لا شك ولا ريب في كفر القذافي – قذفه الله في جهنم- وخروجه من الإسلام, وهذه بعض النواقض التي ارتكبها معمر القذافي, وما هي إلا غيض من فيض, وماخفي كان أعظم:
1 – تحريفه القرآن الكريم؛ وذلك بحذف جميع قول الله تعالى: (قل) التي جاءتفي القرآن.. قال الله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون), وقال أيضاً: (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد), قال الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله: "من كفر بحرف من القرآن فقد كفر،ومن قال؛ لا أؤمن بهذه اللام فقد كفر".اهـ [مجموع فتاوى ابن تيمية؛ 4/182].
2 - سب الأنبياء عليهم السلام واستنقاصهم؛ كقوله عن نبي الله يعقوب عليه السلام: إنه وعائلته من أحط العائلات وأشدها كفرا ونفاقاً وأنها عائلة ملعونة.. قال الله تعالى: (من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين), قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله: "من كذب بأحدالأنبياء، أو تنقص أحداً منهم، أو برئ منه فهو مرتد".اهـ [الشفا؛ 2/1098].
3 – استهزاؤه بالنبي محمد مراراً وتكراراً؛ ومن ذلك وصفه لنبينا بأنه "ساعي بريد"! قال الله تعالى: (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم), قال القاضي عياض رحمه الله: "وكذلك من أضاف إلى نبينا صلى الله عليهوسلم تعمٌّد الكذب فيما بلَّغه أو أخبر به... أو قال؛ انه لم يُبلّغ، أواستخف به، أو بأحد من الأنبياء، أو أزرى عليهم، أو آذاهم، أو قتل نبياً، أوحاربه، فهو كافر بالإجماع".اهـ [الشفا؛ 2/1069].
4 – إنكاره للسنة النبوية جملة وتفصيلاً, وجعل التمسك بها طريقاً وباباًللشرك وعبادة الأوثان والأصنام.. قال الله تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنةإذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم), قال الإمام إسحاقبن راهوية رحمه الله: "أن من رد حديثاً صحيحاً عنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كفر".اهـ ["الفصل في الملل والنحل"، لابن حزم؛ 3/230]. فكيف بمن رد جميع الأحاديث؟!
5 – قوله أن دعوة النبي محصورة للعرب فقط وليست هي عامة لعموم الإنس والجن.. قال الله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين * قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون * فإن تولوا فقلآذنتكم على سواء وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون). عن جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي نصرتبالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركتهالصلاة فليصل وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي وأعطيت الشفاعة وكانالنبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة) [متفق عليه].
6 – إدعاؤه النبوة لنفسه, وزعمه أن لجانه الثورية المخابراتية هي نبي هذا العصر.. قال الله تعالى: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين), عن أبي هريرة عن النبي قال: (كانت بنوإسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون) [متفق عليه], وعن عامر بن سعد ابن أبي وقاص عن أبيه قال: قال رسول الله لعلي: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاأنه لا نبي بعدي) [رواه مسلم]. وعن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله : (لي خمسة أسماء أنا محمدوأحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناسعلى قدمي وأنا العاقب) [متفق عليه], ومعنى العاقب: الذي ليس بعده أحد منالأنبياء..
قال القاضي عياض رحمه الله: "وكذلك - أي وكذلك نكفر - من ادعى نبوة أحد معنبينا أو بعده.. أو من ادعى النبوة لنفسه أو جوز اكتسابها.. وكذلك من ادعى انه يوحى إليه وإن لم يدع النبوة.. فهؤلاء كفار مكذبون للنبي ، لأنه أخبر النبي أنه خاتم النبيين لا نبي بعده.. فلا شك في كفر هؤلاء الطوائف كلها قطعاً إجماعاوسمعاً".اهـ ["الشفا"؛ 2/1070 – 1071].
7 – تشريعه الكتاب الأخضر, وزعمه أنه بمثابة التوراة أو الإنجيل, وحكمه به دون الكتاب والسنة.. قال الله تعالى: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله), قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسق وقدّمها عليه؟ من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين". اهـ [البداية والنهاية، جـ14، ص119.].
8 – تحاكمه للطاغوت؛ كهيئة الأمم المتحدة, و"محكمة العدل الدولية" وغيرها.. قال الله تعالى: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وماأنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا), قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله: "فإن قوله عز وجل: (يزعمون) تكذيبٌ لهم فيما ادعوه من الإيمان, فإنهُ لايجتمعُ التحاكم إلى غير ما جاء به النبي مع الإيمان فيقلب عبدٍ أصلاً , بل أحدهما ينافي الآخر".اهـ [ رسالة تحكيم القوانين ص 9 ].
9 – مناصرته وولائه للكفار الأصليين والمرتدين.. قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين), قال الإمام ابن حزم رحمه الله: "صح أن قوله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)؛ إنما هو على ظاهره، بأنه كافر من جملة الكفار، وهذا لا يختلف فيه اثنان من المسلمين".اهـ ["المحلى"؛ 12/33].
10 – عدم تكفيره لأهل الكتاب؛ اليهود والنصارى.. قال الله تعالى: (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية), قال الشيخ أبو بطين: "وقد أجمع المسلمون على كفر من لم يكفر اليهود والنصارى، أو شك في كفرهم..". اهـ [الدرر السنية 12/69 ].
11 – استهزاؤه بكثير من شعائر الإسلام؛ كقوله: "الكعبة آخر صنم", و"الحجاب من عمل الشيطان"!.. قال الله تعالى: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)
قال الإمام ابن حزم رحمه الله: "فصح بما ذكرنا؛ أن كل من سب الله تعالى أواستهزأ به، أو سب مَلَكاً من الملائكة، أو استهزأ به، أو سب نبياً من الأنبياء أو استهزأ به، أو سب آية من آيات الله تعالى أو استهزأ بها - والشرائع كلها والقرآن من آيات الله تعالى - فهو بذلك كافر مرتد، له حكم المرتد، وبهذا نقول".اهـ ["المحلى" 12/438].
12 – تحليله للحرام المجمع عليه, كتحليله للربا نصاً, قال الله تعالى: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله), قال شيخ الإسلام ابن تيميةرحمه الله: "والإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه، أو حرم الحلال المجمع عليه، أو بدل الشرع المجمع عليه، كان كافراً مرتداً بالاتفاق".اهـ [مجموع الفتوى؛ 3/267].
13 - تبرؤه من الخلفاء الراشدين الأربعة, وطعنه فيهم.. قال الله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) فكل من يغتاظ من الصحابة فهو كافر..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد الرسول عليه الصلاة والسلام إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفراً، أو أنهم فسقوا عامتهم، فهذا لا ريب أيضاً في كفره؛ لأنه كذّب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عليهم والثناء عليهم، بل من يشك فيكفر مثل هذا فإن كفره متعين، فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق، وان هذه الآية التي هي: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) وخيرها هو القرن الأول، وكان عامتهم كفاراً أو فساقاً، ومضمون أن هذه الأمة شر الأمم، وأن سابقي هذه الأمم هم شرارها، وكفر هذا مما يُعلم بالاضطرار من دين الإسلام".اهـ [الصارم المسلول ص 590].
ولو أخذنا نتتبع النواقض التي ارتكبها ابن اليهودية القذافي –قذفه الله في جهنم- لطال بنا المقام!
وارجع أخي السائل إلى كتاب: "القذافي مسيلمة العصر" ففيه الحجة الكافية الشافية على كفر القذافي وخروجه من الإسلام, إن كان قد دخل فيه من قبل أصلاً!
منبر التوحيد والجهاد