فأجاب رحمه الله تعالى: أهل السنة والجماعة من كان على مثل ما كان عليه النبي - بأن عملوا بالكتاب والسنة والإجماع فما كان صحيحا صريحا من ذلك وبلغهم التزموه، وما كان محل نظر واجتهاد بحثوه فإن انتهى البحث إلى وفاق فبها وإلا عمل بما أداه إليه اجتهاده دون خصومة أو عداوة أو سب لمن خالفه في ذلك رعاية لحق الأخوة الإسلامية، وأهل الفرقة والاختلاف هم الذين لم يعولوا على ما ذكر من الأدلة الصحيحة الصريحة أو لم يردوا ما تنازعوا فيه من المسائل الاجتهادية إليها، وأعجب كل منهم برأيه أو رأي من وافقه ولم يرجع عنه ونصره وقاتل من أجله ومنشأ الفرقة والخلاف بالظن والهوى وتقديم العقل على ما صح من النقل وأول الفرق الضالة ظهورا الخوارج والشيعة وقد قاتل الصحابة الخوارج دون خلاف منهم في الإقدام على قتالهم، وحرق علي من غلا فيه من شيعته، وأراد قتل عبد الله بن سبأ فهرب منه. وأصول الفرق المبتدعة خمسة: الخوارج والروافض والقدرية والمرجئة والجهمية، حكي عن ابن المبارك أن الجهمية كفار ليسوا من الثنتين والسبعين فرقة وهذا انبنى على أن الثنتين والسبعين فرقة لم تكفر ببدعتها، ومن المتأخرين من كفرهم جميعا، والمعروف عن السلف إطلاق القول بتكفير الجهمية المحضة، وفي تكفير الخوارج والروافض خلاف، ومن نفى من القدرية العلم والكتابة فكافر، ومن أثبتهما ونفى خلق الله للأفعال ففاسق.
منقول من :
فتاوى ورسائل سماحة الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله