بيت شبهات وردود لايسمح بالنقاش او السؤال هو فقط للعلم بالشبهة وماتم الرد عليها من أهل العلم والمتخصص بهذا الشأن |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت شبهات وردود
د. راغب السرجاني مع كل ما سبق عرضه، إلا أننا نجد المغرضين لا يعجبهم ذلك، فقد أكثرت طوائفهم، وفرقهم، من شيعة، وعلمانية، ومستشرقين، من وضع الشبهات، وأكثروا من الطعن في كل رموز الإسلام، في أبي بكر، في عمر، في علي، في عائشة، في سعد بن عبادة، وفي غيرهم ولعلنا نضع هنا سؤال: - إذا لم يكن الصديق ![]() وهذا ليس مجرد عصف ذهني، أو مجرد طرح نظري لأسماء أخرى، ولكن هذا السؤال؛ لأن هناك طوائف مختلفة من المشككين في خلافة الصديق ![]() للطعن في خلافة الصديق ![]() وسار على نهجهم بعض المستغربين من أبناء المسلمين، وكثير من طوائف الشيعة أيضًا فعلت ذلك ولم يطعنوا في خلافة الصديق ![]() ![]() وتكاد تنحصر الأسماء المرشحة في شخصين: الأول: هو علي بن أبي طالب ![]() ![]() أما سعد بن عبادة فقد تحدثنا عن تفصيلات موقفه، ولماذا كان مرشحًا للخلافة؟ وكيف نزل الأنصار عن رأيهم بترشيحه؟ والعدول بعد ذلك إلى ترشيح أبي بكر الصديق ![]() وكيف بايعوا جميعًا بما فيهم سعد بن عبادة ![]() وأما عمر بن الخطاب ![]() أنت أقوى مني. فقال عمر: قوتي مع فضلك. والجميع يعلم أن أبا بكر مقدم على عمر، وعمر نفسه كان يقول: والله لئن أقدم فتضرب عنقي، لا يقربني ذلك من إثم، أحب إلى علي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر. كما أن الشدة المعروفة عند عمر ![]() ![]() شبهة أحقية علي بن أبي طالب ![]() إذن يبقى اسم واحد محل كلام ونقاش وجدال، وهو البطل الإسلامي العظيم علي بن أبي طالب ![]() ![]() أشاع كثير من الشيعة أنه كان أحق بالخلافة من أبي بكر الصديق ![]() فذكروها في كتبهم على أساس أن الخلافة حق منهوب من علي بن أبي طالب، بل إن بعض الشيعة المتطرفة تجاوزت الحدود في علي بن أبي طالب وادعت أنه كان أولى بالرسالة من رسول الله ![]() بل إن طائفة أخرى تجاوزت هذا الأمر إلى تأليه علي بن أبي طالب ![]() هذا الغلو في علي بن أبي طالب ![]() ![]() ومحاولتهم هدم الإسلام من جذوره وأصوله، دخل في دين الله كثير من اليهود والمجوس الذين أرادوا أن يقسموا الدولة الإسلامية إلى طائفتين متنافرتين من جهة وأن يطعنوا في رموز الصحابة من جهة أخرى، وقد يكون عبد الله بن سبأ اليهودي هو أول من أشاع بين الناس فكرة التشيع لعلي بن أبي طالب، وإنه أولى بالخلافة من عثمان بن عفان بل ومن أبي بكر وعمر ![]() وكثير منهم من أرض فارس حيث الأقوام الذين أكل الحقد قلوبهم، لانهيار دولتهم على أيدي المسلمين بقيادة أبي بكر، ثم عمر ![]() وما زالت إلى الآن هذه المغالاة في علي بن أبي طالب ![]() أي أنهم يزعمون أن علي بن أبي طالب أفضل من أبي بكر وعمر وعثمان، لكن يجوز أن يتولى الخلافة الأقل فضلًا هذا الفكر المتشيع لعلي بن أبي طالب ![]() وانتقل هذا الفكر إلى طائفة من المسلمين المحسوبين على أهل السنة، والمتعلمين على أيدي هؤلاء الغربيين، والله لقد قرأت في هذا الموضوع كتابات يقشعر منها البدن ويكاد المرء يصاب بالغثيان من أولئك الذين يطعنون في صحابة رسول الله ![]() وسؤال هام قد يطرأ على الذهن: لماذا اختار عبد الله بن سبأ اليهودي، أو غيره ممن ابتدع هذه الفكرة، لماذا اختاروا اسم علي بن أبي طالب ![]() لماذا لم يختاروا أي صحابي جليل آخر، وما أكثر الصحابة؟ لقد فكر هؤلاء في أنه لكي يقتنع الناس بشخصية أخرى غير الصديق ![]() ![]() ويشعرون بعاطفة كبيرة نحوه، ونفوس المسلمين قد تهفو إلى كل الصحابة، إلا أن علي ![]() فهو لقرابته ![]() ![]() وأما الثاني فهو أنه زوج ابنة رسول الله ![]() ![]() ![]() نعم تزوج عثمان بن عفان ![]() ![]() ![]() لهذين السببين اختاروا على بن أبي طالب كي يستغلوا اسمه في تفريق المسلمين إلى طائفتين شيعة، وسنة وما زال هذا التقسيم إلى الآن موجودًا. وقبل أن نرد على هذين الأمرين فإننا نريد أن نقول أننا لا يجب أن يدفعنا حبنا للصديق ![]() ورفضنا لفكرة الإشاعة بأن علي بن أبي طالب كان أحق بالخلافة من الصديق ![]() لا يجب أن يدفعنا هذا الأمر إلى التقليل من شأن الصحابي الجليل العظيم على بن أبي طالب ![]() وهو أول من أسلم من الصبيان، وله مواقف مشهورة في تاريخ الإسلام، وفي الهجرة، وفي كل الغزوات، وكان مقربًا لقلب رسول الله ![]() وله مواقف عظيمة حتى بعد وفاة الرسول ![]() ![]() ![]() وفي الجملة فهو من أفضل الصحابة على الإطلاق، بل يجزم كثير من العلماء المسلمين أنه رابعهم في الفضل بعد الصديق أبي بكر، وعمر الفاروق، وذي النورين عثمان ![]() إذا وضعنا هذه الخلفية في عقولنا، فإننا نكون في مأمن من التقليل من حجم شخصيته، وهذا هو عين الصواب في التعامل مع جيل الصحابة بأكمله، ![]() ونعود إلى الأمرين اللذين تميز بهما علي بن أبي طالب ![]() ![]() ![]() أما الأمر الأول: قرابته من رسول الله ![]() فهل تكفي القرابة لتقديم شخص على آخر؟ وهل تاريخ الرسول ![]() ألم يقل ![]() الْأَئِمَّةُ فِي قُرَيْشٍ. ولو أراد لقال الأئمة في بني هاشم، لكنه لم يرد ذلك، دعوة الإسلام ليست دعوة قبلية، ولو أخذها علي بن أبي طالب لكان ذلك دليلًا على القبلية لا يقاوم ومنذ متى تنفع القرابة أو تجدي، حتى وإن كانت قرابة الرسول ![]() بل ألم نشاهد أبا طالب العم القريب إلى قلب الرسول ![]() ![]() وهل كانت العقليات والكفاءات في عائلة رسول الله ![]() لقد حاول رسول الله ![]() فلو أخذها رجل من بني هاشم مع وجود من هو أعلى منه كفاءة وأعظم فضلًا أكان ذلك يرضيه ![]() هذا كله ولا شك لا يقلل من فضل علي بن أبي طالب ![]() ولم يكن للقرابة أن تغير من هذا الفضل أبدًا. ثم هل كان يتقدم علي بن أبي طالب ![]() علي بن أبي طالب ![]() ![]() ![]() نعم تولى قيادة بعض الجيوش الإسلامية شباب كثير، لكن قيادة الجيوش شيء وقيادة الأمة شيء آخر، ولا شك أن الخبرات المتراكمة لرجل مثل الصديق ![]() والأمة لم