بداية أشكر غَيرة إخواننا المسلمين عموماً وأهل الخليج خصوصاً على الإسلام في مصر، بعد أن دنس الشئ المسمى بـ"الكوراني" ترابها بزيارة أعطى جهاز الأمن الوطني- أمن الدولة سابقاً- الضوء الأخضر لها، ومعروف أن هذا الجهاز هو وحده المنوط به السماح للشخصيات مثل الكوراني بزيارة مصر أو برفضها وعدم منحه التأشيرة ورده مذموماً مدحوراً من عند أعتاب المطار.
وأعطي مثال على ذلك بأخانا وليد الطبطبائي عضو مجلس الأمة الكويتي، وهو شخصية سنية معروفة وله مواقف مشرفة في أوساط الإسلاميين، ولكن جهاز أمن الدولة أيام مبارك رفض منحه تأشيرة الدخول دون إبداء أسباب وقتها، وقام بترحيله إلى بيروت على نفس الطائرة التي جاء بها.
والسبب في منعه أن مبارك كان يمقت التيار الإسلامي عموماً والسلفيين على وجه الخصوص، وكان يرى في زيارة الأخ وليد دعما ومؤازرة للسلفيين الذين اشتد عود دعوتهم في مصر، ولم يشفع للرجل أنه كان يصطحب زوجته وأولاده، وعندما تقدم لإنهاء إجراءات جواز سفره تبين أن جهاز أمن الدولة وضع اسمه على قوائم الممنوعين من دخول البلاد.
هذه واحدة أما الثانية فإن ما انتشر مؤخرا على موقع "يوتيوب" من جلسة "لطيمة" خبيثة قد سجلت ووضعت على أنها استهلال لافتتاح أول حسينية في مصر، وهذا كذب وافتراء لمن يعرف الأوضاع الدينية في مصر عن قرب، ونقيصة الكذب تعودها الشيعة وهي عندهم فضيلة يطلقون عليها التقية، وهم الذين كذبوا على الله ورسله فما بالهم لا يكذبون على شعب سني بالفطرة حتى النخاع.
وغاية ما حدث أن زيارة الشئ المسمى "الكوراني" رتب لها بعناية وتم اختيار توقيتها بدقة، فإيران وإن كانت على خلاف سياسي مع مبارك إلا أن عداوتها لأهل السنة أشد من أي خلاف سياسي قد يذوب مع الوقت دبلوماسياً، علاوة على أن إيران تحتضن مرتزقة تغريهم بالمال وتدعمهم أينما كانوا وترسلهم مبشرين بالتشيع في بلادهم، فما يلبث هؤلاء أن يفشلوا في مهمتهم كما حدث في مصر، وما تلبث إيران أن يرتد إليها طرفها خاسئا وهو حسير.
حدث ذلك مع شخصيات معروفة لمن أراد أن يبحث عن قصصهم في فضاء الانترنت، منهم شخص يدعى محمد الدريني، وآخر داعية هلك ويدعى حسن شحاتة، وقد تبرأ منه إبنه علنا على إحدى القنوات الفضائية وأقر أن والده مات كافراً والفيديو مسجل على اليوتيوب، ومكمن الخطورة ليس في هؤلاء ولا في إيران ذاتها، ولكن في وجود قنوات اتصال بين هؤلاء المرتزقة وأمثالهم مع شخصيات خليجية شيعية تعد الستار الذي تلعب إيران من خلفه، وتعد أيضاً من أهم مصادر تمويل ونشر التشيع في مصر عن طريق تقديم مساعدات مادية إلى الأسر الفقيرة، بهدف اجتذابهم للوحل الشيعي.
أما حقيقة الحسينية المزعومة فلم تكن إلا جلسة مشبوهة في شقة تم التعتيم عليها بحضور مرتزقة الدولارات الإيرانية التي يفرقها مندوبها "الكوراني"، فضلاً عن أن إقامة حسينية يتطلب بناء مكان خاص مثل الزوايا الصوفية، وهذا ما لن يتم السماح به مطلقاً لخطورته المطلقة على الأمن القومي لمصر، ومن توهم ذلك وانطلت عليه تقية من وضع الفيديو على اليوتيوب فكأنه يقول لإيران تفضلي هذه مفاتيح القاهرة على طبق من ذهب.
والسؤال الذي يجب طرحه الآن لماذا سُمح بزيارة هذا الشئ الخبيث، والجواب أن ذلك يندرج ضمن التشتيت المقصود للقوى السياسية المصرية وبالأخص الإسلاميين، مثل تدبير زيارة المفتي الصوفي على جمعة للمسجد الأقصى بتأشيرة صهيونية، بغرض إلهاء الإسلاميين بمعارك وقضايا قد تكون هامة ولكن في ظروف غير تلك الظروف، وفي وقت تجاهد فيه مصر للنهوض بعد كبوة استمرت تسعة وخمسين عاماً في قبضة العسكر.
أسامة عبد الرحيم