العودة   شبكــة أنصــار آل محمــد > قســم الموسوعة الثقافية > البيــت العـــام

البيــت العـــام للمواضيع التي ليس لها قسم محدد

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-11-14, 11:26 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
علي السلفي
اللقب:
<font color="#FF00000">العبــد الفقيــر</font>
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية علي السلفي


البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 87
المشاركات: 4,403 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: سني سلفي
بمعدل : 0.85 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 29
نقاط التقييم: 615
علي السلفي اسمه معروف عند الجميععلي السلفي اسمه معروف عند الجميععلي السلفي اسمه معروف عند الجميععلي السلفي اسمه معروف عند الجميععلي السلفي اسمه معروف عند الجميععلي السلفي اسمه معروف عند الجميع

الإتصالات
الحالة:
علي السلفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : البيــت العـــام

إِذَا أَحَبَّ اللهُ قَومًا ابتَلاَهُم


عباد الله!... إن الله تعالى لا يزال يمتحن عباده ويختبرهم بأنواع الاِبتلاءات والمصائب في أنفسهم في أجسادهم وفي أهليهم وأولادهم، وفي أموالهم، في دينهم ودنياهم. فلا يزال العبد يصيبه الأذى والضيق ويحيط به البلاء والعسر، وغير ذلك مما يكرهه ويغمّه... وكلّ ذلك – عباد الله!- تمحيصٌ وتطهيرٌ وتكفير سيّئاتٍ ورِفعةُ درجاتٍ ومُقدِّماتُ تَمكِينٍ –إن شاء الله تعالى-.

قال تعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ . وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾[العنكبوت: 2-3]. «ومعناهُ: أنَّ اللهَ سُبحانه وتعالى لا بُدّ أَن يَبتلِي عبادَهُ المؤمنين بحسَبِ ما عندهُم مِن الإِيمان، كما جاء في الحديث الصَّحيح: «أَشَدُّ النَّاسِ بَلاَءً الأَنبياءُ ثُمَّ الصَّالِحُون، ثُمَّ الأَمثَل فَالأَمثَل، يُبتَلَى الرَّجُلُ على حَسَبِ دِينِهِ، فإِن كانَ فِي دِينِهِ صَلاَبَةٌ زِيدَ في البَلاَءِ»[1]. وهذهِ الآيةُ كقَولِهِ: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾[آل عمران: 142]، وقال في البقرة: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)﴾» [2].

«أَشَدُّ النَّاسِ بَلاَءً الأَنبياءُ»... ابتُلِيَ الأَنبياءُ، وأخبرنا نبيُّنا (إِذَا أَحَبَّ اللهُ قَومًا ابتَلاَهُم) عن النَّبيِّ ابتلاهُ ربُّهُ بالقَمل يَتناثَرُ مِن على رَأسِهِ، مِن شدَّةِ البَلاء، وأخبرنا عن النَّبيِّ بلغ بهِ الجَهدُ فلم يجِد ما يستُرُ بهِ عَورَتَهُ إلاَّ العَباءَة القَصِيرة... ومِن الأنبياء مَن ضربَهُ قَومُهُ فسَالَ الدَّمُ مِن على وَجهِهِ، ومِن الأنبياءِ مَن تَسلَّطَ عليهِ قَومُهُ بأَشَدِّ الإِيذاءِ فقَتلُوهُ...

وقال (إِذَا أَحَبَّ اللهُ قَومًا ابتَلاَهُم): «إِذَا أَحَبَّ اللهُ قَومًا ابتَلاَهُم»[3].

فالاِبتلاءُ علامةُ خيرٍ ومحبةٍ من الله تعالى لعبده الذي ابتلاهُ وأصابَ منهُ، قالَ (إِذَا أَحَبَّ اللهُ قَومًا ابتَلاَهُم): «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ»[4]، ومَفهومُه: مَن لم يُرد بهِ خَيرًا أو مَن أراد اللهُ به شَرًّا لم يُصِب مِنهُ، فلا تَحسَبُوا البلاءَ يُصِيبُ العبدَ هُو مِن هَوَانِهِ على اللهِ، بل هُوَ على خَيرٍ وعاقبتُهُ إلى خَيرٍ.

