البيــت العـــام للمواضيع التي ليس لها قسم محدد |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-06-12, 07:55 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
البيــت العـــام
لماذا تفرح ب الإجازة ؟ وبأي شيءٍ تنوي استغلالها ؟ هل لك برنامج معين في الإجازة ؟ إجابات هذه الأسئلة وغيرها تتفاوت وتتغاير بحسب توجه الشخص وميوله وطاقته وهمته ، (( وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا )) وكلّ إناءٍ بما فيه ينضح . فالناس في الإجازة على ثلاثة مراتب ، فمنهم الظالم لنفسه و منهم المقتصد و منهم السابق بالخيرات ، فأما القسم الأول : فنفوسهم إلى كلّ ما يُغضب الله منشرحة وإلى الطاعات والقربات متثاقلة يبارزون الله بشتى أنواع المعاصي ، منهم من قد أعدّ العدة وهبّ إلى ساحات الخنا والفسوق وإلى ديار الكفر والفجور ، ومنهم من تسكع بالشوارع والأسواق فجعل همّه وغايته أذية عباد الله وانتهاك أعراضهم ، جند بالنهار ركبان بالليل همم عالية وطموحات دونها الثريا ولكن ليست في مرضاة الله ولا في سبيله . وأما القسم الثاني : فهم الذين اكتفوا بالفرائض واجتنبوا كثيراً من المعاصي ، ليس لهم طموح ولا هدف واضح ولا همّة في الزيادة والاستزادة من نوافل العبادات والطاعات ، مكثرون من المباحات وقد يشتغلون بتوافه الأمور ، فالوقت والصحة لا يعنيان لهم شيئاً ويفرحون بالإجازة لأجل النوم والراحة والدعة . وأما القسم الثالث : فهم أعلى المراتب وأفضلها وأهلها من الأتقياء الأنقياء الأصفياء هم خاصة الله وأحباءه لا يرضون بالدنية ولا بالقليل من الأعمال همم تُناطح القمم عرفوا الوقت وثمّنوه فلكلّ دقيقة منه لها شأن عندهم ، استنشقوا بقلوبهم عبق سير أسلافهم فشحذوا بها الهمم وتنافسوا .
ماذا عسانا أن نقول نحن بعد هذا وفينا من يتفنّن في تضييع الأوقات بتوافه الأمور والأشياء ، بل وبما يُغضب الله ، والله يقول : (( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ )) قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره : أي إذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها وقطعت علائقها فانصب إلى العبادة وقم إليها نشيطا فارغ البال وأخلص لربك النية والرغبة .
قال : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة ، والفراغ ) . رواه البخاري . فهاهما النعمتان قد اجتمعتا في هذه الأيام عند الكثيرين ، فأروا الله يا عباد الله من أنفسكم خيراً ، واعلموا أنه سيأتي يوم يندم المُحسن على ساعةٍ لم يزدد فيها إحسانا ، هذا حال المُحسن في تفريطه لساعة فما ظنّك بحال من أمضى سنيناً يبارز الله بشتى أنواع المعاصي ، ( يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ) ، فإلى متى التسويف يا هذا وماذا تنتظر إلا غناً مطغياً أو فقراً منسياً أو مرضاً مفسداً أو هرماً مفنداً أو موت مجهزاً أو الدجال فالدجال شرّ غائب يُنتظر أو الساعة والساعة أدهى وأمر .
في ديننا العظيم، وفي سنة النبي فسحة من الترويح ، تمثلها حياة النبي مع أهله وأصحابه وأطفالهم، فقد حفظت لنا السُّنَّة في هذا الجانب سجلاًّ مشرقًا من التربية المتزنة، وإنك تجد فيها مزاحه مع بعض أصحابه، فقد كان يمزح ولا يقول إلا صدقًا، كما ترى مداعبته لبعض الأطفال، ومسابقته لعائشة -ا- ومشاهدته الحبشة يلعبون بحرابهم في مسجده، وإذنه للجواري أن يغنين بكلام حسن معبرين عن ابتهاجهن بالعيد.
إذا أقبل الشاب المسلم على الترفيه بنية صالحة ، ليحقق الاستجمام الذي يعيد إليه نشاطه، ويهيئه لاستقبال عمله بهمة ونشاط، فإنه بهذا يحقق عبوديته لله حتى وهو يلهو لهوًا مباحًا بضوابطه الشرعية، ومن هذه الضوابط أن يدرك أن الترويح عن النفس إنما هو وسيلة لا غاية ، وأن الأصل هو الجد، والفرع هو الترويح، فلا يطغى اهتمامه بالترفيه على همه، ويستولي على معظم وقته، أو يعطله عن أعماله الجادة أو يشغله عن الصلاة أو غيرها من واجبات الدين، أو يخالطه محرم كسماع المعازف والغناء، أو تصوير ما له روح، أو كثرة الضحك التي تميت القلب .
إن الترويح عند الشاب المسلم الواعي يعني استرخاء عارضًا مباحًا، ومثاقفة ماتعة مع صحبة خيرة عاقلة تتبسط بغير إسفاف ، وتمرح بغير كذب أو استخفاف، بل تلهو في أدب وحياء ومودة صادقة، وتتبادل من الأفكار والمعارف ما يفتح لها أبوابًا من النجاح والإبداع والأمل .
المنهج التربوي في الإسلام يتميز بأنه يراعي سائر الجوانب في النمو الإنساني: الروحيَّة منها، والأخلاقية، والطبيعية، والعلمية .
يا من يعد غداً لتوبتــــه أعلى يقين من بلوغ غــــدِ ؟ المرء في زللٍ على أملٍ ومنية الإنسان بالرصـــــــــدِ أيام عمرك كلهـا عــدد ولعلّ يومــــك آخر العــددِ
يتفق الحكماء على أن الفراغ يدمر الكفايات والمواهب، ويهدر أغلى ما يملك الإنسان وهو الوقت، ولقد نبه النبي أمته لأهمية الوقت فقال: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ " (رواه البخاري). وقال : " اغتنم خمسًا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك ". ومن أقوال الحكماء: من أمضى يومًا من عمره في غير حقٍّ قضاه، أو فرضٍ أدَّاه، أو مجد أثّله، أو حمدٍ حصّله، أو خير أسّسه، أو علم اقتبسه، فقد عقَّ يومَه، وظلَم نفسَه .
أن الشاب قد ينشغل ببرامج علمية وعملية وترفيهية في الإجازة فيغفل عن بعض الواجبات، فاحرص أخي على أن تكون بارًّا بوالديك قائمًا بما يجب عليك تجاههما في البيت وخارج البيت، وحسِّن خلقك للناس، وعسى أن تكون هذه الإجازة نقطة تحوُّل في حياتك نحو الأصلح والأرشد. وبالله توفيقنا وتوفيقك، وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. الموضوع الأصلي: الإجازة الصيفية فرصة ذهبية || الكاتب: حفيدة عائش || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد hgY[h.m hgwdtdm tvwm `ifdm |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|