الثورات في ميزان التنمية البشرية (1) :

[محمد القطان]

الثورات في ميزان التنمية البشرية (1) :

(الثورات في ميزان التنمية البشرية " 1 " ) :
# لماذا كل الناس خطائين ؟!!!!!! :
المشكلة أن أكثر الناس يحكمون عاطفتهم و لا يحكمون عقلهم ! فهل من المعقول أن يكون أكثر المستغيثين من الظلم هم على خطأ ؟!! نعم قد يكونوا على خطأ ؟!! معقول ؟!! نعم معقول ؟!!
يقول الرسول صلى الله عليه و سلم : " كل ابن آدم خطاء " ، أي هناك ست مليارات خطاء الآن يمشون على وجه الأرض !! و ليسوا (خاطئون) و إنما (خطاؤون) ، فخطاء على وزن ( فعال ) أي كثير الخطأ ، فالرسول صلى الله عليه و سلم حسم هذا الموضوع أساسا ، فاقطع أملك من وجود الكمال عندك أو عند باقي البشر واترك التطلع للعصمة ، و تقبل نفسك و غيرك ، واعمل على التعديل و التصليح ، يقول الرسول صلى الله عليه و سلم : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " ، ( أتمم ) أي أنا متقبل لما سبق من الأخلاق الكريمة ، و إنما جئت لأتممها و أعدل غيرها ، فكل البشر يكررون أخطاءهم ، وهي تقل عند البعض و تكثر عند غيرهم ، و لذلك لا تعول عليهم ، و عول على القرآن و قول الرسول صلى الله عليه و سلم ، فهما المعصومان من الخطأ ، قال تعالى : ( و ان تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ) .
اذا ما المطلوب ؟! المطلوب الاجتهاد السليم المبني على البحث العقلاني و تحري الصواب، و ليس الانطلاق المندفع كاندفاع الثيران من بوابة سجنهم !
لذلك في الحديث " لكل مجتهد " ، و عكس المجتهد هو الشخص الذي ورد في الحديث ان " من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ " ، لأنه قال برأيه و لم يقل بناء على اجتهاد و بحث ، فهو يرجم بالغيب و يخمن بناء على رأيه ، و يضل بعد ذلك عن الصواب ، بسبب فهمه الخاطئ المبني على تقصيره في البحث ، و يضل بعد ذلك الناس ، لذلك قال ابوبكر : " أي أرض تقلني إن قلت في كتاب الله مالا أعلم ".
فهو صاحب الرسول منذ بداية الدعوة ، و ملازمه الدائم ، ومع هذا تحرج من القول بالقرآن بدون أن يبني ذلك على البحث و التثبت ، لذلك قبل الأنجراف وراء العاطفة ، قم بالبحث واحرص على التفكير السليم و التأمل في الموضوع و إعمال العقل ، فالمشكلة القائمة الآن هي ما قالها هاريسون فورد : ( إن التفكير عملية صعبة ، وقليل فاعلوها ) ، لذلك لا نطلب الا دقائق من التفكير قبل الإندفاع في أي شيئ اتباعا للعاطفة !!
و أنا لست أدافع عن أحد ... أنا شخص بسيط يتابع أقوال العلماء و الفلاسفة على مر العصور في هذه المواضيع ، و أقوم من باب النصح بتلخيص أقوالهم و نقلها لغيري ، يقول الدكتور صلاح الراشد : الأمة سابقا كانت تصنع المسؤولين ، أما الآن فأصبحت تلاحقهم !.
بمعنى إن أردت من الأوضاع أن تنصلح فقم بصنع مسؤولين أكفاء صغروا أو كبروا ، ولا يكن ديدنك ملاحقة المسؤوليين و محاسبتهم ، فإن ركزت على هذا الموضوع ستطول ملاحقتك لهم ، و ستستمر للأبد ، بدون أن تنصلح أي أوضاع كبيرة.
فمن قال أن مسؤولية الحاكم تعديل أوضاعك الشخصية ..؟! من قال ..؟! فقد تكون من مسؤولياته الحرص على الأمن الداخلي و الخارجي ، و فتح مؤسسات حكومية ، و عقد الأتفاقيات الكبرى .. ألخ ، و قد يكون صالح و قد يكون طالح ، وقد يتمكن من إدارة دولته بشكل صحيح و قد لا يوفق ، وبغض النظر عن ذلك ففي كلا الحالتين لا يوجد ما يبرر وضعك الحالي ولا يوجد مايبرر ظروفك الشخصية الآنية .. فهي مسؤوليتك ، وكذلك إن تغيرالحاكم فلن تتغير ظروفك الحقيقية .
و الدليل هو التجارب السابقة ..
قال ابو العتاهية :
إن خفي عليك ما في الزمان الآتي .:. فقس على الماضي من الأوقاتي.
