الاحمق

**الفتى الأثري** · 30-06-13, 01:47 AM

الحمق

إن من أعظم الأدواء التي يبتلى بها المرء في هذه الحياة داء الحمق فالحمق شر كله والأحمق عدو نفسه لما يسبب لنفسه من الضرر وهو كاسد العقل والرأي لا يحسن شيئًا.

أحاديث تذم الحمق

قد وردت الأحاديث في ذم الحمق؛ ففي الحديث: "نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند مُصيبة، خمش وجوه وشق جيوب ورنَّة شيطان" [رواه الترمذي وقال: حسن صحيح].

وعن الأسود بن سريع الاحمق

أن نبي الله الاحمق

قال: "أربعة يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئًا، ورجلٌ أحمق، ورجل هَرِم، ورجل مات في فترةٍ. فأما الأصم فيقول: لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئًا. وأما الأحمق فيقول: يا رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر. وأما الهَرِم فيقول: يا رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئًا.

وأما الذي مات في فترة فيقول: ما أتاني لك رسولٌ. فيأخذ مواثيقهم ليُطيعنَّه؛ فيرسل إليهم أنِ ادخلوا النار، فوالذي نفسي بيده لو دخلوها كانت عليهم بردًا وسلامًا". [رواه أحمد والبيهقي وابن حبان].

وفي حديث أم زرع: "...قالت الثانية: زوجي لا أبث خبره، إني أخاف أن لا أذره، إن أذكره أذكر عُجره وبُجره(تقصد عيوبه). قالت الثالثة: زوجي العشنَّق (شديد الطول) إن أنطق أُطلَّق، وإن أسكُت أُعلَّق..." [رواه البخاري ومسلم].

علامات الحمق ...

1- سرعة الجواب

2-وترك التثبت

3- والإفراط في الضحك

4- وكثرة الإلتفات

5- والوقيعة في الأخيار

6- والاختلاط بالأشرار

7- والأحمق إن أعرضت عنه أعتم (يعني عبس)

8-وإن أقبلت عليه اغتر

9- وإن حلمت عنه جهل عليك

10- وإن جهلت عليه حلم عليك،

11- وإن أحسنت إليه أساء إليك

12- وإن أسأت إليه أحسن إليك

13- وإذا ظلمته أنصفت منه

14- ويظلمك إذا أنصفته

فمن ابتلى بصحبة الأحمق فليكثر من حمد الله على ما وهب له مما حرمه ذاك.

وعن الأحنف بن قيس أنه قال: قال الخليل بن أحمد: الناس أربعة:

1- رجل يدري ويدري أنه يدري.. فذاك عالم فخذوا عنه.
2- ورجل يدري وهو لا يدري أنه يدري فذاك ناسٍ فذكروه
3- ورجل لا يدري وهو يدري أنه لا يدري فذاك طالب فعلموه
4- ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذاك أحمق فارفضوه.

لا تجالس الأحمق:

عن شعبة أنه قال: عقولنا قليلة فإذا جلسنا مع من هو أقل عقلاً منا ذهب ذلك القليل
فإني لأرى الرجل يجلس مع من هو أقل عقلاً منه فأمقته.

قال بعض الحكماء: مؤنة العاقل على نفسه.. ومؤنة الأحمق على الناس.. ومن لا عقل له فلا دنيا له ولا آخرة.

وقال جعفر الصادق: "الأدب عند الأحمق كالماء في أصول الحنظل، كُلما ازداد ريًّا زاد مرارة".

قال ابن أبي زياد: قال لي أبي: "يا بُني الزم أهل العقل وجالسهم، واجتنب الحمقى؛ فإني ما جالست أحمق فقُمت إلا وجدتُ النقص في عقلي".

وقيل لإبراهيم النَّظَّام: "ما حدُّ الحمق؟ فقال: سألتني عمَّا ليس له حدٍّ

نظر بعض الحكماء إلى أحمق جالس على حجر، فقال: "حجر على حجر".

قال بعضهم: "العاقل المحروم خير من الأحمق المرزوق".

وقال بعض الحكماء: "من أخلاق الأحمق: إن استغنى بطر، وإن افتقر قنط، وإن فرح أشِرَ، وإن قال فحُش، وإن سُئل بخِلَ، وإن سأل ألحَّ، وإن قال لم يُحسن، وإن قيل له لم يفقه، وإن ضحك نَهَقَ وإن بكى خارَ".

كيف يعامل الأحمق:

قال حكيم آخر: ليس كل أحد يحسن يعامل الأحمق وأنا أحسن أعامله، قيل له كيف؟
قال: أبخسه حتى يطلب الحق بعينه إذ متى أعطيته حقه طلب ما هو أكثر منه..

أي : إذا كان للأحمق حق كمقدار من المال فإننا ننقص من حقه قليلا فتجده يقول حقه دون زياده فنعطيه إياه