البيــت العـــام للمواضيع التي ليس لها قسم محدد |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
26-09-11, 01:53 AM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
البيــت العـــام
تاريخ الشيشان: الشيشان جرح عميق سيبقى ينزف حتى ترحل جنازير دبابات الروس, ولن يلتئم هذا الجرح الشيشاني النازف الا باقتلاع الأشواك التي غرزت وزرعت فيه. الشعب الشيشاني معروف عنه قوته وجلادة صبره وصلابته وروحه الوطنية والقومية العالية, والتي لا تعرف الانهزام والانكسار والاستسلام, انه شعب التحديات من قبل عهد ستالين و حتى أيام الرئيس الروسي الحالي بوتين. وقد سبق للشيشان أن خاضوا صراعا مريرا مع روسيا القيصرية ومن ثم مع الشيوعيين السوفيات الذين أحكموا في النهاية سيطرتهم على الشيشان حتى انهيار الاتحاد السوفيتي سنة 1991 وتسلم روسيا رسميا لورثة الاتحاد السوفيتي سابقا. ويقال أن من أسباب الصراع وجود النفط واستخراجه من بحر قزوين وكذلك تنامي النزعة الانفصالية والقومية والدينية عند الشيشان. ومنذ القدم حدثت صدامات عدة بين الطرفين كان أولها سنة 1722 وسلسلة معارك بدءا من العام 1785 بقيادة الامام منصور مؤسس الحركة المريدية واستمرت المعارك والمقاومة حتى منتصف القرن التاسع عشر واستطاع هذا الإمام الذي كان أميا لا يقرأ ولا يكتب أن ينتصر على الروس في عدة معارك وأن يوحد شمال القوقاز تحت راية الجهاد إلى أن تم أسره سنة 1791وبقي في السجن الروسي حتى وفاته. وقعت في الشيشان ثورات عدة ضد الحكم الروسي, في السنوات التالية 1818،1824،1826،1831 بقيادة الامام شامل واستمرت من 1831 حتى .1865كذلك ثورة الحركة القادرية عام 1877 بالإضافة للمقاومة الشيشانية التي استمرت حتى 1917. وفي السنوات التالية اللاحقة تجددت المقاومة الشيشانية بوسائل مختلفة ومنوعة, فكانت ثورة 1928 بقيادة الشيخ شيتا استاميلوف واستمرت حتى سنة 1935 و انتهت بإعدام مجموعة كبيرة من القادة الدينيين والشيوعيين الشيشان. بعدها بدأت مقاومة مدنية وسياسية عام 1940 بقيادة الكاتب الشيوعي حسن اسرائيلوف ومحام شيوعي يدعى مايربيك شريبوف واستمرت حتى 1942 وتم قمعها بقصف جوي ومدفعي لمناطق الشيشان. في الحرب العالمية الثانية تم نفي وتهجير مئات الآلاف من الشيشان عن أراضيهم وبلادهم وتوفي منهم مائة ألف بسنتين نتيجة التهجير والظروف السيئة وألغيت جمهورية الشيشان- أنغوش, لتعود تلك الشعوب المنفية إلى بلادها بعد وفاة ستالين وتسلم خروتشوف لمقاليد الحكم السوفيتي عام 1957. بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 أعلن القائد الشيشاني المحبوب جوهر دوداييف استقلال الشيشان, مما أشعل الحرب الضارية بين الروس والشيشان من 1994 حتى 1997 و انتهت بهزيمة نكراء للجيش الروسي. ثم عادت الحرب وتجددت سنة 1999 ومازالت مستمرة حتى يومنا هذا ويدفع ثمنها غاليا الشعب الشيشاني الذي دمرت دياره وشرد وأصبح عرضة للاستبداد وتجاوزات الجيش الروسي وعملائه من الشرطة المحلية. ابان الحرب الشيشانية الروسية بين الأعوام 94 و97 حدثت عدة عمليات احتجاز رهائن نفذتها مجموعات شيشانية في مناطق روسية مختلفة. وكانت أبرز تلك العمليات, ما قام به القائد الشيشاني الميداني شامل باسييف ومجموعته التي احتلت مستشفى وحجزت كل من كان فيه من البشر, وانتهت العملية بقبول شروط باسييف. كذلك قام القائد الشيشاني الميداني سلمان دوداييف مع مجموعة من رجاله باحتجاز ثلاثة آلاف من الرهائن في مدينة كزليار بجمهورية داغستان جنوب القوقاز. وقتل في العملية بعد تدخل القوات الروسية المسلحة 200 شخص بينهم 78 جنديا روسيا. تمكن بعدها دوداييف ورجاله من الانسحاب بعد أن أصيب بجراح خطيرة. وكان دوداييف من أبرز قادة المقاومة الشيشانية في الحرب الأولى بين عامي 94-96 وقد تم اعتقاله في مارس سنة 2000. وتعتبر العملية في أحد المسارح الروسية في العاصمة موسكو, التي قادها موفسار براييف ابن شقيق زعيم الحرب الشيشاني الراحل عربي براييف, أقوى لطمة توجه للمجهود الأمني الروسي الذي ما برح يتباهى بتصفيته لمعظم قادة الحرب الشيشانيين وبأنه على وشك الانتهاء من تلك المهمة. لقد جاءت هذه العملية لتعصف بكل المجهودات الروسية ولتؤكد المقدرة الفائقة والمحكمة للمقاتلين الشيشان في خرق كافة الإجراءات الأمنية الروسية التي اتخذت في روسيا وخاصة في العاصمة موسكو التي تبعد عن الشيشان 1500 كلم. ملاحظة : كتبت هذه المقالة بينما كانت المحادثات لا تزال دائرة بين الخاطفين والقيادة الروسية. لكنها ترى النور بعد أن هاجمت الوحدات الخاصة الروسية مبنى المسرح الذي كانت تتحصن فيه المجموعة الشيشانية مع رهائنها من الروس والأجانب. واستعملت القوات الروسية نوعا غير معروف من الغازات الشديدة المفعول والتأثير. المهم أن نتيجة العملية كانت مأساوية وأودت بحياة مئات الرهائن بالإضافة إلى معظم عناصر المجموعة الخاطفة وزعيمها موفسار براييف, وتمكنت من أسر بعضهم بعد أصابتهم بجراح. والأهم في هذا كله أن هناك 350 جريحا معظمهم أصيبوا بجراح خطيرة اما نتيجة إطلاق النار أو بسبب الغازات التي تبين أنها ذات مفعول شديد وتأثيرات ضارة ومميتة. بعد كل هذه الخسائر في صفوف الرهائن هل من الممكن اعتبار العملية ناجحة كما تروج لها السلطات الروسية؟ الخسارة جماعية, للروس لأنهم يرفضون الاعتراف بالحق الشيشاني في الحرية والاستقلال والدولة, وهذا الرفض سيظل عاملا يجلب لهم القلق والعمليات الشبيهة بتلك التي دارت رحاها في المسرح المذكور. وللشيشانيين الذين يخسرون شبابهم وبناتهم وهم في ريعان العمر من أجل إيصال رسالة شعبهم المظلوم إلى العالم الذي نسيهم ولم يعد يلتفت إلى معاناتهم اليومية بفعل الاحتلال الروسي دخول الإسلام إلى القوقاز عرفت بلاد القوقاز الفاتحين المسلمين قديما جدا، فقد وجه الخليفة العادل عمر بن الخطاب حملة بقيادة سراقة بن عمرو (صاحب سواري كسرى) إلى بلاد فارس، ووصلت الحملة إلى بلدة "دربند" عام 22 هـ. وفي عهد عثمان بن عفان كان كثير من الصحابة يتوجهون إلى المرابطة على الثغور في أطراف أذربيجان وأرمينيا وجورجيا. ومن هناك بعث حذيفة بن اليمان برسالة إلى عثمان بن عفان يخبره فيها باختلاف المسلمين في قراءة القرآن الكريم، فكانت هذه الرسالة الدافع الأساسي وراء قيام عثمان بتوحيد المسلمين على "المصحف الإمام" الذي عممه على الممالك والأمصار في ذلك الوقت. لقد دخل الإسلام إلى الشيشان والداغستان منذ القرن الأول للهجرة، حيث أقبل الناس هناك على اعتناق الإسلام، بعد أن رأوا حسن تعامل التجار المسلمين معهم، وما شاهدوه من نبل سلوكهم وأمانتهم فدخلوا في الإسلام طواعية. وقد أدى دخول الإسلام إلى أكثر مناطق العالم تنوعا بالأعراق المختلفة المتعايشة مع بعضها البعض إلى ظهور نتائج عامة، أهمها: 1- تخلص الشعب القفقاسي من النصرانية التي اختلطت بالأديان القديمة ذات الآلهة المتعددة ليتشرف باعتناقه الدين الإسلامي الحنيف. 2- عاشت الجماعات القفقاسية المنتمية إلى مجموعات عرقية مختلفة تحت راية واحدة هي راية الأخوة التي ضمت شملهم تحت شعار الإسلام، كما أنه مع دخول الإسلام إلى المنطقة اكتسبت الجغرافية الإسلامية دولة ذات أهمية كبيرة سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية أو الاستراتيجية. 3- أكسب الإسلام الجهاد المستمر ضد الروس على مر مئات السنين مزيدا من القوة، و زاد من حدة المقاومة، مما أنهك الروس الذين ما برحوا يتبعون سياسة التوجه إلى منطقة البحار الدافئة، وهكذا وقف الإسلام حائلا دون تقهقر العالم الإسلامي من جهة الشمال. الصراع مع روسيا تعرضت الشيشان على امتداد تاريخها لاعتداءات الروس وإرهابهم، ويمكن تقسيم ذلك الصراع إلى المراحل التالية: - أولا: في عهد روسيا القيصرية في أواخر القرن الثامن عشر بدأت أطماع روسيا القيصرية تمتد إلى منطقة القوقاز في عهد "كاترينا الثانية" التي بدأت بإرسال جيوش لاحتلال المنطقة. وكان قد تم في عهد "بطرس الأكبر" إقامة القلاع والمحميات على ضفتي نهر "التيرك" الذي يفصل بين مناطق روسيا والقوقاز. وقد وطنت "كاترينا" في هذه القلاع شعوبا نصرانية من "الكوزاك"، كما حاولت تنصير شعوب المنطقة بالقوة والإجبار. وحين زحف القياصرة صوب القوقاز واجهوا مقاومة عنيفة حشدها عدد من المجاهدين الشيشان والداغستان، بقيادة الإمام منصور، والإمام شامل، والإمام نجم الدين، الذين ساهموا في ردع الجيش القيصري لسنوات عدة، ومنعوه من إحكام سيطرته على أرضهم. - ثانيا: في عهد روسيا الشيوعية نشط المسلمين نشاطا ملحوظا خلال الحرب العالمية الأولى واعتبروها فرصة للاستقلال، ولذلك أيدوا الحركة الاشتراكية الشيوعية التي أطاحت بالقيصرية الروسية عام 1917م بزعامة "لينين". وحتى يكسب "لينين" التأييد العام نادى بـ "حرية الأقليات" التي اضطهدها القياصرة، وأصدر وعودا - كاذبة - لهذه الأقليات بالانفصال والاستقلال. وعلى الفور قامت جمهوريات إسلامية بالاستقلال وأظهرت رغبتها في إنشاء "دولة إسلامية فدرالية". ولكن لما ظهرت آثار قوة النظام الشيوعي، أصدر "لينين" أوامره بالزحف على البلاد الإسلامية، فاجتاح الجيش الروسي هذه الجمهوريات، وأمعن في حملات الإبادة والتهجير الجماعي للمسلمين بشكل أبشع وأقذر مما كان عليه في العهد القيصري. لقد قتل "لينين" حوالي 8 ملايين مسلم، وقتل خليفته "ستالين" أكثر من 20 مليونا. كما هدمت معظم المساجد والمدارس الإسلامية، وتم تفتيت القوقاز إلى عدة مناطق ودويلات، كما قسمت جمهورية الشيشان إلى مقاطعة "الشيشان - أنجوشيا". وفي عام 1936م كانت الشيشان تغطي أكثر من ثلاثة أرباع ما يحتاجه الاتحاد السوفيتي من النفط ومشتقاته. وقد واجه الشيشان الاحتلال الشيوعي