تخسر طاقات الشباب، فالصديق الإمام يوجه، وينظم، ويخطط، والجميع في الأمة ينفذ. والأمر الثاني: هو زواج عليّ من فاطمة بنت النبي ![]() إذا كان رسول الله ![]() ![]() ![]() - روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة ![]() ![]() [وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ] {الشعراء:214} قال: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ- أو كلمة نحوها- اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَيَا صَفِيَّةَ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍٍ، سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مِالِي لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا. وهكذا فإن الرسول ![]() وغير ذلك من الأمور المكتسبة، ولا يتفاضل الناس بحسب الأشياء التي لا دخل لهم فيها، كالنسب، واللون، والجنس، والحالة المادية، وغير ذلك من أمور التفاضل. ولعل هذا هو الحكمة أو جزء من الحكمة التي من أجلها لم يعش لرسول الله ![]() ![]() واستخلفوه للتفريق بين المسلمين، فماذا كان يفعل المسلمون مع ابن الرسول ![]() لا شك أن طائفة الشيعة هذه كانت ستجد فيه، وفي ذريته ذريعة للاتباع ,وتفريق المسلمين تحت قيادات مختلفة. ولا شك أن الذين أشاعوا هذه القضية كانوا يعلمون أن حجتهم ليست بالقوية، فهم يطلبون خلافة لعي بن أبي طالب ![]() وهي مؤهلات غير مقبولة في الشرع الإسلامي، فماذا يفعلون حتى يثبتوا خلافة في غير موضعها؟ لقد بحثوا عن مصداقية أخرى لهذا الأمر فوجدوها. ادعاء وصية النبي ![]() فها هي فرية أخرى ابتدعوها ابتداعًا، تلك الفرية هي: الادعاء بأن الرسول ![]() ![]() نشرت طوائف كثيرة من الشيعة هذه الإشاعة، وأعجبت المستشرقين، والعلمانيين حتى درّسوها في المدارس والجامعات حتى يوهموا الدارسين أن المخالفات بين الصحابة كانت مبكرة جدًا، بعد وفاة الرسول ![]() فإنني وجدت مثل هذه المناهج تدرس وبشدة في أكثر من جامعة، ووجدت أيضًا كتبًا كثيرة تتبنى هذا الفكر مع كونه مغايرًا للحقيقة تمامًا. للرد على هذه الإشاعة أو الشبهة، شبهة أن الرسول ![]() ![]() أولًا: لم يرد بهذه الوصية نقل صحيح، كل الروايات التي ذكرت هذه الوصية روايات في غاية الضعف، بل هي موضوعة من الأصل ونحن كمسلين حريصين على ديننا يجب أن نحرص أن ننقل الصحيح فقط من الروايات، وخاصةً في هذه القضايا الشائكة، وهذه الأمور التي يطعن بسببها في صحابي أو أكثر ومن أراد أن يخرج علينا بفكرة الوصاية هذه، فليأت بدليل صحيح وإلا فما أسهل الكلام. ثانيًا: إذا كانت هناك وصية معلومة من رسول الله ![]() ![]() ومخالفة وصية كهذه تكون مخالفة صريحة للشرع، فيلزم هنا الاتهام الصحابة جميعًا بالمخالفة الشرعية للإسلام، وفي أمر خطير كهذا، وهذا ما لا يعقله عاقل كيف يتفق جيل بأكمله على خلافة رجل، وإنكار خلافة رجل آخر مع وجود الوصية بغير ذلك، مع العلم أن أبا بكر الصديق وعلي بن أبي طالب ![]() فلا مجال لترجيح واحد على الآخر إن كان هناك وصية بذلك، وكيف يتفق الأنصار مع القرشيين ضد علي بن أبي طالب؟ هذه تساؤلات لا رد عليها عند طوائف الشيعة التي تتبنى فكرة الوصية لعلي بن أبي طالب، ولم يستطيعوا أن يخرجوا من هذا المأزق إلا بأمر عجيب: هو أنهم فَسّقوا، وأحيانًا كَفّروا كل جيل الصحابة إلا مجموعة تعد على أصابع اليدين منهم، وهذا من المستحيل أن يستساغ عقلًا، فضلًا عن غياب النقل الصحيح بذلك. وهذا الموقف في غاية الخطورة ترتبت عليه نتائج خطيرة، فهذه الطوائف الشيعية المتجاوزة قالت: إن كل هؤلاء الصحابة بدّلوا وغيّروا في أمر خطير كهذا، فكيف يقبل منهم بقية الأمور؟ ولذلك قالوا أنهم لا يجب أن ينقلوا عنهم حديثًا، ولا دينًا، ولا تشريعًا، ولا فقهًا، فحرموا أنفسهم وأتباعهم من آلاف الأحاديث التي نقلت عن طريقهم، قالوا: لا نأخذ عن عائشة، لا نأخذ عن أبي هريرة، لا نأخذ عن عمر بن الخطاب، لا نأخذ عن عبد الله بن عمر، لا نأخذ عن عبد الله بن عمرو، لا نأخذ عن كامل الأنصار، إذن أين الدين؟ أين الشرع الذي تتبعون؟ لا يأخذون إلا ما جاء عن طريق علي بن أبي طالب، وعدد محدود جدًا لا يزيد عن العشرة من صحابة الرسول ![]() وينقل عنهم بواسطة طرقهم الخاصة التي هي في غالبها ضعيف، بينما يعرضون كلية عن كل الطرق التي قبلها علماء السنة المسلمين؛ لأنهم كما يقولون نقلوا عن الصحابة الذين تآمروا في زعمهم على علي بن أبي طالب، من ثم فهم لا يعترفون بالبخاري ولا بمسلم ولا بسنة أبي داود أو الترمذي أو النسائي أو ابن ماجه والإمام أحمد، أو غيرهم من أئمة الحديث عند المسلمين، وهذه بالطبع كارثة، هاوية سحيقة، بل هي ضرب للدين في أصوله. ثالثًا: إذا كان هناك فعلًا وصية لعلي بن أبي طالب ![]() أو حتى يكتفي بالإشارة أو بالتلميح، ألا يعد علي بن أبي طالب هنا كاتمًا لما أوصاه به رسول الله ![]() إذا كانت هناك وصية لأحد فكتمها يعد مخالفة للشرع، أيفعل علي بن أبي طالب ذلك؟ قالت الشيعة: إنه كتم هذا الأمر تقية. أي يتقي الصحابة فكتم الأمر خوفًا على نفسه إلى أن تأتي الظروف، ويتمكن من الحكم، لا حول ولا قوة إلا بالله، أي مجتمع هذا الذي تصفون؟ ثم ألم يكن علي بن أبي طالب شجاعًا مقدامًا لا يخاف في الله لومة لائم؟ أيكتم هذا الأمر تقية؟ ثم من يتقي؟ هل علي بن أبي طالب الهاشمي، وقبيلته التي هي أعظم قبيلة في قريش، هل يتقي أبا بكر التيمي وقبيلته بني تيم التي من أضعف بطون قريش؟ لا أعتقد أن أحدًا يقبل ذلك عقلًا. رابعًا: هل كانت فاطمة بنت محمد ![]() ![]() فهل لم تعلم منه شيئًا خطيرًا كهذا حتى تخبر به بعد ذلك؟ وهل منع علي بن أبي طالب من زيارة الرسول ![]() من الواضح بدراسة كل الملابسات أن هذه الوصية ما هي إلا قصة مختلقة لم يعرف بها أحد إلا بعد أن وضعت، وألفت، ولفقت لرسول الله ![]() إرسال علي بسورة براءة في موسم الحج شبهة جديدة قالوها في هذا المضمار أيضًا، قالوا لقد أرسل رسول الله
