![]() |
المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
وقد أوضح العلماء أوجه السنة مع القرآن ، وأنها على ثلاثة أنواع: النوع الأول: أن تأتي مؤكدة لآيات من القرآن الكريم النوع الثاني: أن تأتي مبينة لكتاب الله وبيان السنة للقرآن يتمثل في عدة جوانب ، منها: 1- بيان مجمله ؛ 2-تخصيص عامه ؛3-تقييد مطلقه؛4- توضيح مشكله النوع الثالث: أن تأتي السنة بأحكام زائدة على ما في القرآن وسنتكلم عنها بشيء من التفصيل : النوع الأول: أن تأتي السنة مؤكدة لآيات من القرآن الكريم ومثاله أحاديث وجوب الصلاة والزكاة والصوم والحج ، كقوله ![]() ![]() النوع الثاني: أن تأتي السنة مبينة لكتاب الله : قال سبحانه: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} (النحل: 44) وبيان السنة للقرآن يتمثل في عدة جوانب ، منها:بيان مُجملِه ؛ تخصيص عامِه ؛ تقييد مُطلقِه ؛ توضيح مُشكلِه 1- بيان مُجملِه: واللفظ (المجمل) هو ما لم تتضح دلالته ؛ ويكون التفصيل ببيان كيفيات العمل أو أسبابه أو شروطه أو موانعه أو لواحقه وما أشبه ذلك وقد جاءت كثير من أحكام القرآن العملية مجملة ، فبينت السنة إجمالها ، ومن ذلك : أن الله أمر بأداء الصلاة من غير بيان لأوقاتها وأركانها وركعاتها وغير ذلك ، فبينت السنة كل ذلك بفعل رسول الله ![]() ![]() ![]() ![]() يقول الإمام النووي رحمه الله في هذا الصدد: "على السنن مدار أكثر الأحكام الفقهيات، فإن أكثر الآيات الفروعيات مجملات، وبيانها في السنن المحكمات، وقد اتفق العلماء أن على القاضي والمفتي أن يكون عالمًا بالأحاديث الحكميات". 2. تخصيص عامه: المقصود باللفظ العام: هو اللفظ المستغرِقُ لما يصلح له، أي يستغرق جميع الأفراد التي يصدق عليها معناه، من غير حصر كمّي ولا عددي. وصيغة الألفاظ العربية التي تفيد الشمول والعموم كثيرة، نذكر منها: ألفاظ (كل)، و(جميع)، و(كافة)، والمعرف بـ(أل) التي ليست للعهد، والنكرة في سياق النفي، أو النهي، و(الذي) و(التي) وفروعهما، وأسماء الشرط، والمضاف إلى جمع، والمفرد المضاف. ولا خلاف بين العلماء أن السنة إذا كانت متواترة يجوز تخصيص القرآن بها، وأما إذا كانت السنة من أخبار الآحاد فمذهب الأئمة الأربعة إلى جوازه، وهو المختار عند العلماء المحققين. والأدلة المنقولة في السنة لهذا النوع (تخصيص عموم القرآن بالسنة) كثيرة، نذكر منها الأمثلة التالية: المثال الأول: بعد ذكر الحق سبحانه وتعالى للمحرمات من النسب والرضاع والمصاهرة قال سبحانه: {وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ} (النساء:24)، ولكن هذا الحِلُّ خصصته السنة بما رواه أبو هريرة ![]() ![]() المثال الثاني: خُصِّص قوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ...} (النساء:11) بقوله ![]() المثال الثالث: قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} (البقرة: 267)، فهذه الآية عامة تدل على وجوب الإنفاق من جميع الطيبات، لكن بيّنت السنة أنه ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة، كما في حديث أبي سعيد الخدري ![]() المثال الرابع: خُصِّص قوله تعالى: {فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ} (النساء:11) بما روي عن النبي ![]() المثال الخامس: خصصت السنة العموم الذي دل عليه قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ} (المائدة:3) بقول النبي ![]() المثال السادس: خُصِّص قوله تعالى: {وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} (البقرة: 275) بما روي عن النبي ![]() ![]() ![]() المثال السابع: خُصِّص قوله تعالى: {فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ} (التوبة:5) بإخراج المجوس -وهم عبدة النار- بما روي عن النبي ![]() المثال الثامن: تخصيص قوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ} (النساء:11)، بقوله ![]() المثال التاسع: تخصيص قول الله عز وجل: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي المَحِيضِ} (البقرة: 222)، بقول رسول الله ![]() ![]() ![]() المثال العاشر: قول الله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} (الأعراف:32)، فهذه الآية دليل على إباحة الزينة، وظاهرها يدل على إباحة جميع الزينة، لكن السنة النبوية دلّت على أن هناك زينة محرمة، وهي الحرير والذهب للرجال، كما في قوله ![]() 3. تقييد مُطلقِه: جاءت السنة مفصِّلة لآيات عديدة من القرآن الكريم؛ ومن ذلك تقييد بعض مطلق القرآن واللفظ (المطلق) هو ما دَلَّ على شائع في جنسه، أو هو اللفظ الدال على فرد أو أفراد غير معينة، ودون أي قيد لفظي، مثل: رجل، ورجال، وكتاب، ورقبة، وهو ورود النكرة في صيغة الإثبات. ومن الأمثلة الواردة في القرآن الكريم لألفاظ مطلقة عن القيود والأوصاف، قيدتها السُّنَّة الشريفة ما يلي: المثال الأول: قوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} (المائدة:38)، فـ (اليد) في الآية مطلقة غير مقيدة، بكونها اليمين أو الشمال، فجاءت السنة النبوية وقيدت لفظ (اليد) المطلق، بكون اليد المقطوعة هي اليد اليمنى ، قد روى الشافعي في "مسنده" عن أبي هريرة ![]() ![]() ![]() ![]() المثال الثاني: قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ} (النساء:11) فلفظ الوصية الوارد في الآية مطلق غير مقيد بمقدار معين، فبينت السنة النبوية أن مقدار الوصية هو الثلث أو أقل، فلا يجوز إخراج الوصية بأكثر من ثلث المال الذي تركه الميت، والحديث الذي قيّد مطلق الوصية هو قول النبي ![]() ![]() المثال الثالث: قوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} (البقرة:196)، أُطلِقت الفدية في تلك الآية، وقيّدها حديث كعب بن عجرة ![]() ![]() المثال الرابع: قوله تعالى في صفة الوضوء: {فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ} (المائدة:6)، قيده فعل النبي ![]() ![]() ![]() المثال الخامس: قوله تعالى بعد ذكر المحرمات من النساء: {وَأُحِلَّ لَكُمْ مَّا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ} (النساء:24)، لكن الحِلّ في هذه الآية الكريمة مقيد بقول النبي ![]() 4. توضيح المُشكل: اللفظ (المُشكل) هو: "اللفظ الذي خفيت دلالته على معناه، لسبب في نفس اللفظ"، فلا يمكن أن يدرك معناه إلا بقرينة تبين المراد منه، وإنما يعرف المُشكل بسؤال الصحابة عنه؛ لأن السؤال لا يقع إلا بعد استشكال أو عدم وضوح في الغالب. وقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز ما يؤكد ذلك، حيث قال: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (النحل:44)، وهذا دليل على أن بيان ما جاء في القرآن وظيفة من وظائف السنة النبوية والأمثلة المنقولة في السنة لهذا النوع (توضيح مشكل القرآن بالسنة) كثيرة، نذكر منها: المثال الأول: توضيح المراد من الخيط الأبيض والخيط الأسود في وقت الإمساك في الصوم، قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ} (البقرة:187)، حيث إن الخيط الأبيض والخيط الأسود من المشكل الذى لا يُفهم المراد منه إلا بقرينة، فجاءت السـنة بتوضيح هذا المشكل بأنه (بياض النهار وسواد الليل)، قال عدي بن حاتم رضي الله عنه: لما نزلت تلك الآية قلت: يا رسول الله إني أجعل تحت وسادتي عقالين عقالاً أبيض وعقالاً أسود، أعرف الليل من النهار، فقال رسول الله ![]() المثال الثاني: بيان كيفية حياة الشهداء في البرزخ، المذكورة في قوله تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (آل عمران:169)، يقول مسروق: سألنا عبد الله عن هذه الآية فقال: "أما إنا قد سألنا عن ذلك، فأُخبِرنا (أن أرواحهم في جوف طير خضرٍ، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل..)" رواه مسلم. المثال الثالث: إزالة اللَبس الحاصل في كون نبي الله هارون ![]() ![]() ![]() المثال الرابع: تفسير "الظلم" الوارد في قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} (الأنعام:82)، يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "لما نزلت هذه الآية شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: أينا لم يظلم نفسه؟ فقال رسول الله ![]() ![]() المثال الخامس: توضيح المراد من قوله تعالى: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً} (الانشقاق:8)، فقد ثبت في "الصحيحين" من حديث أم المؤمنين عائشة ![]() ![]() النوع الثالث: أن تأتي السنة بأحكام زائدة على ما في القرآن فتوجب أمراً سكت القرآن عن إيجابه ، أو تحرم أمراً سكت القرآن عن تحريمه ، ومن أمثلة هذا النوع الأحاديث التي تحرم الجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها ، وتحريم الحمر الأهلية ، وكل ذي ناب من السباع ، وغير ذلك. وهذا النوع وإن كان زائداً على ما في القرآن إلا أنه تشريع من رسول الله ![]() وبهذا نتبين منزلة السنة ومكانتها في الشريعة ، وأنه لا يمكن الاستغناء عنها بحال من الأحوال ، بل لا يمكن أن يفهم الكتاب بمعزل عن السنة ، وأي دعوة لفصل أحدهما عن الآخر إنما هي دعوة ضلال وانحراف ، وهي في الحقيقة دعوة إلى هدم الدين وتقويض أركانه والقضاء عليه من أساسه. الموضوع الأصلي: أهمية السنة ومكانتها في الشريعة الإسلامية || الكاتب: عزتي بديني || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد Hildm hgskm ,l;hkjih td hgavdum hgYsghldm التعديل الأخير تم بواسطة عزتي بديني ; 12-04-13 الساعة 01:34 AM |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
خواطر موحدة, عزتي بديني |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|