ما نزل بلاء إلا بذنب وما رُفع إلا بتوبة لا تتصوروا أن فقط الذنوب الكبيرة أو البلاء العظيم حتى البلاء في داخل البيت حتى بعض السلف كان يقول: والله إنني أعلم إذا عصيت ربي أثر ذلك في خلق دابتي تصوروا إذا عصى الله - جل وعلا - في الليل رأى أثر هذه المعصية في خلق دابته في الصباح بدل ما تكون الدابة مستسلمة له، فإذا هي تغيرت عليه وهي دابة عجماء، مَن الذي سخرها أو سلطها؟ هو الله قد تكون عقوبة لهذه المعصية، فكيف إذا كانت المعاصي في داخل البيت بين الزوج والزوجة ما نشأت مشكلة بين الزوج والزوجة إلا بسبب البعد عن كتاب الله وسنة رسوله - - وإلا فحقوق الزوج واضحة وحقوق الزوجة واضحة وحقوق الزوجين واضحة، كذلك الأبناء، ولذلك أعجبني أحد الإخوة - وإن شاء الله - سأركز على هذه النقطة، لكن أذكرها الآن كمدخل لحديثي اليوم ليس إلا مدخل، يقول: إذا وجدت مشكلة في البيت بماذا أبدأ؟ هل يتكلم على الزوجة لا، يخطئ الأبناء لا، أول ما أبدأ بتخطئة نفسي فيما بيني وبين الله، ثم أذهب وأبدأ أستغفر، يقول: أحياناً أذهب لغرفة في البيت، وأبدأ أستغفر، وأحياناً أذهب إلى المسجد، وأبدأ أستغفر يقول: والله مراراً تنحل المشكلة دون أن تدخل فيها،وقبل أيام عندي أحد الإخوان من طلاب العلم يقول: حدثت مشكلة بيني وبين زوجتي فغضبت وخرجت إلى المسجد، يقول: لما جلست في المسجد دقائق ما استقر بي المقام فرجعت إلى البيت وأنا قد تغير صدري وانشرح صدري، يقول: فإذا زوجتي تستقبلني وتبتسم تقول لي: تدري ما الذي جاء بك؟ قلت: لا، قالت: الاستغفار منذ خرجت وأنا أستغفر الله؛ لأنني أخطأت في حقك فأنا كنت على يقين أن الاستغفار سيردك يقول: ما استقريت في المسجد، وأنا كنت غضبان وشديد الغضب، وخرجت من البيت إلا شعرت وأنا غير مرتاح إلا لا بد أرجع البيت بدون سبب، شعور داخلي فرجعت فإذا زوجته تستقبله، وإذا هي التي تستغفر وتتوب إلى الله، فإذا الله - سبحانه وتعالى - يرده عليها لو أننا التزمنا بهذا المنهج أن نبدأ بأنفسنا من السهل جداً يا أخي الكريم أن تخطئ ابنك، أن تخطئ زوجتك، أن تخطئ العالم كله، ولكنك تبعد ذلك عن نفسك، ولذلك رد الله - جل وعلا - وهم الصحابة ومع الرسول - - "أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا" (آل عمران: من الآية165) كيف أصابنا هذا، ونحن مع رسول الله، ونحن صحابة الرسول، ونحن نجاهد في سبيل الله، ونحن نقاتل العدو "قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ" (آل عمران: من الآية165) هنا العلة لو فقهنا هذا الأمر لتغيرت والله أحوالنا، ولاستقرت بيوتنا، ولذلك هذه مداخل أيها الإخوة مهمة "وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ" (الشورى:30) كما في سورة الشورى يعفو الله عن كثير، وإلا لو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة.