العودة   شبكــة أنصــار آل محمــد > قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج > بيت الكتاب والسنة

بيت الكتاب والسنة خاص بتفسير القرآن وأحكامه وتجويده وأيضاً علم الحديث وشرحه

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-11-11, 01:51 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
أم عبد الرحمان الجزااائرية
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أم عبد الرحمان الجزااائرية


البيانات
التسجيل: Aug 2011
العضوية: 5247
المشاركات: 1,735 [+]
الجنس: انثى
المذهب: سنية والحمد لله
بمعدل : 0.36 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 20
نقاط التقييم: 374
أم عبد الرحمان الجزااائرية لطيف جداأم عبد الرحمان الجزااائرية لطيف جداأم عبد الرحمان الجزااائرية لطيف جداأم عبد الرحمان الجزااائرية لطيف جدا

الإتصالات
الحالة:
أم عبد الرحمان الجزااائرية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : بيت الكتاب والسنة


آيات التنزيل التنويه بفضائل الخليل...



آيات من التنزيل في التنويه بفضائل الخليل



الحمد لله الَّذي أنزل على عبده الكتاب تبصرةً لأولي الألباب، وأودعه من فنون العلوم والحكم العجب العجاب، وجعله أجلَّ الكتب قدرًا، وأغزرها علما، وأعذبها نظمًا، وأبلغها في الخطاب، قرآنًا عربيًّا، غير ذي عِوَجٍ، ولا مخلوق، لا شبهة فيه ولا ارتياب.

وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، ربُّ الأرباب الَّذي عَنَتْ لقيُّوميَّته الوجوه، وخضعت لعظمته الرِّقاب.
وأشهد أنَّ سيِّدنا محمَّدًا عبده ورسوله، المبعوث من أكرم الشُّعوب، وأشرف الشِّعاب، إلى خير أمَّة، بأفضل كتاب، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأنجاب، صلاةً وسلامًا دائمين إلى يوم المآب(1)،

وبعد:



فيقول الله ـ عز وجل ـ في محكم التنزيل المبارك: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121) وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122)»

هذه الآيات الثلاث من أواخر سورة النحل، وتدعى سورة النعم بسبب ما عدد الله فيها من النعم والمنن الظاهرة والباطنة، الدينية منها والدنيوية، ولا شكَّ أنَّ أجلَّ النِّعم وأعظمَها نعمةُ الإيمان والعمل الصالح، التي يحيا بها المرء الحياة الطيبة الهنية، وتلك حسنة الدنيا، ثم يحيا بعدها حياة النعيم الأبدية، وتلك حسنة الآخرة وأنعم بها من حسنة.

وفي هذه الآيات أخبر سبحانه «أنه أتى خليله أجره في الدنيا من النعم التي أنعم بها عليه في نفسه وقلبه وولده وماله وحياته الطيبة، ولكن ليس ذلك أجر توفية» (2)

لأن الأجر التام الوافي هو في الآخرة، «وقد دل القرآن في غير موضع على أن لكل من عمل خيرا أجرين(3) عمله في الدنيا ويكمل له أجره في الآخرة كقوله تعالى في هذه السورة: «لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30)» [النحل]،

وفي الآية الأخرى: «وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)» [النحل]،


وقال في هذه السورة: «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)» [النحل]،

وقال فيها عن خليله: «وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122)» [النحل]، فقد تكرَّر هذا المعنى في هذه السورة دون غيرها في أربعة مواضع لسر بديع، فإنها سورة النعم التي عدد الله سبحانه فيها أصول النعم وفروعها، فعرف عباده أن لهم عنده في الآخرة من النعم أضعاف هذه مما لا يدرك تفاوته، وأن هذه من بعض نعمه العاجلة عليهم، وأنهم إن أطاعوه زادهم إلى هذه النعم نعما أخرى، ثم في الآخرة يوفيهم أجور أعمالهم تمام التوفية» (4)



وقد بين سبحانه في هذه الآيات أسباب نيل هذه الكرامة في الأولى، وإدراك تلك الرحمة في الأخرى، وأخبر أنها مقامات علية، وصفات سنية، لا يبلغ قدرها إلاَّ أفراد الرجال، ولا يقوم بها عن أهلية واقتدار إلا من طمح في الكمال، ممن اصطفى الله من الأخيار، وزكَّى من عباده الأبرار، وعلى رأسهم أولو العزم من الرسل كإبراهيم ـ آيات التنزيل التنويه بفضائل الخليل... ـ الذي قال فيه ربه: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75)» [هود]،


وقال عنه: «إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41)» [مريم]، وأمر بالتأسي به والاقتداء بهديه في قوله: «قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ» [الممتحنة: 4]،

وأوجب اتباع ملَّته؛ لأنها خير الملل: «ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا» [النحل]،

وذكر أن أولى الخلق باتباع نهجه من اصطفاه الله على العالمين وجعل أمته أكرم الأمم: «إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)» [آل عمران]،

وحكم على من رغب عن ملته وزاغ عنها بالسفاهة والطيش: «وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130)» [البقرة]، إلى غير ذلك من أنواع الثناء الذي خصه الله به.

وقد مدح الله خليله وأثنى عليه في هذه الآيات «بأربع صفات كلها ترجع إلى العلم والعمل بموجبه وتعليمه ونشره، فعاد الكمال كله إلى العلم والعمل بموجبه ودعوة الخلق إليه» (5)

فمن كان حظه من هذه الصفات أوفر فهو جدير بأن يُتَّبعَ ويقتدى به، ويقلده الناس ذممهم، ويأمنونه على دينهم، وأما إذا كان عديما منها أو مخلا ببعضها فلا يستحق أن يكون متبوعا ولا إماما؛ لأن الله عزله عن الإمامة ولا يرضاه للناس قائدا ودليلا.

وأولى هذه الصفات التي هي من أرفع أنواع المدح والثناء للخليل إبراهيم ـ آيات التنزيل التنويه بفضائل الخليل... ـ:


* كونه أمة وحده:

ولفظ الأمة في القرآن يأتي على تسعة أوجه هي: (عصبة، ملة، سنين، قوم، إمام، الأمم الخالية، أمة محمد ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ، الكفار، الخلق) (6)

ومعنى الأمة في هذه الآية يدور على وجهين:

الأول: كل جماعة يجمعهم أمر ما، إما دين واحد أو زمان واحد أو مكان واحد، سواء كان ذلك الأمر الجامع تسخيرا أو اختيارا(7)، فقوله تعالى: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً»


معناه أنه قائم مقام جماعة في عبادة الله وطاعته، وهذا كقولهم: فلان في نفسه قبيلة، فإبراهيم «كان أمة من الأمم، اجتمع فيه ما تفرق في الأمم من صفات الخير ونعوت البركة، كما قيل:

وليس لله بمستنكر *** أن يجمع العالم في واحد(8)

قال مجاهد: «كان مؤمنا وحده والناس كفار كلهم» (9) .

الثاني: أن يكون أمة بمعنى مأمومًا، أي يؤمه الناس ليأخذوا منه الخير، أو بمعنى مؤتمًّا به، فهو على هذا كقول الله له: «قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا» [البقرة: 124]،


ووصفه بالأمة أبلغ من وصفه بالإمام وأتم وأكمل لأن الفرق بينهما من وجهين، كما قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في «مفتاح دار السعادة» (1/ 315):


«أحدهما: أن الإمام كل ما يؤتم به، سواء كان بقصده وشعوره أو لا، ومنه سمي الطريق إمامًا؛ كقوله تعالى: «وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ (79)» [الحجر]، أي بطريق واضح لا يخفى على السالك، ولا يسمى الطريق أمة.

الثاني: أن الأمة فيه زيادة معنى، وهو الذي جمع صفات الكمال من العلم والعمل بحيث بقي فيها فردا وحده، فهو الجامع لخصال تفرقت في غيره، فكأنه باين غيره باجتماعها فيه وتفرقها أو عدمها في غيره» اهـ.

ولذلك قال النبي ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ في زيد بن عمرو والد سعيد ابن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة لما سئل عنه: «يُبعَثُ يَومَ القِيَامَةِ أُمَّةً وَحدَهُ (10) ؛ لأنه كان ممن طلب التوحيد وخلع الأوثان وجانب الشرك، وقد مات قبل مبعث النبي ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ، وكان لا يأكل من ذبائح قريش، والسر في كونه يحشر أمة وحده هو أنه أقام التوحيد ونبذ الشرك وحارب أهله في وقت غاب فيه القائم بالحق وقل النصير وكانت الجولة فيه للباطل.

ومثله في الإمامة العالم الرباني المتفرغ لتعليم الناس وهدايتهم كمعاذ بن جبل ـ آيات التنزيل التنويه بفضائل الخليل... ـ الذي قال فيه النبي ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ: «مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ أَعلَمُ النَّاسِ بِحَلاَلِ اللهِ وَحَرَامِهِ» (11)،


فقد أخرج عبد الرزاق في «تفسيره» (12) بسنده إلى مسروق قال: قرأت عند ابن مسعود «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا» فقال: إن معاذا كان أمة قانتا لله، قال: فأعادوا عليه، قال: فأعاد عليهم، ثم قال: أتدرون ما الأمة؟ الذي يعلم الناس الخير، والقانت الذي يطيع الله ورسوله» (13) .


وقد صدق عبد الله بن مسعود ـ آيات التنزيل التنويه بفضائل الخليل... - فبالعلم والعمل بموجبه تنال الإمامة في الدين، وبهما يصير الواحد كالألف كما قيل:

والناس ألف منهم كواحد *** وواحد كالألف إن أَمرٌ عَنَا


* وثاني الصفات التي أثنى الله بها على خليله قوله: «قَانِتًا».

والقانت: المطيع لله ورسوله على ما تقدم تفسيره عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ، وأصل القنوت: لزوم الطاعة والخضوع، وفسر بكل منهما قوله تعالى: «وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238)» [البقرة]،


وقيل القنوت: القيام، وبه فسر قوله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ لما سئل: «أي الصلاة أفضل؟» قال: «طُولُ القُنُوتِ» (14)، لكن ليس مطلق القيام، بل القيام مع الخضوع، فيكون معنى القانت هنا: القائم بما أمر الله به، من طاعته وطاعة رسوله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ.

* وثالث الصفات صفة عظيمة وهي قوله: «حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ»:

والحنيف المائل إلى ملة الإسلام، غير الزائل عنه، والحنْف: هو الميل عن الضلال إلى الاستقامة، وتحنَّف الرجل: إذا تحرى طريق الاستقامة، وكانت العرب تسمي كل من اختتن أو حج: حنيفا تنبيها على أنه على دين إبراهيم ـ آيات التنزيل التنويه بفضائل الخليل... ـ، وقد فسر قوله تعالى: «حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ» [الحج: 31]؛


أي حجاجًا، وإبراهيم ـ آيات التنزيل التنويه بفضائل الخليل... ـ قامت دعوته على التوحيد واستمرت عليه وانتهت إليه فلذلك استحق اسم الحنيف، فهو مقبل على الله معرض عما سواه في حاله ومآله وقاله.

ولما زعمت قريش أنها على دين إبراهيم ـ آيات التنزيل التنويه بفضائل الخليل... ـ أكذبهم النبي ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ؛ لأنهم كانوا يشركون بالله ولا يدينون دين الحق، ففي البخاري عن ابن عباس ـ آيات التنزيل التنويه بفضائل الخليل...ا ـ أن النبي ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ لما رأى الصور في البيت لم يدخل حتى أمر بها فمحيت، ورأى إبراهيم وإسماعيل ـ عليهما السلام ـ بأيديهما الأزلام، فقال: «قَاتَلَهُمُ اللهُ! وَاللهِ إِنِ اسْتَقْسَمَا بِالأَزْلاَمِ قَطُّ» (15) .

وتحتمل لفظة الحنيف الرد أيضا على اليهود والنصارى في دعوى كل طائفة منهم أن إبراهيم كان منهم كما في قوله: «مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)» [آل عمران]؛ لأن كلا من ملة اليهود والنصارى مشتملة على الشرك كما أخبر الله سبحانه عنهم.


