في شهر رمضان الكريم تزداد فرص نيل [ حسن الخاتمة ] وكيف لا وقد اجتمعت على العبد الموفق عدة عبادات فهو مع صومه تراه في ذكر، وقراءة قرآن، وصدقة، وأي عمل من أعمال الخير وذلك بسبب ما يجده الصائم من رقة القلب ~
ويحكي الشيخ محمد بقنة الشهرانييقول:
جارتي في الحي الذي أعيش فيه أبوها نحسبه من الصالحين، لا يترك صلاة في المسجد البتة ابنته في الرابعة والعشرين من عمرها
فرحت بوظيفتها مُعلمة ؛ وإن كان المكان بعيداً عن بيتها :/ وكانت تذهب هي ومن معها إلى عملهم في عربة يستقلونها بالأجرة يذهبون سوياً ويرجعون سوياً
وقبل شهر رمضان لعام 1424هـ فاجأت أهلها بكلام كانت تقوله، قالت لهم قبل شهر رمضان:
( إذا أنا مت فلا تحزنوا عليّ، فإني أحتسب خرجتي هذه للعمل على الله، فأنا أعلم العلم ),,
وكانت تخرج متحجبة متسترة من رأسها إلى أخمص قدميها وقبل موتها طلبت من أبيها أن يأخذها لصلاة الجمعة معه فأخذها وكان ذلك في منتصف شهر رمضان.
وبعد الجمعة بيومين في يوم الاثنين الخامس عشر من شهر رمضان لعام 1424هـ
تخرج من بيتها صــــــــــــــــــــــــــــــــــــائمـــــــــة ..~
وكان من آخر أعمالها أنها أيقظت إحدى صديقاتها لـ صلاة الفجر وكانت تتلو القُــرآن في العربة التي كانت تستقلها وهي ذاهبة إلى عملها بصوت منخفض
وماتت والقرآن بيدها !
حصل الحادث المروع، وماتت وخرجت من الدنيا على هذه الحال الطيبة
~~~~> ماتت في يوم الاثنين من رمضان وكانت قد ولدت في يوم الاثنين من رمضان!.
ماتت وقد صلت الفجر ’‘ ولم تنم بعد صلاة الفجر بل تتلو القرآن إلى وقت الدوام.
ماتت وقد دعت إلى الله في ذلك اليوم بأن أيقظت صديقتها إلى الصلاة.
ماتت والقرآن بين يديها !
يقول الذين أخرجوها:
"والله أنا أخرجناها من العربة ووضعناها في الإسعاف ولم يظهر من جسدها قدر أنملة فقد كانت مع تحجبها تلبس السراويل الطويلة تحت لبسها وتقول: "لو قدر الله لي الموت لا يراني أحد".
تزود قريباً من فعالك إنمــــا ........... قرين الفتى في القبر ما كان يفعلُ
وإن كنت مشغولاً بشيء فلا تكن ........... بغير الذي يرضى به الله تشغـلُ
فلن يصحب الإنسان من بعد موته ........... إلى قبره إلا الذي كان يعـملُ
ألا إنما الإنسان ضيـــفٌ لأهله ........... يقيـم قليلاً عندهم ثم يرحـلُ