بيت التـاريـخ الإسلامي يرجى التحقق من صحة النقل مع ذكر المصدر |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-09-11, 09:38 AM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت التـاريـخ الإسلامي
-------------------------------------------------------------------------------- من المفارقات ان فكرة بناء سكة حديد الحجاز جاءت في مرحلة أفول الدولة العثمانية، وفي وقت كانت تعاني فيه من ضعف الموارد المالية، وتفشي الفساد الاداري وتخلخل الأمن في البلاد العربية التي ستعبرها سكة الحديد. لكن المشروع جاء أيضاً في إطار محاولات تجديد الدولة العثمانية وإصلاحها، حيث ترافقت مع عهد "التنظيمات". والعبرة ان الإرادة إذا توفرت فإنها تتغلب على العوائق المالية والظروف الصعبة وغير المؤاتية، بل انها تشحذ الهمم للبحث عن حلول متاحة قد لا يُلتفت اليها في زمن الوفرة والرخاء. سكة حديد الحجاز قد تكون ارتبطت بطموح ذاتي للسلطان عبدالحميد الثاني لكسب قلوب وعقول المسلمين من خلال الجامعة الإسلامية، وقد تكون وسيلة فعالة لإحكام السيطرة المركزية على الشام والحجاز واليمن، وتسريع وتائر نقل القوات والعتاد خاصة لمواجهة مطامع الانجليز في المنطقة ولا سيما في مصر وقناة السويس. لكن الفكرة منذ أن أُطلقت في آذار/ مارس 1900 ارتبطت بفكرة الاعتماد على الذات، أو على أموال المسلمين وتبرعاتهم. وقد أثار هذا حماس قادة الرأي والشخصيات الإسلامية داخل الدولة العثمانية وفي العالم الإسلامي عموماً، الذين ترجموا حماسهم هذا بأشكال من الترويج والتأييد للمشروع في صحافة تلك الأيام. سكة حديد الحجاز هي سكة حديد ضيقة (بعرض 1050 ملم)، تصل ما بين مدينة دمشق والمدينة المنورة في منطقة الحجاز، بوشر العمل في سكة الحديد عام 1900 وافتتحت عام 1908 واستمر تشغيلها حتى 1916 في الحرب العالمية الأولى إذ تعرضت للتخريب بسبب الثورة العربية الكبرى وسقوط الدولة العثمانية بعد الحرب. أسست سكة حديد الحجاز زمن ولاية السلطان العثماني عبد الحميد الثاني لغرض خدمة حجاج بيت الله الحرام انطلاقاً من مركزها في دمشق. في عام 1900، خلال حكم السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، مد صادق باشا المؤيد العظم والي دمشق خط تلغراف بين دمشق والمدينة بنجاح، مما زاد في حماس المؤيدين لإنشاء الخط، وقدم إلى الجمهور على أنه قطار ديني، لتسهيل مسيرة الحج من دمشق إلى مكة المكرمة. في الواقع، حسب القوميين العرب، كان هدفه الرئيسي هو تسهيل حركة القوات العثمانية في الأراضي العربية، وأيضا زيادة التجارة بين دمشق والحجاز. قدرت كلفة الخط بنحو 3.5 ملايين ليرة عثمانية. قدمت مساعدات شعبية من داخل السلطنة العثمانية وبلدان إسلامية أخرى إضافة إلى مساعدة ألمانية، من دويتشه بنك وشركة سيمنز على وجه الخصوص. كان الألماني هاينريش ميسنر كبير مهندسي المشروع. قدم السلطان مبلغ (320) ألف ليرة من ماله الخاص. كما تبرع عدد من الوجهاء بمبالغ نقدية ومواد عينية لإكمال الخط وكذلك خديوي مصر عباس حلمي بمواد عينية للبناء. تبرع كثير من المسلمين عن طيبة خاطر. بوشر بالعمل في بناء خط سكة حديد الحجاز عام 1900م من منطقة المزيريب في حوران في سورية، واعتمد في مساره على طريق الحج البري من دمشق عبر مدينة درعا وصولاً إلى المدينة المنورة، حيث استطاع الحجاج من الشام وآسيا والأناضول قطع المسافة من دمشق إلى المدينة المنورة في خمسة أيام فقط بدلاً من أربعين يوماً، وكان والي دمشق هو أمير الحج باستثناء فترة بسيطة تولى فيها حاكم نابلس هذه المهمة.-------------------------------------------------------------------------------- إنشاء السكة اعتمد على القدرات الذاتية والخبرات المحلية، فرغم ان بعض مراحل المشروع ولا سيما في ذلك الجزء ما بين دمشق ودرعا، قد نفذ بمعونة مهندسين ألمان، الا أن غالبية العمل أُسند إلى مهندسين عثمانيين. كما قام بالعمل الشاق آلاف من الضباط والجنود والعمال من مختلف الجنسيات، يقدر عددهم ما بين 5 و7 آلاف. وقد حفز المشروع على استنباط حلول ابداعية للمشكلات والعقبات التي اعترضت انشاء السكة مثل نقص المياه، أو السيول الجارفة، أو الرمال المتحركة. وقد أدى مد السكة وتشغيلها إلى إنشاء بنية تحتية جبارة قوامها نحو ألفي جسر وعبارة، استخدمت في بنائها المواد الخام المحلية. وقد توزعت محطات السكة بمعدل محطة لكل عشرين كيلو متراً، لضمان الحراسة، وكان في كل منها بئر ماء أو خزان لحفظ المياه. وغني عن البيان أن المئات من الجنود والعمال قضوا نحبهم في طريق سكة الحجاز ودفنوا فيها. يقال أن التبرعات من مختلف البلدان غطت ثُلث تكاليف الخط التي قدرت بحوالي 4,3 مليون ليرة عثمانية. وكان من بين المتبرعين السلطان عبد الحميد الثاني نفسه وشاه ايران وخديوي مصر عباس حلمي الثاني، وقد تبرع الأخير بمواد عينية. وتشكلت في مختلف البلدان الاسلامية لجان لجمع التبرعات لبناء الخط، الذي بات عنصر تعبئة والهام لمشاعر المسلمين. اما بقية نفقات الخط فقد مولت من ايرادات طوابع خاصة بالمشروع، ومن اقتطاعات بلغت 10% من رواتب موظفي الدولة، كما جندت موارد أخرى جمعت من بيع جلود الأضاحي في مختلف البلدان لصالح المشروع. قلصت سكة حديد الحجاز معاناة الحجاج من مختلف البلدان، فطريق الحج الشامي على سبيل المثال، كانت تستغرق أربعين يوماً (لقطع 1302 كم)، فأصبحت تستغرق خمسة أيام فقط، بينما لا تتجاوز مدة سير القطار الفعلية عن 72 ساعة بين دمشق والمدينة المنورة. شجع إنشاء الخط على استقرار القبائل والتجمعات البدوية في الأرض، بعد أن قاومته في بداية الأمر، وعزز تحولهم نحو الزراعة والرعي المحدود وإقامة الحواجز الثابتة. كما ساعد بناء الخط على انتشار العمران والأخذ بمكتسبات العصر والحضارة. وبفضل الخط الحجازي تزودت المدينة المنورة بالكهرباء لأول مرة، وتحولت حيفا إلى ميناء اقليمي ومدينة تجارية، خاصة جراء ربط الخط الحجازي بخط درعا – حيفا الحديدي، كما ساعد على توطيد الأمن وسلطة الدولة المركزية في أطراف بلاد الشام والحجاز. يقال أن قنصل بريطانيا في دمشق سخر من فكرة إنشاء سكة حديد الحجاز واعتبرها مستحيلة، وذلك بُعيد اصدار السلطان عبد الحميد فرمانة بانشائها عام 1900. لكن السفير البريطاني في اسطنبول قال بعد استكمالها إن عبد الحميد ظهر أمام ثلاثمائة مليون مسلم (عددهم في حينها) بمظهر الخليفة والزعيم الروحي للمسلمين بفعل نجاحه هذا. ويذهب البعض إلى اعتبار معدل انجاز الخط، وهو 182 كم في السنة، معدلاً قياسياً في ذلك الوقت. أحد قطارات الخط متحطما بالقرب من معان بالسعودية ---------------------------------------------------------------------------- المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد hgp[h. &hgahl & hs'kf,g
التعديل الأخير تم بواسطة الحرة ; 03-09-11 الساعة 10:06 AM |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|