بيت الـلـغـة العــربـيـة هنا لغة العقيدة، وسياج الشريعة، وهوية كل مسلم |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-12-15, 09:02 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت الـلـغـة العــربـيـة
سألتَني - رعاك الله - عن كيفية التدرج في تعلم العربية نحوًا وصرفًا وبلاغة، وذكرتَ أنك سألتَ كثيرًا من أهل الفضل، لكن أجوِبتهم لم تضعك على طريق واضح لاحِبٍ؛ لعدم استيعاب كلامهم جيدًا، حتى إن الأمر ازداد صعوبة بعد أن سمعتَ أجوبة مختلفة متعددة، فرأيتَ نفسك في بحر عميق واسع، متلاطمٍ بلا ساحل. فأقول مستعينًا بالله، راجيًا منه التوفيق والسداد، بريئًا إليه من حولي وقوتي، مفتِقرًا إليه سبحانه: إذا طلبت السُّمو في درجات الكمال اللغوي والأدبي، فهناك طريقان لتعلم اللغة: باب تعلم قواعدها ومحاولة تطبيقها حتى تتمكَّن منها، وباب تعلم اللغة من أصولها. فالباب الأول هو الذي نجد مدخله في المدارس، ولكن الطريق الصحيحة فيه إنما تكون بتطبيق كلِّ ما نتعلمه في خِطابنا وكلامنا حتى نتمكَّن منها، فكلما تعلمتَ بابًا من أبواب البلاغة أو النحو أو الصرف كتبتَ نصوصًا، احرِص فيها على استعمال ما تعلَّمتَه استعمالًا صحيحًا، وبالتدريب يكون التمكُّن. والباب الثاني أن تهتم بما تَقرؤه اهتمامًا مختلفًا عن الاهتمام الذي نبذله في معرفة الأفكار؛ فنضيف إلى هذا الجهد جهدًا آخر في معرفة بناء الكلام وطريقة تركيبه، والوقوف طويلًا أمام طريقة الكتابة عند كل كاتب، وكيف يستعمل ألفاظه وكلماته وأبنيتَه، وكيف يعبِّر عن أفكاره، وكيف يوافق اللفظُ المعنى الذي في نفسه، وكيف يختار اللفظة من بين ألفاظ متشابهة، وهذا هو الطريق الأصلي الذي كان يسير عليه القدماء من أيام الجاهلية شُعراءَ وناثرين. وفي كل قراءة متأنية نحاول أن نكتب بأسلوب قريب من أسلوب الكاتب؛ ما استطعنا إلى ذلك سبيلًا، فإذا أحسست ببعض الرضا عن محاولتك انتقلتَ إلى كاتب آخر، أو إلى نصٍّ آخر. وهذا يجتمع فيه أمران ليسا في تعلم القواعد: الأول أنك تتزود في هذه الرحلة برصيد لُغويٍّ هائل، هو مِفتاح كل أسلوب حي. والثاني أنك تتعامل مع لغة حية متحركة، ومع تطبيقات حية، إذا أحسنتَ التعامل معها ومع ظواهرها استطعتَ أن تخرج من هذه التجربة وقد تعلمت القواعد أيضًا، ولكن عن طريق الاستنباط لا عن طريق المعرفة النظريَّة فحَسْب؛ فتَصير القواعدُ لديك نماذجَ تطبيقية متحركة حيَّة من البيان العالي. فيُضاف هذا إلى الأمرين السابقين؛ فإذا بها ثلاثةُ ركائزَ مهمة جدًّا في تكوين اللغة والأسلوب والبيان، لا يمكن أن تقدمها إليك دراسةُ القواعد وحدَها، وقد جربتُ الأمرين معًا، ووجدت بينها فرقًا عظيمًا وبَونًا شاسعًا، فلزمت الأمر الثانيَ منذ مرحلة متقدمة من الطَّلب، فيسَّر الله لي فيه وفتح عليَّ بفضله أبوابًا من البيان ما كنتُ أستطيعها لولا أن يسَّر لي سبحانه هذه الطريق. عبدالحميد محمد العمري المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد hg'vdr Ygn hgfdhk (1)
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 1 : | |
ALSHAMIKH |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|