الكاتب: د.عبد العزيز بن علي الحربي, الجمعة21/ 5/ 1433هـ(جريدة المدينة-ملحق الرسالة):
السائل (عمر عيسى): فضيلة الشيخ: أرسلتُ لكَ رسائلَ فيها أسئلةٌ عن بعضِ الألفاظِ الشّائعة، ولكنْ لمْ تُجِبْ عنها، ويا حبّذا لو أجبتني عنها على الإيميل، إذا لم يكن الجواب مناسبًا في هذا الملحق، وسؤالي اليوم أظنّه مناسبًا، وهو: يشيع في اللّهجة العاميّة قول الناس عن الأولاد: بزورة، وعن الواحد بزر، فهل هذا صحيحٌ؟ وهل له أصلٌ؟ الفتوى 43 : للسّائل حقٌّ لا يُضيَّع، وحقُّه الجواب، وقد يُؤخّر إلى حين، وأسئلتك التي ذكرت فيها شيءٌ ممّا يُعنى به مقامنا هذا، وسأبسط لك البذل بوعدٍ منجز حيث أردت، فابسط العذرَ كما بسطنا، وأمّا سؤالك هذا فهو من صميم ما يشمله فتاوى اللّغة. إن إطلاق (البَزْر) على الولد إطلاق شائع في الجزيرة، في نجد، والحجاز، وغيرهما، وهو إطلاقٌ صحيحٌ، وتسمية يصدِّقها النقلُ، ففي (اللّسان): (المبزور: الرّجل الكثير الولد، يُقال: ما أكثر بَزرَه، أي: ولده. والبزراء: المرأة الكثيرة الولد، والبزر: الأولاد). وفي (القاموس): (البَزر: الولد).
والذي يظهر لي أنّ إطلاق البَزْر على الولد من نوع التوسُّع، والأصل فيه إطلاقه على الحبِّ كبذر الكَتَّان ونحوه، وكلّ حبّ يبذر للنبات يُقال له: بَزْرٌ، والجمع البُزور، والإنسان نابتٌ كما ينبت النبات من الأرض التي ألقي فيها البَزْر، وفي الذّكر الحكيم: (والله أنبتكم من الأرض نباتًا)، وابن فارس في (مقاييسه) لم يورد المعنى المذكور، بل نقل عن ابن دُريد أنّ تسمية الحبِّ بالبَزر خطأ، والصّواب البَذر. فإن صحّ ما قاله ابن دريد، فالولد أيضًا بذرٌ لا بَزر، إذا كانت تسمية الولد فرعًا عنه، وأمّا جمع البزر على (بُزورة) فلا يصحّ سماعًا، ولا قياسًا. والجمع الصّحيح: بزور، ويصحّ جمعه قياسًا على (بِزْران) وهو لغة الناس اليوم، كتيجان، وخِيلان، ونيران. ومن أهل اللّغة مَن يقول: البِزر للحبّ بكسر الباء، ويجوز الفتح، والمشهور هو ما مَرَّ، يا