضل. فقد ادعى على الكاملين النقصان وإنما هو الناقص في فهمه لا هم. وقد كان سفيان الثوري إذا سافر ففي سفرته حمل مشوية وفالوذج وكان حسن المطعم وكان يقول إن الدابة إذا لم تحسن إليها لم تعمل. وهذه الفنون التي أشرت إليها أن قصدت للحاجة إليها أو لقضاء وطر النفس منها أو لبلوغ الأغراض الدينية والدنيوية منها فكله قصد صحيح لا يعكر عليه من يقوم ويقعد في ركعات لا يفهم معناها وفي تسبيحات أكثر ألفاظها ردية. كلا ليس إلا العلم الذي هو أفضل الصفات وأشرف العبادات وهو الآمر بالمصالح والناطق بالنصائح. ثم منفعة العلم معروفة وزهد الزاهد لا يتعدى عتبة بابه وقد قال : لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس. ثم اعتبر فضل الرسل على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. والجوارح على التي لا تصيد. والطين الذي يعمل منه ما ينتفع به على الطين في المطلع. وغاية العلماء تصرفهم بالعلم في المباح وأكثر المتزهدين جهلة يستعبدهم تقبيل اليد لأجل تركهم ما أبيح. فكم فوتت العزلة علماً يصلح به أصل الدين وكم أوقعت في بلية هلك بها الدين وإنما عزلة العالم عن الشر فحسب والله الموفق. الإمام إبن الجوزي رحمه الله / صيد الخاطر. الموضوع الأصلي: زهد يهدم الدين والدنيا || الكاتب: أبـو عـبـد الـرحـمـن || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد .i] di]l hg]dk ,hg]kdh
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
12-02-13, 12:09 PM | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أبـو عـبـد الـرحـمـن
المنتدى :
البيــت العـــام
هو دين الوسطية،وتقلب العبد بين سنن الحياة وأنماطها وحالاتها فيه من تنفيذ الشريعة والارتباط بأحكام بالدين،فهو عند الزواج على سنة الله ورسوله،وعند البيع والشراء والمواريث والعقود،بل وعند الطلاق والقصاص كذلك، يُلزم نفسه الحق والنية،هكذا التعبد لله بإحياء سنن دينه وتطبيقها في الحياة، جزاكم الله خيرًا،والحمدلله،، |
||||||||||||||||||||||||||||||||||
08-03-13, 09:08 PM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أبـو عـبـد الـرحـمـن
المنتدى :
البيــت العـــام
اقتباس:
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
12-02-13, 03:02 PM | المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أبـو عـبـد الـرحـمـن
المنتدى :
البيــت العـــام
موضوع قيم ونافع بإذن الله
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
08-03-13, 09:09 PM | المشاركة رقم: 5 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أبـو عـبـد الـرحـمـن
المنتدى :
البيــت العـــام
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
09-03-13, 03:09 PM | المشاركة رقم: 6 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أبـو عـبـد الـرحـمـن
المنتدى :
البيــت العـــام
بارك الله فيكم
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
15-03-13, 10:46 AM | المشاركة رقم: 7 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أبـو عـبـد الـرحـمـن
المنتدى :
البيــت العـــام
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
11-03-13, 10:47 AM | المشاركة رقم: 8 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أبـو عـبـد الـرحـمـن
المنتدى :
البيــت العـــام
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
15-03-13, 10:49 AM | المشاركة رقم: 9 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أبـو عـبـد الـرحـمـن
المنتدى :
البيــت العـــام
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|