دروس في الأخلاق - (ج 1 / ص 94)
(6) نهج البلاغة : الحكمة 297 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص328 وج78 ، ص69 .
(7) نهج البلاغة : الحكمة 409 ـ غرر الحكم ودرر الحكم : ج1 ، ص273 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص328 .
(8) نهج البلاغة : الكتاب 31 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص328 .
---
( 146 )
---
( 147 )
الدرس السادس والعشرون
في الحياء من الله ومن الخلق
الحياء ملكة انقباض النفس عن القبيح وانزجارها عن كل فعل أو ترك تعده سيئاً ، وإذا نسب إلى الله تعالى فالمراد به : التنزيه عملاً عن القبيح ، وترتيب أثر الانقباض فهو في الخلق من صفات الذات ، وفي الخالق من صفات الفعل كالرؤوف والرحيم وهذه الصفة إذا كان متعلقها القبائح الشرعية والعقلية من أفضل الصفات والملكات الانسانية ، وقد ورد في فضلها وكونها من آثار الإيمان ، وكون تركها خروجاً عن الإيمان ، نصوص كثيرة مستفيضة أو متواترة .
فورد عن النبي الأقدس وأهل بيته عليهم السلام : أن الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة ، (1) ( وكلمة « من » للسببية ، والمعنى : أن الحياء من آثار الإيمان وشؤونه ، فإنه مسبب عن الاعتقاد بالتوحيد وما أنزله تعالى على رسله ، فالإذعان بذلك يوجب إنزجار النفس عن جميع ما حرمه الدين ومنعه ) .
____________
(1) الكافي : ج2 ، ص106 ـ وسائل الشيعة : ج8 ، ص516 وج11 ، ص330 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص329 وج77 ، ص160 .
---
( 148 )
وأن الحياء والإيمان مقرونان في قرن ، فإذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه (1) .
وأنه لا إيمان لمن لا حياء له (2) .
وأن الحياء حياءان : حياء عقل وحياء حمق ، فحياء العقل هو العلم ، وحياء الحمق هو الجهل (3) . ( حياء العقل هو الحياء الذي منشأه تعقل قبح الشيء عقلاً أو شرعاً ، وهذا ممدوح معلول للعلم ، وحياء الحمق ما كان منشأه اتباع العادات والرسوم غير المضاة من الشرع : كالحياء عن تعلّم بعض المسائل العلمية والشرعية ، وهذا جهل مذموم ، ولذا قيل : إن الحياء منه ضعف ومنه قوة وإيمان ) .
وأن من رق وجهه رق علمه (4) ( أي : من استحيى من السؤال قل علمه ) .
وأن الحياء من الأوصاف التي من كن فيه بدل الله سيئاته حسنات (5) ( والمعنى : أن الحياء يجره بالأخرة إلى التبة فيمحوا الله سوابق معاصيه ويبدل مكانها لواحق الطاعات أو أن ملكة المعصية في النفس تتبدل بملكة الحسنة وللآية الشريفة أي « إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات » (6) معان آخر ) .
وأن رسول الله قال : لم يبق من أمثال الأنبياء إلا قول الناس : إذا لم تستحي فاصنع ما شئت (7) .
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : استحيوا من الله حق الحياء (8) .
____________
(1) الكافي : ج2 ، ص106 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص331 .
(2) الوافي : ج4 ، ص436 ـ وسائل الشيعة : ج8 ، ص516 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص331 .
(3) الكافي : ج2 ، ص106 ـ بحار الأنوار : ج77 ، ص149 .
(4) الكافي : ج2 ، ص106 ـ وسائل الشيعة : ج8 ، ص518 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص330 .
(5) الكافي : ج2 ، ص106 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص332 .
(6) الفرقان : 70 .
(7) الأمالي : ج1 ، ص412 ـ عيون أخبار الرضا (ع) : ج2 ، ص56 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص333 .
(8) بحار الأنوار : ج71 ، ص333 .
---
( 149 )
وأن الله يحب الحييّ المعفف (1) .
وأنه ما كان الحياء في شيء إلا زانه (2) .
وأن الحياء خير كله (3) .
وأن أول ما ينزع الله من العبد الحياء ، ثم الأمانة ، ثم الدين فيصير شيطاناً لعيناً (4) .
وأنه استحي من الله لقربه منك (5) .
وأنه قرن الحياء بالحرمان (6) .
وأن من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه (7) .
____________
(1) بحار الأنوار : ج71 ، ص334 .
(2) روضة الواعظين : ص460 ـ مستدرك الوسائل : ج8 ، ص465 .
(3) من لا يحضره الفقيه : ج4 ، ص379 ـ وسائل الشيعة : ج8 ، ص517 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص329 و335 .
(4) بحار الأنوار : ج71 ، ص335 .
(5) بحار الأنوار : ج71 ، ص336 .
(6) نهج البلاغة : الحكمة 21 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص337 ـ غرر الحكم ودرر الكلم : ج4 ، ص493 .
(7) نهج البلاغة : الحكمة 223 ـ وسائل الشيعة : ج8 ، ص517 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص337 .
---
( 150 )
---