![]() ![]() يقطع بها عهود المسلمين معهم، وفي ذلك كما زعموا إشارة إلى استخلاف علي بن أبي طالب ![]() ومن المعروف أن أمير الحج في هذا الموسم هو أبو بكر الصديق ![]() لو لم يكن يقصد أن يستخلف عليًا لجعل أبا بكر هو الذي يقطع العهود، وسبحان الله ما أبسط الشبهة وما أتفهها. أولًا: نزلت سورة براءة بعد خروج أبي بكر بوفد الحج، وكان أبو بكر هو الأمير، فلما نزلت السورة أرسل رسول الله ![]() وهو علي بن أبي طالب بالسورة حتى يصل بها إلى الناس المجتمعة في الحج. ثانيًا: من عادة العرب أن الذي ينقض عهد رجل لا بد أن يكون من قبيلته، فلكي يقطع عهد محمد ![]() ![]() والحديث هنا في موسم الحج ليس للمسلمين فقط حتى يكلف الرسول ![]() بل إن الحديث المقصود موجه إلى المشركين في الأساس، فلا بد أن يصل إليهم بالصورة التي يقبلوها دون جدال ولا نقاش. ثالثًا: لقد تعلق المغرضون بإشارة خفية في إرسال علي بن أبي طالب، وأغفلوا أمرًا جليًا واضحًا في ذات القصة وهي أن علي بن أبي طالب لما جاء إلى أبي بكر الصديق ![]() ![]() أمير أم مأمور؟ فقال علي بن أبي طالب: بل مأمور. فكيف يعتقدون في استخلاف المأمور علي بن أبي طالب، ويتركون الأمير أبا بكر الذي يُعلّم الناس أمور حجهم، والذي يقود الجميع بما فيهم علي بن أبي طالب نفسه؟ من الواضح أن هذه القصة حجة عليهم، لا لهم، لكنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
afihj p,g hsjoght Hfd f;v hgw]dr
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
بيت شبهات وردود
![]()
شبهة تأخير بيعة علي لأبي بكر شبهة أخرى ساقوها للتأكيد على أحقية علي بن أبي طالب في الخلافة، قالوا إنه لم يكن راضيًا على اختيار أبي بكر الصديق ![]() ولذلك لم يبايعه لمدة ستة شهور كاملة، فهل غضب علي بن أبي طالب حقًا؟ وإذا كان غضب فلماذا؟ والحقيقة أن هناك رواية في صحيح مسلم تذكر أن عليًا بن أبي طالب ![]() ![]() ومع ذلك فقد روى ابن حبان بسند صحيح موصولًا إلى أبي سعيد الخدري ![]() ![]() التفسير الذي يرجحه ابن كثير رحمه الله أن عليًا ابن أبي طالب، قد بايع مرتين، المرة الأولى في اليوم الثاني لوفاة الرسول ![]() والمرة الثانية بعد وفاة السيدة فاطمة ![]() ![]() أما المبايعة الأولى فهي التي جاءت في رواية الحاكم والبيهقي وابن سعد وابن حبان بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري وفيها أن أبا بكر الصديق ![]() فلم ير الزبير بن العوام ![]() ![]() فقال أبو بكر له: قلت ابن عمة رسول الله ![]() فقال: لا تثريب يا خليفة رسول الله ![]() فقام فبايع، ثم نظر أبو بكر في وجوه القوم، فلم ير عليًا، فدعا به فجاء فقال: قلت ابن عم رسول الله ![]() فقال: لا تثريب يا خليفة رسول الله ![]() فبايعه. فهنا تصريح بالمبايعة، وقد تخلف الزبير وعلي ![]() ![]() ولما استراب أبو بكر ![]() بل إن الطبري روى بأسانيده عن حبيب بن أبي ثابت رحمه الله، أن عليًا كان في بيته، فأتى إليه الخبر عن جلوس أبي بكر للبيعة، فخرج في قميص ما عليه إزار ولا رداء عَجِلًا كراهية أن يبطئ عنه حتى بايعه، ثم جلس إليه وبعث فأحضر ثوبه وتخلله ولزم مجلسه. ثم إن عليًا والزبير بن العوام ![]() لم يكن ذلك لعدم اقتناعهما بأبي بكر الصديق ![]() - روى الحاكم وصححه عن عبد الرحمن بن عوف ![]() ما غضبنا إلا لأنا أخرنا عن المشورة، وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها، إنه لصاحب الغار، وإنا لنعرف شرفه وخبره، ولقد أمره رسول الله ![]() كانت هذه هي المبايعة الأولى، يصاحب هذه المبايعة موقف آخر، هو طلب السيدة فاطمة ![]() ![]() فلما جاء سيدنا علي ![]() ![]() ![]() ![]() وقال لها حديث رسول الله ![]() لكن المهم هنا أن السيدة فاطمة ![]() ![]() وكان مراعاة لمشاعرها يقلل من اختلاطه بمجلس أبي بكر ![]() ![]() ودفنها علي بن أبي طالب ![]() وأنه ما انعزل عنه إلا لأمر السيدة فاطمة ![]() كما جاء في صحيح البخاري عن عائشة ![]() ![]() ![]() وكان المسلمون إلى علي قريبًا حين راجع الأمر المعروف. أي كان المسلمون قريبين من علي بن أبي طالب فرحين به لما راجع الأمر المعروف أي البيعة التي اجتمع عليها المسلمون. وبالطبع فإننا قد شرحنا من قبل لماذا أسرع أبو بكر وعمر باختيار الخليفة في سقيفة بني ساعدة دون انتظار، وذلك خوفًا من الفتنة الكبيرة كما فصلنا قبل ذلك ثم إن علي بن أبي طالب لا يخفى أمره وليس بالمجهول عند الصحابة، ولو أراد الصحابة في بني ساعدة أن يختاروا عليًا لرشحوا اسمه للخلافة حتى في غيابه ولكن كان من الواضح أنه لا يوجد أحد في المدينة يتقدم على أبي بكر الصديق ![]() إذن الفريق الأول من العلماء يقول أن عليًا قد بايع مرتين: المرة الأولى بعد وفاة الرسول ![]() ![]() ![]() لكن ما زال هناك موقف يحتاج إلى تفسير، وهو أن رواية مسلم تقول بالتصريح أن عليًا لم يبايع إلا بعد ستة أشهر فما تفسير ذلك؟ يفسر هذا الموقف بأمرين: الأمر الأول أن هذه الرواية، وإن كانت في صحيح مسلم، إلا أن البيهقي رحمه الله ضعفها، وذلك لأن الزهري أحد رواتها رواه رواية غير متصلة فالسند ـ كما يقول ـ منقطع فلو كان صحيحًا فلا يبني عليها هذا النفي للبيعة، وعلى الطرف الآخر إن صحت هذه الرواية، فإنها تحمل على أن الراوي لهذا الحديث لا يعلم أن عليًا قد بايع المبايعة الأولى فهنا حديث صحيح يثبت لعلي بن أبي طالب بالبيعة الأولى، وحديث آخر لو صح ينفي البيعة الأولى لعلي بن أبي طالب، فبأي الحديثين نعمل؟ يقول الفقهاء في ذلك الأمر أن الحديث المثبت يقدم على المنفي، لأن الذي نفى، نفى أن يكون قد وصل إلى علمه، ولكن قد يكون الأمر حدث، ولم يعلمه أما الذي أثبت فقد أثبت؛ لأنه تيقن من الثبوت، مثال ذلك: روى البخاري ومسلم وبقية الخمسة إلا أبو داود أن السيدة عائشة قالت: (ما بال الرسول ![]() هذا نفي. وعلى الناحية الأخرى روى أيضًا البخاري ومسلم وبقية الخمسة عن حذيفة بن اليمان قال: رأيت رسول الله ![]() هذا إثبات. أي الحديثين نقدم؟ قال العلماء يقدم المثبت على المنفي، حذيفة رأى النبي ![]() فخلاصة الأمر في هذا أنه لو صح حديث يثبت لعلي بن أبي طالب البيعة الأولى، فإنه يقدم على الحديث الآخر الذي نفى البيعة الأولى، وإن صح هذا الحديث. ثم بفرض أن عليًا لم يبايع فعلًا إلا بعد ستة شهور، أيقدح هذا في صحـة خلافة الصديق ![]() أبدًا، إن البيعة تنعقد ببيعة أهل الحل والعقد، ثم بيعة الجمهور، وهذه البيعات قد تمت بالفعل لأبي بكر الصديق ![]() ولا يضر البيعة أن يناقضها رجل أو رجلان أو عشرة أو أي أقلية، ومع ذلك فإن علي بن أبي طالب ![]() ![]() ولم يشق عصا المسلمين، وهذا هو المطلوب منه، وليس بالضرورة أن يكون في اختلاطه معه كما كان قبل الخلافة فإنه من المعروف أن عليًا بن أبي طالب لم يكن يتخلف عن الصلوات خلف الصديق ![]() ولما خرج الصديق ![]() ![]() أخذ علي بن أبي طالب ![]() ![]() إلى أين يا خليفة رسول الله ![]() أقول لك ما قال لك رسول الله ![]() ولما اضطر أبو بكر للخروج بنفسه بعد أن خرجت كل الجيوش لحرب المرتدين، ثم هجمت عبس وذبيان على المدينة خرج معه علي بن أبي طالب إلى ذي القصة يحارب معه المرتدين، وروى البخاري عن عقبة بن الحارث ![]() رأيت أبا بكر ![]() بأبي شبيه بالنبي، ليس شبيه بعلي. وعلي يضحك. وفي رواية الإمام أحمد أن هذا كان بعد وفاة الرسول ![]() إذن علي بن أبي طالب ![]() وبايع علي الصديق إما مرتين، وهذا هو الأقرب ,أو يكون قد بايع مرة واحدة بعد وفاة السيدة فاطمة ![]() ولم يكن لعدم البيعة أي مردود على طاعة علي بن أبي طالب للصديق ![]() ومع فداحة الشبهات السابقة إلا أن سهام المغرضين لا تنتهي.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
بيت شبهات وردود
![]()
شبهة المؤامرة على علي شبهة جديدة أطلقوها بخصوص هذه البيعة للصديق ![]() تولى كبرها طائفة الشيعة أرادوا الطعن في رموز الإسلام العظيمة، بصورة تظهرهم كأسوأ ما يكون الرجال، هذه الشبهة الشنيعة هي أن الصديق ![]() وأبا عبيدة بن الجراح ![]() ![]() يزعمون أنهم جميعًا قد تآمروا على أن يأخذ الصديق الخلافة في بادئ الأمر، ثم يعطيها بعد ذلك لعمر بن الخطاب، ثم يعطيها عمر لأبي عبيدة بن الجراح، لكن أبو عبيدة مات قبل موت عمر فلم تكتمل أطراف المؤامرة كما يقولون، ويقولون أن هذا التآمر ساعدت فيه السيدة عائشة بأن ادعت كما يقولون، أن الرسول ![]() بينما الحقيقة في زعمهم أنه أوصى بالصلاة لعلي بن أبي طالب، وأخفت ذلك السيدة عائشة، وبذلك أوصلت الخلافة إلى الصديق ![]() تصوير قبيح وشنيع لأعظم أجيال الإسلام ولأرقى رموز الإسلام، إذا كان هؤلاء السابقين على هذه الشاكلة فلا أمل فيمن جاء من بعدهم، وهذا هو بيت القصيد في الشبهة ليست القضية اتهام رجل أو رجلين، ولكن القضية أعمق من ذلك بكثير، هي فعلًا هدم لدين الإسلام من جذوره، هم يقيسون الأحداث بمقاييس هذا العصر الذي نعيش فيه الآن يرون السياسة كما يرونها الآن، مؤامرات، ودسائس، ومكائد، وخداع، ونفاق، وغش، وتحايل، هذه السياسة التي يشاهدها الناس، وعلى هذا الأساس يقومون سياسة الإسلام في عهد الخلفاء وما أدركوا أن الإسلام قدم أروع أنظمة السياسة، وأرقى الأمثلة للتطبيق العملي لهذه القواعد السياسية، هم لا يتخيلون أن رجلًا نقيًا مثل أبي بكر، وعمر يكون رجلًا سياسيًا ناجحًا فيقولون إما إنه رجل صالح وسياسي فاشل، وإما إنه سياسي ناجح، ولكنه فشل في مجال الأخلاق، لكن الشواهد تثبت حسن سياستهم والشواهد أيضًا تثبت قيادتهم الحكيمة ليس لأوطانهم فقط، بل للأرض جميعًا في زمانهم، إذن في عُرف العلمانيين، والمستشرقين لا بد لهؤلاء الساسة الناجحين أن يكونوا متآمرين هذا ما شاهدوه في الواقع الآن، ولا يتخيلوا أن يوجد في هذا الماضي السحيق هذه الصورة النقية البهية للساسة المسلمين المهرة في سياستهم، والأنقياء في قلوبهم الذين يديرون الدنيا بحكمة، وعيونهم على الآخرة [الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ] {الحج:41} . هذا طراز أسطوري بالنسبة للعلمانيين، لكنه حدث في عهد الإسلام، ويتكرر والله كثيرًا في تاريخنا، ليس في عهد الصحابة فقط ولكن في عصور أخرى كثيرة، وفي أماكن متعددة ولا بد أن نفرغ الأوقات لاستخراج الكنوز الثمينة والرموز العظيمة، وما أكثرها. المهم أن المستشرقين ساروا وراء طوائف الشيعة المتبعة لهذه الشبهة الخطيرة، شبهة تآمر أبي بكر، وعمر، وأبي عبيدة ![]() وذلك في زعمهم بمساعدة السيدة عائشة ![]() وتعالوا نبحث قليلًا في هذه المؤامرة المزعومة: أولًا: من هؤلاء المتهمين بالمؤامرة؟ - أبو بكر الصديق ![]() أهذا الرجل الذي تحدثنا عن إيمانه، وصدقه، وورعه، ورقة قلبه، وسبقه وإنكاره لذاته وثباته، أهذا الرجل هو الذي يتآمر؟! أهذا الرجل الذي كان يتورع عن لقمة واحدة حرام، لا يتورع عن أكل حقوق أمة كاملة؟! روى البخاري عن عائشة ![]() كان لأبي بكر الصديق غلامُ يخرج له الخراج، وكان أبو بكر يأكل من خراجه- الخراج شيء يجعله السيد على عبده يؤديه إلى السيد كل يوم وباقي كسبه يكون للعبد- فجاء هذا الغلام يومًا بشيء فأكل منه أبو بكر، فقال له الغلام: تدري ما هذا؟ قال أبو بكر: وما هو؟ قال: كنت تكهنت في الجاهلية لرجل، وما أحسن الكهانة، إلا أني خدعته، فلقيني، فأعطاني لذلك، هذا الذي أكلت منه إذن هذا مال حرام أخذ بخديعة وبكهانة، ماذا كان رد فعل الصديق للقمة أكلها ونزلت في معدته. فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه. هذا هو الصديق ![]() أليس الذي سماه بالصديق هو رسول الله ![]() أيفعل هذا الصديق الأتقى؟! أيكون أول الداخلين إلى الجنة من أمة الإسلام بعد رسول الله ![]() إذن هذا هو الرجل الأول في الاتهام في شبهتهم، قاتلهم الله، أني يؤفكون؟ - الرجل الثاني في ادعائهم: عمر بن الخطاب ![]() الفاروق ![]() ![]() أيفعل هذا الذي وصف بذلك ما يدعيه هؤلاء المغرضين؟ روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري ![]() ![]() بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ، وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَ، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ دُونَ ذَلِكَ، وَمَرَّ عُمَرُ بْنَ الْخَطَّابِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ. قالوا: ماذا أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: الدِّينُ. أهذا الذي يغمره الدين إلى هذه الصورة يقوم بمثل هذه المؤامرة؟، - الرجل الثالث في ادعائهم: أبو عبيدة بن الجراح ![]() هو الرجل الذي سماه رسول الله ![]() ![]() قال: جاء أهل نجران إلى رسول الله ![]() فقال: لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا أَمِينًا، حَقَّ أَمِينٍ حَقَّ أَمِينٍ. قال حذيفة: فاستشرف لها الناس، قال: فبعث أبا عبيدة بن الجراح ![]() وانظر عندما يختار رسول الله ![]() ثم يأتي قوم فيطعنون في أمانته، ما الذي وراء ذلك؟ أليس هذا طعنًا في الأمة بأسرها؟ ثم أليس هذا طعنًا في الذي سماه بهذا الاسم؟ يقولون بدلوا وغيروا من بعده؟ أي حجة تافهة، أليس منقصة في حقه ![]() فيفشلون جميعًا في أول اختبار، فيفشل الصديق في صدقه، ويفشل الفاروق في عدله، ويفشل الأمين في أمانته؟ أليس عجيبًا حقًا هذا الاتهام؟ لكن سبحان الله، إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. - المتهم الرابع في ادعائهم: السيدة عائشة أم المؤمنين ![]() واحدة من أعظم نساء العالمين، روى البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري ![]() ![]() كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ تَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ غَيْرُ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ، وَآسِيَةَ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ. وفي رواية زاد عليهن خديجة ![]() ![]() ثم قال: وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ. كثير من العلماء قالوا أنه بهذا الحديث تكون السيدة عائشة أفضل على النساء، ومن العلماء قدم هؤلاء على السيدة عائشة، لكن على أي حال هذه واحدة من أعظم نساء العالمين على الإطلاق فإذا كانت واحدة بهذا القدر وهذه المكانة تتآمر على الخلافة لصالح أبيها فأي خير يبقى في الأمة؟ طعن خبيث لا شك أن وراءه طعنًا في الأمة بأسرها، إذن في الرد على شبهة التآمر هذه ذكرنا صفات الذين اتهموهم بالمؤامرة ورأينا كيف أنه يستحيل، فعلًا يستحيل في حقهم هذا الأمر. ثانيًا: لم يرد أي نص صحيح يصف على وجه اليقين، أو حتى على وجه الشك مثل هذه المؤامرة، ونحن لا نأخذ شيئًا من سيرة الرسول ![]() ولا من سيرة الصحابة إلا بنقل صحيح ، ودليل قوي ثابت، لا نقبل برواية موضوعة، أو منكرة، أو شديدة الضعف، وبالذات في الأمور الخلافية، والأمور التي فيها طعن ولو بسيط في أحد الصحابة، فكيف بمن يطعن في عمالقة الصحابة؟ وبشبهة مثل هذه الشبهة. ثالثًا: إذا كانوا قد تآمروا على هذا الأمر في حياة الرسول ![]() أيعلم الله عز وجل بمثل هذا الأمر الخطير، ثم لا يوحي إلى رسوله ![]() أم يوحي إلى الرسول ![]() إن الأمر على أي وجه فيه طعن مباشر ليس في كبار الصحابة فقط، بل في الله ورسوله، ولا يخفى ضلال هذا المنهج في التناول. رابعًا:.الأحداث التي دارت قبيل وفاة الرسول صلى الله عيه وسلم، وبعد وفاته، لا توحي مطلقًا بوجود مؤامرة فلم يكن أبو بكر قريبًا من بيت الرسول ![]() ![]() ولو كان هناك اتفاق بينه وبين السيدة عائشة لأصبح قريبًا من البيت حتى يتولى الإمامة حسب الاتفاق، بل إنه في اليوم الأخير في حياة الرسول ![]() مع أنه يعلم أن هذا المرض هو مرض موت الرسول ![]() ولو كان يرغب في الخلافة، ويتآمر عليها لبقي في بيته الذي بالمدينة بيت أسماء بنت عميس ![]() أكانت السيدة عائشة تراجع رسول الله ![]() كان من الممكن أن يقول لها رسول الله ![]() على الرغم من أن السيدة عائشة راجعت الرسول عليه الصلاة والسلام، وأصر الرسول على موقفه. وكما ذكرنا لم تكن فاطمة ولا علي ![]() خامسًا: هل ظهر في سيرة أبي بكر وعمر ![]() أعتقد أنه لو كان هناك رجل بهذا الخبث الذي يتحايل فيه على نبي، وعلى أمة، فإن حياته سوف تشهد بذلك لا محالة، ماذا فعل أبو بكر بالخلافة؟ ألم يكن خليفة المسلمين، ثم ينزل ويخدم العجوز في بيتها، ويحلب الشاة للضعفاء وعندما يُسأل: من أنت؟ يقول: رجل من المهاجرين؟ أهذا هو الرجل المتآمر على الخلافة؟ لقد كانت الرئاسة في حقه، وفي حق عمر بعد ذلك عبئًا وتكليفًا ولم تكن أبدًا هدية أو تشريفًا. سادسًا: هل لو في نية هؤلاء الأفاضل أن يتآمروا أكانوا يذهبون إلى سقيفة بني ساعدة ثلاثة فقط؟ ألم يكن من المناسب أن يدبروا الأمر ويأتوا بالمهاجرين؟ ماذا يحدث لو اجتمعت الشورى على غيرهم؟ ماذا كانوا سيفعلون وهم ثلاثة، وفي أرض المدينة؟ التحليل الصادق يقول أنهم ما أعدوا لهذا الأمر مطلقًا، بل ذهبوا على سجيتهم، وطرحوا آراءهم، ووجدت قبولًا شرعيًا، وعقليًا عند الأنصار، فقدموا أبا بكر الصديق ![]() سابعًا: أيتآمر أبو بكر وعمر على الخلافة؟ ألا يعلم المغرضون إلى أي القبائل ينتمون؟ أبو بكر الصديق ![]() أيتآمر رجلان من هاتين القبيلتين على سائر قبائل قريش؟ أيتآمرون على بني هاشم، وبني أمية وبني مخزوم وغيرها من القبائل العظيمة الكبيرة ذات المنعة؟ لقد كان اختيار أبي بكر للخلافة أمرًا لافتًا للنظر فعلًا، لقد تعجب أبو قحافة نفسه والد الصديق ![]() ![]() لما قبض رسول الله ![]() قالوا: قبض رسول الله ![]() قال: أمر جلل، فمن قام بالأمر بعده؟ قالوا: ابنك. قال: فهل رضيت بذلك بنو عبد مناف وبنو المغيرة؟ قالوا: نعم. قال: لا واضع لما رفعت، ولا رافع لما وضعت. فالجميع كانوا يتعجبون من هذه النتيجة للانتخاب، وليس لها تفسير إلا أنها حدثت من نفوس طاهرة أخرجت الدنيا تمامًا من القلب وحكّمت الشرع والدين، ورضيت بقول الله وقول رسوله ![]()
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
بيت شبهات وردود
![]()