بقوة من خلال ثورات عدة ضد الظلم والقهر الشيوعي، منها ثورة "إبراهيم قلدقت" عام 1934م، وثورة "حسن إسرائيلوف" عام 1940م وغيرها، وكان الشيوعيون يقمعونها بالحديد والنار. وفي أثناء الحرب العالمية الثانية قرر "هتلر" ضم القوقاز وأوكرانيا إلى الدولة النازية طمعا في توفير الطعام والوقود من نتاج تلك الأراضي. ولكن الشيشان لم تتدخل في الصراع بين الفريقين (الشيوعي والنازي)، لذلك ونتيجة لعدم تدخل الشيشان في الحرب إلى جانب الشيوعيين، أعلنت حكومة "ستالين" أن شعوب الشيشان والأنجوش والقرم هي شعوب "خائنة"، وعليه بدأت في عام 1944م بعملية ترحيل جماعي عبر القاطرات الطويلة لشعوب تلك المناطق إلى كازاخستان وسيبيريا المتجمدة، وخربت كل أراضيهم وممتلكاتهم، وهلك عشرات الآلاف نتيجة الجوع والمرض والمعاناة والتعذيب والقهر. وفي عام 1957م - أي بعد 13 عاما من إصدار الحكم الجائر بنفي هذا الشعب - أعلن الرئيس السوفيتي "خورتشوف" براءة الشيشان ومسلمي القرم من التهمة التي وجهت ضدهم وسمح لهم بالعودة إلى بلادهم، فعاد الكثير منهم. وفي عام 1982م بدأت محاولات جديدة لضم جمهوريات القوقاز إلى سلطة موسكو مباشرة، وكالعادة هب شعب الشيشان كله ضد هذا الجور والظلم، واستمر الوضع القائم في ظل الشيوعية حتى انهيارها. - ثالثا: في عهد روسيا الحالية بعد انهيار الشيوعية وتفكك الاتحاد السوفيتي إلى جمهوريات مستقلة، أعلن رسميا استقلال جمهورية الشيشان عن روسيا الاتحادية في عام 1991م. ورغم سقوط الشيوعية إلا أن العداء للإسلام ظل السمة البارزة للقيادة الروسية، التي رفضت الاعتراف بالشيشان كدولة مستقلة، وفرضت عليها عقوبات اقتصادية، ولكنها لم تهاجم الشيشان عسكريا بسبب الاضطرابات التي كانت تمر بها روسيا في الأعوام 1991 - 1994م. وخلال هذه الفترة تم انتخاب "جوهر دوداييف" رئيسا للشيشان، وبدأ الناس ببناء المساجد وافتتاح المدارس الإسلامية، وسرعان ما أشيد أكثر من 400 مسجد في مدن وقرى الشيشان المختلفة. وفي أواخر عام 1994م تحرك آلاف من الجنود الروس باتجاه العاصمة الشيشانية "غروزني"، تدعمهم الطائرات والدبابات، ليبدأ فصل جديد من عملية إبادة الشعب الشيشاني المسلم. ويمكن القول أن أهم دوافع روسيا لغزو الشيشان هي: 1- حلمها بتكوين إمبراطورية روسية على غرار "أوروبا الموحدة". 2- إعادة الثقة لنفسها وهيبتها أمام العالم. 3- تفرق المسلمين وانشغالهم بمشاكلهم الداخلية، مما يمنعهم من التدخل لحماية إخوانهم الشيشان. 4- يعد الشيشان من أبغض الشعوب إلى الروس، كما تذكر الأساطير والروايات الروسية. 5- الاستفادة من النفط الشيشاني، ومن المناطق الزراعية والصناعية في الشيشان. 6- الخوف من تفكك الاتحاد الروسي. ومنذ أواخر ذلك العام (1994م) وحتى اليوم لا تزال الحرب مشتعلة، ورغم الادعاء الروسي المتكرر بأن الجيش قد أحكم سيطرته على الشيشان، وأن الحرب قد أوشكت على الإنتهاء، يرد المجاهدون الشيشان بعمليات عسكرية قوية مؤذنين بحرب ستطول، لن يخسرها الشيشان، ولن يربحها الروس. مقومات الشخصية الشيشانية يقول الكاتب الروسي الشهير "سولجنستين" الذي عاصر ما فعله "ستالين" بالشيشان في معسكرات الإبعاد الجماعي والسجون في وسط أسيا: " لك أن تكسر ظهورهم، لكن أحدا لا يستطيع أن ينال من روحهم المعنوية، فقد ظلت نفوسهم نمرا مقيدا بالسلاسل، لأنهم كانوا من الشيشان الذين لا يرهبون الموت". ويقول المؤرخ الأوروبي "روبرت كونكوست" في كتاب "قتلة الأمم": "لقد كانوا أسودا ذوي شهامة عسكرية تجلت في معاملتهم للأسرى والجرحى من الأعداء ولا غرو في ذلك، فقد كان القادة هم العلماء الذين يقاتلون دفاعا عن أرضهم ودينهم حتى آخر جندي وآخر سيف". ولأنهم شجعان فقد اختاروا "الذئب" رمزا لهم، وهم يرون أن الذئب وإن لم يكن الأقوى إلا أنه الأنبل فهو لا يقاتل إلا الأقوياء، وهو ليس مثل الأسد أو النمر الذي يفترس الضعفاء. ويقول القائد الشيشاني شامل باسييف معلقا على تساؤل أحد الصحفيين حول الفلسفة التي ينطلق منها الشيشان باعتبارهم الذئب شعارا لهم: "إن الذئب عندما يموت لا يصرخ وكذلك الشيشاني، ويظل الذئب يحدق في عدوه حتى وهو يشارف على الموت، كما أن أكثر هجوم الذئاب في الليل وكذلك نحن". والحرية لدى الشيشان مقدسة وعزيزة، وهم يستخدمونها في محادثاتهم اليومية مع بعضهم البعض فمثلا يقول بعضهم لضيفه مرحبا "إذا دخلت هذا البيت تمتع بالحرية والسلام والعطف"، وإذا تمنى أحدهم الصحة لأخيه فإنه يقول "ليمنحك الله الحرية"، والأرض والتراب مقدس، حتى أنهم ليرمون بالكفر من يخون بلاده ولا يحافظ على ترابها. يقول النشيد الوطني الشيشاني: "جبالنا المكسوة بحجر الصوان عندما يدوي في أرجائها رصاص الحرب نقف بكرامة وشرف على مر السنين نتحدى الأعداء مهما كانت الصعاب وبلادنا عندما تنفجر بالبارود من المحال أن ندفن فيها إلا بشرف