قديم 12-10-10, 03:23 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
الشـــامـــــخ
اللقب:
المـديـــر العـــام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية الشـــامـــــخ


البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 14
المشاركات: 10,332 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: سني
بمعدل : 2.03 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 10
نقاط التقييم: 949
الشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدع

الإتصالات
الحالة:
الشـــامـــــخ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة

معاذ الله



*لما أشرَقتْ جزيرة العرَبِ بنور الهُدى والحقِّ، كان الغلامُ اليثربيُّ ( نسبة إلى يثرب، وهي المدينة المنورة ) مُعاذ ابنُ جبلٍ فتىً يافعاً.
كان يَمتاز من أترابهِ بحِدَّة الذكاءِ، وقوةِ العارضةِ ( قوة البديهة ) وروعةِ البيانِ، وعُلوِّ الهمةِ.
وكان إلى ذلك، قسيماً وسيماً ( بهي الطلعة جميلُ الملامحِ ) أكحلَ العينِ جعدَ الشعرِ براقَ الثنايا، يَملأ عين مُجتليه ( الناظر إليه ) ويملكُ عليه فؤاده.
أسلمَ الفتى مُعاذ بنُ جبلٍ على يدي الداعيةِ المكيِّ مصعبِ بن عُميرٍ، وفي ليلة العقبة امتدت يدهُ الفتية فصافحتْ يدَ النبي الكريم وبايعته...
فقد كانَ مُعاذ مع الرهط ِالاثنينِ والسبعين الذين قصدوا مكةَ، لِيسعدوا بلقاءِ رسول الله معاذ الله، ويَشرفوا ببيعتهِ، ولِيخطوا في سفر التاريخِ أروع صفحةٍ وأزهاها...

* * *
- وما إن عاد الفتى من مكة إلى المدينةِ حتى كونَ هو ونفرٌ صغيرٌ من لدَاته جماعةً لكسرِ الأوثانِ، وانتزاعها من بُيوت المشركين في يثربَ في السرِّ أو في العلنِ. وكان من أثرِ حركةِ هؤلاء الفتيانِ الصّغار أن أسلمَ رجلٌ كبيرٌ من رجالاتِ يثرب، وهو عمرُو بنُ الجموح.

* * *
- ولما قدِم الرسولُ الكريم على المدينةِ مهاجراً، لزِمَه الفتى معاذ بن جبلٍ مُلازمة الظلِّ لصاحبه، فأخَذ عنه القرآنَ، وتلقى عليه شرائِع الإسلام، حتى غدا من أقرأ الصحابة لكتاب الله، وأعلمِهم بشرعِه...
حدّثَ يزيدُ بنُ قطيبٍ قال: دخلتُ مسجد حمصَ فإذا أنا بفتىً جعد الشعرِ ( ذو شعر أجعد )، قد اجتمعَ حوله الناس.
فإذا تكلم كأنما يَخرجُ من فيه نورٌ ولؤلؤ.
فقلت: من هذا؟!
فقالوا: معاذ بنُ جبل.

* * *
- وروى أبو مسلم الخولانيُّ ( أحد كبار التابعين وهو من اليمن ) قال: أتيتُ مسجدَ دمشقَ؛ فإذا حلقة ( مجلس العلم، وكانوا يتحلقون في هذه المجالس حول الشيخ ) فيها كهولٌ من أصحابِ محمدٍ معاذ الله.
وإذا شابٌ فيهم أكحلُ العين براق الثنايا، كلما اختلفوا في شيءٍ ردُّوه إلى الفتى؛ فقلت لجليسٍ لي:
من هذا؟!
فقال: معاذ بنُ جبل.

* * *
- ولا غروَ ( لا عجب ) فمعاذ رُبِّيَ في مدرسةِ الرسول صلوات الله وسلامه عليه مُنذ نعومةِ الأظفارِ ( كناية عن صغر السن لأن الصغير تكون أظفاره ناعمة ) وتخرَّج على يديهِ فنهل العلمَ من ينابيعِه الغزيرة.
وأخذ المعرفة من معينها الأصيل، فكان خير تلميذٍ لخير مُعلمٍ.
وحسبُ معاذٍ شهادةً ( يكفيه شهادة ) أن يقولَ عنه الرسول صلوات الله عليه: ( أعلمُ أمّتي بالحلالِ والحرام مُعاذ بن جبلٍ )، وحسبُه فضلاً على أمة محمدٍ أنه كان أحَدَ النفر الستةِ الذين جمعُوا القرآن على عهدِ رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.
ولذا كان أصحابُ الرسول إذا تحدَّثوا وفيهم معاذ بن جبلٍ نظروا إليه هَيبة له وتعظيماً لِعلمه.

* * *
- وقد وَضعَ الرسولُ الكريمُ وصاحباهُ من بعدِه هذه الطاقة العلمية الفريدة في خدمةِ الإسلام والمُسلمين.
فهذا هُو النبيُّ عليه الصلاة والسلام يرى جُموع قريشٍ تدخُل في دين الله أفواجاً، بعد فتح مكة.
ويشعرُ بحاجة المُسلمين الجُدد إلى مُعلمٍ كبير يُعلمهمُ الإسلام، ويفقهُهم بشرائعهِ، فيعهدُ بخلافتهِ على مكة لِعتاب بن أسيدٍ، ويستبقي معهُ معاذ بن جبلٍ ليعلم الناس القرآن ويفقههُم في دينِ الله.

* * *
- ولما جاءَت رسلُ ملوك اليمنِ إلى رسول الله صلوات الله عليه، تعلنُ إسلامها وإسلامَ من ورائها، وتسأله أن يبعثَ معها من يُعلمُ الناس دينهم انتدَب لهذه المُهمة نفراً من الدُّعاة الهداة من أصحابه وأمّرَ عليهم معاذ بن جبلٍ معاذ الله.
وقد خرجَ النبي الكريمُ صلوات الله وسلامه عليه يودعُ بَعثة الهدى والنور هذه...
وطفِق يمشي تحتَ راحلةِ معاذٍ... ومُعاذ راكبٌ...
وأطالَ الرسول الكريم مشيَه معه؛ حتى لكأنه كان يريدُ أن يتملى من معاذٍ...
ثم أوصاه وقال له: ( يا مُعاذ إنك عسى ألا تلقاني بعدَ عامي هذا... ولعلكَ أن تمُرَّ بمسجدي وقبري.. )
فبكى معاذ جزعاً لفراقِ نبيِّه وحبيبه محمدٍ صلوات الله عليه، وبكى معه المسلمون.

* * *
- وصَدقت نُبوءُة الرسولِ الكريم فما اكتحلتْ عينا معاذٍ معاذ الله برؤيةِ النبي عليه الصلاة والسلام بعد تلك الساعة...
فقد فارقَ الرسولُ الكريمُ الحياة قبل أن يعودَ مُعاذ من اليمن.
ولا ريبَ في أن مُعاذاً بكى لمَّا عاد إلى المدينة فألفاها ( فوجدها ) قد أقفرَت من أنْسِ حبيبه رسول الله.

* * *
- ولما وليَ الخلافَة عمرُ بنُ الخطابِ معاذ الله؛ أرسلَ معاذاً إلى بني كِلابٍ ليقسم فيهم أعطياتهم، ويُوزع على فقرائِهم صدَقات أغنيائِهم، فقام بما عُهد إليه من أمرٍ، وعاد إلى زوجِه بحلسِهِ ( ما يوضع على ظهر الدابة تحت السرج ) الذي خرَج به يَلفه على رقبتهِ، فقالت له امرأته: أين ما جِئت به مما يأتي به الولاة من هديةٍ لأهليهم؟!.
فقال: لقد كان معي رقيبٌ يقظ يُحصي عليَّ ( يريد بالرقيب الله عز وجل على سبيل التورية )، فقالت: قد كنتَ أميناً عند رسول الله، وأبي بكرٍ، ثم جاء عمرُ فبعثَ معك رقيبا يُحصي عليك؟!!.
وأشاعَت ذلك في نِسوة عُمر، واشتكته لهُنَّ...
فبلغَ ذلك عُمر؛ فدعَا معاذاً وقال: أأنا بَعثتُ معكَ رقيباً يحصي عليك؟!
فقال: لا يا أميرَ المؤمنين، ولكنني لم أجِد شيئاً أعتذرُ به إليها إلا ذلك...
فضحِكَ عمرُ رضوان الله عليه، وأعطاه شيئاَ وقال له: أرضها به...

* * *
- وفي أيام الفاروق أرسلَ إليه والِيه على الشامِ يزيدُ بن أبي سُفيان يقول: يا أميرَ المؤمنين، إن أهلَ الشام قد كثرُوا وملؤوا المدائنَ، واحتاجُوا إلى من يُعلمهُم القرآن ويفقههُم بالدّين فأعنّي يا أميرَ المُؤمنين برجالٍ يُعلمونهم؛ فدعا النفرَ الخمسَة الذين جَمعوا القرآن الكريم في زمنِ النبيِّ عليه الصلاة والسلام.
وهم: معاذ بنُ جبلٍ وعُبادة بنُ الصّامتِ وأبو أيوبَ الأنصاريُّ وأبيُّ بنُ كعبٍ وأبو الدَّرداء وقال لهم: إن إخوانكم من أهل الشامِ قد استعانوني بِمن يُعلمُهم القرآن ويفقهُهم في الدين فأعينوني رحمكم الله بثلاثةٍ منكم؛ فإن أحببتم فاقترعوا وإلا انتدبتُ ثلاثة منكم.
فقالوا: ولم نقترعُ؟
فأبو أيوبَ شيخ كبيرٌ، وأبيٌّ رجلٌ مريضٌ، وبقينا نحنُ الثلاثة، فقال عمر: ابدؤوا بحِمص فإذا رضيتم حال أهلِها؛ فخلفوا أحدكم فيها وليخرُج واحدٌ منكم إلى ذلك، والآخرُ إلى فلسطين.
فقام أصحابُ رسول الله الثلاثة بما أمَرهم به الفاروقُ في حمصَ...
ثم تركوا فيها عُبادة بن الصامتِ، وذهبَ أبو الدرداء إلى دمشقَ ومضى معاذ بنُ جبلٍ إلى فلسطينَ.

* * *
- وهناك أصيبَ معاذ بالوباء.
فلما حضرَته الوفاة استقبلَ القبلة وجعلَ يردّدُ هذا النشيد :
مرحباً بالموت مرحباً...
زائرٌ جاءَ بعد غياب...
وحبيب وَفدَ على شوْق...
ثم جعل ينظر إلى السماء ويقول: اللهُم إنك كنت تعلمُ أني لم أكن أحبُّ الدنيا وطولَ البقاءِ فيها لغرسِ الأشجار، وجريِ الأنهارِ...
ولكن لظمأ الهواجر، ومكابدةِ الساعات، ومزاحمة العلماءِ بالرُّكب عند حلق الذكر...
اللهمَّ فتقبل نفسِي بخير ما تتقبلُ به نفساً مؤمنة.
ثم فاضت روحُه الطاهرة بعيداً عن الأهل والعشيرِ داعياً إلى الله، مهاجراً في سبيله.


كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار





luh` fk [fg vqd hggi uki










توقيع : الشـــامـــــخ

يسرنا متابعتكم وتواصلكم عبر الحسابات التالية

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور الشـــامـــــخ   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 :
لا يوجد أعضاء
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم أم عبد الرحمان الجزااائرية بـاب السيـرة النبـويـة 7 27-02-12 08:37 AM
وصف الله لأخلاق النبي صل الله عليه وسلم البارقة بـاب السيـرة النبـويـة 25 21-11-11 07:03 PM
دعوى تنقص شيخ الإسلام لمنزلة الرسول صلى الله عليه وسلم ! ناصرة السنة بيت شبهات وردود 3 11-06-11 02:01 AM
الصديق رضي الله عنه الشـــامـــــخ بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة 18 27-03-11 05:11 AM

Bookmark and Share


الساعة الآن 11:59 PM

أقسام المنتدى

قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج | بيت الكتاب والسنة | قســم موسوعة الصوتيات والمرئيات والبرامج | بيت الشكـاوي والإقتراحــات | بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة | قســم الموسوعـة الحواريـة | بيت الحــوار العقـائــدي | بيت الطـب البـديـل وطـب العـائلـة | بيت الأسـرة السعيــدة | قســم الدعم الخاص لقناة وصــال | بيت شبهات وردود | بيت التـاريـخ الإسلامي | بيت المهتدون إلى الإسلام ومنهج الحق | قســم موسوعة الأسرة المسلمـــة | وحــدة الرصــد والمتـابعــة | بيت الصوتيـات والمرئيـات العــام | بيت الصــــور | بيت الأرشيــف والمواضيــع المكــررة | بيت الترحيب بالأعضاء الجدد والمناسبات | بيت الجـوال والحـاسـب والبـرامـج المعـربـة | بيت المكتبـة الإسلاميـة | بيت الأحبـة فــي اللــه الطاقــم الإشـرافــي | بيت موسوعة طالب العلم | قســم الموسوعة الثقافية | البيــت العـــام | قســم دليل وتوثيق | بيت وثائق وبراهين | بيت القصـص والعبـــــــر | بيت الإدارة | بيت الصوتيـات والمرئيـات الخــاص | بيت المعتقد الإسماعيلي الباطني | بيت مختارات من غرف البالتوك لأهل السنة والجماعة | بيت الأحبـة فــي اللــه المراقبيـــــــن | بيت أهل السنه في إيران وفضح النشاط الصفوي | بيت المحــذوفــات | بيت ســؤال وجــواب | بيت أحداث العالم الإسلامي والحوار السياسـي | بيت فـرق وأديـان | باب علــم الحــديـث وشرحــه | بيت الحـــوار الحــــــــّر | وصــال للتواصل | بيت الشعـــر وأصنافـــه | باب أبـداعـات أعضـاء أنصـار الشعـريـة | باب المطبــخ | بيت الداعيـــات | بيت لمســــــــــــات | بيت الفـلاش وعـالـم التصميــم | قســم التـواصـي والتـواصـل | قســم الطــاقــــــــم الإداري | العضويات | بـاب الحــــج | بيـت المــواســم | بـاب التعليمـي | أخبــار قناة وصــال المعتمدة | بيت فـريـق الإنتـاج الإعـلامـي | بيت الـلـغـة العــربـيـة | مطبخ عمل شامل يخص سورية الحبيبة | باب تصاميم من إبداع أعضاء أنصـار آل محمد | بـاب البـرودكــاسـت | بيت تفسير وتعبير الرؤى والأحلام | ســؤال وجــواب بمــا يخــص شبهات الحديث وأهله | كلية اللغة العربية | باب نصح الإسماعيلية | باب غرفـة أبنـاء عائشـة أنصـار آل محمـد | بـيــت المـؤسـســيـــن | بـاب السيـرة النبـويـة | بـاب شهـــر رمضــان | تـراجــم علمـائـنـا |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant