البيــت العـــام للمواضيع التي ليس لها قسم محدد |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
البيــت العـــام
بقلم - أحمد الجارالله: سيدي ملك حضارة دلمون منارة العالم القديم, لابد أن أعترف أن الحيرة تملكتني عندما هممت بكتابة هذه الاسطر إليك, من أين ابدأ وإلى ما سأنتهي? لكن دعني أقل بكل صدق المحب وشفافيته, ما قاله أجدادنا" جزى الله المصائب كل خير بها عرفت صديقي من عدوي". سيدي, يقولون ان الاسكندر الاكبر مر في هذه المنطقة سعيا منه الى تحقيق حلمه في حكم الدنيا كلها لكن قدراته حالت دون أحلامه فانكفأ. البحرين العزيزة على قلوبنا كلنا في شبه الجزيرة العربية ومحيطها, احلامها تنسجم مع قدراتها اذا وظفت بالطرق الصحيحة, وهي قادرة على النهوض من كبوتها وأن تصبح افضل مما كانت عليه, ولذلك ما حدث أخيراً ليس سيئا, بل هو ذو مردود ايجابي لأن الدمل فُقئ ويجري الآن تنظيفه حتى تُزال كل القيوح التي تمنع تورمه مرة أخرى. سيدي ملك أوال التي أضاء نور حضارتها كل المنطقة, دعني أضع أمامك مايجري في مملكتك الجميلة بكل تجرد, فحين عملت على تغيير اسمها من إمارة وجعلتها مملكة كنت بذلك تطمح الى تعويض صغر المساحة بكبر الاسم واتساع الدور حتى يتمتع كل شعبها بما يفترض ان يكمل غنى الارض وأناقة الدولة, وكان لك ما أردت, وهذا ما يقوله شعبك, بل كل المحبين, لكن دعني أكن أكثر صدقاً وشفافية, لأقول ان الناس الذين يرون أناقة البحرين الى حد البذخ, يرون في المقابل حاجة وسوء توزيع للثروة, او ربما تباطؤاً في انجاز مشاريع البنية التحتية وخطط التنمية, بالاضافة الى الروتين القاتل الذي يزعجهم. الناس, يا سيدي وبكل صراحة لم تعد تعرف مرجعياتها, فهناك حكومة لها مريدوها ومناصروها, وهناك ديوان ولي العهد وله صلاحياته وأنصاره, وهناك الديوان الملكي وله ناسه ومريدوه ايضا, فيما الناس حائرون في ظل تضارب الاختصاصات, بل يثقل عليهم تعدد المتنفذين استنادا الى مناصرتهم لهذه المؤسسة او تلك, فان ذهبوا الى هذا عانوا من ذاك ومن اولئك, وهكذا يدورون في حلقة المعاناة المفرغة. سيدي ملك مملكة البحرين, نعرف أنك أبو الدستور وأبو السلطات كلها, وهذا حق ولي الأمر في كل دول العالم, أكانت ملكيات او جمهوريات, وهو حق لاينازعه أحد فيه, وله دور التوجيه والارشاد ومتابعة تنفيذ خططه وأحلامه من اجل رفاهية شعبه خصوصاً اذا كان شعباً محباً ووفيا لولي أمره, وهذا ما سنته الدساتير الوضعية او حتى العقائد, وهنا يحضرني قول الخليفة عمر بن الخطاب ( ![]() لقد قامت تظاهرات في مملكة البحرين العزيزة, قابلتَها بحكمة وقرأت رسالتها, وكنت حليما كأب عطوف يستمع الى صوت شعبه. لقد انفجر الدمل وليس لأحد إزاء ذلك سوى الأخذ بالجانب الايجابي من تلك الاحتجاجات والافادة منها, فكلنا خطاؤون. أنت تريد مملكة تزهو بالتقدم والتطور, وطالما كان هذا هو المراد فان الذين تظاهروا, وبعد ان نستبعد منهم الذين رفعوا سقف مطالبهم الى حد المغالاة, لهم مطالب مشروعة, سواء أكان المحتجون من السنة أم الشيعة, واذا كان هناك من ضل الطريق من الفئتين, فإن علينا أن نعترف أن تظاهراتهم واحتجاجاتهم كانت جرس إنذار, وهناك الكثيرون الذين ينتظرون ليروا ما بعد هذا الجرس, حتماً لن نقول ياسيدي إنك لا تعرف بتلك المطالب, فهي نفسها التي كنت في كل مناسبة تشدد عليها وتعلنها, لكنها لم تكن توضع موضع التنفيذ بسبب غياب الوئام بين أجهزة التنفيذ المتعددة وتعدد الصلاحيات وتداخلها. أقسم يا سيدي إنني اكتب هذه السطور من قلب محب لك ولشعبك ومملكتك, ومؤمن أنك ستشهر سيف الاصلاح والرحمة بين أبناء شعبك الذي لا ولاء له غير الولاء لوطنه ومليكه, وبلا حدود, فهو شعب تواق الى رؤية التنسيق يسود العلاقة بين الاجهزة التنفيذية, لأنه على قناعة ان الملوك الصالحين يمضون ليلهم ونهارهم في متابعة تطبيق الخطط والمشاريع والافكار وتحقيق الطموحات والموازنة بين الاحلام والقدرات, حتى