23-02-14, 03:50 PM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو |
الرتبة |
|
البيانات |
التسجيل: |
Apr 2011 |
العضوية: |
2735 |
المشاركات: |
6,427 [+] |
الجنس: |
انثى |
المذهب: |
سني |
بمعدل : |
1.29 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
33 |
نقاط التقييم: |
729 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
بيت الـلـغـة العــربـيـة
فضلُ الأَدَبِ وَ الدّفاعُ عنه (( كلمةٌ مُضِيئَة للعلاّمة ياقُوت الحمَوِي ))
(( وَإنِّي لَجِدُّ عَالمٍ بِبَغِيضٍ يُنَدِّدُ ويزرِي عليَّ ، وَيُقبِلُ بِوَجْهِ اللاَّئِمَةِ إليَّ ، مِمّن قَدْ أُشْرِبَ الْجَهْلَ قَلبُهُ ، واستَعْصَى على كَرَم السّجيّةِ لُبُّه ، يَزْعُمُ أنّ الاشتِغالَ بأمرِ الدّينِ أهمّ ، ونَفْعُهُ في الدّنيا والآخِرةِ أعمّ ، أمَا علِمَ أنّ النّفُوسَ مُخْتَلِفَةُ الطّبائِعِ ، مُتلَوِّنةُ النّزائِع ، ولو اشْتَغَلَ النّاسُ كُلّهُم بِنَوْعٍ من العلمِ واحدٍ لضَاعَ باقِيهِ ، ودرَسَ الذي يَلِيهِ . وإنَّ اللهَ عزّ وجلّ جَعَلَ لِكُلِّ عِلْمٍ من يَحفَظُ جُملَتَهُ ، وينظمُ جوْهَرَتَه ، والمرءُ مُيسّرٌ لِما خُلِقَ له ، ولستُ أُنْكِرُ أنّي لو لزِمتُ مَسْجِدِي ومصلاّيَ ، واشتَغَلتُ بِما يعُودُ بِعاقِبةِ دُنيايَ في أُخراي لكانَ أولَى ، وبِطَريقِ السّلامَةِ في الآخِرةِ أحرى ، ولكنّ طلبَ الأفضَلِ مفْقُودٌ ، واعتِمادَ الأحرى غيرُ موجُودٍ . وحسبُكَ بالمرءِ فضلاً أن لا يأتيَ محظُوراً ، ولاَ يَسلُكَ طريقاً مخطُورا ... ألاَ ترى أنّ القَارِئَ إذا قَرأ { إنّ اللهَ بَريءٌ من المشرِكينَ ورَسُولُهُ } (بالرّفعِ) فقدْ سَلكَ طريقاً من الصّوابِ واضِحاً ، ورَكِبَ مَنْهَجاً من الفضْلِ لائِحاً ، فإن كسَرَ اللاّمَ من (رَسُوله) كانَ كُفْراً بحتاً ، وجهْلاً قُحّاً ؟ قدْ رُويَ أنّ أبا عَمرو بنَ العلاء كانَ يقُولُ : ( لَعِلْمُ العربيّةِ هوَ الدِّينُ بِعَيْنِهِ ) ، فبلغَ ذلكَ عبدَ الله بنَ المبارك فقال : صدقَ لأنّي رأيتُ النّصَارى قد عبدُوا المسيحَ لِجَهلِهم بِذلكَ ، قال الله تعالى : أنا ولّدتُكَ من مريم وأنتَ نبيّي ، فحسِبُوه يقولُ : أنا ولدْتُكَ من مريم وأنتَ بُنيي . فَبِتَخْفِيفِ اللاّم وتقديمِ الباء وتعويضِ الضّمّة بالفتحة كَفَرُوا .
وحَسبُك من شَرَفِ هذا العلمِ أنّ كلّ علمٍ علَى الإطْلاَقِ مُفْتَقِرٌ إلَى معْرِفَتِه ، مُحتَاجٌ إلى استِعْمالِه فِي مُحاوَرَتِه ، وصاحِبُه غيرُ مُفتقِرٍ إلى غَيرِه ، وغيرُ مُحتَاجٍ إلى الاعتِضَاد والاعتِماد على سواه ، فإنّ العلمَ إنّما هو باللّسان ، فإذا كانَ اللّسَانُ مُعوجّاً متى يَستَقِيمُ ما هوَ بِهِ ؟ وإن أردتَ إقَامَةَ الدّليل على شأنِ أهلِ هذا الشّان ، وإيضاحَ فَضْلِهِم بالدّلائِلِ والبرهان ، فَكُنتَ كمن تكلّفَ دَلِيلاً على ضياءِ النّهارِ ، وإشراقِ الشّمسِ وإحراقِ النّار ، فإنّ ذلكَ لا يَخفَى على الصّامتِ من الحيوان فكيفَ النّاطِق ، وعلى كلِّ كهٍّ فَهٍّ فكيف الحاذِق ...فهوَ لا يَنْفُقُ إلاّ على من جُبِلَ على العِلمِ طَبْعُه ، وعُمِّرَ بحبّ الفضْلِ رَبْعُهُ ، فظلّ للآدابِ خديناً ، ولِصِحّةِ العقْلِ قَريناً ، قدْ عُجِنَتْ بالظّرافَةِ طِينَتُه ، وسُيّرت باللّطافَةِ سيرَتُه ، وأمّا أهل الجهْلِ والغيّ ، والفهاهةِ والعِيِّ ، فليسَ ذا عُشَّكِ فادرُجِي ، ولا مبيتَكِ فأدْلِجِي . فليُعفِني الْمُفَنِّدُ البغيضُ ، وليُعرِض عن التّعْرِيض ... ))
نقلَهُ يَراعُ ربيع بن المدني من كتاب [مُعجمُ الأدباء أو إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب ] للعلاّمة ياقُوت الحمَوِي الرّومِي [ج 1 ص 9 .10 . 11 ط دار الغرب الإسلامي تحقيق إحسان عبّاس ] بتصرّف يسير.
منقول من شبكة رواء الأدب
tqgE hgHQ]QfA ,Q hg]~thuE uki
|
|
|