02-06-11, 04:32 AM
|
المشاركة رقم: 18
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو |
الرتبة |
|
البيانات |
التسجيل: |
May 2011 |
العضوية: |
3846 |
العمر: |
34 |
المشاركات: |
52 [+] |
الجنس: |
|
المذهب: |
|
بمعدل : |
0.01 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
14 |
نقاط التقييم: |
10 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
العتيبية
المنتدى :
بيت الترحيب بالأعضاء الجدد والمناسبات
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كن داعيا
الهدية الثانية أختي
قال ابن القيم - رحمه الله -:
الصبر عن المعصية ينشأ من أسباب عديدة:
أحدها: علم العبد بقبحها ورذالتها و دناءتها
و أن الله حرمها و نهى عنها صيانة و حماية عن الدنايا و الرذائل
كما يحمي الوالد الشفيق ولده عما يضره،
وهذا السبب يحمل العاقل على تركها و لو لم يُعلّق عليها وعيد بالعذاب.
السبب الثاني: الحياء من الله سبحانه
فإن العبد متى علم بنظره إليه و مقامه عليه و أنه بمرأى منه و مسمع ـ و كان حييّاً ـ استحى من ربه أن يتعرض لمساخطه.
السبب الثالث: مراعاة نعمة الله عليك و إحسانه لك فإن الذنوب تزيل النعم و لا بد.
السبب الرابع: خوف الله وخشيته و هذا السبب يقْوى بالعلم و اليقين و يضعف بضعفهم.
قال تعالى: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } فاطر / 28 .
السبب الخامس: محبة الله وهي من أقوى الأسباب في الصبر عن معاصيه فإن المحب لمن يحب مطيع، و إنما تصدر المعصية من ضعف المحبة و سلطانها.
السبب السادس: شرف النفس و زكاؤها و فضلها
وأنفتها أن تختار الأسباب التي تحطها وتضع قدرها وتسوِّي بينها وبين السفلة.
السبب السابع: قوة العلم بسوء العاقبة ـ عاقبة المعصية ـ
وقبح أثرها والضرر الناشئ منها
من سواد الوجه وظلمته وضيقه وغمه
وحزنه وشدة قلقه وتعريه من الثواب الذي جمّله الله به،
وفي بعض الآثار يقول الله:
من ذا الذي أطاعني فشقي بطاعتي؟ ومن ذا الذي عصاني فسعد بمعصيتي؟
السبب التاسع: مجانبة الفضول في مطعمه ومشربه وملبسه ومنامه واجتماعه بالناس
فإن قوة الداعي إلى المعاصي إنما تنشأ من هذه الفضلات
فإنها تطلب لها مصرفا فيضيق عليها المباح فتتعداه إلى الحرام
ومن أعظم الأشياء ضررا على العبد فراغه
فإن النفس لا تقعد فارغة
بل إن لم يشغلها بما ينفعها شغلته بما يضره ولا بد.
السبب العاشر: وهو الجامع لهذه الأسباب كلها ثبات شجرة الإيمان في القلب فصبر العبد عن المعاصي إنما هو بحسب قوة إيمانه،
فإن من باشر قلبه الإيمان بقيام الله عليه
ورؤيته له وتحريمه لما حرم وبغضه له ومقته لفاعله،
وباشر قلبه الإيمان بالثواب والعقاب
امتنع من أن لا يعمل بموجب هذا العلم
ومن ظن أنه يقوى على ترك المخالفات بدون الإيمان الراسخ فقد غلط
[1].
فهذه وصايا ابن القيم لا تخفى نفاستها على متأملها.
[1] - طريق الهجرتين ص 262 - 266
|
مشكور بارك الله فيك علي ردك الطيب
|
|
|