بيت التـاريـخ الإسلامي يرجى التحقق من صحة النقل مع ذكر المصدر |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
14-10-10, 11:56 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت التـاريـخ الإسلامي
بسم الله الرحمان الرحيم : كان اليهود يقرؤون صفة النبي (ص) في التوراة ، ويوقنون انه نبي ، بل وكانوا ينتظرون مجيئه وبعثته حتى يؤمنوا به و يقاتلوا معه أعدائهم وكانوا يستنصرون به (ص) قبل بعثته على مشركي العرب، و يقولون لهم سوف يبعث نبي آخر الزمان نقتلكم معه قتل عاد و إرم و كان اليهود يتمنون أن يكون الرسول من ولد يعقوب . فلما بعث الله نبيه وعلم اليهود انه من ولد إسماعيل كفروا به و قالوا لا نعرفه ! قال تعالى : ( و لما جاءهم الكتاب من عند الله مصدق لما معهم و كانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين )[البقرة: 89 ]. قال ابن كثير- رحمه الله –يقول الله تعالى ( و لما جاءهم )يعني اليهود ( كتاب من عند الله ) و هو القرآن الذي أنزل على محمد ( مصدق لما معهم )يعني التوراة .و قوله (و كانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا )أي و قد كانوا من قبل مجيء هذا الرسول بهذا الكتاب يستنصرون بمجيئه على أعدائهم من المشركين إذا قاتلوهم يقولون : إنه سيبعث نبي في آخر الزان نقتلكم معه قتل عاد و إرم... عن ابن عباس أن يهوداً كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله (ص) قبل بعثته فلما بعثه من العرب كفروا به وجحدوا ما كانوا يقولون فيه ، فقال لهم معاذ بن جبل و بشر بن البراء بن معرور و داود بن سلمة : " يا معشر يهود إتقوا الله و أسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد (ص) و نحن أهل شرك و تخبروننا انه مبعوث و تصفونه بصفته فقال سلام بن بن مشرك أخوا بني النضير ما جاءنا بشيء نعرفه و ما هو بالذي كنا نذكر لكم ". و عزم اليهود على محاربة النبي (ص) و إخماد دعوته وإستخدموا في حربهم لهم وسائل كثيرة و كانت إحدى و سائل اليهود في حرب الإسلام هي توجيه الأسئلة للنبي (ص)و محاورته بقصد إحراجه (ص) و راحوا يؤلبون قريشا على النبي (ص) عن طريق توجيه الأسئلة ، فعن إبن عباس ا قال : قالت قريش لليهود : اعطونا شيء نسأل هذا الرجل فقالوا : سلوه عن الروح ، قال فسالوه عن الروح فأنزل الله ( و يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) ، قالوا أوتينا علما كثيرا التوراة ، و من أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا ، فأنزلت : ( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي لو جئنا بمثله مددا ) ( الكهف:109 )[ رواه الترمذي بسند صحيح ]. و لما هاجر النبي (ص) من مكة الى المدينة إستقبله اليهود بالاسئلة ليحرجوه ، و لكن كان منهم قلة قليلة شرح الله صدرها للاسلام و ذلك بعد أن استمعت إلى جواب النبي (ص) ، و من هؤلاء عبد الله بن سلام ،فقد روى البخاري في صحيحه عن أنس ان عبد الله بن سلام بلغه مقدم النبي (ص) المدينة ، فأتاه يسأله عن أشياء فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن الا نبي : ما أول اشراط الساعة وما أول طعام يأكله أهل الجنة و ما بال الولد ينزع الى أبيه أو الى أمه ؟ قال : أخبرني به جبريل آنفا . قال بن سلا م ذاك عدو اليهود من الملائكة . قال :" أما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق الى المغرب . و أما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت . و أما الولد فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد، و إذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزعت الولد". قال : أشهد ان لا إله إلا الله و انك رسول الله . قال: يا رسول الله ، ان اليهود قوم بهت ، فاسألهم عني قبل أن يعلموا بإسلامي فجاءت اليهود ، فقا النبي (ص) : " أي رجل عبد الله بن سلام فيكم ؟ " قالوا : خيرنا وإبن خيرنا و أفضلنا وإبن أفضلنا . فقال النبي (ص) : " أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام؟" أعاذه الله من ذلك . فأعاد عليهم فقالوا مثل ذلك . فخرج إليهم عبد الله فقال : أشهد ان لا إله الا الله و أن محمدا رسول الله . قالوا ِرنا و إبن شرنا ، و تنقصوه . قال هذا كنت أخاف يا رسول الله " [ رواه البخاري] . و لما أسلم عبد الله بن سلام حسن إسلامه حتى إن النبي (ص) بشره بالجنة ، فعن سعد بن أبي وقاص قال : ما سمعت رسول الله (ص) يقول :" لحي يمشي إنه في الجنة إلا لعبد الله بن سلام " [ متفق عليه]. و كان ابن سلام ينصر دعوة النبي بما أوتي من العلم بالتوراة ، فعن عبد الله بن عمر ا أنه قال : إن اليهود جاؤا الى رسول الله (ص) فذكروا له ان رجلا منهم و امرأة زنيا ، فقال لهم رسول الله (ص):" ما تجدون في التوراة في شأن الرجم ؟ " فقالوا : نفضحهم و يجلدون . قال عبد الله بن سلام : كذبتم، بل فيها الرجم ، فأتوا بالتوراة فنشروها ، فوضع أحدهم يده على آية الرجم فقرأ ما قبلها و ما بعدها ، فقال له عبد الله بن سلام : ارفع يدك ، فرفع يده ، فإذا فيها آية الرجم ، فأمر بهما رسول الله (ص) فرجما ، فرأيت الرجل يحني على المرأة يقيها الحجارة "[رواه البخاري].و لم يذعن بقيت اليهود للحق كما فعل عبد الله بن سلام ، بل ذهبوا يتعنتون في غيهم و ظلوا يسألون الرسول (ص) و يحاورونه و الرسول (ص) يجيبهم على ما يسألون . ************** أسئلة اليهود للرسول (ص) في المينة المنورة ذكرت فيما سبقان اليهود قالوا لقريش سلوا محمداً عن الروح فنزل قول الله تبارك وتعالى : ( و يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) [الاسراء: 85 ]و لكن اليهود لم يكتفوا بهذا الجواب الالهي لأنهم يريدون من وراء ما يسألون إثارة الجدل و الشك في المجتمع الإسلامي ، فها هم يعودون مرة أخرى لتوجيه هذا السؤال نفسه الى رسول الله (ص) .فعن عبد الله بن مسعود قال : بينما أمشي مع النبي (ص) في خرب المدينة –و هو يتوكأ على عسير معه – فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم لبعض : سلوه عن الروح .لا تسألوه لا يجيء فيه بشيء تكرهونه . فقال بعضهم لنسأله ، فقام رجل منهم فقال : يا أبا القاسم ، ما الروح ؟ فسكت فقلت إنه يوحى إليه ، فقمت . فلما انجلى عنه ، فقال ( و يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا )[متفق عليه]. قال الحافظ ابن حجر –رحمه الله-: " وقعت في بعض التفاسير أن الحكمة في سؤال اليهود عن الروح أن عندهم في التوراة أن روح بني آدم لا يعلمها إلا الله ، فقالوا نسأله ، فإن فسرها( اي كما تقولها التوراة) فهو نبي ، و هو معنى قولهم : لا يجيء بشيء تكرهونه . و روى الطبري من طريق مغيرة عن إبراهيم في هذه القصة " فنزلت الآية فقالوا : هكذا نجده عندنا " ورجاله ثقات ." فتح الباري"(8/256). و قال النووي –رحمه الله- " و ليس في الآية دليل على أنها لا تعلم ، و لا أن النبي (ص) لم يكن يعلمها ، و إنما أجاب بما في الآية الكريمة لأنه كان عندهم أنه إن بتفسير الروح فليس بنبي " ( شرح النووي على مسلم 8/190). *************** اليهود يختبرون نبوة النبي (ص) مرة ثانية عن ابن عباس ا قال : أقبلت يهود إلى رسول الله (ص) فقالوا يا أبا القاسم إنا نسألك عن خمسة أشياء فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي و تبعناك ، فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قالوا الله على ما نقول وكيل ، قال : هاتوا قالوا : أخبرنا عن علامة النبي ، قال : تنام عيناه ولا ينام قلبه ، قالوا : أخبرنا كيف تؤنث المرأة و كيف تذكر قال : يلتقي الماآن فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت و إذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت ، قالوا أخبرنا ما حرم إسرائيل على نفسه قال كان يشتكي عرق النسا فلم يجد شيئا يلائمه إلا ألبان كذا و كذا قال أبي قال بعضهم يعني الإبل فحرم لحومها ، قالوا صدقت ، قالوا : أخبرنا ما هذا الرعد ، قال : ملك من ملائكة الله عز وجل موكل بالسحاب بيده أو في يده مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمر الله ، قالوا فما هذا الصوت الذي يسمع ، قال : صوته ، قالوا صدق إنما بقيت واحدة و هي التي نبايعك إن أخبرتنا بها فإنه ليس من نبي إلا له ملك يأتيه بالخير فأخبرنا من صاحبك ؟ قال : جبريل ، قالوا جبريل ذاك الذي ينزل بالحرب و القتال و العذاب عدونا ، و لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالرحمة و النبات و القطر لكان ، فأنزل الله عز وجل (من كان عدواً لجبريل ) إلى آخر الآية [ رواه أحمد و النسائي بسند صحيح]. نلاحظ في الحوار أن اليهود قد علقوا إيمانهم بالنبي (ص) على أجوبته عما سألوا و ذلك في قولهم " إن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي و اتبعناك" و لكن هل فعل اليهود ما وعدوا به و قطعوه على أنفسهم ؟ الجواب أنهم لم يفعلوا حتى بعد أن أجابهم النبي ، بل ذهبوا يفتعلون عداوة مع الرسول الكريم الأمين جبريل و جعلوا هذه العداوة هي العائق أمام إيمانهم بالنبي(ص). و العجيب أن اليهود قد عللوا عداوتهم لجبريل بقولهم : ذال الذي ينزل بالحرب والقتال و العذاب و كأن اليهود أهل سلام و رحمة!. أليس هذا من أعجب العجاب أن يقول اليهود هذا الكلام و هم الذين يثيرون الحروب والفتن في كل مكان و زمان فما أشد وقاحة القوم و كذبهم . *************** اليهود يسألون الرسول(ص) ويصدقون على كلامه و يشهدون نبوته عن أبي أسماء الرحبي أن ثوبان مولى رسول الله حدثه قال : كنت قائماً عند رسول الله (ص) . فجاء حبر من أحبار اليهود فقال السلام عليك يا محمد ! فدفعته دفعة كاد يصرع منها فقال : لم تدفعني ؟ فقلت : ألا تقول يا رسول الله ، فقال اليهودي : إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله . فقال رسول الله (ص) " إن اسمي محمد الذي سماني به أهلي . فقال اليهودي : جئت أسألك . فقال له رسول الله (ص) : أينفعك شيء إن حدثتك ؟ قال : أسمع بأذني . فنكت رسول الله بعود معه .فقال : سل ، فقال اليهودي : أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض و السماوات ؟ فقال رسول الله (ص) هم في ظلمة دون جسر ، قال قال فمن أول الناس إجازة ؟ قال : فقراء المهاجرين قال اليهودي : فما تحفتهم حين يدخلون الجنة ؟ قال : زيادة كبد النون ، قال : فما غذاؤهم على إثرها ؟ قال : ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها ، قال : فما شرابهم عليه ؟ قل من عين فيها تسمى سلسبيلا ، قال : صدقت . قال : و جئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض إلا نبي أو رجل أو رجلان قال : ينفعك إن حدثتك ؟ قال : أسمع بأذني . قال : جئت أسألك عن الولد ، قال : ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر . فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله . و إذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله ، قال اليهودي لقد صدقت . و إنك لنبي ثم انصرف فذهب فقال رسول الله (ص): لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه ، و ما لي علم بشيء منه . حتى أتاني الله به [ رواه مسلم]. قال النووي –رحمه الله – قوله (ص) هم في الظلمة دون الجسر ، هو بفتح الجيم و كسرها لغتان مشهورتان و المراد به هنا الصراط. قوله فمن أول الناس إجازة ، هو بكسر الهمزة و الزاي و معناه جوازا وعبورا . قوله : فما تحفتهم : هي بإسكان الحاء و فتحها لغتان و هي ما يهدى إلى الرجل و يختص به و يلاطف . قوله(ص) : زيادة كبد النون ، ..