وكرامة لا إله إلا الله لن نستكين أو نخضع إلا لله فإنها إحدى الحسنيين: الشهادة أو النصر لا إله إلا الله". إن تاريخ الشيشان الذي سطرته دماء أبنائه الأبطال هو أكبر من أن نجمله في هذه الأسطر القليلة، فصفحات المقاومة البيضاء النقية تظهر رغبة الشعب الشيشاني بحقه المشروع في العيش الآمن والتنعم بحياة كريمة في ظل الإسلام، ولما فرضت عليه الحرب قبل أن يموت كريما على أن يعيش ذليلا. وإن الشعب الذي يموت مجاهدا في سبيل الله، صابرا محتسبا، مقبلا غير مدبر، هو شعب يستحق أن ينال حريته واستقلاله "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون (منقول) الحمد لله وبعد : لا يزال المسلمون في الشيشان يصْلَوْنَ لهب الحرب مع الروس ويكتوون بنار حقدهم ، فهم من ألدِّ أعداء هذه الأمة ، تشبعوا بدماء أبناءها ، قتلوا العباد وخرَّبوا البلاد وروَّعوا الآمنين ، كل ذلك يجري بتواطؤٍ غربي ومباركة صليبية. وليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها الشيشان لغزو الروس ، بل سبقتها حملات عسكرية كثيرة منذ ما يقارب ثلاثة قرون وبالتحديد عام 1722 من الميلاد ، عندما قام بطرس الأكبر بغزو القوقـاز بجيش جرار يقوده بنفسه ، فتعرَّض لهجوم شيشاني أنزل بجيشه ضربة قوية، نزلت عليه نزول الصاعقة، مما جعله يغيِّر خططه العسكرية للغزو، فكانت خطته الجديدة أن يتـرك هـؤلاء ولا يتعرَّض لهم إلى أن يتم إحكام الحصار عليهم من كافة الجهات، ووجَّه جيوشه للنواحـي الأخرى من القوقاز وبخاصة الأراضي المنبسطة، وفي سفوح الجبال العارية من الغابات ولم يكن الأمر هيناً أو نزهة كما توهم ولم يَدُرْ بخَلَدِه أنه سيُمْنى بهزائم فادحة ، وأن أحد عشر قيصراً بعده سيواجهون حرباً ضروساً من عام 1722 إلى عام 1917م حيث اضطر خَلَفُهُ الحادي عشر نقولا الثاني إلى التنازل عن العرش في 5/3/1917م منهياً حكم الروس البيض وجرائمهم ومظالمهم. تقول مؤرخة أمريكية : إن خسائر القوات القيصرية في حرب القوقــاز الأولى بلغت نصف مليون جندي وضابط سقط معظمهم في قتال الشيشان والداغستان الذين اتحدوا معاً لمقاومة الروس المستعمرين لمدة 40 سنة ، وفي معركة دارغو وحدها لم ينج من 30 ألف جندي روسي سوى خمسة آلاف بعد وصول نجدة كبيرة لهم ،تقول: وفي مقاومة الشيشــان على يد الشيخ منصور والشيخ شامل والإمام غازي محمد صفحات جليلة من ملاحم الجهاد يعتز بها كل مسلم وهي جديرة بالاطلاع لما فيها من صور للبطولة والشجاعة أ. هـ. وبتنازل نقولا الثاني انتهى الاستعمار الروسي الأبيض، ليبدأ استعمار أشد هو الاستعمار الشيوعي الأحمر، حيث استولت القوات الشيوعية على القوقاز عام 1314هـ ، (1922م)، وقد أعطى لينين الشيشان حكماً ذاتياً، ثم دُمِجَت مع بلاد (الأنجوش) عام 1353 هـ 1934 م لتكونا جمهورية واحدة.وبعد الحرب العالمية الثانية قرَّر ستالين قراراً عشوائياً ينِمُّ عما في صدره من حقدٍ على المسلمين فأصدر أمره بنفي الشيشان وإخوانهم المسلمين حولهم إلى سـيـبـيريـــا بحجة أنهم تعاونوا مع الحكم الهتلري النازي ، وألغى جمهوريتهم وأعطى أراضيها لجورجيا، وقد مات عشرات الألوف منهم أثناء رحـلـــــة الموت تلك ، ولكن المسلمين الشيشانيين لم تزدهم تلك المحنة التي بقوا فيها 15 عاماً سوى تمسكاً بدينهم وهويتهم حتى ألغى مجلس السوفييت الأعلى ذلك القرار الجائر وبرَّأَ الشـعــــوب المسلمة من تهمة التعاون مع النازي، وسمح للشيشان والأنجوش بالعودة إلى وطنهم عام 1377هـ 1957 م لكنهم لم يجدوا بلادهم إلا قاعاً صفصفاً، حيث هدمت المنازل والمدارس والمساجد في محاولة لإلغاء الدين الإسلامي من نفوسـهم. وها هو التاريخ يعيد نفسه بحق هذا الشعب الأبي ، فلقد باتت أرض الشيشان اليوم شاهدة على همجية ووحشية الروس الذين لا يفرِّقون بين جماد وبشر وحيوان وإنسان ، فالبيوت مهدمة على أنقاضها والشوارع مليئة بالحفر من أثر القذائف الطُّنِّيَّة والصواريخ الثقيلة ، والجثث متناثرة هنا وهناك ، والأشلاء منتشرة في كل مكان، والدماء صبغت الأرض فغدت حمراء ، والرعب مخيِّم على الأجواء التي تعجُّ بالقاذفات والمروحيات الروسية التي تبحث عن أي هدف متحرك لتصبَّ عليه وابل حممها.حتى الحيوان الذي يتشدق الغرب بأنه أقام الجمعيات لحماية حقوقه لم يسلم من رَفْسَةِ الدُّبِّ الروسي فقد أصبح من المألوف مشاهدة كلبٍ مبتور الساق أو قِطٍ مقطوع الذيل أو بقرة تمشي وأمعاؤها متدلية منها ، وأصبحت هذه البهائم تميز وتعرف أزيز الطائرات إذا أقبلت فتهرع إلى المخابئ قبل البشر ، يقول المجاهدون إن الحيوانات أصبحت تسابق الناس والمدنيين من النساء والأطفال والشيوخ إلى الملاجئ فإذا وصلوا إلى المخبأ وجدوا أنه قد سبقهم إليه الكلاب والقطط. الشعب الأعزل يرمى يومياً بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ ، وسط تعتيم إعلاميٌّ ، فلا خبر ولا إعلام عـن مـآسـيهم، وما يفعله بهم الروس الحاقدون من وحشية وظلم وطغيان وإهانات وتمثيل؛ محاصَرين في قـراهـم ومـدنـهـم ومحرومين من أبسط مقومات الحياة يُمطرون ليل نهار بحمم القذائف والنار من الـطـائـرات والـدبـابـات والمدافع في أبشع صور الوحشية والطغيان مع تأييد غربي، وصمت عربي وتجاهل ونسيان تام للقضية . أتنسوني ولم تضمد جراحي وجند الروس في كل البطاح ودمعي لا يفارقني وصوتي عــــلا في كل واد بــــالنياح ألا يا مسلمون دماء قومي أُريقت دون ذنب أو جُناح وأطفالي هنا من دون مأوى ويقضون الشتاء بلا وِشاح وجوع لا يُطاق له اصطبارٌ وعيش تحت قعقعة السلاح أتنسوني وتنسون الضحايا وعرض المسلمات المستباح فأين أخوة الإسلام منكم وأين ذوو المروءة والصلاح أغركم الزمان بلهو دنيا أو الإسراف في طلب المباح فلا تنسوا رباط الدين إنا ( بنوا الإسلام ) ذا سِرُّ الفلاح وإن طالت ليالي الحرب حيناً فإن النصر يشرق في الصباح فهيا إخوة الإسلام كونوا لنا عوناً على ضمد الجراح فرَّ سكان إحدى القرى منها بسبب القصف الشديد الذي تعرضوا له فـلـم يـجدوا ملجأً إلا العراء في برد قارس يكسو الأرض بالثلوج أو بعض خيام بلا فراش ولا طـعام ولا أي شيء من مقومات الحياة فآثروا العودة لديارهم المدمرة تحت الـقـصف لعله أرجى لهم بعد أن مات منهم من مات وتقطعت أشلاء بعضهم من القصف . كـتـبـَتْ من الميدان صحفية جورجية ومعها صحفي ألمـانـي تقريراً عن إحدى القرى ، تقول : تبدو حولها السيارات المحترقة من جميع الجهات وحول السيارات صمت رهيب باستثناء طائرة روسية تبحث عن هدف آخر ، القريـة كـلها دمرت بالكامل نحن نخطو بحذر شديد تجاه القرية المدمرة ، وبعد هذه القرية تـلـيـهـا قرية نصف مدمرة والباقون من سكانها على قيد الحياة هم الذين لم يستطيعوا الخروج وقـادونـا أولاً إلى منزل سُوِّي مع الأرض، ثم روضة أطفال لم يبق منها سوى المــدخــل الـذي كُـتب عليه تحية من الأطفال: "نحن نرحب بكم وننتظركم بقلوبنا وأرواحنا" حيث ذهـب بقـية الأطــفـال حـرقـاً داخل الروضة التي دمرتها طائرات روسية، وفي اليوم الثاني عندما كان أقـربــاؤهـــم يوارونهم التراب قامت المروحيات الروسية بالتحليق فوقهم وكل ذلك يجري بجوار الـقـرية وبجانبها حافلة مليئة باللاجئين. تبدو لنا وجوه الأطفال خائفين مرعوبين وفجأة بدأ القصف على الحافلة بالصواريخ الحارقة، والمحرك وخزان الوقود هما الهدف الأول بالنسبة لهم ، ثم شعرنا بقوة الانفجار والارتجاج والحافلة تحترق، ولم يستطع أحد من الركاب الـخـروج فـاحـتـرق كل مـن فـيـها من الأطفال. أطفالنا الأجباب أين مصيرهم ضاعوا على درب الهلاك وروعوا أطـفالنا: أيــن الأحبة ؟لــيتنا نــدري إلى أي الــملاجئ أسـرعوا لما دهانا القصف كانــوا بيننا كـــنا نــــداريـــهم وعـــنهم نـــــــدفـع حتى إذا اختلطت معالم أرضنا بــالقصف واحتدم اللهيب المفجع وأصاب أنفسنا الذهول بما جرى فالدور تهدم والوشائج تقطع ضاع الأحبة في الزحام وأصبحوا خــبراً يعذبنا صــداه ويوجع أطفالنا يا هــذه الـــدنيا اسمعي صرخاتنا يا أيها الناس اسمعوا أين الأحبة ؟ لا يــزال سـؤالنا لهــباً يــعذبنا وهـــم لم يــرجعوا أكبادنا احترقت بفقد صغارنا وقــلوبنا ممــا جــــرى تتصــدع وفي إحدى القرى قرب جروزني عُذِّب أحد السكان حتى الموت حين قام جنود فيلق روسي كامل بإطفاء سجائرهم على جسده العاري وأجبروه على المشي على الثلج حافي القدمين، وأمام عينيه قاموا باغتصاب زوجته. ودون رحمة قام هؤلاء بتعذيب ثلاثة أفراد من عائلة شيشانية ، وتحمَّل الثلاثة جميع أنواع التعذيب الــروســي الإجــرامــي وفنونه فأحدُهم قتلوه رمــيـاً بالرصاص بعد تعذيبه، والآخر قطعوا قدميه، والثالث نزعوا كبده وهو حي وقطعوا يـديـه حتى المرفق.هذه مقتبسات من التقرير وهي غيض من فيض وإشارات لما يجري في عـرض الـبــلاد وطولها من تصرفات إجرامية روسية ، هذا هو الإنسان في عقلية الحاكم الروسي وجـيـشـه والغرب في مباركاته لذلك ودعمه. امرأة أخرى تحكي ما رأت في جروزني، وأنها شاهدت بنفسها طفلاً لا يتعدى العاشرة من عمره ممدداً على الأرض بعد أن قطع الجنود الروس أطرافه الأربعة. قصفت الطائرات الروسية قسم الولادة في مستشفى المدينة ، مما أدى إلى مقتل غالبية الأطفال حديثي الولادة الذين كان يضمُّهم المستشفى. الآلاف من الفتيات والنساء يتعرضن للاغتصاب من الجنود الروس.