بـاب السيـرة النبـويـة يختص بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومأثره والدفاع عنه |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
16-11-15, 03:00 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بـاب السيـرة النبـويـة
إن الرحمة فضيلة إسلاميَّة تدل على قوة صاحبها ونُبله، وتقديره لمشاعر الآخرين، ومعاونتهم والتخفيف عنهم، ولِين الجانب لهم، وقد بلَغ منها رسول الله - - الدرجة القُصوى، فكان - - رحيمًا بالكبير والصغير، بالرجال والنساء، حتى بالحيوانات والطيور، وبكل ما يحيط به، وصدق الله العلي العظيم إذ يقول: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159]، وقال تعالى: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]، وقال - سبحانه -: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]، إلى غير ذلك من الآيات التي تُثبت صفة الرحمة في أرْوَع صُوَرها وأعلاها لرسول الله - . وجاءت السنة النبوية مؤكِّدة هذا المعنى بالأدلة والشواهد التي تدلُّ على أن رحمته - - اتَّسعت حتى شمِلت جوانب عديدة، ومن تلك الأمثلة: ما ورد عن أبي هريرة - - أنه قال: قبَّل رسول الله - - الحسنَ بن علي وعنده الأقرعُ بن حابس التميمي جالسًا، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبَّلتُ منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله - - ثم قال: ((مَن لا يَرحم، لا يُرحم))[1]. وما ورَد عن عائشة - ا - أنها قالت: جاء أعرابي إلى النبي - - فقال: تُقَبِّلون الصِّبيان؟ فما نُقبِّلهم، فقال النبي - -: ((أوَأمْلِك لك أن نزَع الله من قلبك الرحمة؟!))[2]. وذكر الرسول - - أن الرحمة صفة من صفات الله تعالى، وأنه على الناس أن يتراحَموا فيما بينهم: فعن أبي هريرة - - قال: سمِعت رسول الله - - يقول: ((جعل الله الرحمة مائة جزءٍ، فأمسَك عنده تسعة وتسعين جزءًا، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء يتراحَم الخَلقُ، حتى تَرفَع الفرس حافرَها عن ولدها؛ خشية أن تُصيبه))[3]. ومن رحمته - - بأصحابه أنه كان يتعهَّدهم بالموعظة؛ فعن عبدالله بن مسعود - - قال: "كان النبي - - يتخوَّلنا بالموعظة في الأيام؛ كراهة السآمة علينا"[4]. أي: إنه - - كان يعِظ الصحابة في حين بعد حينٍ، لا في كل حين. وعن أنس - - أن النبي - - قال: ((يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا))[5]. وأنه - - ما خُيِّر بين أمرين قط، إلا أخَذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا، كان أبعدَ الناس منه، وما انتقَم - - لنفسه في شيءٍ قط، إلا أن تُنتهك حُرمة الله، فينتَقم بها لله"[6]. أي: كان - - يتلقَّى الناس بوجهٍ بَشوش، ويُباسطهم بما لا يُنكره الشرع، أو يُرتكَب فيه الإثم. وكان - - أحسنَ الأُمة أخلاقًا، وأبسطهم وجهًا؛ لذلك كان - - يُلاطف أصحابه بطلاقة الوجه والمُزاح، ويتواضع معهم، ويَزورهم، ويُداعب صغارهم؛ فهذا أنس - - كان له أخٌ صغير، كان له طائر صغير، فمات الطائر، فكان رسول الله - - يُلاطفه كلما رآه بقوله: ((يا أبا عُمَير، ما فعَل النُّغَير؟))[7]. • ومِن صُوَر رحمته - - بالخَدم: ما رواه أنس بن مالك - - قال: خدَمت النبي - - عشر سنين، فما قال لي: أُفٍّ، ولا: لِمَ تَصنع؟ ولا: ألاَ صَنعت"[8]. • ومن رحمته - - بأنس - - أنه كان يناديه قائلاً: ((يا بني))؛ أي: إنك عندي بمنزلة ولدي في الشفقة[9]. ومما يؤكد هذا المعنى: ما ورَد في الحديث عن عائشة - ا - قالت: "ما ضرَب رسول الله - - شيئًا قط بيده، ولا امرأة ولا خادمًا، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نِيل منه شيء قطُّ، فينتَقم من صاحبه، إلا أن يُنتهك شيءٌ من محارم الله - عز وجل - فينتَقم لله"[10]. • وتبلغ الرحمة أيضًا مَداها، فيُنكر على مَن يدعو قائلاً: اللهم ارحمني ومحمدًا، ولا تَرحم معنا أحدًا؛ كما ثبت عن أبي هريرة - - قال: قام رسول الله - - في صلاة، وقمنا معه، فقال أعرابي وهو في الصلاة: اللهمَّ ارحمني ومحمدًا، ولا ترحم معنا أحدًا، فلما