بيت الـلـغـة العــربـيـة هنا لغة العقيدة، وسياج الشريعة، وهوية كل مسلم |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
23-02-14, 03:50 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت الـلـغـة العــربـيـة
(( وَإنِّي لَجِدُّ عَالمٍ بِبَغِيضٍ يُنَدِّدُ ويزرِي عليَّ ، وَيُقبِلُ بِوَجْهِ اللاَّئِمَةِ إليَّ ، مِمّن قَدْ أُشْرِبَ الْجَهْلَ قَلبُهُ ، واستَعْصَى على كَرَم السّجيّةِ لُبُّه ، يَزْعُمُ أنّ الاشتِغالَ بأمرِ الدّينِ أهمّ ، ونَفْعُهُ في الدّنيا والآخِرةِ أعمّ ، أمَا علِمَ أنّ النّفُوسَ مُخْتَلِفَةُ الطّبائِعِ ، مُتلَوِّنةُ النّزائِع ، ولو اشْتَغَلَ النّاسُ كُلّهُم بِنَوْعٍ من العلمِ واحدٍ لضَاعَ باقِيهِ ، ودرَسَ الذي يَلِيهِ . وإنَّ اللهَ عزّ وجلّ جَعَلَ لِكُلِّ عِلْمٍ من يَحفَظُ جُملَتَهُ ، وينظمُ جوْهَرَتَه ، والمرءُ مُيسّرٌ لِما خُلِقَ له ، ولستُ أُنْكِرُ أنّي لو لزِمتُ مَسْجِدِي ومصلاّيَ ، واشتَغَلتُ بِما يعُودُ بِعاقِبةِ دُنيايَ في أُخراي لكانَ أولَى ، وبِطَريقِ السّلامَةِ في الآخِرةِ أحرى ، ولكنّ طلبَ الأفضَلِ مفْقُودٌ ، واعتِمادَ الأحرى غيرُ موجُودٍ . وحسبُكَ بالمرءِ فضلاً أن لا يأتيَ محظُوراً ، ولاَ يَسلُكَ طريقاً مخطُورا ... ألاَ ترى أنّ القَارِئَ إذا قَرأ { إنّ اللهَ بَريءٌ من المشرِكينَ ورَسُولُهُ } (بالرّفعِ) فقدْ سَلكَ طريقاً من الصّوابِ واضِحاً ، ورَكِبَ مَنْهَجاً من الفضْلِ لائِحاً ، فإن كسَرَ اللاّمَ من (رَسُوله) كانَ كُفْراً بحتاً ، وجهْلاً قُحّاً ؟ قدْ رُويَ أنّ أبا عَمرو بنَ العلاء كانَ يقُولُ : ( لَعِلْمُ العربيّةِ هوَ الدِّينُ بِعَيْنِهِ ) ، فبلغَ ذلكَ عبدَ الله بنَ المبارك فقال : صدقَ لأنّي رأيتُ النّصَارى قد عبدُوا المسيحَ لِجَهلِهم بِذلكَ ، قال الله تعالى : أنا ولّدتُكَ من مريم وأنتَ نبيّي ، فحسِبُوه يقولُ : أنا ولدْتُكَ من مريم وأنتَ بُنيي . فَبِتَخْفِيفِ اللاّم وتقديمِ الباء وتعويضِ الضّمّة بالفتحة كَفَرُوا . وحَسبُك من شَرَفِ هذا العلمِ أنّ كلّ علمٍ علَى الإطْلاَقِ مُفْتَقِرٌ إلَى معْرِفَتِه ، مُحتَاجٌ إلى استِعْمالِه فِي مُحاوَرَتِه ، وصاحِبُه غيرُ مُفتقِرٍ إلى غَيرِه ، وغيرُ مُحتَاجٍ إلى الاعتِضَاد والاعتِماد على سواه ، فإنّ العلمَ إنّما هو باللّسان ، فإذا كانَ اللّسَانُ مُعوجّاً متى يَستَقِيمُ ما هوَ بِهِ ؟ وإن أردتَ إقَامَةَ الدّليل على شأنِ أهلِ هذا الشّان ، وإيضاحَ فَضْلِهِم بالدّلائِلِ والبرهان ، فَكُنتَ كمن تكلّفَ دَلِيلاً على ضياءِ النّهارِ ، وإشراقِ الشّمسِ وإحراقِ النّار ، فإنّ ذلكَ لا يَخفَى على الصّامتِ من الحيوان فكيفَ النّاطِق ، وعلى كلِّ كهٍّ فَهٍّ فكيف الحاذِق ...فهوَ لا يَنْفُقُ إلاّ على من جُبِلَ على العِلمِ طَبْعُه ، وعُمِّرَ بحبّ الفضْلِ رَبْعُهُ ، فظلّ للآدابِ خديناً ، ولِصِحّةِ العقْلِ قَريناً ، قدْ عُجِنَتْ بالظّرافَةِ طِينَتُه ، وسُيّرت باللّطافَةِ سيرَتُه ، وأمّا أهل الجهْلِ والغيّ ، والفهاهةِ والعِيِّ ، فليسَ ذا عُشَّكِ فادرُجِي ، ولا مبيتَكِ فأدْلِجِي . فليُعفِني الْمُفَنِّدُ البغيضُ ، وليُعرِض عن التّعْرِيض ... )) نقلَهُ يَراعُ ربيع بن المدني من كتاب [مُعجمُ الأدباء أو إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب ] للعلاّمة ياقُوت الحمَوِي الرّومِي [ج 1 ص 9 .10 . 11 ط دار الغرب الإسلامي تحقيق إحسان عبّاس ] بتصرّف يسير. منقول من شبكة رواء الأدب
tqgE hgHQ]QfA ,Q hg]~thuE uki
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
24-02-14, 12:39 AM | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
تألق
المنتدى :
بيت الـلـغـة العــربـيـة
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
25-02-14, 03:03 AM | المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
تألق
المنتدى :
بيت الـلـغـة العــربـيـة
جزاك الله خيرا ونفع بما قدمتِ
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|