واعلموا أنَّ للاِبتلاء فوائدَ وثمراتٍ يَجنِيها العَبدُ، فَأُولَى هذهِ الثِّمَار:



1 ـ تَكفِيرُ خطاياهُ ومَحوُ ذُنوبِهِ، قالَ (إِذَا أَحَبَّ اللهُ قَومًا ابتَلاَهُم): «مَا يَزَالُ البَلاَءُ بِالمُؤمنِ والمُؤمنةِ فِي نَفسِهِ ووَلدِهِ ومَالِهِ حتَّى يَلقَى اللهَ تعالى ومَا عَلَيهِ خَطِيئةٌ»[5]، وقالَ (إِذَا أَحَبَّ اللهُ قَومًا ابتَلاَهُم): «مَا يُصِيبُ المُؤمنُ مِن نَصَبٍ ولاَ وَصَبٍ ولاَ هَمٍّ ولاَ حُزْنٍ ولاَ أَذًى ولاَ غَمٍّ حتَّى الشَّوكة يُشَاكُهَا إلاَّ كَفَّرَ اللهُ بِهَا مِن خَطَايَاهُ»[6]، وقالَ (إِذَا أَحَبَّ اللهُ قَومًا ابتَلاَهُم): «إِذَا أَرَادَ اللهُ بعَبدِهِ الخَيرَ عَجَّلَ لَهُ العُقوبةَ في الدُّنيا، و إِذا أَرَادَ بعَبدِهِ الشَّرَّ أَمسَكَ عَنهُ بذَنبِهِ حتَّى يُوَافِي بِهِ يَومَ القِيَامةِ»[7].

فالّذي يُصيبُ اللهُ مِنهُ مَرحومٌ، فيا بُشراهُ! لأنّ هذه المصائب والاِبتلاءات لا تَتركُ لهُ ذنبًا وتحطُّ عنهُ كلّ وِزرٍ. ومعلومٌ أنَّ ابنَ آدم لا يزال يَقترِف السّيّئات، ولا يزال يُذنِب ويُذنِب في ليلِه ونهارِه. فما أحوجَهُ إلى مغفرةِ ذنبه ومحوِ سيّئاتهِ. وخيرٌ لهُ أن يُجزَى عليها في دُنياهُ مِن أن تُؤخَّر لهُ، فيُوافِي يومَ القيامةِ بذُنوبِه كاملةً موفورةً، فيُعذَّب عليها بعذاب الآخرة، فالّذي أراد اللهُ به خيرًا وهُو الّذي يُعجَّلُ لهُ الجزاءُ على ذنوبه، جزاءٌ يكونُ مُفرَّقًا، فمَرّةً يَمرض، ومرّةً يُصيبه الحُزن، ومرّةً يُصيبه الغَمّ، ومرّةً يُبتلَى في ولده أو في ماله وهكذا،

عن أبي بكرٍ الصّدّيق (إِذَا أَحَبَّ اللهُ قَومًا ابتَلاَهُم) أنَّهُ قال: «يا رسولَ الله! كيفَ الصَّلاحُ بعد هذه الآية: ﴿لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ﴾ الآية[النساء: 123]، وكلُّ شيءٍ عمِلناهُ جُزِينَا بِهِ؟ فقالَ: «غَفَرَ اللهُ لك يا أبا بكرٍ! أَلَستَ تَمرَضُ، أَلَستَ تَحزَنُ، أَلَستَ يُصِيبُكَ الَّلأْوَاءُ». قالَ: فقُلتُ: بَلَى. قالَ: «هُوَ مَا تُجْزَوْنَ بِهِ »[8].

وهذا البلاءُ على تنوُّعه هُو أَهوَنُ مِن عذابِ الآخرة، لو خُيِّرَ العبدُ بينهُما لاختارَ أن تُعجَّل لهُ ذنوبه... هذا وإنّ عقوبةَ الدُّنيا وبلاءَ العاجِلة مَهمَا كان مُوجِعًا ومُؤلِمًا، فلَن يَبلغ العذاب الأليم في الآخرة.

وبهذا بانَ بأنَّ: الّذي أراد اللهُ به خيرًا وأرادَ به رحمةً هُو الّذي أصابَ منهُ في الدُّنيا، أمّا الّذي لم يُصَب ولم يُبتَلَ فهذهِ علامةُ شرٍّ، نسألُ اللهَ العافية. وقد فَقِهَ السَّلَفُ هذا المعنى، فأُثِرَ عن بعضِهم أنّهُ تزوَّجَ امرأةً فمَكثَت عندهُ سنين لم تَمرَض ولم تُصَب، فطَلَّقها، فقيلَ لهُ في ذلك، فقال: إِنَّها لم تُصَب عندَنا، فرأى أنّ ذلكَ علامةَ شَرٍّ فِيها.



2 ـ والثَّمَرَةُ الثَّانيةُ مِن ثِمارِ البلاءِ: رِفعةُ الدَّرجات، قالَ (إِذَا أَحَبَّ اللهُ قَومًا ابتَلاَهُم): «لاَ يُصِيبُ المُؤمنَ شَوكةٌ فمَا فَوقَها إلاَّ رَفعَهُ اللهُ بها دَرجَةً، وحَطَّ عَنهُ بِها خَطِيئَةٌ»[9]، وفي روايةٍ: «مَا مِن مُسلمٍ يُشَاكُ بشَوكةٍ فمَا فَوقَها إلاَّ كُتِبَت لهُ بها دَرجَةٌ ومُحِيَت عَنهُ بِهَا خَطِيئَةٌ»[10]، وقالَ (إِذَا أَحَبَّ اللهُ قَومًا ابتَلاَهُم): «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ لَهُ عِندَ اللهِ المَنزلةَ فمَا يَبلُغُها بعَمَلٍ، فمَا يَزَالُ يَبتَلِيهِ بِمَا يَكرَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ إِيَّاهَا»[11]، وقالَ (صلى الله عليهِ وسلم): «إِنَّ العَبدَ إِذَا سَبَقَت لَهُ مِنَ اللهِ مَنزلَةٌ، فلَم يَبلُغهَا بعَملٍ ابتَلاَهُ اللهُ في جَسدِهِ أو مَالِهِ أو في وَلَدِهِ، ثُمَّ صَبَرَ على ذلك، حتَّى يُبَلِّغَهُ المَنزلَةَ التي سَبَقَت لهُ مِنَ اللهِ عزَّ وجَلَّ»[12].



3 ـ الثمرةُ الثالثةُ مِن ثمارِ البَلاءِ يُصِيبُ المؤمن: التَّمكينُ، وإذا نظرنَا في أخبار الأنبياء نجِدُ أن اللهَ أظفرهم ومكن لهم بعد عناءٍ وبلاءٍ أصابهم، وقد سُئِل الإمام أحمد (رحمه الله): «أيُمَكَّنُ للرَّجُلِ قبلَ أن يُبتَلَى؟ فقالَ: لا يُمكَّنُ حتَّى يُبتَلَى».

وهذا خليلُ الرّحمن إبراهيم (عليه السّلام)، آذاهُ قومُه ومكروا به وكادُوه كيدًا عظيمًا وألقوه في النار، فسلَّمَهُ الله ونجَّاه، وفارق وطنه وأهلهُ وهَاجر وحيدًا وما آمن له إلا لوط (عليهما السّلام)، فوهبَ اللهُ له مِن الصالحين وجعل في ذريته النبوة والكتاب، فكلّ نبيٍّ بعد إبراهيم هُو من ذريته، وجعل اللهُ الكلمة التي كان يدعو إليها مُستمِرَّةً في عقبِهِ، وجعلَ اللهُ ذِكرَهُ دَائِمًا في الصلاة والسلامِ على نبيِّهِ محمدٍ إلى يومِ القيامَة. هذا هو التّمكين وهذه هي الرِّفعة، قال تعالى: ﴿وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴾[الأنعام: 83].

وهذا الكريمُ يوسف (إِذَا أَحَبَّ اللهُ قَومًا ابتَلاَهُم) آذاه إخوته وأرادُوا قتلَهُ، وألقوه في البئر، فكان حبيسًا في ظلمته، ثمّ بِيعَ كما يباعُ العبدُ بأبخسِ ثمنٍ، ثمّ حُبِسَ في قصرِ الملِك بعد كان ما كان مِن كيدِ امرأةِ العزيزِ، ثمّ مكَّنَ اللهُ لهُ وأعقبَ ذلكَ البلاء والضِّيق والحبس سلامةً ونصرًا وتأييدًا، ﴿وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ﴾[يوسف: 21]، وقال: ﴿نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾[يوسف:76]، وقال في دُعائِهِ: ﴿رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ﴾[يوسف:101].

وهذا خليلُ الله محمدٌ (إِذَا أَحَبَّ اللهُ قَومًا ابتَلاَهُم) أصابه من البلاء الشيءُ العظيم، أرادوا قتلهُ وضربوه وأَدْمَوهُ وسَبُّوه وشتموه وطارَدوه وأخرجوه من بلاده وقاتَلوه وحاصَروه وصَدُّوه عن البيتِ ونقضُوا المواثيق والعهود التي كانت بينه وبينهم، وفي الأخير مَكَّنَ اللهُ لهُ وجاء نصرُ اللهِ والفَتحُ وجاؤوهُ خاضِعينَ فعفَا عنهُم. فرفعَ اللهُ لهُ ذِكرَهُ وأظهرَ دِينَهُ على الأديان وخَلُصَت أرضُ العربِ لأتباعِهِ وأنصارِهِ.

ما تَقدَّم مِن ثمارِ البَلاءِ هُو حاصِلٌ لمن أَصابَ اللهُ مِنهُ، لكن ذلك مَرهونٌ بِشُرُوطٍ، منها:

1 ـ الاِحتِساب، جاءَ في الحديث: «مَا مِن مُؤمِنٍ يُشَاكُ بشَوكَةٍ في الدُّنيا يَحتَسِبُهَا إلاَّ قُصَّ بِهَا مِن خَطَايَاهُ يَومَ القِيامةِ»[13]. فحتَّى يُؤجرَ العبدُ على المصيبةِ والبلاء، لا بدَّ من الاِحتساب، والمعنى: يَحسبُ ذلِكَ ويعدُّهُ مِن الثوابِ الذي يدَّخرُهُ اللهُ ويكونُ في صحيفةِ حسناتِهِ، فعليهِ أن يطلُبَ أجرَهُ، قالَ (صلى الله عليهِ وسلم): «لاَ أَجْرَ إلاَّ عَن حِسْبَةٍ»، وفي روايةٍ: «لاَ أَجْرَ لِمَنْ لاَ حِسْبَةَ لَهُ»[14]، فمَن لم يَحتَسِب لا أَجرَ لهُ، ويحرَمُ الثواب، فشَرطُ الثَّوابِ عُمومًا وشَرطُ ثوابِ البَلاءِ خُصوصًا: الاِحتِسابُ. وكثيرٌ مِن النّاسِ تُصيبُهم المُصيبة ويَقَعُ عليهِم البلاءُ فيَغفَلُون عن الاِحتِساب فيُحرَمُونَ ثوابَ ذلكِ، يُحرَمُون رِفعةَ الدَّرجات، ولرُبَّمَا يُحرَمُون تكفيرَ السّيّئات.

2 ـ والشَّرطُ الثاني: الصَّبرُ على البَلاَء، تقدَّم في الحديثِ في رِفعةِ مَنزلةِ المُصَاب: «... ثُمَّ صَبَرَ على ذلك...»، وقالَ (إِذَا أَحَبَّ اللهُ قَومًا ابتَلاَهُم): «إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَومًا ابتَلاَهُم، فمَن صَبَرَ فلَهُ الصَّبرُ، ومَن جَزِعَ فلَهُ الجَزَعُ»[15]. «فمَن صَبَرَ فلَهُ الصَّبرُ»، أي: لهُ ثوابُ الصَّبرِ، «ومَن جَزِعَ فلَهُ الجَزَعُ»، والجَزَعُ هُوَ قِلَّةُ الصَّبْرِ.

وفي روايةٍ: «إِنَّ اللهَ تعالى إِذَا أَحَبَّ قَومًا ابتَلاَهُم، فمَن رَضِيَ فلَهُ الرِّضَا، ومَن سَخِطَ فلَهُ السَّخَطُ»[16].

وعلى هذا يجبُ على العبدِ إذا ابتُليَ في نفسِه أو في ولده أو في مالِه أَن يَصبرَ ويتحمَّل ولا يَجزَع ولا يَضجَر، ولاَ يَتبرَّم ممَّا قَضاهُ اللهُ عليهِ، وليَدفع ذلك عن نَفسِهِ بالأَسباب المشروعة، ولا يَتعرَّض لسَخطِ اللهِ وغضبه بارتكابِ ما حرَّمَهُ عليهِ، فلا يعترِض على الله في أمره، فإن اللهَ حكيمٌ عليمٌ.





[1] - «الصحيحة» (143).

[2] - «تفسير ابن كثير» (6/263).

[3] - «صحيح الجامع» (285).

[4] - البخاري (5645).

[5] - «صحيح الترغيب» (3414).

[6] - البخاري (5641).

[7] - «صحيح الجامع» (308).

[8] - «صحيح الترغيب» (3430).

[9] - مسلمٌ (2572).

[10] - مسلمٌ (2572).

[11] - «صحيح الترغيب» (3408).

[12] - «صحيح الترغيب» (3409).

[13] - «صحيح الترغيب» (3411).

[14] - «الصحيحة» (2415).

[15] - «صحيح الجامع» (1706).

[16] - «صحيح الجامع» (2110).


كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار





YA`Qh HQpQfQ~ hggiE rQ,lWh hfjQghQiEl L hgn ;g lk hwhfi hfjghx td ktsi h, hfkhxi










توقيع : علي السلفي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


لمن ضاقت به الدنيا

عرض البوم صور علي السلفي   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 :
لا يوجد أعضاء
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 07:22 PM

أقسام المنتدى

قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج | بيت الكتاب والسنة | قســم موسوعة الصوتيات والمرئيات والبرامج | بيت الشكـاوي والإقتراحــات | بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة | قســم الموسوعـة الحواريـة | بيت الحــوار العقـائــدي | بيت الطـب البـديـل وطـب العـائلـة | بيت الأسـرة السعيــدة | قســم الدعم الخاص لقناة وصــال | بيت شبهات وردود | بيت التـاريـخ الإسلامي | بيت المهتدون إلى الإسلام ومنهج الحق | قســم موسوعة الأسرة المسلمـــة | وحــدة الرصــد والمتـابعــة | بيت الصوتيـات والمرئيـات العــام | بيت الصــــور | بيت الأرشيــف والمواضيــع المكــررة | بيت الترحيب بالأعضاء الجدد والمناسبات | بيت الجـوال والحـاسـب والبـرامـج المعـربـة | بيت المكتبـة الإسلاميـة | بيت الأحبـة فــي اللــه الطاقــم الإشـرافــي | بيت موسوعة طالب العلم | قســم الموسوعة الثقافية | البيــت العـــام | قســم دليل وتوثيق | بيت وثائق وبراهين | بيت القصـص والعبـــــــر | بيت الإدارة | بيت الصوتيـات والمرئيـات الخــاص | بيت المعتقد الإسماعيلي الباطني | بيت مختارات من غرف البالتوك لأهل السنة والجماعة | بيت الأحبـة فــي اللــه المراقبيـــــــن | بيت أهل السنه في إيران وفضح النشاط الصفوي | بيت المحــذوفــات | بيت ســؤال وجــواب | بيت أحداث العالم الإسلامي والحوار السياسـي | بيت فـرق وأديـان | باب علــم الحــديـث وشرحــه | بيت الحـــوار الحــــــــّر | وصــال للتواصل | بيت الشعـــر وأصنافـــه | باب أبـداعـات أعضـاء أنصـار الشعـريـة | باب المطبــخ | بيت الداعيـــات | بيت لمســــــــــــات | بيت الفـلاش وعـالـم التصميــم | قســم التـواصـي والتـواصـل | قســم الطــاقــــــــم الإداري | العضويات | بـاب الحــــج | بيـت المــواســم | بـاب التعليمـي | أخبــار قناة وصــال المعتمدة | بيت فـريـق الإنتـاج الإعـلامـي | بيت الـلـغـة العــربـيـة | مطبخ عمل شامل يخص سورية الحبيبة | باب تصاميم من إبداع أعضاء أنصـار آل محمد | بـاب البـرودكــاسـت | بيت تفسير وتعبير الرؤى والأحلام | ســؤال وجــواب بمــا يخــص شبهات الحديث وأهله | كلية اللغة العربية | باب نصح الإسماعيلية | باب غرفـة أبنـاء عائشـة أنصـار آل محمـد | بـيــت المـؤسـســيـــن | بـاب السيـرة النبـويـة | بـاب شهـــر رمضــان | تـراجــم علمـائـنـا |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant