كتب الدكتور وليد الطبطبائي مقالاً مهماً رد فيه على الأصوات الصفوية والماسونية التي لاتريدنا أن نتحد مع إخواننا الخليجيين في كيان واحد لايمس سيادة كل دولة ،ولكنهم يريدوننا أن نبقى مفككين إلى أن تأتي إيران فتبتلع دولنا الواحدة تلو الأخرى. أو أن تبقينا إسرائيل بعيدين عن بعضتا في انتظار أخرى تفذها بعد فلسطين بالكامل . قال الطبطبائي مايلي :
ما إن كتبنا قبل أيام داعين إلى دفع الخطى عاجلاً نحو صيغة وحدوية تعزز بها دول مجلس التعاون أمنها حتى خرج علينا أكثر من ناعق يتهجم علينا ويتباكى على السيادة الكويتية ويتهمنا بالتفريط بها، وأنا اسأل هؤلاء: أي سيادة كويتية ستكون موجودة عام 2010 لولا أن أشقاءنا في الخليج وقفوا تلك الوقفة التاريخية عامي 1991-1990، ولولا أن الملك فهد رحمه الله أعلن حينها أن «الدفاع عن الكويت هو دفاع عن الرياض»، من يريدوننا أن ننكفئ عن محيطنا الخليجي هم من يفرطون بسيادتنا الكويتية. لقد وعيت الدول الأوروبية منذ الثلاثينيات عندما بدأت ألمانيا النازية تلتهمها الواحدة تلو الأخرى أن تحقيق السيادة والدفاع عنها غير ممكن بالامكانات الذاتية والا بوجود عمق استراتيجي من دول حليفة، لذا وفور ان تحررت هذه الدول ونفضت عنها غبار الحرب حتى اقبلت الصغيرة منها قبل الكبيرة الى الدخول في حلف الناتو ثم الى الاتحاد الأوروبي، ولم يقل أحد في تلك الدول العريقة في تاريخها وأمجادها وثقافاتها ان عضوية الناتو او الدخول في الوحدة الأوروبية ماس بسيادتها او منتقص من هويتها. دول أوروبية تناحرت وتذابحت لقرون ولديها من الاختلافات العرقية واللغوية والدينية ما لديها تجاوزت كل هذا في سبيل حماية السيادة وخدمة الاقتصاد، ونحن لدينا كل مقومات الوحدة في اللغة والدين والمصير وما زلنا ننتظر ما وعدت به الحكومات الخليجية شعبنا (ولا أقول شعوبنا) عام 1981 اننا سنتحد تدريجياً بما يحقق لنا المصالح الكبرى مع احتفاظ كل دولة بما تشاء من خصوصياتها كما يفعل الأوروبيون، وللأسف ما زلنا ننتظر. في أوروبا الحكومات هي من بادر لاقناع الشعوب من أجل الوحدة، اما في الخليج فالشعب الخليجي هو من يستحث حكوماته نحو الوحدة وهو احرص عليها.وقد خصصت في مقال سابق لي المملكة العربية السعودية بلعب الدور المهم في مجال التنسيق الأمني والدفاعي، فالسعوديون يشكلون أكثر من %80 من مجموع المواطنين الخليجيين، ومن جهة المساحة الجغرافية، ومن جانب الاقتصاد والثروة النفطية، والمملكة لديها القيمة المعنوية الكبيرة للحرمين الشريفين وانها منبع العروبة والاسلام، ولديها الاتساع الجغرافي والاطلالة على البحر الأحمر كبديل ملاحي ومائي وقت الطوارئ.ولا شيء جسد ضخامة المسؤولية الواقعة على السعودية تجاه شقيقاتها الخليجيات مثل محنة الغزو العراقي عام 1990، ولم يكن متخيلاً أن يجد 800 ألف جندي وأربعة آلاف طائرة مقاتلة ومروحية قاموا بعملية تحرير الكويت بديلا عن السعودية ومطاراتها وبنيتها التحتية الضخمة منطلقاً للتحرير، يضاف الى ذلك طبعاً ما قدمته البحرين وقطر والامارات وسلطنة عمان، وان كان ذلك لا يقارن حجماً وأهمية بالدور السعودي.لذا لا أظن أن كويتياً حريصاً على سيادة وطنه يمكن ان يكون أقل حماسة من أي خليجي آخر على الوحدة الخليجية التي تصون السيادات وتردع العدو، وقد قال الرسول «انما يأكل الذئب من الغنم القاصية»، وبعض الذين ينعقون بتجريم الوحدة الخليجية يريدون للكويت أن تكون شاة قاصية جاهزة للذئب.. ولأعوانه. د. وليد الطبطبائي
ونحن بدورنا نكرر نصيحتنا الدائمة لحكامنا الخليجيين ، إياكم وعملاء إيران كالمدعو محمد المهري الذين أصابهم الرعب من طرح فكرة اتحادنا مع إخواننا الخليحيين فراح يتباكى على استقلال الكويت ،وهو الذي اعتبر بالأمس من أرادوا اغتيال أميرنا الراحل جابر الأحمد وطنيين . فلاتلتفتوا إليه واتجهوا للوحدة بلا تردد . واتعظوا مما حل بأشقائنا العراقيين الذين فرض عليهم عملاء طهران الإبتعاد عن أشقائهم العرب حتى يمكنوا لإيران من احتلال العراق من شماله إلى وسطه إلى جنوبه فليس عند هؤلاء العلماء إلا هدف واحد هو أن نردد كالببغاوات وراءهم : "نعم لإيران لا لدول الخليج "