غنيمة المجالس

[جارة المصطفى]

غنيمة المجالس

بسم الله الرحمن الرحيم

غنيمة المجالس
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين, وإمام المرسلين , وعلى آله وصحابته أجمعين . وبعد

الإخوة الأفاضل : لا شك أن لكم مجالس تترددون إليها .. واجتماعات تحضرونها .. مع أقربائكم أو أخوانكم أو رفيقائكم ..
فهل تأملتوا يوماً في حصادها ؟
وهل فكرتم فيما يعود عليكم من خيرها أو شرها ؟
من المجالس .. مجالس حسرة .. تعود على أصحابها ندامة وأسفاً يوم القيامة ..
وهو كل مجلس خلا من ذكر الله تعالى .
ومن المجالس .. مجالس غنيمة .. يرتع أصحاباها فيخيرات عظيمة .. يذكرون الله .. ويتواصون على الحق .. فتلك التي جاءت النصوص بتعظيمها , فقال رسول الله : ( غنيمة مجالس الذكر الجنة ) . صحيح الترغيب . وقال : ( إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا , قالوا : وما رياض الجنة ؟ قال : حلق الذكر ) رواه الترمذي .
فهذه بشرى عظيمة لأصحاب المجالس الإيمانية .. الذين يجتمعون في الله سبحانه .. ويتلون كتابالله .. ويتدارسون سنته ودينه .. ويتواصون على الدعوة إلى سبيلة .. والثبات على دينه .. فهل أنتم ممن يرتع في هذه الرياض ؟؟
أخي – أختي : هي غنائم ما تأملها مؤمنون صادقون إلا أوجب لهم تأملهم ثلاثة أمور .
1- حسرتهم على ما فاتهم من الغنم والفضل والثواب العظيم .
2- فرحهم إذا كانوا قد وفقوا للاجتماع على ذكرالله والمجالسة فيه لما يرونه من عظيم الثواب .
3- رغبتهم وشوقهم إلى انتهاز فرصة المجالس الإيمانية متى يسر لهم ذلك .
ومن هذه الغنائم :
1- نيل المغفرة وإجابة الدعوة : في الحديث قال رسول الله : " ما من قو ماجتمعوا يذكرون الله عز وجل لا يريدون إلا وجهه , إلا ناداهم مناد من السماء : أنقوموا مغفور لكم , قد بدلت سيئاتكم حسنات "صحيح الترغيب
2- حضور ملائكة الرحمة : فمن عظم شأن هذه المجالس أن خلق الله لها ملائكة خاصة بها سيارة في الأرض .. تلتمس مجالس الذكر , فإذا وجدت مجلساً قعدت .
ففي الحديث الصحيح قال رسول الله : " إن لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة فضلا يبتغون مجالس الذكر , فإذا وجدوا مجلساً فيه ذكر قعدوا معهم وحف بعضهم بعضاً بأجنحتهم حتى يملؤوا ما بينهم وبين السماء , فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء , قال : فيسألهم الله عز وجل وهو أعلم : من أين جئتم ؟ فيقولون جئنا من عند عبادك في الأرض , يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك . قال : فما يسألوني ؟ قالوا يسألونك جنتك . قال وهل رأوا جنتي ؟ قالوا : لا أي رب ! قال : وكيف لو رأوا جنتي ؟ ! قالوا : ويستجيرون ؟ قال : ومم يستجيرونني ؟ قالوا : من نارك يا رب ! قال وهل رأوا ناري ؟ ! قالوا : ويستغفرنك . قال : فيقول : قد غفرت لهم , وأعطيتهم ما سألوا , وأجرتهم ممااستجاروا . قال : يقولون : رب فيهم فلان عبد خطاء إنما مر فجلس معهم . قال : فيقول : وله غفرت , هم القوم لا يشقى بهم جليسهم "
3- المنزلة والقرب من الله : وقدمر رسول الله على قوم يذكرن الله فسألهم : ما أجلسكم ؟ قالوا : جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا . قال آلله ما أجلسكم إلا ذلك ؟ ! قالوا : آلله ما أجلسنا إلا ذلك . قال : أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم , ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن اله عز وجل يباهي بكم الملائكة . صحيح الترغيب
4- رقة القلب وطمأنينته : قال الله تعالى " الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكرالله ألا بذكر الله تطمئن القلوب " آية 28 سورة الرعد
5- زيادة الإيمان والخوف من الله : قال الله تعالى : " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون " آية 2 الأنفال .
6- تذكركم الآخرة وتحفظ عليكم دينكم : فمجالس الذكر تعرفكم حقيقة الحياة وحقيقة الدنيا , وفيها التواصي على الحق والطاعة , والترغيب فيما عند الله من خير
7- تحفظ عليكم وقتكم : فأنتم تعلمون أنكم موقوفون غداً بين يدي الله ومسؤولون عن وقتكم وفراغكم . قال رسول الله : " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى تسأل عن أربع خصال : عمره فيما أفناه , وعن سبابه فيما أبلاه , وعنماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه , وعن علمه ماذا عمل فيه ؟ "
8- تنهمون منها العلوم النافعة : فحضوركم لكم فيه أجران , أجر على ثواب الاجتماع على ذكر الله , وأجر على طلب العلم , فطلاب العلم تصلي عليهم الملائكة , وتستغفر لهم الحيتان في البحر .
9- تتعرفون فيها على الخيرات : وأقل ما تستفيدونه من هذه الرفقةالصالحة أن تبتعدون بسببها عن السيئات والمعاصي , ومنافسة في الخير , وترفعاً عن الشر .
10- الثبات على الإيمان : لأن الرفقة الصالحة تحثكم على الخير , وتدلكمعلى سبيلة , وتنهاكم عن الشر وتجنبكم مغباته , فقد قال الله تعالى " يا أيها الذي نآمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " آية 119 التوبة

إخوتي الكرام : هذه بعض غنائم الاجتماع على الذكر . .
فهل فكرتم كيف تجنونها ؟ ؟
وهل وظفتم جهدكم وفراغكم لاكتسابها ؟ ؟
تذكروا .. إن مجالسكم إما غنائم مشهودة .. أو حسرات موعودة .. ففي الحديث قال رسول الله : " من قعد مقعداً لم يذكر الله تعالى فيه كانت عليه من الله ترة ... " سلسلة الأحاديث الصحيحة .
ومعنى الترة : الحسرة والندامة والتبعة يوم القيامة .
وهل حاسبتم أنفسكم , وتأملتم في نوع مجالساتكم ومجالسكم ؟
هل جلسائكم أهل ذكر ونصح , أم أهل غيبة ونميمة وفضح ؟
هل جلسائكم أهل تقوى وصلاح , أم أهل عبث وغفلة ؟
انظروا – إخوتي – في حقيقة اجتماعاتكم ورفقائكم ..
وتذكروا ما يفوتكم بفوات المجالس الخيرة .. وما تجنونه من مجالس السوء .
تفوتكم مجالس الذكر .. فتفوتكم الجنة .. وتحضرون مجالس السوء , فتكسبون منها الحسرة والمعاناة .. فضلاً عن ضياع وقتكم وغبنكم في فراغكم .
فأنتم .. ما لم تكونوا في مجالسكم غانمين , فأنتم فيها أحد اثنين : إما آثمون أو مغبونون.
فالآثمون : من كانت مجالسهم مجالس الضرر وأذى يفتح فيه الشر , ويغلق قيه الخير , وينال من أعراض المسلمين والمسلمات .
والمغبونون : ما كانت مجالسهم مجالس خالية من ذكر الله , وخالية من المحرمات , ولكنها مجالس لغو ولهو.. تقسو فيها القلوب .. وتضيع بها الأوقات . وقد قال رسول الله : " نعمتان مغبون فيهما كثيرمن الناس : الصحة والفراغ .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين .

مختصر بتصرف من كتيب غنيمة المجالس .. نفع الله به .
المصدر

الموضوع الأصلي: غنيمة المجالس || الكاتب: جارة المصطفى || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد

www.ansaaar.com

كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار

المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد

---

ykdlm hgl[hgs