تقول المرأة : دخلت مجموعة من الجـنـود عـلـى بـيـت فـيــه عجوز وشيخ وأبناؤهما، ثم أمروا الشيخ والشيخة أن يخلعا ملابسهما ويمارسا الجماع أمام الجميع وعندما رفضا: فعلوا الفاحشة بالشيخ، وقتلوا الجميع. هـذي دمـــاء الأبـريــاء على الـثـرى تحكي بـشـاعــة ما جنى الجزارُ الأرض ثـكـلـى والـجــراح عـمــيـقـةٌ والـدمـع ذابــت تحته الأحجارُ والـصـمـتُ يجتاح البيان على الذرى والمـدفـع الـرشــاش فـيـه سُـعـارُ يقول أحد المجاهدين : كنا في قرية من قرى الشيشان وكان فيها مناسبة زواج ، مع أن الوقت وقت حرب والناس في خوف ورعب، ولكن أهل القرية أصروا على إقامة الزواج بعدما أَلِفوا صوت المدفع والقاذفات ومشهد الدماء والأشلاء ، وبينما الناس في نشوة الفرح وقد زَفُّوا العروس إلى زوجها ، إذ بهم يُفاجأون في آخر الليل بقصف عشوائي من قِبل الروس الملاحدة ، قصفاً عمَّ القرية كلها ، والأليم في الأمر أن القصف أتى على المنزل الذي فيه العروسان اللذان كانا يبيتان فيه أول ليلة من حياتهما الزوجية ، حيث سقط على سقف البيت صاروخ غادِر أدى إلى إصابتهما إصابة بليغة فقد فقدت العروس كلتا قدميها حيث قُطِعت الأولى في المنزل من قوة الإصابة وأما الأخرى فقد قرَّر الطبيب بترها حيث لم يبق لها ما تتعلق به إلا الجلد الرقيق الممزق ، يقول هذا المجاهد : مررت على بيت العروسين الذي وقع عليه القصف فرأيت قدماً ملقاةً عند البيت ، فسألت عنها فقالوا هذه قدم العروس ، فتقطَّع قلبي حسرة وكمداً ، ثم انطلقتُ إلى المستشفى لأجد أحد المجاهدين الذين أُصيبوا فإذا به يخبرني عن قطع قدم العروس الأخرى وأنه شاهدها قد بُترت ، لتبقى العروس في أول يوم من أيام زواجها مبتورة القدمين وليبقى زوجها مخضباً بجراحه يتجرعان الألم والحزن . يوم عرس لفتى يافع من هذي البلاد يوم عرس لفتاة حرة تبغي الفضيلة وتريد الأنس في بيت الرشاد وأتى الفجر بأنوار الصباح فإذا القوم بكاء ونياح وإذا القرية في حزن عظيم وعلا الصوت والبكاء الأليم ؟ ذهب فرح العرس الذي كانوا به يستبشرون ؟ وبه زُفَّت عروس وبه زالت شجون وحلَّ الحزن والدمع السكيب وبات القوم في أمر عجيب كانت الفرحة ، لكن لم تدم حين جاء القصف والباغي هجم هرب الناس فلا تسأل عن البلوى والكُرَب كم صغير قطعت أشلاؤه وقت الهرب كم عجوز فُزِّعت بالطائرات كم فتاة شوهتها الراجمات لكن الأمر الرهيب أن صاروخاً أتى في بيت العروسين فانقضّ البناء وبه حلَّ الشقاء وعليهما صُبَّ البلاء قَدَمُ العروس لدى الطريق ممزقة أثوابها تحت الدمار محرَّقة الفتى بات في كرب أليم أتى في وجهه جرح عظيم أما العروس فقد جزّ أرجلها الجبان يا ويحه سرق الأمان يا رب أنت القادر الذي قصم الطغاة ها هم أحبتنا حفاه ها هم جياع ها هم يعانون الضياع يا ويح عباد السلام يا ويح أتباع اللئام بينما كانت قافلة من قوافل المهاجرين تغادر الشيشان قوامها خمسون نفساً من النساء والأطفال والجرحى والمعوقين والشيوخ ، وفي إحدى نقاط التفتيش ، قام اثنين من الجنود الروس بمحاولة نزع حجاب فتاة مسلمة ، وكان في القافلة أحد المجاهدين وكان يمشي على عكاز ، حيث أن إحدى يديه وإحدى قدميه مبتورتان ، وكان يخفي معه مسدساً ، فلم يتحمل المشهد حيث كانت صرخات الفتاة واستغاثتها تخرق أُذنيه ، فأخرج مسدسه وقتل الجنديين دفاعاً عن كرامة الفتاة ، فاجتمع عليه الجنود الروس وقتلوه، ثم ربطوا جثته في إحدى الدبابات وسحبوه على الأرض ثم صوروا ذلك المنظر الرهيب ونشروه بين الناس ترهيباً من أن يتعاونوا مع المجاهدين أو يناصروهم ، وبعد أن تركوا الجثة ، جاء بعض المنافقين إلى والدته وقالوا لها : إن جثة ابنك في المكان الفلاني إذا أردتيها ، فردَّت عليهم بثبات ويقين : لا عليَّ ، فإن ابني قد لحق بربه وإني أحتسبه شهيداً وروحه في الجنة وافعلوا به ما تشاؤون ، هذه الأم الصابرة قتل لها ولدان في الحرب وأُسر اثنان وسجن زوجها العجوز بتهمة الجهاد ومعاونة المجاهدين وبرغم كل هذا فهي صابرة صبر الجبال الرواسي : أَبُنَيَّ صبراً فالحروب مدارسٌ منها يُنال العـــز والإقــــــدام وعُداتنا لن يخرجوا من أرضنا إلا بسيف مُصلت وحسام فليعلم الأعداء أنَّ جـــــهادنا ماضٍ وإن عظمت بنا الآلام وبيوتنا إن هدمت في أرضنا فبجنة المـــــــــأوى ربىً ومقام فلتذهب الدنيا بكل نعيمها إن كان عند إلهــنا الإنــــــــعام واثبت بُنَيَّ على الطريق مصابراً لا يثــنيــــنــــَّك ظـــالم وحُــــمام فالموت في ساح الوغى أمنية وبـــه يـــكون الـــفوز والإكـــرام فانهض بنيَّ لقمع كل عُداتنا فـــالنــــصر مــــوكول بـــه العلام ولئن قتلتَ فذي الشهادة منةٌ ودم الشهـــادة للشمـوخ وســـام وأثناء تشييع إحدى الجنائز إذ بطائرات الروس الغاشمين تهاجم موكب الجنازة فصبت عليهم القذائف الحارقة فأحرقت الباص الذي كانوا يستقلونه بمن فيه ، وقتلت المشيعين في غارة غادرة ومأساة رهيبة لم ترحم حتى الأموات في نعوشهم فضلاً عن الأحياء : وجنازة حُملت لتدفن في الثرى فــــأظــــلــها وابـــل من النيران لم يرحموا ميتاً ولا حياً فكم سفكوا الدماء بمدفع الطغيان دخلت قوى الكفر إلى إحدى القرى الشيشانية بكل عنجهيتها الشرسة وجبروتها الحاقد، وصبَّت جام غضبها على أهلها العزَّل ، حيث جمعوا ما استطاعوا جمعه من النساء والشيوخ والأطفال والشبان في مكان واحد ثم أذاقوهم الموت الزؤام حيث قاموا بتفجيرهم بروح إجرامية حاقدة ، فتناثرت الجثث في كل مكان وتطايرت الأشلاء في الأجواء ، ثم غادر القتلة القرية تاركين الأهالي يشربون كؤوس الألم والحسرة ، وجاء مَن سَلِم من الأهالي إلى مكان الجريمة لتتعرف الأم على طفلها وليعرف الأبناء أمهاتهم في منظر يملأ الكيان هماً وحزناً لا يوصفان ثم بدأوا يجمعون ما تطاير من الأشلاء وما تناثر من قطع اللحم ، حتى إنهم يجمعونها من الجدران والتراب غير فتات العظام والأجسام المحروقة التي لم يبق منها إلا الآثار ، فاختلطت الدموع بالدماء والآهات والأنين بالبكاء والعويل ، فعادت الأم لبيتها حاملة ما تبقى من لحم ولدها وفتات عظامه ، ووقف الطفل أمام رأس أمه المفصول عن جسدها المتمزق ، وانتحب الشيخ عند جنائز أهل بيته وقد سُحبوا بالأكفان بعد أن جُمِعت أشلاؤهم قطعة قطعة . قرية الحزن السليبة بات يعلوها المصيبة وبكاء ونحيب وأحاديث عصيبة فانصروهم بالعطاء خيَّم الحزن عليها والأسى ماضِ إليها فانصروهم بالدعاء هذي هي الشيشان يا أهل الثراء قتلٌ وتشريد وسفك للدماء فعلام عنهم تغفلون وبكل لهو تلعبون ما لي أراكم معرضون وعن الحقيقة تغمضون يا أخوتي يا مسلمون أَوَ غرَّكم عيش الرخاء مدوا يداً للعون يا أهل السخاء مدوا لهم خبزاً ومالاً وكساء وبكل وقت أخلصوا لهم الدعاء هذا بحقِّ إخوتي حقُّ الإخاء. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم .... أما أخبار المـجـاهـديـن فـإنـهـا تصل عـن طريـق الإنترنت ويتبين منهـا ارتفاع مـعـنـوياتهـم وكثرة إيقاعهـم بجنـد الشيطان الجبناء ، ويطلبون فيها الدعاء من إخوانهم. كان تمركزهم في بداية الأمر في المدن الكبيرة وعززوا مواقعهم بها ولكن مع اشتداد الحرب تجمعوا في منطقتين الأولى في العاصمة جروزني وكان عددهم ثلاثة آلاف مجاهد بقيادة القائد شامل باسييف والثانية في منطقة شاتوي الجبلية وكان فيها بقية القادة والمجاهدين . صمد المجاهدون في العاصمة صمود الجبال حيث كان عدد الجنود الروس المحاصرين للمدينة يقدَّر بسبعين ألف جندي ، وكان الروس يدَّعون أنهم قد أحكموا الحصار على جروزني حتى الذباب لا يستطيع الدخول إليها أو الخروج منها ، وبقوا على هذه الحال قرابة الشهرين وجروزني تتعرض لأبشع أنواع القصف والتدمير ، عندها قرَّر المجاهدون الخروج منها حفاظاً على ما تبقى من أرواح الأبرياء وانحازوا إلى منطقة شاتوي وتمَّ الانحياز بنجاح باهر وبعدد قليل من الخسائر . ولما انحازوا إلى المناطق الجبلية وتحصنوا بها بدأت القوات الروسية بمحاصرتهم ومحاولة إبادتهم لكنها فشلت وتكبدت خسائر فادحة في الأرواح والمعدات وصمد المجاهدون في الجبال لمدة شهرين ، قرروا بعدها الانسحاب إلى الجبال الجنوبية من جهة والمناطق السهلية من جهة أخرى وانقسموا إلى مجموعتين ، وتم الانحياز في وضع دقيق وخطير بين فكي كماشة بنجاح باهر أيضاً ، دفع بالقيادة الروسية إلى عزل بعض القادة الروس الميدانيين لتفويتهم فرصة القضاء على المجاهدين واستئصالهم . وقد بدأ المجاهدون بتغيير أسلوب الحرب من حرب نظامية لكل طرف فيها خطوطه ومواقعه الأمامية والخلفية إلى حرب العصابات وأسلوب الكر والفر ، لا تتعلق بأرض أو منطقة معينة فلا يعرف العدو من أين سيكون الهجوم ، بل يتوقعه من كل مكان وبكل وسيلة . ومن أهم الدوافع على تغيير أسلوب الحرب أن الروس إذا علموا بأن المجاهدين في قرية ما ، فإن ذلك يعني أن القرية بكاملها ستُقصَف وبشتى أنواع الأسلحة ، فهذا الأسلوب الجديد ـ الكر والفر ـ يُفوِّت على الروس معرفة أماكن المجاهدين وتجمعاتهم ويخفف الوطأة عن المدنيين ، بالإضافة إلى أنه أسلوب طويل المدى ومرهق للعدو ، خاصة وأن المجاهدين قد برعوا في هذه الحرب في نصب الكمائن والألغام التي يتحكم فيها عن بُعد ، فما من يوم يمر إلا وكمين وقع فيه الروس أو غارة سريعة على قافلة من قوافلهم ، مما جعل أرتال الجثث المتجهة إلى موسكو لا تتوقف ، ويقدَّر عدد القتلى الروس اليومي بعشرات الجنود، وأما الجرحى فهم ما بين 15 إلى 20 جريح يومياً . اخـفــض جـنـاحــــك إنهم أحـرارُ لا يـــحـــرق الإلـحــادَ إلا النارُ الـنــار لا الـسـِّلـم الجبان فطِفْلُهم مــــنـذ المـهــاد وعِـشـقُــه البتّارُ اخـفـض جـناحك إنهم لم يصرخوا يـا مجلس الأمن اعتدى الفجّارُ لـكـنـهـم رفـعـوا (أعِــدّوا) فـانـطـوى تـحـت اللـواء أشــاوسٌ أبـــــرارُ اخفض جناحك شوكة الشيشان لم تُكسر وإن حفَّت بها الأخطارُ عجباً لساني كيف يكْذِب مسمعي بل كيف تخدع قومنا الأخبارُ؟ قالوا تهاوت قلعة الشيشان إن الـــ ــقول زورٌ، صـاغـه مــكّــــــارُ هـبّــت ريـــاح الـعـزّ فــوق جـبـالها وسـهـولها شمخت بها الأشجارُ هــبّ الـشـبــاب (المـلـتحون) فَدَيتُهم مــا فــيــهـمُ مـتـقــاعــسٌ خوّارُ اخـفـض جـنـاح الكبر ليل جباههم يـبـكــي وتـشـهد دمعَه الأسحارُ اخـفـض جـنـاح الكبر ليل جهادهم يــزهــو وتـشـهــد زهــوه الأقمارُ تـلـك الجـبـال الـشـمُّ تـعـرف أهـلـها لا يـــنـثـنــــون فـــعـزمـهـــم جبّارُ تـتـرقــب الأبــواق رقـصـة مـوتـهــم لـيـزفـهــا فـي آذانـنــا المـزمـــارُ الـروس فوق رؤوسهـم ووراءُهـم حقدُ الصـلـيب وجهدنا الإنكارُ والــروس تحـفـر قــبــرهــا بـشمالها وغــداً سـيـكـسـرُ كأسَـه الخمّارُ ومع تغير أسلوب الحرب كان لا بد من إيجاد سياسة مشتركة بين القادة الميدانيين في قتالهم للقوات الروسية ووجود مرجعية عليا وهيئة شورى لاتخاذ القرارات المهمة ، فتمَّ الاتفاق على إنشاء مجلس الشورى العسكري ليدير رحى الحرب تحت راية واحدة لإعلاء كلمة الله في الأرض . ويتولى المجلس إعداد الخطط المستقبلية والتكتيكات الجديدة للإثخان بالعدو وإجباره على الانسحاب . والقيام ببعض الأعمال الإغاثية للمدنيين ، وتوحيد كلمة المجاهدين على الكتاب والسنة ، وضبط الأمور المالية . كان الروس قد خططوا بأن يقضوا على المجاهدين خلال فصل الشتاء ولكن الأمور جرت على عكس ما اشتهوا ، إذ نشط المجاهدون في عملياتهم وغاراتهم على المواقع الروسية وكبدوها خسائر بالغة ، يقول أحد قادة الجهاد الميدانيين : ( لا نستطيع أن نحصي عدد القتلى ، ولكن في أقل يوم يصل إلى 30 أو 40 قتيل ، وقد يصل في بعض الأيام إلى مائة وخمسين قتيلاً في العملية الواحدة) أ . هـ . هذا الواقع جعل القوات الروسية تشعر بالفشل التام واليأس من القضاء على المجاهدين، وتغيرت نبرة الخطاب السياسي الروسي ، فبدأت تخرج تصريحات من المسؤولين بتورط روسيا في مستنقع الدم الشيشاني ، ثم توالت التصريحات التي تحمل اليأس والهزيمة . وقد حاول الروس القيام بخدعة إعلامية حيث أعلن بوتين عن عزمه على سحب القوات الروسية ، وذلك في محاولة منه لإيهام المسلمين بأن الحرب انتهت فيتوقفوا عن دعم المجاهدين ، ويتخاذلوا عن نصرة إخوانهم ، ولكن الله كشف مكرهم ، فها هي الأخبار ترِد بمزيد من الحشودات والتحركات لقوافل من المدرعات والآليات من الجبال الجنوبية إلى المناطق المفتوحة تحسباً لدخول الصيف ومواجهة المجاهدين الذين سيحاولون الاستفادة من الغابات والجبال في التجهيز والانطلاق لعمليات واسعة النطاق تجبر العدو على الانسحاب بإذن الله . وتم انعقاد مجلس الشورى العسكري وتم فيه الاتفاق على استراتيجية المجاهدين في فصل الصيف والمتوقع بمشيئة الله تصعيد العمليات العسكرية من قبل المجاهدين ، والأيام حبلى وها هي بوادر النصر تلوح في الأفق ، ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً .ولا زال واجب النصرة قائماً وهم الآن بأشد الحاجة للدعاء لهم بالنصر والتمكين وجمع الكلمة على الحق إلى جانب الدعم المادي الذي قلَّ بشكل كبير مما جعل وضع المجاهدين صعباً في كثير من الأمور وخاصة فداء الأسرى والقادة بالذات فهناك عدد من القادة في الأسر ولم يستطع المجاهدون فداءهم إذ يبلغ فداء الأسير المجاهد من ألف وخمسمائة إلى ألفي دولار ، أما القائد ففداؤه يصل إلى سبعة آلاف دولار ، والحاجة ماسة إلى فداء الجميع وخاصة القادة لما يخشى من تسرب معلومات منهم تحت شدة التعذيب قد تؤدي إلى الإيقاع بالمجاهدين أو إضعافهم ، هذا فضلاً عن الأسيرات اللاتي يتعرضن لأمور يندى لها الجبين . ونختم بنداء وجَّهَهُ أحد القادة للمسلمين عامة والأثرياء خاصة ، يقول فيه : أولاً وقبل كل شيء نوصي الجميع بالدعاء بأن يجمع الله تعالى كلمتنا على الحق وعلى الدين وأن يخذل عدونا . وثانياً : وهو أن قضايا المسلمين تجد حماساً وتفاعلاً معها في بدايتها وإذا استمرت القضية فترة من الزمان تجد تراجعاً في الحماس وفي البذل ، ولما تأتي قضية أخرى فإنَّ القضية الأولى تكاد تُنسى ، ويكون دعمها قليلاً جداً ، فنرجو من المسلمين ومن الأثرياء أنه إذا جاءت قضية أخرى ، فالذي يستطيع أن يدفع ريال بإمكانه أن يدفع ريالين واحد لهؤلاء والآخر للآخرين ، وإذا لم يستطع فليقسمه نصفين ولا يبذل لواحد على حساب الآخر ، ومثله الخطيب الذي يخطب خطبة عن هؤلاء فهو يستطيع أن يخطب خطبة عن الآخرين ، والأمر الآخر أن القضية إذا انتهت ، فإن المسلمين ينسونها تماماً ولا يدرون عن حال إخوانهم المسلمين شيئاً من دمار للبيوت وحاجات أخرى فيقِلُّ الدعم بعد الحرب بنسبة 90 % مما ينبغي . والحمد لله رب العالمين............................... (الشيخ سعد البريك حفظه الله) اللهم كن مع اخواننا في الشيشان... مازال للحديث بقية ان شاء الله.... الموضوع الأصلي: الشــــــيـشان في قلبــي... || الكاتب: أم عبد الرحمان الجزااائرية || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد hgaJJJJJJdJahk td rgfJJd>>>
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|