شبهة مقولة أبي سفيان شبهة أخرى تافهة: يقولون أن أبا سفيان ![]() ![]() ما بال هذا الأمر في أقل قريش قلة، وأذلها ذلًا، والله لئن شئتم لأملأنها عليه خيلًا ورجالًا. أي أن أبا سفيان ![]() أولًا: الرواية أيضًا ضعيفة جدًا، ذكر ذلك الأستاذ محمود شاكر في كتابه القيم التاريخ الإسلامي. ثانيًا: هل يمكن أن يتجرأ أبو سفيان ![]() والطلقاء هم الذين أطلقهم رسول الله ![]() أيتجرأ على هذا الفعل، وهو يعلم أن قلوب المسلمين قد تكون ما زالت محتفظة بذكريات العداء الطويل معها لمدة إحدى وعشرين عامًا. ثالثًا: هل كان يقبل علي والعباس ![]() ومع ذلك فالرواية الضعيفة التي ذكرت القصة أوردت ردًا من علي بن أبي طالب على أبي سفيان يبرأ ساحته وساحة العباس ![]() وتركا ما لا يريدون، وهكذا طبيعتهم، يؤمنون ببعض الكتب ويكفرون ببعض، لقد رد علي بن أبي طالب ![]() لطالما عاديت الإسلام وأهله يا أبا سفيان، فلم يضره ذلك شيئًا، إنا وجدنا أبا بكر لها أهلًا. فحتى على فرض صحة الرواية فعلي بن أبي طالب يرد ردا شافيًا على الشبهة ويهدمها من الأساس. رابعًا: أكان يسكت أبو بكر على هذا التحريض مع خطورته؟ ألم يكن من الواجب أن يكون هناك رد فعل تتناقله كتب السيرة والأحاديث، فأين ذلك الرد؟ أم هم يفترضون أن يدبر انقلابًا ويشجع عليه ولا يتحرك الخليفة؟ خامسًا: ما مصلحة أبي سفيان في تحريض علي وعباس ![]() لو كانت رواسب الجاهلية ما زالت في قلب أبي سفيان ويريد دنيا من وراء هذا الأمر فلماذا يحرض رجلين عزيزين من بني هاشم؟ لو دخلت الخلافة في بني هاشم فلن تخرج منها لعزتها، ولقرابتها لرسول الله ![]() أما إن بقيت في تيم فإنها لا شك ستخرج منها بعد وفاة الصديق فليس في بني تيم عَلَم مثل الصديق ![]() فحتى من الناحية الدنيوية لا يستقيم أن يفعل أبي سفيان ذلك فكيف يفترض ذلك المغرضون؟ قضية ميراث الرسول ![]() والقضية لها علاقة وثيقة بقصة استخلاف أبي بكر الصديق ![]() ![]() وأصحابهم فهمها، واستغلوها في الطعن في عظماء الصحابة، لقد ترك رسول الله ![]() وبعد وفاته ![]() ![]() ![]() ![]() قال الصديق ![]() ![]() ثم قال الصديق ![]() ![]() ![]() عن حالها التي كان عليها في عهد رسول الله ![]() ![]() وقال أيضًا في رواية أخرى للبخاري: لست تاركًا شيئًا كان رسول الله ![]() يا لها من كلمة جميلة من الصديق ![]() ![]() إني أخشى إن تركت شيئًا من أمره أن أزيغ. اللهم ارزقنا فهمًا كهذا الفهم، وعملًا كهذا العمل، وإخلاصًا كهذا الإخلاص. إذن أبو بكر الصديق عرّف عليا والعباس ![]() قد شاء الله عز وجل ذلك حتى لا يكون ذلك شبهة لمن يقدح في نبوتهم، بأنهم طلبوا الدنيا وورثوها لورثتهم، ولذا فحياة الأنبياء صلوات الله عليهم وتسليماته تكون زهدًا وورعًا وبعدًا عن الدنيا، وكذلك يكون الحال لورثتهم. لكن هل كان هذا الحكم خافيًا على علي بن أبي طالب ![]() أبدًا لم يكن خافيًا عليه هذا الحكم، سبحان الله، بل لم يكن خافيًا على العباس ![]() فقد روي نفس الحديث من طريق أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف، والعباس، والسيدة عائشة، وأبي هريرة فما تفسير طلب العباس وعلي ![]() وما تفسير سؤال السيدة فاطمة ![]() ![]() بل أكثر من ذلك، فإنه لما رفض أبو بكر الصديق إعطاء العباس وعلي ![]() ![]() إنا نعرف يا أبا بكر فضيلتك، ثم ذكر عليّ قرابتهم من رسول الله ![]() ![]() والذي نفسي بيده، لقرابة رسول الله ![]() أي إنه لا يقطع قرابة الرسول ![]() ![]() بل أكثر من ذلك، فإنه لما رفض أبو بكر الأمر وجدت السيدة فاطمة ![]() ![]() فلم تكلمه حتى مرضها الأخير الذي ماتت فيه بعد ستة شهور من وفاة الرسول ![]() ![]() طبعًا المستشرقون والمستغربون والشيعة وجدوا في هذا الموقف مادة ثرية جدًا للطعن في كل الصحابة، فمنهم من اتهم أبا بكر الصديق ![]() لأنه حرم السيدة فاطمة من نصيبا من الإرث، ومنهم من اتهم السيدة فاطمة وعلي والعباس بحب الدنيا والسعي وراءها، وبمخالفة الشرع بطلب شيء نهى عنه رسول الله ![]() ومنهم من اتهم علي بن أبي طالب بأنه لم يبايع أبا بكر غضبًا لنفسه ولزوجته، ومنهم من اتهم الصحابة بالخلاف على الدنيا والهجران لذلك، فما هو التفسير الحقيقي، والمقبول لهذه المواقف المتشابكة؟ الحق أنه من المستحيل لعلي والعباس والسيدة فاطمة ![]() ![]() وبالذات أن السيدة فاطمة تعلم يقينًا أنها أول من سيلحق بأبيها ![]() هي تعلم أنها قد اقتربت جدًا من الوفاة وليس من المعقول أن تتعلق بالدنيا إلى درجة المخالفة بهذه الصورة التفسير المنطقي للموقف يقول: إن العباس، وعلي، والسيدة فاطمة ![]() ![]() يعني ينفقوا على آل بيته بما يكفيهم من الطعام، ثم يقومون هم بتقسيم الصدقة على من يستحقها في الوجه الذي يرونه هم، وذلك لأنهم قرابته وأحق الناس به كما يقولون أي أنهم لا يريدون الإرث لأنفسهم، ولكن يريدون حق تقسيم الإرث على أهل الصدقة، هذا هو ما يفهم في ضوء سيرة هؤلاء الأخيار وهم جميعًا من أهل الجنة السابقين. لكن على الجانب الآخر فإن أبا بكر الصديق ![]() لأنه قال كما جاء في مسند أبي داود ومسند الإمام أحمد أن رسول الله ![]() أي جعل التصرف في هذا الإرث للخليفة بصرف النظر عن كونه الصديق أو غيره، والعلة في ذلك واضحة، وهي نفي أي شبهة قد تقدح في ورثة النبي ![]() وغلق الباب على اتهامهم بإنفاقها في غير وجهها، كما أنه أصلح لتجنب هوى النفس، فإن كان الوارثون الآن على درجة عالية من التقوى وسيتصرفون فيه كما أراد رسول الله ![]() إذن الأفضل أن تظل في حوزة بيت مال المسلمين يتصرف فيها الخليفة والذي يراقب عمله طائفة كبيرة من المؤمنين لكن السيدة فاطمة ![]() ![]() ![]() فإنهم اجتهدوا في أنهم من الأصلح والأنسب أن يقوموا هم بهذا الأمر، ولذلك حزنوا لرفض الصديق ![]() وأن يغضب فريق من فريق، أو رجل من رجل، لا مانع أبدًا، لكن هذا الغضب لم يخرج كُلًّا من الطرفين عن آداب الإسلام وأخلاقه كما إنه لم يؤثر على طاعة علي بن أبي طالب ![]() ![]() ![]() وللسيدة فاطمة ![]() ![]() وأذنت له بالدخول عليها بعد استئذان علي بن أبي طالب ![]() ![]() أي أنه طيب خاطرها حتى تموت وهي راضية، وهذا من أدب الصديق ![]() وهو الخليفة وهو الأحق بأن يُسترضى , لكن هذا هو الصديق الذي