الحاكم إن ساعدك في وظيفة فهذه زيادة منه و مساعدة إضافية ، لأن الأصل أن قيمة كل امرئ ما يحسن ، و إن كنت غير قادر على المنافسة في ميدان العمل فأنت لا تستحق العمل ، أو أن الله قد كتب لك أن تذهب إلى دولة خرى للعمل فيها ، حتى يتم التوازن في هذا العالم ، المهم أنه منذ متى كانت الدولة مسؤولة عن إطعام شعبها ؟! إلا في هذا الزمن عند بعض الدول ، فالرازق هو الله وهو الذي أمرك بالسعي الصحيح و لم يأمرك بتكفف حاكمك ، فإن سعيت سعيا صحيحا داخل أو خارج دولتك فستحصل على ما تريد ، و إن لم تتمكن فهي مشكلتك ، فأنت إذا لا تستحق في الوقت الحالي أن تحصل على هذا الأمر لأن من جد وجد ، أما ان تتكفل الدولة بهذا الأمر فهو مما يقتل الأبداع ، ومما يدعو إلى الكسل عن صقل الذات وتنمية المهارات ، ويساعد على التواكل و ترك الإجتهاد، لأن الكل سيضمن حصوله على ما يريد ، حتى و إن كسل في عمله و تنمية مهاراته ، وهذا ما حدث في الإتحاد السوفييتي حيث سقطت هذه الدولة لأنها تكفلت بالشعب ، بينما في أمريكا ملايين الفقراء و المشردين و الدولة غير معنية بهم بشكل حقيقي .
و حتى لو مات الشعب من الجوع فليس هذا بذنب الحكومة ! -إلا ما يكون من واجب شرعي على المقتدرين- .
مثال ذلك : اشتهار الشعوب الأفريقية بالكسل ، حتى قالوا : فوضى اللاتينين ، و كثرة الصينيين ، و إدمان الروس للشراب ، و كسل الأفارقة .
حتى يقال أنهم صنعوا لأنفسهم ثوبا إن لبسته مقلوبا فلا يستلزم منك أن تقلبه ، لعدم رغبتهم في قلبه مرة أخرى !!
وقد اشتهر ذلك عنهم ، لذلك فهم لا ينقصهم الذكاء ، و لا العلم أحيانا ، ولكن ينقصهم العمل ، و لذلك هم في مجاعة ، بالرغم من أن أرضهم تزخر بالثروات والمعادن و الزراعة ، ولكن الله تعالى قد كتب أن ليس للإنسان إلا ما سعى ، و (سعى ) أي عمل بسرعة ، و لذلك (السعي) في اللغة : هو المشي السريع والهرولة وليس المشي العادي ، و منه السعي بين الصفا و المروة ، و لذلك من لا يسعى بتاتا لا يأخذ شيء ، و لذلك تقع فيهم المجاعات ، فالله لا يظلم أحدا ، فلا تقل أن أمريكا دولة غنية بسبب اجتهادهم ، و أن بعض الدول الأفريقية فقيرة بسب إفقار الله لهم ! ، فقد قال تعالى : ( فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه و نعمه فيقول ربي أكرمن ، و أما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن ) ، فمن وصفه الله بهذا الوصف هو أهون من ما يقوله بعض الناس الآن ! فمن ذكره الله في الآية يقول أن الغنى و الفقر كلاهما من الله ، أما ما يقوله بعض الناس الآن فهو أن الخير الذي عنده هو بسبب اجتهاده و ذكائه ، و أما إن قصرهو بالسعي فتركه الله لسعيه فيقول إن هذا الفقر هو ما كتبه الله علي !! و في دعاء النبي " و الشر ليس إليك " ، و قال تعالى : ( ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس ) ، و لذلك فالشعوب الفقيرة فقيرة بسبب كسلها أو طمعها أو بسب آخر يرجع لهم ، و ليس ذلك بسبب خارجي كحكوماتهم !
و لذلك في النيجر عندما انقلبوا على حكومتهم بسبب الفقر، زاد فقرهم ! و أصابتهم موجة مجاعة تاريخية ، لأن الخطأ ليس في حكومتهم .
فلماذا يا ناس لا تقفوا بشجاعة و جرأة و تقولوا نحن السبب ؟؟! لماذا لا تقولوا: ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ؟؟!
ففي كل مرة توجه أصبع اللوم إلى غيرك في أي زمان و في أي مكان فاعرف أنك مخطئ ، وأنك تبرر أخطاءك بطريقة طفولية ، كاللاعب الذي يفوت فرصة كبيرة في الملعب فيقوم بالعرج بعد ذلك ...!
و للحديث بقية...
محمد القطان

الموضوع الأصلي: الثورات في ميزان التنمية البشرية (1) : || الكاتب: محمد القطان || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد

www.ansaaar.com

كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار

المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد

---

hge,vhj td ld.hk hgjkldm hgfavdm (1) :