سلَّم النبي - - قال للأعرابي: ((لقد حجَّرت واسعًا))[11]. فرحمة الله - عز وجل - واسعة وَسِعت كلَّ شيء. ولم تَقتصر رحمته - - على البشر، بل امتدَّت لتشمل الحيوانات والطيور، وكل ذات كبدٍ رَطْبة. فهذا أبو هريرة - - يروي أن رسول الله - - قال: ((بينما رجل يمشي بطريقٍ، اشتدَّ عليه العطش، فوجد بئرًا فنزل فيها، فشرِب ثم خرج، فإذا كلب يَلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلَغ هذا الكلبَ من العطش مثلُ الذي كان بلَغ بي، فنزل البئر، فملأ خُفَّه، ثم أمسكه بفِيه، فسقى الكلب، فشكَر الله له، فغفَر له))، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرًا؟! فقال - -: ((في كل ذات كبدٍ رَطْبة أجْر))[12]. وأخبر أن امرأة دخلَت النار في هِرَّة حبسَتها، فلم تُطعمها، ولم تَدَعها تأكل من خَشاش الأرض[13]. ونهى - - مَن همُّوا بإحراق قرية النمل، وأنكر على من أخَذ أفراخ الطيور من أُمهاتها، وأمرهم بردِّها إليها، فقد ثبت عن ابن مسعود - - أنه قال: كنا مع رسول الله - - في سفرٍ، فانطلَق لحاجته، فرأينا حُمَّرة - طائر صغير كالعصفور أحمر اللون - معه فرخان، فأخذنا فَرْخَيها، فجاءت الحُمَّرة، فجعلت تَفرُش، فجاء النبي - - فقال: ((مَن فجَّع هذه بولدها؟! ردُّوا إليها ولدها))، ورأى قرية نمل قد حرَّقناها، فقال: ((مَن حرَّق هذه؟))، قلنا: نحن، قال: ((إنه لا ينبغي أن يُعذِّب بالنار إلا ربُّ النار))[14]. وأخبر - - بأن مَن لا يَرحم لا يُرحم، وأن الرحمة لا تُنزع إلا من شقي، وبشَّر - - الراحمين بالرحمة من الله تعالى. فقال - -: ((إنما يَرحم الله - عز وجل - من عباده الرحماء))[15]. وقال - -: ((الرحم شِجْنَة، فمَن وصَلها وصَلتُه، ومن قطَعها قطَعتُه)) [16]. إلى غير ذلك مما لا يتَّسع المجال هنا لاستقصائه، فصلى الله وسلَّم على نبي الرحمة والهدى، وسلَّم تسليمًا كثيرًا. [1] رواه البخاري 5997، مسلم 2318. [2] رواه البخاري 5998، مسلم 2317. [3] رواه البخاري 6000، مسلم 2752. [4] رواه البخاري 68، مسلم 2821. [5] رواه البخاري 69، مسلم 1734. [6] رواه البخاري 3560، مسلم 2327. [7] رواه البخاري 6129، مسلم 2150. [8] رواه البخاري 6038 مسلم 2309. [9] رواه مسلم 2151 عن أنس - . [10] رواه مسلم 2328. [11] رواه البخاري 6010 [12] رواه البخاري 2363 ، مسلم 2244. [13] رواه البخاري 3318، مسلم 2242، عن ابن عمر - ا. [14] رواه أبو داود (2675- 5268) عن ابن مسعود - - وصححه الألباني في الصحيحة 25. [15] رواه البخاري 1284، مسلم 923 عن أسامة بن زيد - . [16] رواه البخاري 5989، مسلم 2555 عن عائشة - ا.
vplm hgkfd (wgn hggi ugdi ,sgl)
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
19-11-15, 11:07 PM | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
تألق
المنتدى :
بـاب السيـرة النبـويـة
جزاك الله خير الجزاء
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
20-11-15, 11:37 AM | المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
تألق
المنتدى :
بـاب السيـرة النبـويـة
عليه الصلاة والسلام
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
28-11-15, 04:38 PM | المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
تألق
المنتدى :
بـاب السيـرة النبـويـة
بأبي أنت وأمي يا رسول الله |
||||||||||||||||||||||||||||||||||
11-04-18, 02:58 PM | المشاركة رقم: 5 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
تألق
المنتدى :
بـاب السيـرة النبـويـة
صلى الله علـيه وآله وصحبه وسلم |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
17-04-23, 02:02 PM | المشاركة رقم: 6 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
تألق
المنتدى :
بـاب السيـرة النبـويـة
جزاك الله خيرا
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 4 : | |
أبـو عـبـد الـرحـمـن, السليماني, خواطر موحدة, عزتي بديني |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|