أقسام الإقسام على الله
الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-:
"والقسم على الله ينقسم إلى أقسام:
الأول: أن يقسم على ما أخبر الله به ورسوله من نفي أو إثبات، فهذا لا بأس به، وهذا دليل على يقينه بما أخبر الله به ورسوله [--]، مثل: والله ليشفعنّ الله نبيه في الخلق يوم القيامة، ومثل: والله لا يغفر الله لمن أشرك به.
الثاني: أن يقسم على ربه لقوة رجائه وحسن الظن بربه، فهذا جائز لإقرار النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك في قصة الربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك -رضي الله عنه- حينما كسرت ثنيّة جارية من الأنصار، فاحتكموا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأمر النبي -- بالقصاص، فعرضوا عليهم الصلح فأبوا، فقام أنس بن النضر فقال: أتكسر ثنية الربيع؟ والله يا رسول الله لا تكسر ثنية الربيع، وهو لا يريد به رد الحكم الشرعي، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((يا أنس كتاب الله قصاص))، يعني: السن بالسن. قال: والله لا تكسر ثنية الربيع، وغرضه بذلك أنه لقوة ما عنده من التصميم على أن لا تكسر ولو بذل كل غال ورخيص أقسم على ذلك. فلما عرفوا أنه مصمم ألقى الله في قلوب الأنصار العفو فعفوا، فقال النبي --: ((إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره)) فهو لقوة رجائه بالله وحسن ظنه أقسم على الله أن لا تكسر ثنية الربيع، فألقى الله العفو في قلوب هؤلاء الذين صمّمو أمام الرسول -صلى الله عليه وسلم- على القصاص، فعفوا وأخذوا الإرش. فثناء الرسول -- عليه شهادة بأن الرجل من عباد الله، وأن الله أبرّ قسمه وليّن له هذه القلوب، وكيف لا وهو الذي قال: يأنه يجد ريح الجنّة دون أحد، ولما استشهد وجد به بضع وثمانون ما بين ضربة بسيف أو طعنة برمح، ولم يعرفه إلا أحته ببنانه، وهي الربيع هذه، رضي الله عن الجميع وعنّا معهم. ويدل أيضاً لهذا القسم قوله --: ((رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبرّه)).
القسم الثالث: أن يكون الحامل له هو الإعجاب بالنفس، وتحجّر فضل الله -عز وجل- وسوء الظن به تعالى، فهذا محرم، وهو وشيك بأن يحبط الله عمل هذا المُقسم، وهذا القسم هو الذي ساق المؤلف الحديث من أجله."
المصدر: كتاب (القول المفيد) باب (ما جاء في الإقسام على الله).
عن حذيفة رضى الله عنه، أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه:
هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟
قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا.
قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن البدع حتى لا يُــرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور،والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء،
قالوا: تُركت السنة !.
.
[البدع لابن وضاح ١٢٤]