هو الحوت و الزيادة شيء واحد و هو طرف الكبد و هو أطيبها ... و تقديره ما غذاؤهم في ذلك الوقت و ليس المراد هو السؤال عن غذائهم دائما و الله أعلم. قوله (ص) : من عين فيها تسمى سلسبيلا ، قال جماعة من أهل اللغة و المفسرين السلسبيل إسم للعين و قال مجاهد و غيره هي شديدة الجرى وقيل هي السلسلة اللينة. قوله (ص): أذكرا بإذن الله و آنثا بإذن الله. معنى الاول كان الولد ذكرا و معنى الثاني كان الولد أنثى و قوله آنثا بالمد في أوله و تخفيف النون ، و قد روى بالقصر ، تشديد النون والله أعلم . **************** حوارات الرسول(ص) مع اليهود في شأن الزانيين عن عبد الله بن عمر ا قال : إن اليهود جاءوا إلى رسول الله (ص) فذكروا له أن رجلا منهم و إمرأة زنيا فقال لهم رسول الله (ص) : ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟ فقالوا نفضحهم و يجلدون . قال عبد الله بن سلام : كذبتم ، إن فيها الرجم ، فأتوا بالتوراة فنشروها ، فوضع أحدهم يده على آية الرجم فقرأ ما قبلها و ما بعدها ، فقال له عبد الله بن سلام : ارفع يدك ، فرفع يده فإذا فيها آية الرجم ، قالوا : صدقت يا محمد ، فيها آية الرجم ، فأمر بهما رسول الله فرجما ، فرأيت الرجل يحنى على المرأة يقيها الحجارة [رواه البخاري] قال الحافظ أبن حجر –رحمه الله- : و قوله ( إن اليهود جاءوا إلى رسول الله (ص) فذكروا له أن رجلا منهم و امرأة زنيا ) ذكر السهيلي عن ابن العربى أن اسم المرأة بسرة بضم الموحدة و سكون المهملة و لم يسم الرجل ، و ذكر أبو داود السبب في ذلك من طريق من الزهري " سمعت رجلا من مزينة ممن تبع العلم و كان عند سعيد بن المسيب يحدث عن أبى هريرة قال : زنى رجل من اليهود بامرأة ، فقال بعضهم لبعض اذهبوا بنا إلى هذا النبي فإنه بعث بالتخفيف ، فإن أفتانا بفتيا دون الرجم قبلناها و احتججنا بها عند الله و قلنا فتيا نبي من انبيائك . قال فاتوا النبي (ص) و هو جالس في المسجد في أصحابه فقالوا : يا ابا القاسم ما ترى في رجل و امرأة زنيا منهم" و نقل ابن الطبري و الثعلبي عن المفسرين قالوا "انطلق قوم من قريظة و النضير منهم كعب بن الأشرف و كعب بن أسد و سعيد بن عمرو ومالك بن الصيف وكنانة بن أبي الحقيق و شاس بن قيس و يوسف ابن عازوراء فسألوا النبي (ص) و كان رجل و امرأة من أشراف أهل خيبر زنيا واسم المرأة بسرة ، و كانت خيبر حينئذ حربا على النبي (ص) فقال لهم اسألوه ، فنزل جبريل على النبي (ص) فقال اجعل بينك و بينهم ابن صوريا "... ووقع عند مسلم من حديث البراء "مُرّ على النبي (ص) بيهودي محمماً مجلودا .فدعاهم فقال : هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ قالوا :"نعم" و هذا يخالف الاول من حيث أن فيه أنهم ابتدءوا السؤال قبل إقامة الحد ، وفي هذا أنهم أقاموا الحد قبل السؤال ، ويمكن الجمع بالتعدد بأن يكون الذين سألوا عنهما غير الذي جلدوه ، ويحتمل أن يكون : بادروا فجلدوه ثم بدا لهم فسألوا فاتفق المرور بالمجلود في حال سؤالهم عن ذلك فأمرهم بإحضارهما فوقع ما وقع و العلم عند الله . قوله ( ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟ قال الباجى : يحتمل أن يكون علم بالوحي أن حكم الرجم فيها ثابت على ما شرع لم يلحقه تبديل ، و يحتمل أن يكون علم ذلك بإخبار عبد الله بن سلام وغيره ممن أسلم منهم على وجه حصل له بعد العلم بصحة نقلهم ، و يحتمل أن يكون إنما سألهم عن ذلك ليعلم ما عندهم فيه ثم يتعلم صحة ذلك من قبل الله تعالى . قوله ( فقالو نفضحهم ) من الفضيحة. قوله ( و يجلدون ) وقع بيان الفضيحة في رواية أيوب عن نافع بلفظ" قالوا نسخم وجوههما ، و نخذيهما " و في رواية عبد الله بن عمر " قالوا : نسود وجوههما ونحمهما ونخالف بين وجوههما و يطاف بهما " و في رواية عبد الله بن دينار " أن أحبارنا أحدثوا تحميم الوجوه و التجبية " و في حديث أبي هريرة " يحمم ويجبه ويجلد"و التجبيه