بيت التـاريـخ الإسلامي يرجى التحقق من صحة النقل مع ذكر المصدر |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
08-11-13, 12:12 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت التـاريـخ الإسلامي
هيثم الكسواني – كاتب أردني لم يترك الشيعةُ في القديم والحديث وسيلة لنشر مذهبهم إلا اتّبعوها، فمِن الإغراء بالمال والمتعة إلى البطش والإكراه مرورا باستغلال السلطة والإعلام والتأليف، تنوعت أساليب الشيعة حسب مقتضيات الظروف. أحد هذه الأساليب هو استمالة بعض الحكام، والتأثير عليهم وكسبهم لصفهم، ذلك أن التأثير في الحاكم أو المسؤول يتعدى إلى الدولة والمجتمع، ولا يبقى محصورا في صاحبه. ويعتبر السلطان المغولي خدابنده([1])، أحد أهم السلاطين والحكام الذين استطاع الشيعة التأثير عليهم قديما، واستغلالهم، بعد أن اعتنق التشيع، ومعلوم أن المغول أو التتار هم الذين احتلوا ودمّروا أجزاء واسعة من العالم الإسلامي، واستطاعوا أن يسقطوا دولة الخلافة العباسية، ويدمروا عاصمتها، بغداد، في منتصف القرن السابع الهجري، بفعل المؤامرة التي حاكها الوزير الشيعي ابن العلقمي ضد العباسيين، وآخر خلفائهم المستعصم بالله. وقد تولى خدابنده (ويكتب أيضاً: خربنده وخربندا) الحكمَ في سنة 703هـ، بعد موت أخيه قازان، وتسمى باسم أولجاتيو محمد خدابندا، واعتنق التشيع، ولُقّب بالملك غياث الدين، وخُطب له على منابر العراق وخراسان وغيرهما. يقول ابن كثير في أحداث سنة 709هـ: "وفيها أظهر ملك التتر خربندا الرفضَ في بلاده، وأمر الخطباء أن لا يذكروا في خطبهم إلا عليّ بن أبي طالب وولديه وأهل بيته، ولما وصل خطيب باب الأزج إلى هذا الموضع من خطبته بكى بكاءً شديداً، وبكى الناس معه، ونزل ولم يتمكن من إتمامها، فأُقيم مَن أتمها عنه وصلّى بالناس. وظهر على الناس بتلك البلاد من أهل السنة أهلُ البدعة، فإنا لله وإنا إليه راجعون..". ويبين الشيخ ناصر القفاريأن ابن مطهر الحلي، الذي يعتبر أكبر شيوخ الشيعة في زمانه (ت: 726هـ) هو الذي زيّن لخدابنده مذهب الشيعة الرافضة، فدخل فيه مع جميع عشائره وقبائله وأتباعه، ذلك أن خدابنده كان حديث عهد بالإسلام، ولا معرفة له بالعقيدة الإسلامية وتاريخ المسلمين. وقد حظي الحلِّي بمنزلة عظيمة عند خدابنده، وألّف له عدة مؤلفات لدعوته وإغرائه بالتمسك بالتشيع، منها كتاب "منهاج الكرامة في معرفة الإمامة" الذي يقول عنه: "فهذه رسالة شريفة، ومقالة لطيفة، اشتملت على أهم المطالب في أحكام الدين، وأشرف مسائل المسلمين، وهي مسألة الإمامة، التي يحصل بسبب إدراكها نيل درجة الكرامة، وهي أحد أركان الإيمان، المستحق بسببه الخلود في الجنان، والتخلص من غضب الرحمن ... خدمتُ بها خزانة السلطان الأعظم، مالك رقاب الأمم، ملك ملوك طوائف العرب والعجم، مولى النعم، ومسدي الخير والكرم، شاهنشاه المكرم، غياث الملة والحق والدين أولجايو خدابنده". وقد اعتبر شيخ الإسلام ابن تيمية هذا الكتاب (منهاج الكرامة) من أعظم الأسباب في تقرير مذهب الشيعة لمن مال إليهم من الملوك، وخصّ بالذكر منهم خدابنده، وقد فند ابن تيمية هذا الكتاب في كتابه الكبير (منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية). وقد ظل السلطان خدابنده معتنقاً للتشيع إلى أن مات في سنة 716هـ، وهو في الثلاثينيات من العمر، يقول ابن كثير: "وكان موصوفا بالكرم ومحبّا للّهو واللعب والعمائر، وأظهر الرفض في بلاده، أقام سَنة على السُّنه ثم تحول إلى الرفض فأقام شعائره ببلاده، وحظي عنده الشيخ جمال الدين بن مطهر الحلي، تلميذ نصير الدين الطوسي، وأقطعه عدة بلاد، ولم يزل على هذا المذهب الفاسد إلى أن مات في هذه السنة، وقد جرت في أيامه فتن كبار ومصائب عظام، فأراح الله منه العباد والبلاد". وبعد موته، تولى الحكمَ ولدُه أبو سعيد وهو حينها في الحادية عشرة من عمره، لكنه ما لبث أن ترك التشيع وعاد إلى السّنة، يقول ابن كثير: "ولعب كثيرٌ من الناس به في أول دولته، ثم عدَل إلى العدل وإقامة السنة، فأمر بإعادة الخطبة بالترضّي عن الشيخين أولا، ثم عثمان ثم عليّ ، ففرح الناس بذلك، وسكنت بذلك الفِتن والشرور والقتال الذي كان بين أهل تلك البلاد بهراة وأصبهان وبغداد واربل وساوة وغير ذلك". منهج قديم حديث واستمالة الشيعة للحكام والمسؤولين من أجل نشر التشيع وفرضِه منهج قديم حديث، أولاه الشيعة في الوقت الحاضر عناية فائقة، وضمّنوه في الخطة الخمسينية([2]) التي نصّت على أن تصدير الثورة (نشر التشيع) واجب خطير، وعلى رأس الأولويات، وأن حكومة إيران حكومة مذهبية، تأخذ على عاتقها نشر التشيع، ودعت الخطة الشيعةَ المقيمين خارج إيران إلى السعي لامتلاك السلاح والقوة، وشراء الأراضي والبيوت، وإيجاد العمل ومتطلبات الحياة وإمكانياتها لأبناء مذهبهم، كما دعتهم إلى اختراق أجهزة الدولة المدنية والعسكرية على حدٍّ سواء، وتوطيد علاقتهم بالتجار، ومحاولة السيطرة على الاقتصاد في الدول التي يقيمون بها، وإلى السعي لأن يحظوا برضى الحكام، وفي المقابل العمل على توتير العلاقة بين الحكومات السنيّة وعلماء أهل السنة، كي يقوم الشيعة بملء الفراغ. ومِن الحكام الذين استطاع الشيعة استمالتهم في العصر الحديث: الرئيس الليبي معمر القذافي (ت: 2011م)، الذي نشر الأفكار المنحرفة في بلده، وكثيرا ما كان يصرح بعزمه العمل على إحياء الدولة العبيدية الفاطمية، وهي دولة شيعية إسماعيلية حكمت مصر والمغرب العربي وأنحاء أخرى من العالم الإسلامي بين عامي 297 – 567هـ. دمشق عاصمة الأمويين كما استطاع الشيعة التأثير على أسرة الأسد الحاكمة في سوريا منذ عام 1970م، لا سيما وأنها تنتمي إلى طائفة الشيعة النصيرية التي تتفق مع الشيعة الإثني عشرية في العديد من العقائد والأفكار. فقد غدت سوريا (بلاد الأمويين) في عهد حافظ الأسد وابنه بشار مسرحا للعبث الشيعي، وصارت الطقوس الشيعية تُمارس في عاصمتها دمشق جهارا نهارا، دونما خوف أو وجل، في حين تعرضت الدعوة الإسلامية السنية لأقسى الضربات، وتعرض الدعاة من أهل السنة لمختلف صنوف الإيذاء والبطش والتغييب. ويتحدث نور الدين الشاهرودي، وهو أحد شيوخ الشيعة الإيرانيين فرحا بما تحقق في سوريا من انتشار للتشيع على يد أسرة الأسد، فيقول: ".. نرى أن دمشق العاصمة السابقة للأمويين الذين حاربوا أئمة الشيعة ومواليهم ومحبيهم بكل قسوة وشدة، وطاردوا العلويين بلا هوادة في كل مكان، تحولت ضاحية منها اليوم وهي (حي الزينبية) إلى معقل كبير للشيعة الذين يتوافدون عليها من كل مكان لزيارة مرقد السيدة زينب، وللقيام بشعائرهم المذهبية بكل حرية وبدون أي تقييدات من جانب الحكومة السورية التي يقتضي الإنصاف أن نوجه لها آيات الشكر والتقدير لاهتمامها الكبير بالمزارات والمراقد المقدسة للشيعة على أرض بلادها، ولإفساحها المجال أمام زائريها للقيام بشعائرهم المذهبية، إلى جانب احتضانها لعلماء الشيعة وفقهائهم". للاستزادة: * الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير، البداية والنهاية، طبعة مؤسسة المعارف ودار ابن حزم، بيروت، 1430هـ، 2009م. * شيخ الإسلام ابن تيمية، منهاج السنة النبوية، ومختصره للشيخ عبدالله الغنيمان، دار الصديق، صنعاء، الطبعة الثانية، 1426هـ، 2005م. * الشيخ الدكتور ناصر بن عبدالله القفاري، أصول مذهب الشيعة، دار الرضا، الجيزة، الطبعة الثالثة، 1418هـ، 1998م. * الدكتور هادف الشمري، الخطة الخمسينية وإسقاطاتها في مملكة البحرين، الطبعة الثانية، 1429هـ. * نور الدين الشاهرودي، المرجعية الدينية ومراجع الإمامية، طهران، 1416هـ، 1995م. [1]- كلمة فارسية تعني: عبد الله. [2]- خطّة سريّة أعدّها مجلس شورى الثورة الثقافية الإيرانية ووجّهها إلى المحافظين في الولايات الإيرانية، وقد استطاعت رابطة أهل السنة في إيران (مكتب لندن) الحصول على هذه الوثيقة الهامة، وقام د. عبد الرحيم البلوشي بترجمتها إلى اللغة العربية. وهذه الخطة موجهة إلى المناطق السنيّة في إيران، وإلى دول الجوار، وبشكل خاص: العراق، ودول الخليج العربي، إضافة إلى أفغانستان وباكستان وتركيا. وتهدف الخطة، المشتملة على خمس مراحل، مدة كل منها عشر سنوات، إلى تصدير الثورة الإيرانية، بأساليب أقل حدّة عمّا اتبعه مرشد الثورة السابق، روح الله الخميني، للوصول إلى الهدف ذاته وهو السيطرة على المنطقة وتشييعها. الموضوع الأصلي: الشيعة يستميلون السلطان خدابنده || الكاتب: أبـو عـبـد الـرحـمـن || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد hgadum dsjldg,k hgsg'hk o]hfk]i
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|