عرفناه. ولا مجال هنا لادعاء الهوى والدنيا في نفس الصديق، ففي ضوء سيرته فإن هذا لا يعقل، وفوق ذلك فإن العقل ينفي ذلك فالصديق بمنعه لميراث رسول الله ![]() ![]() كما أنه كما ذكر ابن تميمة في منهاج السنة قد أعطى ورثة النبي ![]() وذلك بعد أن فتح الله على المسلمين قبائل العرب بعد حرب الردة، وبعد أن فتح عليهم فارس، والشام ثم إن علي بن أبي طالب ![]() ![]() فعلي ![]() ![]() ![]() ولا مجال أيضًا لقول أن السيدة فاطمة ![]() فأولًا: ليس من المعتاد في شرع الإسلام أن يختلط الرجال بالنساء، ويتقابلوا يوميًا حتى نقول أن السيدة فاطمة قد هجرت الصديق ![]() ثانيًا: السيدة فاطمة كانت تؤدي أمر ربها لها ولآل البيت، وللنساء بصفة عامة [وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا] {الأحزاب:33} . ثالثًا: السيدة فاطمة كانت مشغولة بمصابها الكبير بوفاة الرسول ![]() ![]() رابعًا: الصديق نفسه كان مشغولًا جدًا عن مثل هذه الأمور، فمن المؤكد أنه قد أخرج القضية من ذهنه تمامًا، فقد كان مشغولًا بمصيبة شنيعة هي ردة الجزيرة العربية وكانت الأحداث متلاحقة بشكل سريع جدًا، والجيوش تتحرك في كل مكان، واجتماعات الحرب لا تنتهي، والأخبار لا تنقطع والصديق لا يجد وقتًا لنوم أو لراحة، فكيف له أن يفكر في قضية كان قد حسمها بالفعل وفق سنة حبيبه محمد صلى الله عليه سلم. إذن، بالتفكير المنطقي، والعاقل، والموزون، وبالبحث الجاد عن الصحيح من الأحاديث، والمواقف وباتباع الشرع اتباعًا حقيقيًا نرى أن كل الشبهات التي أثارها المستشرقون والشيعة ما هي إلا فقاعات هواء، لا تقوى أمام الحجة والبرهان، والدليل الصحيح فلا يجب أن يهتز المسلمون أبدًا لهذه التفاهات، ولكن عليهم أن يبحثوا عن تاريخهم في مصادره الصحيحة، ويفقهوه بعقول علمائهم الصادقين المخلصين، لا بعقول المغرضين الطاعنين.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 5 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
بيت شبهات وردود
![]()
خـطـبـة الاستخـلاف يتبقى في تأريخ هذه الفترة أن نتعرض سريعًا لخطبة أبي بكر الصديق ![]() وإيجازها كانت بليغة جدًا، ومحددة لسياسة الصديق ![]() فقد حوت معان كثيرة جدًا في كلمات قليلة جدًا، ولذلك فقد أتت الخطبة في صورة بيان، بيان يلقيه زعيم الأمة في استلامه الحكم، تلا فيه قواعد حكمه، القاعدة تلو الأخرى في صورة تلغرافات سريعة رائعة، (قال الصديق ![]() أما بعد أيها الناس فأني قد وُلّيت عليكم ولست بخيركم هذه هي القاعدة الأولى في بيان الصديق ![]() فالكِبر المهلك، الكِبر في الحاكم، أو الكبر في الهيئة الحاكمة يسقط الأمة ويهلكها، الكِبر بطر الحق، وغمط الناس [ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ(45)إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ(46)فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ] {المؤمنون:45: 47}. وهذا هو بطر الحق، أنكروا الحق لأنه أتى من قبل غيرهم. فماذا كانت النتيجة؟ [فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ المُهْلَكِينَ] {المؤمنون:48} . الكِبر، مهلك، والصديق ![]() بشهادة نبيها محمد ![]() قد وُلّيت عليكم ولست بخيركم. إذن كانت هذه هي القاعدة الأولى الهامة. القاعدة الثانية في بيان الصديق ![]() فإن أحسنت، فأعينوني، وإن أسأت فقوِّموني قاعدة هامة أصيلة نتجت عن القاعدة السابقة، الحاكم والمحكوم كلاهما طرفان في منظومة واحدة تريد الوصول إلى الحق وإلى الصواب وإلى الخير لهذه الأمة الحاكم بشر معرض لكل ما يحدث للبشر، من اجتهاد مصيب وخاطئ، ومن رأي سديد وغير سديد، والعلاقة بين الحاكم وشعبه ليست علاقة تنافسية وليست علاقة تقوم على الحذر والرعب، والإرهاب والخوف، أبدًا، العلاقة في الإسلام بين الحاكم والمحكوم علاقة لطيفة جميلة رقيقة، كل من الطرفين يحب الآخر وكل من الطرفين يخاف على الآخر، الحاكم إذا اجتهد فأصاب أعانه الشعب بكل طاقته، وإذا اجتهد فأخطأ وهذا ولا شك وارد الحدوث، بل هو مؤكد الحدوث فعلى الشعب التوجيه، والتقويم، والإرشاد، وعلى الحاكم أن يقبل النصح في غير ضجر ولا غضب، فالجميع كما يقولون في مركب واحدة، والجميع يريد لهذه المركب السلامة. كانت هذه هي القاعدة الثانية من قواعد الحكم في بيان الصديق ![]() فالحاكم مهما بلغت درجة ذكائه وفطنته، وورعه، وتقواه يحتاج إلى الآخرين، ليس فقط للنصح، ولكن لأخذ القرار وتنفيذه، ودائمًا يجعل الله البركة في الجماعة والشورى والاجتماع على الأمر الأقل فضلًا خير من التفرق على أمر فاضل. القاعدة الثالثة في البيان الصديقي الرائع الصدق أمانة، والكذب خيانة كلمة ثقيلة جدًا في الميزان الإسلامي، وتستمد ثقلًا أكبر من كونها تأتي من الصديق ![]() فيحدث للقلب يقينًا كاملًا بما يسمع، الصدق أمانة والكذب خيانة. وآه من الحاكم الكذاب، كم من التداعيات الخطيرة تحدث في بلده وفي شعبه نتيجة الكذب، وإن قام الحكم على الكذب والأباطيل والتصريحات الخادعة فلا أمل في القيام لا طموح في الصدارة، المصارحة بين الحاكم وشعبه أساس رئيس من أسس الحكم في الإسلام، وركن لا بديل عنه لضمان علو الأمة ورقيها روى الإمام مسلم عن أبي هريرة ![]() ![]() ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَهَمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: شَيْخٌ زَانٍ، وَمَلِكٌ كَذَّابُ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ. القاعدة الرابعة الأصيلة في البيان واعلموا أن الضعيف فيكم قوي عندي حتى أرجع عليه حقه إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله والصديق هنا يرسي قاعدة في غاية الأهمية في بناء الأمم، وفي قيادة الشعوب، وهي قاعدة العدل، ولا تقوم أمة بغير عدل، ولابن تميمة رحمه الله كلمة جميلة في هذا المعنى يقول: إن الله ينصر الدولة العادلة، وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة، ولو كانت مسلمة. لقد ذكر ربنا عز وجل في كتابه الكريم في أكثر من موضع مصير الأمم