الإمام العلاَّمة، شيخ المالكية، قاضي الجماعة بقرطبة، أبو الوليد محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد القرطبي المالكي، ولد بقرطبة سنة 450هـ وبها تلقى علومه الشرعية وتخصص في دراسة الفقه وأصوله حتى صار من المجتهدين في المذهب المالكي وفاق أقرانه وجميع أهل عصره في الفقه والفتوى وعلم الفرائض والأصول، هذا مع الهدى والسمت الصالح، والوقار والحلم، والدين والفضل.
وقد ألف ابن رشد الجد الكثير من المصنفات النافعة في الفقه مثل كتاب «المقدمات» لأوائل كتب المدونة، وكتاب «البيان والتحصيل لما في المستخرجة من التوجيه والتعليل» و«اختصار مشكل الآثار للطحاوي»، و«شرح العتبية» ومعظم كتبه في فقه الإمام مالك، كما تولى منصب القضاء، فقام به خير القيام، وسار في الناس سيرة حسنة، ثم استعفى من المنصب وتفرغ للتأليف والتدريس وكان حسن الخلق سهل اللقاء فانتفع الناس به أتم الانتفاع.
ومن أشهر مواقفه وفتاويه: فتواه الخاصة بوجوب نفي أهل الذمة في الأندلس إلى خارجها، في أعقاب خيانتهم الكبرى لدولة الإسلام المستظلين بحمايتها، وذلك عندما تعاونوا مع ملك أراجون الصليبي «ألفونسو المحارب» سنة 520هـ، وقد ذهب ابن رشد بنفسه إلى أمير المرابطين وقتها وهو: «علي بن يوسف بن تاشفين» وكان بمراكش في المغرب وأقنعه بخيانة أهل الذمة ونقضهم للعهد، وقد أخذ علي بن يوسف بالفتوى ونفى المعاهدين من الأندلس.
الجدير بالذكر أن ابن رشد الجد هو جد الفيلسوف الأشهر ابن رشد الذي يطلق عليه الحفيد تمييزًا له عن جده الفقيه، وكان القاضي عياض من أخص الناس بابن رشد الجد وله حوارات فقهية معه بالغة الجودة عرفت باسم «سؤالات لابن رشد».