01-03-12, 11:58 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت الأسـرة السعيــدة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تتأرجح الحياة الزوجية في معظم أسر المسلمين بين طرفين لا تعرف اعتدالاً و توسطاً ، إنها – عند فريق من الناس – تتمثل في قسوة من الزوج تنشر في أرجاء الدار عواصف من الرهبة والفزع ، وتتمثل في عبوس هذا الزوج لا يزيحه استعطاف و حوار ن وفي جو عسكري ليس فيه إلا أمر وتنفيذ دون مناقشة ولا تردد . وهي – عند فريق آخر – تتمثل في ميوعة يفقد البيت فيها قوامة الرجل ، وفي فوضى مريعة في إدارة شؤون الأسرة الأخلاقية والاقتصادية والاجتماعية . وعندما يُسلب الرجل رجولته وتتخلى المرأة عن أنوثتها ، ذهبت متعة الحياة ، وفسد البيت ، وساءت التربية ، وعمّ الاضطراب . تلك سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً . الحياة الزوجية تعاون بنّاء بين الزوجين يتولى القوامة فيه الرجل ، ولا يمكن أن يتم مثل هذا التعاون إلا إذا كان قائماً على التفاهم والود والمحبة والتعاطف والتقدير. وكل تطرف عن هذا السبيل يودي بالسعادة ويجلب الشقاء . وأود أن أسوق إليكم قصتين تنبىء عن طبيعة الحياة الأسرية الفاضلة التي كانت تقوم في العهد الإسلامي الأول في عهد النبوة في بيوت من أكرم البيوت التي عرفتها الدنيا في عصورها كلها: اولها في بيت رسول الله وفي بيت صاحبه عمر بن الخطاب . روى البخاري في صحيحه أن عمر بن الخطاب ( ) قال : إني كنت وجارً لي من الأنصار في حي بني أميه بن زيد ، وهو حي يقع في عوالي المدينة، وكنا نتناوب النزول على النبي فينزل يوماً وأنزل يوماً ، فإذا نزلت جئته من خير ذلك اليوم من الأمر وغيره ، وإذا نزل فعل مثله . وكنا- معشر قريش – نغلب النساء ، فلما قدمنا على الأنصار إذ هم قوم تغلبهم نساؤهم ، فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار. فصحت على أمرأتي (مرة) فراجعتني ، فأنكرت أن تراجعني، فقالت : ولم تنكر أن أراجعك ؟ فوالله إن أزواج النبي ليراجعنه، وإنّ إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل . فأفزعني من ذلك ، فقلت لها : قد خاب من فعل ذلك منهن ، ثم جمعت علي ثيابي ، فدخلت على حفصة (وهي بنت عمر وزوج رسول الله ) فقلت : - أي حفصة أتغاضب إحداكنّ رسول الله اليوم حتى الليل ؟ - فقالت : نعم - فقلت:قد خبت وخسرت. أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسوله فتهلكين؟ لاتستكثري (1) رسول الله ولا تراجعيه في شيء ، ولا تهجريه ، وسليني ما بدا ذلك . ولا يغرنك أن كانت جارتك (يريد عائشة) ، هي أوضأ منك وأحب إلى رسول الله . يقول عمر: وكنا تحدثنا أن غسان تنعل لغزونا ، فنزل صاحبي يوم نوبته ، فرجع عشاء ، فضرب بابي ضرباً شديداً ، وقال : أثمّ هو ؟ ففزعت فخرجت إليه ، وقال: حدث أمر عظيم . قلت : ما هو؟ أجاءت غسان؟ قال : لا ، بل هو أعظم منه وأهول ، طلق رسول الله نساءه ، قال عمر: قد خابت حفصة وخسرت. كنت أظن أن هذا يوشك أن يكون ، فجمعت علي ثيابي ، فصليت صلاة الفجر مع النبي ، فدخل مشربة (غرفة) له ، فاعتزل فيها ، فدخلت على حفصة ، فإذا هي تبكي . قلت : ما يبكيك؟ أو لم حذرتك ؟ أطلقكن رسول الله ؟ قالت : لا أدري ، هو ذا في المشربة(الغرفة) . فخرجت فجئت المنبر، فإذا حوله رهط يبكي بعضهم ، فجلست معهم قليلاً ، ثم غلبني ما أجد فجئت المشربة (الغرفة) التي هو فيها ، فقلت لغلام له أسود : استأذن لعمر ، فدخل ، فكلم النبي ثم خرج فقال : ذكرتك له فصمت ، فانصرفت حتى جلست مع الرهط الذي عند المنير، ثم غلبني ما أجد – فجئت فذكر مثله- فجلست مع الرهط الذي عند المنبر، ثم غلبني ما أجد ، فجئت الغلام فقلت : استأذن لعمر- فذكر مثله- فلما وليت منصرفاً فإذا الغلام يدعوني قال: أذن لك رسول الله ، فدخلت عليه فإذا هو مضطجع على رمال حصير (2) ، ليس بينه وبينه فراش ، قد أثر الرمال بجنبه"متكيء على وسادة من أدم حشوها ليف ، ثم قلت وأنا قائم : استأنس يا رسول الله لو رأيتني وكنا- معشر قريش نغلب النساء ، فلما قدمنا على قوم تغلبهم نساؤهم ، فذكره " أي ذكر قصته التي وردت في أول الحديث وكيف صاح على زوجته وراجعته" فتبسم النبي ثم قلت: لو رأيتني ودخلت على حفصة فقلت : لا يغرنك أن كانت جارتك يريد عائشة هي أوضأ منه وأحب إلى النبي ، فتبسم أخرى ، فجلست حين رايته تبسم ، ثم رفعت بصري في بيته فوالله ما رأيت فيه شيئاً يرد البصر غير أهبة ثلاث (جلود) فقلت : ادع الله فليوسع على أمتك، فإن فارس والروم وسع عليهم وأعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله ، فجلس النبي وكان متكئاً فقال: (( أوَفي شك أنت يا ابن الخطاب؟ أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا ))، فقلت : يا رسول الله استغفر لي " (3) -- إن علينا أن نأخذ درساً من هذه القصة … إن الحياة الزوجية لابد أن يعتريها شيء من الخلاف ، ولكن هذا لا ينبغي أن يحملنا على التصرف في مواجهة هذا الخلاف ، لا يجوز أن نتحول إلى طرف القسوة ولا إلى طرف الميوعة ، لا نبطل الحوار ولا نستسلم لداعي التسلط ، ففي ذلك إفساد وأي إفساد ، والخير كل الخير في أن نكون متوسطين ، نستمر في حياتنا الزوجية المتعاونة على البر والتقوى ، ولنا في حياة رسول الله وصحابته القدوة الحسنة والأسوة المثلى . وعلينا أن نحذر أشد الحذر من أن تتسلل إلينا عادات الفرنجة التي لا تعترف للرجل بالقوامة والتي لا ترى للأسرة المكانة السامية التي لها في الإسلام . ــــــــــــــــــ (1) أي لا تطلبي منه الكثير (2) قال الخطابي: رمال الحصير : ضلوعه المتداخلة بمنزلة الخيوط في الثوب (3) الحديث متفق عليه وأنظر صحيح البخاري 7/25 وأنظر شرحها في "فتح الباري"9/278 وهنا موقف آخر حدث في عش الحياة الزوجية في نفس الحقبه: خرج رسول الله إلى ابنته فاطمة ا يزورها على عادته وكان ذلك في قائلة النهار، فلما وصل إليها لم يجد علياً في البيت وهي ساعة يكون فيها الأزواج في بيوتهم فقد كان من مألوف عادة العرب القيلولة في البيوت مع الأزواج، ولذا سأل النبي قائلاً : " أين ابن عمك !!؟ " وكأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم شعر بأن شيئا ما حصل لهما أدى إلى خروجه،لذا استعطف النبي قلب ابنته على زوجها بذكر القرابة القريبة بينهما " أين ابن عمك !!؟" قالت فاطمة ا : ( كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل عندي) قال النبي لشخص معه: " انظر أين هو ؟ " فبحث عنه فوجده نائما في ظل جدار المسجد, فعاد إلى النبي فقال : يا رسول الله هو في المسجد راقد ! فذهب إليه رسول الله فإذا هو مضطجع قد سقط رداؤه عن جنبه فأصابه التراب , فجعل رسول الله صلى اله عليه وسلم يمسح التراب عن جنبه بيده الشريفة ويقول مداعباً : " قم أبا تراب, قم أبا تراب " انتهى . الله المستعان...فلنطلق مخيلتنا وذهننا للصور التي تحدث بين أزواج هذا الزمان لنعلم يقيناً ما هي مشكلتنا ...
فهاهو الموقف أمامنا مشكلة من مشاكل الحياة الزوجية مر بها بيت من البيوت الطاهرة .. فكيف كان التعامل معها ... ؟؟؟ من الوقفات في هذه القصة : 1/ الأدب العالي والذوق الرفيع لدى فاطمة ا حينما عبرت عما جرى بينها وبين زوجها بتعبير لطيف مجمل " كان بيني وبينه شيء فخرج " ولم تسترسل بذكر التفاصيل ولم تعرج على تحديد المسؤولية في الخطأ وإنما جعلتها أمرا مشتركاً " كان بيني وبينه". 2/ تجاوب النبي مع الإجمال بترك السؤال عن التفاصيل، فلم يسأل فاطمة: ما هو الشيء الذي كان بينكما ؟. 3/ تعامل النبي مع زوج ابنته الذي غاضبها بأبوة حانية، لا أبوة تفقد عقلها مع كل صغيرة وكبيرة باسم الأبوة، فها هو يمازح علياً ويبعد الأسلوب الذي يشعر بالعتب عليه. 4/ حسن تصرف علي مع الخلافات الزوجية , فإن خروجه من البيت وقيلولته في المسجد قطع لتواصل المراجعة في الكلام وللحجج في الخصام، وفرصة لتهدأ المشاعر ويسكن الغضب وتعود النفوس إلى طبيعتها في المودة والرحمة . سدد الله خطانا على طريق الحق ووفقنا إلى الخير والحمد لله رب العالمين . منقول .
hgoghthj hg.,[dm td ui] hgkf,m >
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
03-03-12, 06:53 PM | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشاهين
المنتدى :
بيت الأسـرة السعيــدة
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
10-03-12, 01:54 AM | المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشاهين
المنتدى :
بيت الأسـرة السعيــدة
بارك الله فيك
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|