اذا ما نقص شيء ما كان العامة على علم به فلا يتكدر صفو خاطرهم من منظر دولتهم, ولا يثيرهم ما يرفل به البعض من رفاهية فيما الباقي ينتظر. فالناس هذه الأيام بلغوا درجة عالية من الوعي في ظل الثورة التقنية الكبيرة, وباتوا يفهمون كل ما يطرح بوعي ومنطقية وعقلانية اكثر من ذي قبل, ويميزون بين الديبلوماسية الخادعة وبين القول السديد الصادق, وقديما قالوا: الديبلوماسية فن الكذب. لا نغالي إذا قلنا إن البحرين ليست دولة عظمى وليست مُلامة ان هي استمدت من اسمها كمملكة ما نقص من مساحتها, فهذه مرئياتكم التي احترمها شعبكم وباركها وأقرها, ونحن نحترم تلك المرئيات, ولكن الشعب لا يريد ان تحاصره بروتوكولات لم يعتدها, لانه عهد البساطة في العلاقة, على قاعدة المثل القائل"لاقيني ولا تغديني" وهو ما اتصفت به العلاقة بين الحاكم والشعب في البحرين, كما هي الحال في دول مجلس التعاون كافة حيث لا حواجز بين الحاكم والمحكوم. سيدي الملك, دعني أتجرأ وأقل كلام محب: ان بيت الحكم في مملكة البحرين غاب عنه الوئام, الذي نأمل أن يعود وهذا ليس في البحرين وحدها, فبيوت الحكم في المنطقة عاشت ذلك أيضاً, لكنها عاجلت إلى وضع حد لهذا الامر, ولعله انتهى, لأن غياب الوئام بين أعضاء بيوت الحكم سيؤدي الى ظهور الصراعات على السطح - وما أكثر المستفيدين من ذلك - لذا أنهت تلك الحالة الشاذة, وحددت الصلاحيات والاختصاصات وعرف كل فرد مقره ومستقره, الا أن الأمر في البحرين مختلف, فهو بلد أحلامه أكبر من قدراته, ولعله يوائم بين الاحلام والقدرات, لكن أي همسة او غمزة ولمزة في هذا البلد الصغير تصل الى المسامع وتنسج حولها الكثير من التأويلات, ويبدأ المطبلون تطبيلهم باللغو والهرج والمرج, ما يجعل الاعمال تتوقف, ونعرف يا سيدي أنك تكره ذلك بشدة, ولعلك تقطع دابره. نعم, هناك خلط في الصلاحيات وهو ما أوجد لكل جهاز أنصاره, وتسبب في تعطل الاعمال, او ذهاب الموارد الى غير مكانها الصحيح. سيدي, أنت الملك وأبو السلطات, وسيدي ولي العهد رجل حكم, ودوره المراقبة لا التنفيذ, لأن أجهزة التنفيذ يجب ان تتبع المناط به أمرها وهي مسؤولة أمامك... فهل أدت دورها أم قصرت? فإذا كانت مقصرة فلترحل, لكن بعد أن يتم فك الاشتباك وتداخل الصلاحيات بينها, فالناس تريد معرفة مرجعيتها. البحرين مملكة يمكن ان تكون كريمة على كل شعبها, لان قدراتها تزداد كل يوم, وفيها الكثير من الفرص الواعدة, لكنها تحتاج الى الامن والامان والاستقرار, والأهم من كل ذلك ان يعرف كل مسؤول دوره ويعمل على ممارسته في ظل تعليماتك وتطبيقا لمرئياتك, حتى لا تبقى هناك اي ثغرة يمكن ان تكون سبباً لتذمر الناس, وحتى لا ينطبق عليها قول الكاتب الايرلندي الشهير جورج برنارد شو الذي حين سئل عن أحوال العالم في زمانه قال:"مثل لحيتي الكثة وصلعتي, غزارة في الانتاج وسوء في التوزيع". سيدي ملك مملكة البحرين, دورك عظيم وأحلامك يمكن بقدرات بلدك أن تصل إليها, ولا نشك ان لولي عهدك دوراً من حيث التخطيط والتفكير والابتكار ومتابعة التنفيذ, فالمثل الإنكليزي يقول: علينا أن نثق بشخص ما حتى يسير العمل وأن لا نفترض السوء قبل وقوعه. بلدكم يا سيدي, خاصرة مهمة لنا جميعاً في دول مجلس التعاون, وبقدر ما هو سهل حل ما حدث أخيراً فيه طالما ان كل شيء ممكن بالعدل والمال - بقدر ما هو صعب غياب الحل لأن شرره سيكون له أبعاد, ولن يسمح بذلك حباً بالبحرين وبأهلها. وفي الختام دعني أردد يا سيدي هذا القول المأثور: إذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام أعانك الله وسدد خطاك.. الموضوع الأصلي: كلام موزون في مخاطبة ملك مملكة دلمون || الكاتب: Alkuwari || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد ;ghl l,.,k td loh'fm lg; llg;m ]gl,k
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
لا يوجد أعضاء |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|