ومن تلك المزايا: رسوخه في العلم، ومن آثار ذلك الرسوخ: ثباتُه، واطِّرادُ أقواله وآرائه، وعدمُ تناقضِ تلك الأقوال أو اختلافها، رغم أنه عاش في التدريس والإفتاء أكثر من ستين سنة!
وقد لحظتُ ذلك بنفسي، وسمعتُه من بعض المهتمِّين بآثار الشيخ من أهل العلم.
ثم قرأتُ كلاماً حسناً للشيخ خالد بن سعود العجمي صاحب كتاب "الاختيارات الفقهية للشيخ ابن باز" فوافق ما لحظتُ وما سمعتُ.
قال جزاه الله خيراً في مقدمة الكتاب المذكور صـ 7 :
وأودُّ أن أذكُر موقفاً حصل لي شخصياً، وهو أنه في عام 1410هـ كنتُ أحضرُ عند الشيخ في مسجد الأميرة سارة بالبديعة في درس "صحيح البخاري" وكان الشيخ ابن باز -رحمه الله- يعلِّق بما يفتح الله عليه.
ومرَّت الأيام فأُعيدتْ قراءة نفس المواضع من "صحيح البخاري" على الشيخ وذلك في عام 1419هـ، وكان الشيخ يُعلِّق، فوالله لكأنَّه يقرأ ما أملاه علينا من قبل عشر سنين ولم أحتجْ في ذلك الدرس إلى كتابة تعليقاته -رحمه الله- لأنها مكتوبة عندي من قبل، وكنت أُريها بعض الإخوان الذين بجواري فيتعجبون من ذلك.