نحن اليوم نصبح ونمسي على صور دامية ودمار شامل وشلالات الدم وصوت القنابل والرصاص والجثث، رائحة الموت تنتشر وأنهار من الدماء العربية المسلمة تنزف وصور مفجعة تتناقلها الفضائيات عن جثامين الذين راحوا ضحية النحر والتعذيب والانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان، ميراثنا من الجروح لا ينتهي فهل كتب علينا أن نعيش للأبد في فوضى وقتل وكأن الذي يحصل ما هو إلا إعدام لقطعان من الماشية المصابة بجنون البقر وليسوا أخوة لنا في العروبة والإسلام! بل إن الإنسان السوي عندما يشاهد مجموعة من الدجاج أو البقر وهي تعدم بسبب إصابتها بأنفلونزا الطيور أو الجنون أو تـُدهس قطة وحتى حشرة، فإنه يصاب بالحزن والأسى والألم ويتأثر! نحن في زمن الرخص العربي الزمن الذي فيه دم الحيوان أرخص من دمائنا فلو تدهس قطة بأمريكا لانتفض العالم واهتزت منظمات حقوق الانسان والملايين يقتلون في دولنا ولا يرف لهم جفن! وكيف للغرب ومنظمات حقوق الإنسان الزائفة أن تستنكر أو تدين دماء المسلمين التي تسيل كأمطار خط الاستواء وهم من قتلوا في فلسطين والعراق وأفغانستان وتآمروا على سوريا؟!
المجازر في العالم العربي لا تتوقف والدم العربي المسلم أصبح أرخص دم على وجه الأرض، الدم العربي يساوي قيمة الرصاصة التي تطلق عليه، أطفال يتموا شباب عذبوا نساء اغتصبن حقوق سلبت رجال قتلوا وثقبت أجسادهم بيوت ومساجد دمرت مخابز ومشافي قصفت جثث حرقت، والقوم يسمعون آناء الليل وأطراف النهار استغاثات الشعوب والنساء ولكنهم بكم عمي، فهم مشغولون بمحطات الردح والرقص والطرب وبرامج العهر والفساد؟ وكأن الذي يجري مجرد فيلم تمثيلي بل لو كان فيلم تمثيلي لتأثروا وبكوا! كل هذه الدماء والدمار ولم يعد بيدنا إلا أن نقف موقف المتفرجين ونقف موقف المجانين ننظر ونحن لا نصدق ما نرى ونسمع، ماذا بقي وماذا تنتظرون أكثر؟! الثروات تنفق لبرامج فضائية تنشر العهر والفساد ولو أنفقت هذه الأموال والطاقات لنصرة الإسلام والمسلمين لملكنا هذه الدنيا من أولها لآخرها.
شعوبا بكاملها تنحر لتحقيق أحلام وطموحات الأعداء وما يجري مخطط له وغلف بالأحلام الكاذبة عن الإصلاح والديمقراطية والحقوق، والهدف هو الثروات العربية والإسلام، والمشكلة ان الأعداء يخططون ويتفقون على أهدافهم وخططهم لنا، اللعبة تنطلي علينا مرة تلو الأخرى منذ اتفاقية سايكس بيكو واحتلال العراق والوعود والأحلام الكاذبة التي قطعوها ولكنهم يتعاملون بالتقية معنا وفي الخفاء يتآمرون على تقطيع أوصالنا إربا إربا، كل مشاريع امريكا والغرب في المنطقة فاشلة ويراد بها السوء والشر لنا ولكم في العراق عبرة، أما العرب والمسلمين فقد أتفقوا على أن لا يتفقوا والضحايا هم الشعوب التي تدفع من دماءها وأمنها واستقرارها، للأسف رضينا بالحدود البغيضة التي ترسم لنا والمخططات التي تحاك لنا والتي قسمت جسدنا الواحد وجعلتنا كالأغنام في الحظائر!
وما بين اجتماعات ومفاوضات وتصريحات وتنديد وشجب سنضيع جميعا وسيضيع العراق وسوريا وغيرها من الدول العربية المسلمة ولن يقف الأمر عند هذا الحد فالدور علينا بلدا بعد بلد، ماذا جنينا من الشجب والتنديد والاستنكار؟! ما يحدث لا يمكن أن يتوقف بعقد القمم وبالشجب والاستنكار والتنديد، الشجب والاستنكار لم يقدما لنا شيء ولم يرجعا لنا شبرا من أراضينا ولن يرجعا لنا ذرة تراب ولم يمنع من ذبح الشعب الفلسطيني والعراقي والسوري ولن يمنع عنكم جميعا الذبح، فقضية فلسطين دعمت بآلاف الاجتماعات والتي تمخض عنها الشجب والاستنكار فقط! لو أن الخزائن المحشوة ببيانات الشجب والاستنكار تحكي لانفجرت وقالت كفاكم شجبا فقد سئمت من عويلكم وبكائكم وعجزكم. كفاكم شجبا فشجبكم لا يسمعه إلا أنتم!كنا في السابق نعاني من جرح واحد فلسطين واليوم تعددت جراحنا وغدت ألوانا وأشكالا جروح لم تلتئم وتوالت بعدها الجروح والحبل على الجرار، الأمة تنزف في كل مكان وكل عام فتن جديدة وجروح جديدة وشلالات دم تنزف بغزارة.
عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» رواه مسلم، امرأة هتكت حرمتها فنادت: وا معتصماه! فجهز جيشاً كاملاً استجابة لدعوتها، هذه هي الأمة المسلمة المتماسكة والمترابطة تشد بعضها بعضا إذا اشتكى واحد منهم هب الجميع لنصرته وإغاثته، فهل هذا الحديث له مكان في حياتنا اليوم؟! عذرا فقد نامت الغيرة والكرامة والعزة والتحفت لحاف الذل والصمت والخنوع.
كلنا جسد واحد والطعنات لم تترك مكانا فيه إلا وغاصت في أعماقه، أيها العرب والمسلمون ألسنا واحدا أم أنني أخطأت؟!
15-07-13, 12:51 PM
قال: قال رسول الله 
«مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» رواه مسلم، امرأة هتكت حرمتها فنادت: وا معتصماه! فجهز جيشاً كاملاً استجابة لدعوتها، هذه هي الأمة المسلمة المتماسكة والمترابطة تشد بعضها بعضا إذا اشتكى واحد منهم هب الجميع لنصرته وإغاثته، فهل هذا الحديث له مكان في حياتنا اليوم؟! عذرا فقد نامت الغيرة والكرامة والعزة والتحفت لحاف الذل والصمت والخنوع.
(مشاهدة الكل)
عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 :
عائشة البستكي 
العرض الشجري