فنون القتال العالمية في الميزان

[أبو عائشة السوري]

فنون القتال العالمية في الميزان

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن نبينا محمداً صلى الله عليه و سلم عبده و رسوله

{ يا أيها الناس اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون}

{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالاً كثيراً و نساءاً و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيباً}

{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولاً سديداً * يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزاً عظيماً}

و بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله، و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم، و شر الأمور محدثاتها، و كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة ، و كل ضلالة في النار

كان الدافع لكتابة هذا الموضوع هو سؤال طرحته على نفسي منذ حوالي بضعة أشهر مفاده، لماذا انتصر العرب المسلمون على أمم الروم، و الفرس، و فتحوا الهند، و الأندلس، و وصلوا حدود الصين ، و هذه الأمم لديها ما لديها من شدة البأس و الشجاعة في الحروب و العدد و العدة؟ و ما هي الحلقة المفقودة اليوم بيننا و بين أعدائنا و فتوحاتنا و أمجادنا؟ و هل يتوجب علينا تعليم صغارنا و شبابنا فنون الكاراتيه و التايكواندو و ما إلى ذلك؟ لا يحب أحد منا أن يكون ضعيفاً، و لكل واحد منا دافع يدفعه لأن يحاول أن يكون قوياً تجاه موقف قد يتعرض له في حياته، أو رغبة منه في نصرة المظلومين، أو الاستعداد للجهاد في سبيل الله ،و تاريخنا مليئ بالبطولات التي يظن من لا يعرف الإسلام أنها خيال ، و سأكتفي بذكر واقعة واحدة مذكورة في صحيح البخاري، جاء الصحابة رضوان الله عليهم إلى الزبير بن العوام يوم اليرموك و قالوا له: ألا تشد فنشد معك؟ فقال : إني إن شددت كذبتم .( يقصد بكذبتم أي لم تتمكنوا من الصمود) فقالوا : لا نفعل فحمل عليهم حتى شق صفوفهم فجاوزهم وما معه أحد ثم رجع مقبلا فأخذوا بلجامه فضربوه ضربتين على عاتقه بينهما ضربة ضربها يوم بدر . قال عروة : كنت أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير ، و كان في شبه جزيرة العرب رجلان فقط يستطيعان القتال بسيفين اثنين و هما صاعدان على الحصان هما الزبير، و خالد بن الوليد رضي الله عنهما، فما كان من الزبير و الأربعين فارساً إلا أن حملوا على 240000فارس من الروم حملة صادقة، لكن الفرسان الذين كانوا وراء الزبير رضي الله عنه لم يستطيعوا المتابعة لكثرة جراحهم ، استمر الزبير رضي الله عنه في الهجوم فدخل في الروم الـ240000 و خرج من الطرف الآخر، ثم عاد من نفس الطريق إياباً!!! ليس بالضرورة أن يكون مقصودي ترك تعلم فنون القتال ، إنما كان قول نبينا موسى عليه الصلاة و السلام لقومه:{أ تستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير} و أنا سأفترض من باب الجدل بأن فنون القتال كلها في درجة الأدنى ، و سأحاول وضع حجر الأساس لما هو خير بحيث يكون فصلاً بين العمل و الهزل، و يقترب من الجد و يبتعد عن اللعب، و الله ولي التوفيق و القادر عليه .