أن يحمل الزانيان على حمار و تقابل أقفيتهما و يطاف بهما ... وقال الباجي : ظاهر الأمر أنهم قصدوا في جوابهم تحريف حكم التوراة و الكذب على النبي (ص) إما رجاء أن يحكم بينهم بغير ما أنزل الله و إما لأنهم قصدوا بتحكيمه التخفيف عن الزانيين و اعتقدوا أن ذلك يخرجهم عما وجب عليهم ، أو قصدوا اختبار أمره ، لأنه من المقرر أن من كان نبيا لا يقر على باطل ، فظهر بتوفيق الله نبيه كذبهم وصدقه و لله الحمد . قوله (فأتوا بالتوراة فنشروها فوضع احدهم يده على آية الرجم فقرأ ما قبلها وما بعدها ) و نحوه في رواية عبد الله بن دينار و في رواية أيوب " فقالوا لرجل ممن يرضونه: يا أعور اقرأ .فقرأ ، حتى انتهى إلى موضع يده عليه " و اسم هذا الرجل عبد الله بن صوريا ... قوله ( فقال له عبد الله بن سلام : ارفع يدك فرفع يده فإذا فيها آية الرجم) في رواية عبد الله بن دينار "فإذا آية الرجم تحت يده" ووقع في حديث البراء " فحده الرجم ، و لكنه كثر في أشرافنا فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه و إذا أخذنا الوضيع أقمنا عليه الحد ، فقلنا تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف و الوضيع فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم " ووقع بيان ما في التوراة ن آية الرجم في رواية أبي هريرة "المحصن و المحصنة إذا زنيا فقامت عليهما البينة رجما، و ان كانت المرأة حبلى تربص بها حتى تضع ما في بطنها " و في حديث جابر عند أبي داود " قالا نجد في التوراة إذا شهد أربعة أنهم رأوا ذكره في فرجها مثل الميل في المكحلة رجما "زاد البزار من هذا الوجه " فإن وجدوا الرجل معالمرأة في بيتها أو في ثوبها أو على بطنها فهي ريبة و فيها عقوبة، قال فما منعكما أن ترجموهما قالا : ذهب سلطاننا فكرهنا القتل " وفي حديث أبي هريرة "فما أول ما ارتخصتم أمر الله ؟ قال : زنى ذوا قرابة من الملك فأخر عنهم الرجم ، ثم زنى رجل شريف فأرادوا رجمه فحال قومه دونه و قالوا ابدأ بصاحبك ، فاصطلحوا على هذه العقوبة" و في حديث ابن عباس عند الطبري " إنا كنا شببة وكان من نسائنا حسن وجه فكثر فينا فلم يقم له فصرنا نجلد " و الله أعلم قوله (فأمر بهما رسول الله (ص) فرجما ) زاد في حديث أبي هريرة "فقال النبي (ص) إني أحكم بما في التوراة " وفي حيث البراء " اللهم إني أول من أحى أمرك إذ أماتوه" ووقع في حديث جابر من الزيادة أيضا " فدعا رسول الله (ص) بالشهود ، فجاء بأربعة فشهدوا أنهم رأوا ذكره في فرجها مثل الميل في المكحلة ، فأمر بهما فرجما " . قوله ( فرأيت الرجل يحنى ) ... أي يميل و في رواية عبيد الله بن عمر "فلقد رأيته يقيها من الحجارة بنفسه" و لإبن ماجة من هذا الوجه " يسترها" و في حديث ابن عباس عند الطبري فلما وجد مس الحجارة قام على صاحبته يحني عليها يقيها الحجارة حتى قتلا جميعا . فكان ذلك من صنع الله لرسوله في تحقيق الزنا منهما " و في هذا الحديث من الفوائد : وجوب الحد على الكافر الذمي إذا زنى وهو قول الجمهور .... و فيه ان المرأة إذا أقيم عليها الحد تكون قاعدة .... وفيه أن اليهود كانوا ينسبون للتوراة ما ليس فيها و لو لم يكن مما أقدموا على تبديله و إلا لكان في الجواب حيدة عن السؤال لأنه سأل عما يجدون في التوراة فعدلوا عن ذلك لما يفعلونه وأوهموا أن فعلهم موافق لما في التوراة فأكذبهم عبد الله ابن سلام ... و استدل به على أن شرع من قبلنا شرع لنا إذا ثبت ذلك لنا بدليل قرآن أو حديث صحيح ما لم يثبت نسخه بشريعة نبينا (ص) "فتح الباري "(12/174-179). *************** الموضوع الأصلي: حوارات الرسول صلي الله عليه وسلم مع اليهود || الكاتب: غنآتيے فيے سمو ذآتيے || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد p,hvhj hgvs,g wgd hggi ugdi ,sgl lu hgdi,]
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|