المختصر/ كشف قيادي شيعي رفيع عن أن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي, طلب من قائد قوة القدس الايرانية الجنرال قاسم سليماني, المعروف عراقياً بالاسم الحركي (النمر)، تشديد قبضة النفوذ الايراني على مفاصل الدولة العراقية تحسباً لتفاقم الأزمة السورية وانهيار نظام بشار الاسد.
وبحسب القيادي الشيعي فإن خطة سليماني لتعظيم النفوذ الايراني في العراق تشمل اربعة محاور ستراتيجية: تتضمن "اختيار وزرع أشخاص موالين في مراكز القرار داخل الدولة العراقية كي يلعبوا دوراً في رسم السياسات التي تنسجم مع السياسات العليا للدولة الايرانية, وهؤلاء يحظون بدعم مالي, وكل انواع الدعم اللوجستي كحمايتهم من اي اجراءات قضائية أو تأمين حياتهم من العمليات الارهابية والمحافظة على حياة اسرهم ومساندتهم في الانتخابات والتعيينات".
وقال ان المحور الثاني يهتم بـ "جمع معلومات شاملة عن جميع قطاعات الدولة العراقية والمجتمع لتتمكن الدولة الايرانية من تقديم اقتراحات مناسبة للحكومة العراقية في مختلف المجالات والهدف من ذلك ضمان بقاء الدور الايراني في صلب الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية وتعزيز الاعتقاد بأن ايران حاضرة بقوة, الى حد ان بعض القيادات في التحالف الوطني اقرت بأن طهران (تعلم ما لا نعلمه) عن الوضع العراقي الداخلي, لأنها تعمل بإمكانيات دولة منظمة وكبيرة".
اما المحور الثالث من خطة (النمر) كما يقول القيادي الشيعي، فانه تهتم بـ "مراقبة الأشخاص والمنظمات ووسائل الاعلام الذين لديهم انتقادات ضد السياسة الايرانية أو لديهم صلات مع دول اقليمية وعالمية تناهض النظام السياسي في ايران, ولذلك هناك فرق لتنفيذ اغتيالات للتعامل مع تحديات هذا النشاط بدليل اغتيال بعض الصحافيين والعسكريين, لأن معظم التحقيقات التي جرت بشأن عمليات الاغتيال بكواتم الصوت اظهرت شكوكاً قوية حول مسؤولية ميليشيات تابعة لإيران في الضلوع بها".
ويتضمن المحور الرابع والاهم، بحسب القيادي الشيعي: "تشكيل وتدريب وتسليح ميليشيات عراقية وهو نشاط مستقل تماماً عن بقية الأنشطة ويحظى برعاية خاصة من (الحرس الثوري الايراني)، مشيراً الى ان النظام الايراني قطع علاقاته مع المجموعات العسكرية غير النظامية التي كانت ترتبط بـ"الحرس الثوري" قبل سقوط النظام العراقي السابق وبعده بقليل, فـ"فيلق بدر" الذي كان خاضعاً لسيطرة "المجلس الاعلى الاسلامي" تم حله وتحول الى منظمة سياسية ثم انخرط في الحياة المدنية للدولة, أما "جيش المهدي", فقد كان مدعوماً مالياً وعسكرياً من ايران خلال تواجد قوات الاحتلال الاميركي لكن في فترة معينة وبتنسيق مع المالكي تم ضرب الجيش بقسوة رغم وجود قوات الاحتلال, لأن سليماني كان يدرك ان ذلك الجيش غير مسيطر عليه كبقية الميلشيات, ولهذا السبب جرى الطلب من قيس الخزعلي وعبد الهادي الدراجي الانشقاق عن المهدي وتشكيل مجموعات خاصة.
واكد القيادي الشيعي أن مجهوداً خاصاً واستثنائياً جرى من قبل قاسم سليماني لإعادة تنظيم الميليشيات وعملها بداية العام 2006, وقد أدى هذا التوجه الى تأسيس قوتين ميليشيتين هما: (عصائب أهل الحق) بزعامة الخزعلي وقوامها 1200 الى 1500 مقاتل أو اكثر بقليل و"حزب الله" العراقي بزعامة أبو مهدي المهندس, وتعداده يفوق 2000 مقاتل ثم بعد الأزمة السورية طلب من واثق البطاط تشكيل "جيش المختار" وطلب من الخزعلي والمهندس تشكيل ميليشيا قتالية خاصة باسم "لواء ابو الفضل العباس" تكون مهمتها العسكرية العمل خارج العراق, وتحديدا التوجه للقتال في سورية الى جانب قوات بشار الأسد.
ولفت إلى مسألة جوهرية في فلسفة القيادة الايرانية في تشكيل الميلشيات بالعراق تستند الى ذات الفكرة التي انشأ على اساسها "حزب الله" اللبناني, فإيران تريد من إنشاء الميلشيات العراقية وبقاءها رغم قيام العملية السياسية العراقية ووصول الحلفاء من الأحزاب الدينية الشيعية الى السلطة, أن تكون هذه الميلشيات قوة ضاربة داخل الدولة نفسها, لضمان وجود قوة عسكرية على الأرض تتلقى الأوامر منه مباشرةً, لا من أي أحد آخر, وهي فلسفة وضعها خامنئي بنفسه.
عن حذيفة رضى الله عنه، أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه:
هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟
قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا.
قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن البدع حتى لا يُــرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور،والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء،
قالوا: تُركت السنة !.
.
[البدع لابن وضاح ١٢٤]