سنبدأ بدراسة لفنون القتال المعاصرة، كان أحد الإخوة في أحد المواقع قد أجاب في موضوع طويل على سؤال ألا و هو: ما هو أقوى فن قتالي في العالم؟ فأجاب في موضوع طويل و تحليلات و نسب و أرقام على هذا السؤال و أكد بأن هذه الدراسة ليست من قبيل نفسه ، بل قام بها خبراء في الرياضة على مستوى العالم، كانت عبارة عن مقارنة بين رياضات الكاراتيه، و التايكواندو، و الكيك بوكسينغ، و المواي تاي، و الكونغ فو، و الملاكمة، و رياضات أخرى، و في نهاية البحث تبينت أمامنا أن الكاراتيه كفن قتالي هي أقوى مما سبق على وجه الخصوص، و بشكل عام، لا توجد لعبة أقوى من لعبة ، بل يوجد لاعب أقوى من لاعب، انتهت مقالة ذلك الشاب الذي أكد أنه لم يأت بشيء من عنده بل من خبراء أكاديميين على مستوى العالم، طيب من أين جاءت هذه الفنون القتالية؟ سنتحدث عن أشهرها، عندما قامت اليابان باحتلال الصين، كان اليابانيون متفوقين بالأسلحة، فكان البوذيون في الصين يسافرون إلى الهند لأخذ تعاليم الديانة البوذية ، و كان رهبان الهند يعلمون الصينيين فنون الدفاع عن النفس ضد اليابانيين بالإضافة إلى تعاليم الديانة البوذية الوثنية، فنشأت في الصين عند الرهبان رياضة الكاراتيه، و كلمة كاراتيه ترجمتها (الكف الفارغة) و في ما بعد اشتهرت اليابان برياضة الكاراتيه أكثر من الصين و قامت بتطويرها، لكن في معابد الصين ، و معبد شاولين على وجه الخصوص، قام أحد رهبان المعبد بمراقبة حركات الحيوانات و تقليدها، فنشأت رياضة الكونغ فو المعروفة، و كان رهبان شاولين يمارسونها كـ (عبادات) و فيما بعد جاء المدعو بروسلي، و كان حلمه تجميع كل فنون القتال في فن واحد حسب (فلسفته) أسماه بـ (الجيت كوندو) لكنه مات قبل أن يكمله فأكمله تلامذته من بعده حتى ظهر فن يسمى (الووشو) و هو عبارة عن قسمان: قسم استعراضي هو التاولو، و قسم قتالي هو الساندا، ظهرت في كوريا رياضة التايكواندو، و ظهرت في الغرب رياضة الكيك بوكسينغ التي تقترب في حركات اليد من الملاكمة، و تقترب من حركات الأقدام من الكاراتيه و التايكواندو، و ظهرت في الشرق رياضة المواي تاي، و هي تزيد على الكيك بوكسينغ بضربات الأكواع و الركب.
الآن سنبدأ بوضع حجر الأساس مستندين على الملاحظتين اللتين شاهدناهما في الدراسة السابقة التي نقلها ذلك الشاب في أحد المواقع، قلنا بأن الملاحظة الأولى مفادها بأن الكاراتيه كلعبة هي أقوى الألعاب، نحن نعلم بأن اليابان هي سيدة الكاراتيه حالياً، بماذا تفوقت اليابان على باقي دول العالم كلها؟ تفوقت بالعلوم والتكنولوجيا، و عندما كنت أنا في المرحلة الثانوية ، أذكر أن مدرس مادة الجغرافيا وصل إلى فقرة تقول بأن الوطن العربي بالكامل لا يتجاوز إنتاجه للأسماك سنوياً مقدار الـ2.5مليون طن، قال مدرسنا: "و لقد وصل إنتاج اليابان لوحدها سنوياً إلى 12مليون طن" و في إحصائية لنسبة الأمية في الوطن العربي منذ أكثر من عشر سنوات تبين أن نسبة الأمية فيه تجاوزت60% و في نفس السنة أعلنت كندا بأنها قضت على الأمية بشكل كامل، إلا أن أمية الوطن العربي أمية القراءة و الكتابة، و كندا قضت على أمية الحاسوب، إذ لم يعد في كندا مواطن واحد لا يعرف استخدام الحاسوب! و عندما نقول بأن اليابان تفوقت بنهضتها فالنهضة تتضمن ثلاث ركائز ، العلم، الأدب ، التاريخ، العلم بديهة عامل مهم في التطور، و الأدب أداة التواصل بين أفراد الشعب ، و أداة تخاطب الرئيس مع المرؤوسين باسترهابهم و استرغابهم و رفع هممهم ، أما التاريخ، فكل أمة تفتخر بماضيها فطرة، و الأمة التي ليس لها ماض تفتخر به، تبحث عن ماض و جذور لها، فالدول الأوربية التي ليس لها جذور تتخذ الإغريق اليونانيين جذوراً لها و تفتخر بهم كماض و تاريخ، طيب ما هو الطريق إذاً لنهضة أمة الإسلام ؟سنجد الإجابة في هذا الكتاب القيم على هذا الرابط إن شاء الله ...

http://www.waqfeya.com/book.php?bid=6559

و سأختصر الوقت و المجهود على من لا يملك الفسحة الزمنية للاطلاع على هذا الكتاب، يهمنا في هذا الكتاب أن في العهد العثماني ، ظهرت خمسة أسماء لامعة أرعبت أوربا من بشائر الصحوة و النهضة للعرب و المسلمين، الأول: عبد القادر بن عمر البغدادي في الأدب، الثاني: حسن بن ابراهيم الجبرتي في الأدب و التاريخ و عدة فنون، و المرتضى الزبيدي في الأدب و اللغة صاحب معجم تاج العروس، و محمد بن عبد الوهاب و محمد بن علي الشوكاني في الإصلاح الديني رحمة الله عليهم جميعاً، تركزت هذه الأسماء على كل من شبه جزيرة العرب، و مصر، بلغ من رعب بريطانيا من محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أنها لم تقم بمواجهة الدولة السعودية الأولى بنفسها، لكنها قامت بتحريض الدولة العثمانية التي كانت على خلاف عقائدي مع محمد بن عبد الوهاب ، إذ أنها كانت تدين بعقيدة الأشاعرة فضلاً عن انتشار الطرق الصوفية و الخرافات، و الدولة العثمانية بدورها قامت بتحريض محمد علي ششمة ( المدعو محمد علي باشا) ، و كان محمد علي لا يعرف القراءة و لا الكتابة، و قضى حياته في مهنة بيع التبغ، ثم تطوع في الجيش ، فظل ينافق علماء مصر و يداهنهم و يظهر محبة الإسلام و أهله حتى كان له ما كان ، و التاريخ يظهره على أنه رائد نهضة مصر و هذا كذب، لأنه قام ببعض الإنجازات التي ظاهرها العلم و التطور، و باطنها نشر الفساد الأدبي و الثقافي و محو الشخصية الإسلامية و نسخ تراث الإسلام العظيم بدعم من حملات الاستشراق و التغريب و مدرسة الألسن التي زاحمت الأزهر ،المهم أنه ظل يحارب الدولة السعودية الأولى عدة سنوات بدعم أوربي عثماني حتى تمكن منها عليه من الله ما يستحق، و بلغ من خوف فرنسا من صحوة مصر حملة نابليون بونابرت التي لن نطيل المقام بالحديث عنها، و سنكتفي بدخول الخيول الفرنسية إلى الأزهر ، و العربدة و الخمور و سرقة الكتب التراثية و تدنيس المصاحف ، و بعد خروج فرنسا دخلت بريطانيا لتكمل المهمة ،ما يهمنا مما سبق، لاحظنا بأن رواد النهضة الرئيسيين الذين ذكرهم محمود شاكر في الكتاب على الرابط هم خمسة رواد رحمهم الله، خمسة أسماء! لم تبق أمام أحدنا حجة حتى يأتي و يقول بأنه لا يستطيع فعل شيء بمفرده ، و من يدري، ربما تمخضت عقول شبابنا و رياضيينا عند نهوض أمتنا و صحوتها عن فن قتالي لا يشبه الفنون التي نعرفها اليوم في شيء، لكنه يفوقها في كل شيء، فلقد وعدنا رب العباد على لسان نبيه محمد صلى الله عليه و سلم في الحديث و هو أصدق من وعد و أوفى بعهده ، وعدنا بأننا إن لم نهلك من أنفسنا فلن تضرنا أمم الأرض و لو اجتمعت علينا من أقطارها.

كان كلامنا الآن على الصحوة و النهضة ، سنعود الآن لنلاحظ أمراً مهماً عند فنون القتال في الصين، قلنا بأنهم استخلصوا رياضة الكونغ فو من تقليد حركات الحيوانات، و قلنا أيضاً بأنهم كانوا يمارسون هذه الرياضة كـ (عبادات) و قلنا بأن المدعو بروسلي قام بتحديث الرياضة وفقاً لـ (فلسفته) ، سنحلل هذه المفردات الثلاثة لأن الصين قد بعثت شيئاً من الهزيمة النفسية لدى شبابنا، إذ أن جيش الصين ثالث أقوى جيش عالمياً، و في العدد أكبر عدد سكان، و في التكنولوجيا يسعون لإثبات وجودهم و فرض احترامهم، بالنسبة لتقليد الحيوانات و التعلم منها، من هو أول من تعلم من الحيوانات؟ الجواب: إنه أول قاتِل مجرم في التاريخ، قابيل قتل أخاه هابيل، يعني أطاع نفسه الأمارة بالسوء و شحها و شيطانه، و كان الشيطان للإنسان خذولاً و ما زال و سيبقى فلا يأتي من موالاته خير أبداً و :{لا يفلح الساحر حيث أتى} و من ثم لم يعرف كيف يواري فعلته الشنيعة :{ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ، فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ} هذا أول من تعلم من الحيوانات و هو سلف لرهبان شاولين كما نرى، قلنا بأن رهبان معبد شاولين كانوا و ما يزالون يمارسون الكونغ فو كـ (عبادات) و هم وثنيون يعبدون الأوثان و الشيطان :{ كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً} فمن باب أولى بأن تكون عبادة الرحمن سبباً أعظم للقوة البدنية، فرب العباد قال في كتابه :{ إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم} و من أسباب ثبات القدم قيام الليل، إذ أن صلاح الدين ، قائد حطين، و فاتح فلسطين، و قاهر الرافضة و الصليبيين، كان يمر بالخيمة فيسمع تلاوة القرآن و قيام الليل فيقول:" من هنا يأتي النصر" و يمر بالخيمة فيسمع شخير النائمين فيقول: " من هنا تأتي الهزيمة"، و كان صلاح الدين و من معه رهبان في الليل أسود في النهار، و ربنا تبارك و تعالى هو الذي قال على لسان نبيه هود عليه الصلاة و السلام: {و يا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً و يزدكم قوة إلى قوتكم} فالتوبة و الاستغفار طريق للقوة، و نبينا محمد صلى الله عليه و سلم قال:{ ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب} و أنا شخصياً و منذ سنوات تدربت في عدة فنون ، الكاراتيه، التايكواندو، الكونغ فو، الكيك بوكسينغ ، كل المدربين متفقين على نفس العبارة عند نزال اللاعبين مع بعضهم البعض:" لا تتوتر، لا تنفعل، حافظ على هدوء أعصابك، عندما تغضب لن تستطيع تحقيق شيء، بقدر ما تحافظ على على هدوء أعصابك بقدر ما تستطيع إحداث النكاية بخصمك" و أمر النبي صلى الله عليه و سلم بالاقتصاد في المأكولات ، و كان الصحابة في وقعة بدر يتقاسمون التمرة و كان لهم النصر المشهور، و غير ذلك مما لم نعرفه حتى الآن و طريق معرفته من الآية الكريمة التالية:{ و كأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله و ما ضعفوا و ما استكانوا و الله يحب الصابربن، و ما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا و إسرافنا في أمرنا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين، فآتاهم الله ثواب الدنيا و حسن ثواب الآخرة و الله يحب المحسنين} هل قاتل مع النبيين رجال يحملون الحزام الأسود في الكاراتيه؟ هل قاتل مع النبيين رجال ربحوا الميدالية الذهبية و الفضية و البرونزية في المصارعة الحرة؟ قاتل معهم {ربيون} يعني متفقهين في الدين ! و رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: { من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين} و يقول رواة السير أن محمداً عليه الصلاة و السلام كان يتحلى بقوة ثلاثين رجلاً، و أكدوا بأن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا إذا اشتد بهم وطيس المعركة احتموا به و هو يتجاوز الخمسين من عمره! طبعاً عندما نقول (قوة بدنية) هناك قوة فطرية منحها الله لأناس معينين ، و هناك قوة مكتسبة، طيب لننظر إلى أبو البشرية بالكامل، ألم يكن طول أبينا آدم عليه الصلاة و السلام 66 ذراعاً؟ أ لم يقل علماء السير بأن قامات البشر تقصر من يومها، و أن المعاصي و الفساد في البر و البحر يذهب ببركة الأبدان و الأعمار و الطعام و الشراب؟ بماذا تميز أبو البشرية آدم عليه الصلاة و السلام؟ الجواب:{ و علّم آدم الأسماء كلها} لننظر إلى خالد بن الوليد و أرضاه، لم تنفعه قوته البدنية أحوج ما كان إليها عندما كان في صف المشركين ضد المسلمين، إلا في وقعة أحد عندما تأوّل رماة الصحابة رضوان الله عليهم أمر النبي محمد صلى الله عليه و سلم و اجتهدوا فأخطأوا، عندها و فقط عندها تمكن من المسلمين، و هو من هو في الشجاعة و الإقدام و البطولة! هذا كان للصحابة رضوان الله عليهم يوم أحد و رسول الله صلى الله عليه و سلم فيهم ، فما بالنا نحن مع البدع، و الشرك، و المعاصي، و الجهل، و الفساد، و الأحاديث الضعيفة و الموضوعة! و عندما أسلم سيف الله خالد و أرضاه تكسرت في يده تسعة سيوف يوم مؤتة و صمدت في يده صفيحة يمانية، و خططه الحربية ما زالت تدرس في الكليات الحربية لأوربا و أمريكا، ثمة عامل آخر يلعب دوراً خطيراً في القوة المكتسبة، يقول ربنا تبارك و تعالى:{ سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً} فالمشرك بالله جبان تأكل المخاوف قلبه من كل الأطراف مهما تظاهر بالشجاعة و الإقدام، أما الموحِّد، لنتذكر معاً في صحيح البخاري كيف أن هرقل ملك الروم استدعى أبا سفيان و أرضاه عندما كان لا يزال على الكفر ، و كان في الشام، ففي الحديث الطويل جاء في نهايته قول هرقل لأبي سفيان:
"وسألتك بما يأمركم فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وينهاكم عن عبادة الأوثان ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين وقد كنت أعلم أنه خارج لم أكن أظن أنه منكم فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه"!!!

فكان جواب ملك الروم في نهاية الحديث:" لئن كان ما تقوله حقاً فسيملك موضع قدمي هاتين"! فتصحيح عقيدة التوحيد لله تبارك و تعالى و تعلمها و الدعوة إليها و الصبر و مجاهدة النفس عليها، و هذا نبينا يوسف عليه الصلاة و السلام يقول لمن دخل معه السجن:{ يا صاحبي السجن أ أرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار} و انتصر بعد 12 سنة كما يقول المؤرخون ...

عقيدة التوحيد و ما ينافيها من الشرك

http://www.nour-elislam.net/vb/showthread.php?t=19107

نعود إلى تحليل رياضة الصين (الكونغ فو)، قلنا بأن بروسلي قام بتطويرها حسب ( فلسفته)، علماء المسلمين قديماً و حديثاً لو علموا في الفلسفة خيراً لما حرموها، بغض النظر عن تحريمها، كل من يقرأ في تاريخ تطور التفكير و مناهج البحث العلمي في أوربا سيلاحظ أمرين اثنين: الأول :أن تطور العلوم صاحبه انحدار الفلسفة و اندثار الاهتمام بها و بما فيها المدرسة الوضعية المنطقية و المدرسة المادية الجدلية، حتى أن المفكر النمساوي بول فايرباند قام في عام1975م بنشر بحث أكد فيه على أنه ليس لفلسفة العلوم مستقبل لأن العلم الحديث لم يعد بحاجة إلى الفلسفة، و أنه ليس في الفلسفة ما يساعد على حلّ المعضلات العلمية القائمة ،المصدر: كتاب بعنوان القرصنة، والشبكة المحلية (ملحق الثورات العلمية(
و نحن نعلم أن الفلسفة برمتها حرب على الإيمان إما أن تكون جزئية أو كلية، هذا بالنسبة للأمر الأول، و الثاني: علماء أمريكا أكثر إيماناً من علماء أوربا، و لقد تفوقت أمريكا على أوربا بالكامل، و الجيش الأمريكي ما زال يحتفظ بالمرتبة الأولى على كل جيوش العالم .
باختصار شديد لكل ما سبق، لا يصح مطلقاً أن ينخدع أحد منا بما شاهدنا سابقاً في أفلام العنف و أن نعطي هؤلاء القوم أكبر من حجمهم، لأن السينما مبنية على أساس الخدع ( أعذب الشِّعر أكذبه) و على أساس غسيل أدمغة الناس عامة، و المسلمين على وجه الخصوص خدمة لأجندة قذرة لا يتسع المقام هنا للحديث عنها، و أؤكد مرة أخرى بأن القوم في نهاية المطاف كفار، و لا ينتصر القوي في كفره إلا على الضعيف في إيمانه، لكنهم أجبن مما نتخيل عند اللقاء الحق، و أحرص بني البشر على حياة ، و أخوف الناس من الموت، و أؤكد أيضاً حسب خبرتي الشخصية و تجربتي لسنوات على أن معظم فنون القتال استعراضية أكثر من أن تكون التحامية قتالية ، و ما أجمل قول المتنبي في هذا الصدد ...
مما أضرّ بأهل العشق أنهم هووا ، و ما عرفوا الدنيا و ما فطنوا
تفنى عيونهم دمعاً، و أنفسهم في إثر كل قبيح وجهه حســــــــــــنُ

و ما كان من صواب و سداد و توفيق فبفضل من الله وحده لا شريك له، و ما كان من خطأ أو تقصير أو نسيان فمني و من الشيطان ، و الله و رسوله صلى الله عليه و سلم منه براء

سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد ألا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك

و صلى الله عليه نبينا محمد، و على آله وصحبه و زوجاته أمهاتنا أمهات المؤمنين ، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، و سلم تسليماً كثيراً

الموضوع الأصلي: فنون القتال العالمية في الميزان || الكاتب: أبو عائشة السوري || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد

www.ansaaar.com

كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار

المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد

---

tk,k hgrjhg hguhgldm td hgld.hk

[ALSHAMIKH]