شدد الكاتب الصحفي طارق الحميد، على ان ما قام به أنصار مقتدى الصدر من اقتحام المنطقة الخضراء والبرلمان يتجاوز حدود الثورة التصحيحية ضد الفساد إلى مستوى يهدد بانهيار النظام السياسي العراقي بسبب تجذر التبعية لإيران.
وقال الحميد فى مقاله، هل يسقط العراق، المنشور فى صحيفة الشرق الأوسط، أن ما يحدث في العراق الآن هو مؤشر على احتمالية انهيار النظام السياسي ككل، فما نراه هو بوادر فوضى ناتجة عن تجذر عدم الثقة بين المكونات الاجتماعية، والسياسية، العراقية، وسببها سنين من القصور السياسي، والتنكر للحس الوطني، والتبعية لإيران، وقبلها التشرذم الطائفي، والرغبة الشرهة على السلطة، والنفوذ المالي.
وأضاف: اليوم يقال إن مقتدى الصدر يهدف إلى نبذ الطائفية، ومحاربة الفساد، فهل يمكن تصديق ذلك، وإن هتف البعض ضد إيران عند اقتحام المنطقة الخضراء واحتلوا البرلمان؟ بالطبع لا، لسبب بسيط جًدا، فعندما هم الصدر بدخول المنطقة الخضراء لبدء اعتصامه هناك في مارس الماضي قبل يده رئيس أمن المنطقة الخضراء، وفي لقطة مصورة، وهذه الخطوة بحد ذاتها تعد دليلاً على تجذر الطائفية في العراق، وانعدام قيمة الدولة وهيبتها التي يدعي الصدر الدفاع عنها الآن مطالًبا بحكومة تكنوقراط.
وشدد الكاتب على انه من الصعب تصديق أن هناك ملامح ثورة في العراق على الفساد، والمحسوبيات، والمحاصصة الطائفية، وحتى لو هتف محتلو البرلمان، والمنطقة الخضراء، في بغداد ضد إيران.
عن حذيفة رضى الله عنه، أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه:
هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟
قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا.
قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن البدع حتى لا يُــرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور،والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء،
قالوا: تُركت السنة !.
.
[البدع لابن وضاح ١٢٤]