تعودنا كل سنة على مَن* يخرج علينا في* البحرين بدعوى الاحتفال بيوم القدس،* والعجيب في* هذا الأمر أن من* يحتفل بيوم القدس ليس له ناقة ولا جمل لا في* القدس ولا في* أهل القدس،* ولم* يشترك معهم قط في* قضية ولا في* عملية استشهادية،* وليس لهم فيها شهيد ولا وليد،* كما ليس لهم مبادرة ولا معاونة لا لفلسطين ولا لأهل فلسطين*. ولكن الأمر وما فيه،* أنهم أرادوا أن* يقوموا بتمثيلية ليوهموا العالم أن قلبهم على المسلمين وعلى بلاد المسلمين،* وفي* واقع الأمر هم من* يحفر لأهل فلسطين،* وهم من قتلوا أهل فلسطين وشردوهم شر تشريد من العراق،* فقتلوا رجالهم وهجّروا نساءهم،* واحتلوا دُورهم،* وهذا هو واقع فلسطينيي* العراق* يشهد على جرائمهم*. والأعجب من هذا كله أن من* يحتفل بيوم القدس،* ويتظاهر أن قضية فلسطين هي* قضيته الأولى،* هو من* يقتل أهل السنة في* العراق،* وهو من ساعد أمريكا على احتلال العراق،* وهو من فتح العراق لإسرائيل،* فهذه هي* الشركات التجارية والمؤسسات الأمنية تمارس نشاطها علانية،* بموافقة ومباركة المراجع الدينية ورئيس الوزراء العراقي،* بل ويشاركون الحكومة العراقية في* حملاتها الأمنية،* كما* يشاركون في* تعذيب المعتقلين العراقيين،* فأين إذاً* الشعار الذي* أعلنته المرجعية في* ''قم*'' التي* يقول كبير مرجعيتها* ''في* يوم القدس* يمتاز الحق عن الباطل،* إنه* يوم الفصل بين الحق والباطل،* يوم افتضاح المتآمرين الموالين لإسرائيل*''. وليس مستغرباً* أن* يحتفل أيضاً* هؤلاء في* البحرين،* وذلك لأن ما* يعلن في* طهران* يتبع في* البحرين،* وهذا ما قاله مرجع كبير في* البحرين* ''يوم القدس لإحداث فاصل مائز بين تخاذل عدد من أنظمة الأمة الحاكمة بموقفها الاستسلامي* والتآمري* على مصلحة الأمة وهويتها،* وبين موقف الجماهير الباسلة التي* تصر على مقارعة المعتدين*''. إنها نفس العبارات لا تختلف في* شيء،* فهي* باهتة التعبير خاوية المضمون،* لا تتعدى مكوناته حبراً* على ورق،* وذلك عندما ننظر إلى الواقع،* إذ استبيحت دماء الفلسطينيين على مرأى ومسمع من المرجع السيستاني* في* العراق،* وكذلك لم* يستنكر في* البحرين أولئك الذين* يخرجون علينا بهذا الاحتفال كل سنة*. لكن الحقيقة ستبقى أن فلسطين هي* لأتباع الصحابي* عمر بن الخطاب رضي* الله عنه،* عندما فتحت فلسطين أبوابها لقدومه دون شعار ولا احتفال،* وكذلك فعل على أثره أبناء الإسلام الذين شاركوا في* الحرب ضد إسرائيل،* وسقط منهم مئات الآلاف من الشهداء،* ولم* يكن بينهم شهيد من قم أو طهران،* الأمر الذي* يجعل المحتفلين في* القدس ليس لديهم* غير بضع كلمات* يرددونها قد قالها هذا المرجع أو ذاك المرجع،* بينما لو خرج أهل مصر أو السعودية أو الشعب العراقي* قبل الاحتلال لكان لهذا الشعار ألف دليل،* فلديهم أفلام موثقة وأسماء وصور وعناوين لشهدائهم الذين سقطوا في* حروبهم ضد إسرائيل*. إن المتاجرة بالقضية الفلسطينية شهادة على نفاق من* يحمل هذا الشعار بيد،* وباليد الأخرى* يطعن الفلسطيني* في* العراق وفي* البحرين وفي* أي* مكان،* وذلك عندما* يكون هذا الفلسطيني* لا* يخرج عن دائرة الناصبي* أو الوهابي،* والذي* يجعلنا نسأل هؤلاء إذاً* لماذا هذا الشعار عندما حللتم دماء فلسطينيي* العراق*. إن رفع شعار القدس،* قد* يصدقه خفاف العقول،* وإنما من* يعرف حقيقة نفوس من* يرددون هذا الشعار،* وذلك عندما نعلم أن هؤلاء هم من* يوالون أعداء البلاد،* وهم من* يناشدون المنظمات اليهودية بمساندتهم،* وهم من* يطالبون بتدخل عسكري* أجنبي* في* بلادهم على* غرار ما حدث للعراق،* وبالتأكيد قد تكون إسرائيل حصلت على وعود بأنه سيكون لها نصيب في* البحرين مثل نصيبها في* العراق*. لكننا نقول لهؤلاء اتركوا فلسطين لأهل الجهاد المفتوح،* الذين* يؤمنون أن الجهاد فرض لا* يعطله خروج نبي* ولا وليّ* ولا مهدي،* فأهل الجهاد المفتوح لا* يحتاجون إلى لافتات* يحملونها،* ولا إلى مسيرات تنقلها فضائيات،* وذلك عندما* يكون الجهاد عند أهل الجهاد فريضة واجبة أولها الدفاع عن أرضهم،* ثم تطهير باقي* بلاد المسلمين وعلى رأسها فلسطين التي* ستستقبلهم كما استقبلت الفاروق عمر بن الخطاب رضي* الله عنه*.