بتعليقات
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
*الشرح:
- ( ما ) في قوله: ( ما نهيتكم ) وفي قوله
ما أمرتكم ) شرطية يعني الشيء الذي أنهاكم عنه اجتنبوه كله ولا تفعلوا منه شيئا , لأن الاجتناب أسهل من الفعل, وأما المأمور فقال: ( وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ) لأن المأمور فعل وقد يشق على الإنسان , ولذلك قيده النبي
بقوله: ( فأتوا منه ما استطعتم ).
* يستفاد من هذا الحديث فوائد:
- وجوب اجتناب ما نهى عنه الرسول
وكذلك ما نهى الله عنه من باب أولى. وهذا ما لم يدل دليل على أن النهي للكراهة.
- أنه لا يجوز فعل بعض المنهي عنه بل يجب اجتنابه كله ومحل ذلك ما لم يكن هناك ضرورة تبيح فعله.
-وجوب فعل ما أمر به ومحل ذلك ما لم يقم دليل على أن الأمر للاستحباب.
- أنه لا يجب على الإنسان أكثر مما يستطيع.
- سهولة هذا الدين الإسلامي حيث لم يجب على المرء إلا ما يستطيعه.
- أن من عجز عن بعض المأمور كفاه بما قدر عليه منه فمن لم يستطع الصلاة قائما صلى قاعدا , ومن لم يستطع قاعدا صلى على جنب , ومن أمكنه أن يركع فليركع ومن لا يمكنه فليومئ بالركوع , وهكذا بقية العبادات يأتي الإنسان منها بما يستطيع.
- أنه لا ينبغي للإنسان كثرة المسائل لأن كثرة المسائل ولا سيما في زمن الوحي ربما يوجب تحريم شيء لم يحرم أو إيجاب شيء لم يجب , وإنما يقتصر الإنسان في السؤال على ما يحتاج إليه فقط.
-أن كثرة المسائل والاختلاف على الأنبياء من أسباب الهلاك كما هلك بذلك من كان قبلنا.
- التحذير من كثرة المسائل والاختلاف , لأن ذلك أهلك من كان قبلنا , فإذا فعلناه , فإنه يوشك أن نهلك كما هلكوا.