24-09-16, 06:42 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت القصـص والعبـــــــر
كنتُ يوميا ألمح هذه الطالبة وهي تمشي بين الفصول أثناء الحصص، وتأتي تفتح الباب علي وتغلقه مشاغبةً منها، وأرى في طريقتها أنها ليست طبيعية تماما، ولكن هذا لا يبدو لأي أحد. نادتني المعلمة وقالت: انظري لهذه واسمعي ماذا تريد؟! يا للهول! وكانتا قريبتان من نافذة تطل على بوابة التحفيظ، تنحّت المعلمة بعيدا، وأخذتُ بيد الطالبة إلى حيث لا يسمعنا أحد، وسألتها: إلى مَن تنظرين مِن النافذة؟ قالت: إليه هو، إنه ينتظرني ولابد أن أخرج إليه الآن، لقد وعدته بمقابلته اليوم. سألتها: مَن هو؟! قالت: فلان، شاب أعرفه. لحظة لحظة أيها القارئ لا تتعجب ولا تحكم دعنا نكمل الموضوع. نظرتُ في عينيها بعمق، -وإني بفضل الله أعرف داخلة مَن أمامي بالتأمل في عينيه ولا أكاد أخطئ في فهمي وإحساسي-. رأيتُ في عينيها أن الفتاة لا تقول الحقيقة، وإنما افتعلتْ هذا لأسباب، وقد تكشّفتْ الأسباب من خلال حواري معها، ولكني ابتداءً سايرتها في الموضوع فسألتها: هل سبق أن خرجت معه؟ وأين ذهبتما؟ قالت: نعم، وذهبنا إلى نُزُلٍ قريبٍ من هنا. (النزل: الفندق)، حملقتُ في عينيها وأنا أجزم بأنها ليست صادقة، لقد كانت ملامحها تقطر براءة وطفولة، وكلماتها تخرج من فيها كأنها قارب محطم تتقاذفه الأمواج، وأثناء الحوار عرفتُ منها تاريخ ذاك اليوم الذي ادّعتْ أنها قابلته، ثم سألتها: وهل تحبينه؟! قالت: لا، وإنما أتسلّى معه! ثم التفتتْ إلي وقالتْ: يا ويلكِ إن أخبرتِ أمي! قلت لها: ولماذا تفعلين هذا دون أن تخبري أمك؟! قالت: لأنها ستمنعني! قلت: ولماذا ستمنعك؟ نظرتْ إليّ وغيّرتْ وجهةَ الموضوع إلى جذوره، وهذا ما كنتُ أحدِسُ به. قالت بصوت مخنوق: إن أبي لا يحبني، لقد حرمني من إكمال تعليمي، فأنا درست إلى الابتدائي فقط، وأنا لا أحب التحفيظ، ثم فاضت دموعها وانثالت من عينيها كسماء ممطرة ملتهبة بالرعد، ارتعدتْ عواطفي حينها، فإني لا أملك حيال هذه المواقف زمام عقلي، ضممتها إلي وهدَّأتُ من روعها، وسألتها عن تفاصيل كثيرة تخص دراستها وسبب منعها، وعدد أفراد أسرتها وأين ترتيبها حتى أخذت صورة شاملة، واستقرّت نفسيتها، ثم نادى البوّاب باسمها وجاء موعد انصرافها، فودعتها عند الباب، ولوّحتْ الطالبة بيدها مشيرة بقبلة طبعتْها على كفّها وأرسلتها مع الريح. كنت في الأيام السابقة أسمع من المعلمات شكاوى بأن هذه الطالبة كسول، لا تحفظ، ولا تلتزم بواجب، وتشاغب في الفصل، وأيضا كنت ألاحظ أنها فتاة نشيطة بدنِيًّا، تبدع في حصص الأنشطة البدنية، وتساعد كل من يريد أي عمل بدني، رغم أنها نحيلة البنية. ذهبت إلى المديرة وأخبرتها بما كان، وأفصحتُ لها عما استشْفَفْتُه وراء كلام هذه الفتاة، ولابد من حضور أمها، وجاءت أمها اليوم التالي، فكادت تُجَنَّ حين أخبرتها بما قالت ابنتها، ثم سألتُها عن ذاك اليوم الذي زعمتْ فيه الفتاة أنها قابلت الشاب، فأكدتْ لي الأم أن ذاك اليوم بتاريخه لم يخرج أحد من البيت، لا أنا ولا بناتي، وأنه ليس من خُلُقنا أن تخرج الفتاة لوحدها دون أن نعلم أين هي ذاهبة، فضلا أنها صغيرة. هنا طمْأنتُ الأمَّ وقلتُ لها: ابنتك افتعلتْ هذه القصة للفْتِ الأنظار، ولتقول لنا: أنا هنا!، قلبي هنا!، التفتوا إلي يا أمي ويا أبي!. ثم أخبرتني الأم أن الأب فعلا فيه قسوة وحرمها من التعليم لأنها ليست جيدة فيه!، قلت لها: ابنتك فتاة عملية وليست ذهنية، والتحفيظ ليس مكانا مناسبا لها، أقترح عليك أن تدرسَ أشياء عملية، مثل: الرسم، الخياطة، الطبخ، التجميل، أو أي أعمال فنية يدوية. والحمد لله اقتنعتْ الأم بذلك، وتبيَّن فعلا أن الفتاة - لا أقول: إنها تكذب،- ولكنها تقول: التفتوا إلي، افهموني. أرجو أن تكوني الآن بخير حال، وإلى أحسن مآل نبضة: المتألمون يقولون الحقيقة بأعينهم وليس بألسنتهم. تألق الموضوع الأصلي: الفتاة الصغيرة ذاتُ القلب الشجيّ || الكاتب: تألق || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد hgtjhm hgwydvm `hjE hgrgf hga[d~ H.u[j hgjd hg[ldu hgwydvm hgtjhm التعديل الأخير تم بواسطة تألق ; 24-09-16 الساعة 09:31 PM |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 3 : | |
ALSHAMIKH, تألق, خواطر موحدة |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|