25-09-11, 02:25 AM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
ـ لقد كانت المرأة في صدر الإسلام ربة البيت وكانت المثل الأعلى في ذلك لمن جاء بعدها من ربات الأجيال .. ربت رجالاً أفذاذاً اجتباهم ربهم تبارك وتعالى ليكونوا مشاعل هداية وإصلاح للبلاد التي فتحوها ونشروا في ربوعها الأمن والسلام والرخاء من الصين شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً . وحسبنا أن نورد نماذج من واقع المرأة في بيتها في ذاك العهد المبارك مما له دلالة على كثير من سمات ذلك المجتمع السامق . - عن أنس بن مالك قال : (كان ابن لأبي طلحة يشتكي أي كان مريضاً - فخرج أبو طلحة فقبض الصبي أي : مات فلما رجع أبو طلحة قال : ما فعل ابني ؟ قالت أم سليم زوجته : هو أسكن ما كان !! فقربت إليه العشاء فتعشى ثم أصاب منها فلما فرغ منها .. قالت : وار الصبي !! أي ادفنه، فلما أصبح أبو طلحة أتى رسول الله ـ ـ فأخبره فقال : (أعرستم الليلة) ؟! قال : نعم . قال : (اللهم بارك لهما) .. فولدت غلاماً، قال أنس : قال لي أبو طلحة احفظه حتى تأتي به النبي ـ ـ .. فأتي به النبي ـ ـ فقال : (أمعه شيء) ؟ قالوا : نعم، فأخذها النبي ـ ـ فمضغها ثم أخذ من فيه فجعلها في فيَّ الصبي وحنكه به وسماه عبدالله) [1] . - وروى ابن إسحاق بسنده عن أسماء بنت عميس قالت : (لما أصيب جعفر وأصحابه في غزوة مؤتة سنة ثمان من الهجرة دخل عليّ رسول الله ـ ـ وقد دبغت منا - المن الذي يوزن به وهو رطل وتعني به أربعين رطلاً من دباغ - وعجنت عجينتي وغسلت بنيّ ودهنتهم ونظفتهم، قالت : فقال لي رسول الله ـ ـ (ائتني ببني جعفر)، قالت : فأتيته بهم فتشممهم وذرفت عيناه ! فقلت يا رسول الله ! بأبي أنت وأمي ما يبكيك ؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء ؟ قال : (نعم، أصيبوا هذا اليوم)، قالت : فقمت أصيح واجتمعت إليّ النساء، وخرج رسول الله ـ ـ إلى أهله فقال : (لا تغفلوا آل جعفر من أن تصنعوا لهم طعاماً فإنهم قد شغلوا لأمر صاحبهم) [2] . - وروت أم سلمة ا قالت : تزوجني رسول الله ـ ـ فانتقلني فأدخلني بيت زينب بنت خزيمة أم المساكين بعد أن ماتت، فإذا جرة فاطلعت فيها فإذا كعب من شعير وإذا رحى وبرمة - والبرمة القدر من الحجارة - وقدر، فنظرت فيها فإذا كعب من إهالة - والإهالة : الشحم والزيت وكل ما أؤتدم به - قالت : فأخذت ذلك الشعير فطحنته ثم عصدته في البرمة وأخذت الكعب من الإهالة فأدمته به، قالت : فكان ذلك طعام رسول الله ـ ـ وطعام أهله ليلة عرسه [3] . * ـ وليس بخاف ما في هذه الصور المشرقة من كريم صفات ربات البيت اللائي عاصرن الوحي وتلقين توجيهات الإسلام بنفس مفعمة بالإيمان، فطبقنها في الواقع العملي كأحسن ما يكون تطبيق من خدمة الزوج والولد والقيام بأمور البيت .. وهل أدل على ذلك ما روته كتب السيرة ووعته ذاكرة التاريخ من أن فاطمة الزهراء ابنة رسول الله ـ صلى الله عليه سلم ـ وأكرم أهله عليه، يقول زوجها (.. كانت تجر الرحى حتى أثرت بيدها، واستقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها ! ووقمت البيت - أي كنسته - حتى أغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها وأصابها من ذلك ضر !!) [4] . ولقد كانت نساء الفترة الزاهرة يتحملن المشاق والصعاب في الحياة الزوجية دون كلل أو ملل، تروى لنا أسماء بنت أبي بكر ا وعن أبيها قالت بعد أن تزوجت الزبير : (كنت أعلف فرسه وأكفيه مؤونته وأسوسه وأدق النوى لناضحه وأعلفه وأستقي الماء وأخرز غربه وأعجن، ولم أكن أحسن أخبز وكان يخبزن لي جارات من الأنصار وكن نسوة صدق !! قالت : وكنت أنقل النوى من أرض الزبير .. على رأسي، وهي على ثلثي فرسخ .. قالت : حتى أرسل إلي أبو بكر بعد ذلك بخادم فكفتني سياسة الفرس، فكأنما أعتقني) [5] . - ولقد كانت المرأة تباشر خدمة زوجها فضلاً عن رعاية البيت ومصالحه .. تقول عائشة ا : (كنت أرجّل رأس رسول الله ـ ـ وأنا حائض ..) [6] . وتقول وقد أرفقته ـ ـ في الحج : (كنت أطيب رسول الله ـ ـ بأطيب ما كنت أجد من الطيب حتى أرى وبيص - الوبيص أي : البريق - الطيب في رأسه ولحيته قبل أن يحرم) [7] . ويقول عليه الصلاة والسلام عن خديجة أم المؤمنين ا : (كانت أم العيال وربة البيت) [8] . - ويقول في نساء قريش المؤمنات وهن القدوة لغيرهن : (خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش أحناه على يتيم في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده) [9] قال ابن حجر : والحانية على اليتيم هي التي تقوم عليه في حالة يتمه فلا تتزوج، والراعية على زوج هي : الأحفظ والأصون لماله بالأمانة فيه، والصيانة له، وترك التبذير في الإنفاق [10] . ولقد كان لبعضهن مواقف باهرة .. في السمع والطاعة لرسول الله ـ ـ والاستجابة الكاملة لتوجيهاته فهذه سودة زوج النبي ـ ـ ا قيل لها : مالك لا تحجين ولا تعتمرين كما يفعل أخواتك ؟ فقالت : قد حججت واعتمرت وأمرني الله أن أقر في بيتي، فو الله لا أخرج من بيتي حتى أموت .. قال: فو الله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت بجنازتها [11] . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ [1] رواه البخاري (5470) ومسلم (2144) . [2] سيرة ابن هشام (2/380) . [3] الطبقات الكبرى (8/92) . [4] رواه أحمد (1/153) وأبو نعيم في الحلية (1/70) . [5] رواه البخاري (5224) ومسلم (2182) واللفظ لمسلم . [6] رواه البخاري (295) . [7] رواه النسائي (2690-2694) وكذا : البخاري (271) ومسلم (1190) . [8] الطبقات الكبرى 8/57) . [9] رواه البخاري (5365) ومسلم (2527) . [10] فتح الباري (9/125) . [11] أخرجه عبد بن حميد وابن المنذر عن محمد بن سيرين . انظر : الدر المنثور (6/599-600) . المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد ,hru hgwphfdhj td fd,jik
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|