الظالمة، قال الله عز وجل: [وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آَخَرِينَ] {الأنبياء:11} . وقال: [وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ] {هود:102} . وروى البخاري عن عائشة ![]() ![]() إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا َ،سَرَقَ فِيهُمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفَََ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدُّ، وَأَيْمُ اللَّهِ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا. لا واسطة في الأمة العادلة، لا اعتبار لقرابة أو لمنصب أو لسطوة أو لمال أو لملك، الاعتبار الوحيد هو العدل، حتى مع من تكره ولا يجرمنكم شنئان [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ] {المائدة:8} . وهكذا فالصديق يعطي درسًا لا ينسى في بناء الأمم، ويضع يده على مقومات الأمة الناجحة، هكذا في بساطة وسهولة، في هذا البيان العجيب. القاعدة الخامسة الرائعة: في بيان الصديق لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل كلمات تكتب والله بماء الذهب، قالها بلسانه، وصدّقها بعمله ![]() وأمته عزيزة، لأنه لم يعدل عن الجهاد أبدًا، كانت هذه هي أول كلماته عند استلام الحكم، ثم كانت آخر كلماته هي تحفيز عمر بن الخطاب على استنفار الناس للجهاد في أرض فارس مع المثنى بن الحارث، تعلّم دروسًا لا تقدر بثمن من معلمه، ومعلم البشرية رسول الله ![]() ![]() أن رسول الله ![]() سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ. لا بد للأمة الناجحة من أعداء، ولا بد للحق من باطل يحاربه، ولا بد للحق من قوة تحميه، هكذا فقه الصديق وهكذا نجحت الأمة في زمانه. القاعدة السادسة الهامة في خطاب الصديق ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء قاعدة أخرى أصيلة في بناء الأمم، الذنوب مهلكة، وما أكثر ما ربط الله عز وجل في كتابه الكريم بين هلكة الأمم وبين ارتكاب الذنوب [أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ] {الأنعام:6} . وهكذا لا تقوم الأمة التي تنتشر فيها الذنوب، والميوعة، والخلاعة، والفاحشة، هذا عام على كل أهل الأرض، وخاص بصورة أكبر في أمة الإسلام، قد تظهر الأمة في أعين الناس قوية صلبة منيعة ومع ذلك فالذنوب تنخر في عظامها، حتى إذا أراد الله عز وجل لها هلكة حدث السقوط المروع، والانهيار الكامل، وأصابهم الله بأنواع من البلاء ما خطرت على أذهانهم، ولا مرت ببالهم روى ابن ماجه وصححه الألباني عن عبد الله بن عمر ![]() ![]() لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا. سبحان الله تظهر الأمراض التي لم نكن نسمع عنها، وما الإيدز في أمريكا مثلًا منا ببعيد، وهكذا يرسي الصديق تلك القاعدة الخالدة في بناء الأمم. القاعدة السابعة والأخيرة في بيان الصديق هي أهم قاعدة في كل البيان، وعلى أساسها يفرق بين العدل والظلم، وبين الكبر والتواضع، وبين الصدق والكذب، وبين الجهاد والقعود، وبين الأفعال الحميدة والأثام القبيحة، هذه القاعدة السابعة تحدد المرجعية التي بها نعرف كل هذه الأمور، العدل في رأيك قد يكون مختلفًا عن العدل في رأيي، العدل في مقياس أمة، قد يكون ظلمًا في مقياس أمة أخرى، ما تراه أمة ذنبًا قد تراه أمة أخرى فضيلة، إلى أي شيء نرجع؟ وإلى أي شيء نحتكم؟ يقول الصديق ![]() أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم فالصديق هنا يحدد ببساطة المرجعية للحاكم وللأمة، المرجعية لا تكون إلا لله عز وجل ولرسوله الكريم ![]() وهكذا يحدد الصديق مصادر التشريع في أمته، ولا فلاح للأمة في الدنيا، أو في الآخرة إلا باتباع الكتاب والسنة، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، أصول ثوابت، تربى عليها الصديق، وخرجت من فمه ببساطة ويسر، ولو تدبرتها لعلمت أن معانيها تحتاج إلى مجلدات ومجلدات. وهكذا انتهت الخطبة الموجزة الرائعة، انتهى البيان الجليل، لم يستغرق سوى دقيقتين أو ثلاث، واستمعوا إليه مرة أخرى، كاملًا كما قاله الصديق يوم الاستخلاف وتخيلوا الصديق يقف في مسجد رسول الله ![]() أيها الناس، فإني قد وليت عليكم، ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة والكذب خيانة واعلموا أن الضعيف فيكم قوي عندي حتى أرجع عليه حقه إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم. الله أكبر، بناء الأمة الإسلامية القوية، ليس لغزًا من الألغاز، وليس من ضروب المستحيل، ولكن الصرح القوي العظيم يحتاج إلى أساس متين وها هو الصديق يشرح لنا في إيجاز كيف يكون الأساس لهذا الصرح العظيم. بعد هذه الخطبة الجليلة، وهذه المبايعة المباركة ستبدأ فترة جديدة في تاريخ الأمة الإسلامية، ستبدأ فترة عظيمة بكل ما تحمله كلمة عظيمة من معان ستبدأ حياة قصيرة جدًا في أيامها، طويلة جدًا في أعمالها، ستبدأ فترة خلافة الصديق ![]() المدة الزمنية لهذه الفترة هي سنتان وثلاثة شهور، أما الأعمال فلا تكفي القرون لأدائها، طبعًا في هذه الكتاب من المستحيل أن نشرح هذه الأحداث وكان الغرض منه هو شرح ما حدث في سقيفة بني ساعدة، وما دار حولها من أحداث وما ورد على ألسنة المستشرقين والشيعة من شبهات، وكيف يكون الرد عليها ولم نتعرض في هذه المجموعة لمعظم الأحداث التي تمت في خلافة الصديق ![]() ومع ذلك فإنه من المستحيل أن نوفي هذا الرجل حقه في التكريم والتبجيل، فكل ما ذكرناه هو ملخص لطرف من حياته ولست مبالغًا في قول أن دراسة كل يوم من أيام الصديق ![]() وصدق رسول الله ![]() ![]() إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وُزِنَ بِأُمَّتِي فَوَزَنَ بِهِمْ. فرضي الله عن الصِّدِّيق ورضي الله عن صحابة الرسول ![]()
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 6 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
بيت شبهات وردود
![]() اللهم أرضَ عن الخلفاء الراشدين |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
الشـــامـــــخ, ابو يقين |
|
|