* ورابع الصفات المذكورة في حق إبراهيم ـ آيات التنزيل التنويه بفضائل الخليل... ـ قوله تعالى: «شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ»:


والشُّكر: الاعتراف بالنِّعمة وإظهارها، ويكون بالقلب وهو الاعتراف بالنعمة، ويكون باللسان وهو الثناء على صاحب النعمة ومسديها ويكون بسائر الجوارح، وهو مكافأة النعمة بالطاعات ومنه قوله تعالى في نوح ـ آيات التنزيل التنويه بفضائل الخليل... ـ: «إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3)» [الإسراء]، وقوله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ: «أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا» (16)، وهذا حينما كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه.

وعلى هذا فإن الشكر مظهر من مظاهر عبادة الله التي دعا إليها بقوله: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172)» [البقرة]،


فهو باب الخير ومفتاح السعادة، وسبيل النماء وسبب الزيادة، قيد الله به النعم ودفع به النقم، فقال تعالى: «وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)» فما استحفظت نعم الله ولا استجلبت بمثل الشكر، ولا ضيعت ولا استدفعت بمثل الكفر،؛ لذلك قيل: «من عرف نعمة الله بقلبه وحمده بلسانه لم يستتم ذلك حتى يرى الزيادة» (17).


وملازمة العبد للشكر ملازمة للإيمان؛ لأن الإيمان نصفان: نصف شكر ونصف صبر، وكذلك كان إبراهيم ـ آيات التنزيل التنويه بفضائل الخليل... ـ صابرًا على المحن والابتلاء، وشاكرًا للمنن والعطاء، فهو كما قيل فيه بحق: «قلبه للرَّحمن، وولده للقربان، وبدنه للنيران، وماله للضِّيفان» (18).


والمقصود أن الصفات الأربع التي وصف الله بها خليله إبراهيم ـ آيات التنزيل التنويه بفضائل الخليل... ـ صفات يحصل بها الاجتباء وتتم بها الهداية وتحصل بها السعادة، ولذلك قال: «اجْتَبَاهُ» أي: اصطفاه وخصَّه بأنواع النعم من النبوة والرسالة والخلة والصلاة عليه والبركة في الأموال والأولاد وتنويه الله بذكره حتى إنَّ أهل الأديان جميعهم كان فخرهم بالانتماء إليه صلوات الله وسلامه عليه.



وقال: «وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ»، أي إلى ملَّة الإسلام، «وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً»، قيل: هي الخلة التي اصطفاه الله بها وهي لنبينا ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ أيضا، وقيل: البركة في الأموال والأولاد «وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ» أي من أهل الجنَّة.



وبمثل هذه الخلال وتحقيقها في النفس يكون السؤدد والشرف وتنال الإمامة في الدين ويصلح شأن العباد والبلاد في الحال والمآل.


والله نسأل أن يعيننا على تحقيق هذه الخلال لتستقيم النفوس وتصلح الأحوال إنه ولي ذلك والقادر عليه.


بقلم الشيخ عز الدين رمضاني


كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار





Ndhj lk hgjk.dg td hgjk,di ftqhzg hgogdg>>>










توقيع : أم عبد الرحمان الجزااائرية



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



عرض البوم صور أم عبد الرحمان الجزااائرية   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 :
لا يوجد أعضاء

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 08:29 AM

أقسام المنتدى

قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج | بيت الكتاب والسنة | قســم موسوعة الصوتيات والمرئيات والبرامج | بيت الشكـاوي والإقتراحــات | بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة | قســم الموسوعـة الحواريـة | بيت الحــوار العقـائــدي | بيت الطـب البـديـل وطـب العـائلـة | بيت الأسـرة السعيــدة | قســم الدعم الخاص لقناة وصــال | بيت شبهات وردود | بيت التـاريـخ الإسلامي | بيت المهتدون إلى الإسلام ومنهج الحق | قســم موسوعة الأسرة المسلمـــة | وحــدة الرصــد والمتـابعــة | بيت الصوتيـات والمرئيـات العــام | بيت الصــــور | بيت الأرشيــف والمواضيــع المكــررة | بيت الترحيب بالأعضاء الجدد والمناسبات | بيت الجـوال والحـاسـب والبـرامـج المعـربـة | بيت المكتبـة الإسلاميـة | بيت الأحبـة فــي اللــه الطاقــم الإشـرافــي | بيت موسوعة طالب العلم | قســم الموسوعة الثقافية | البيــت العـــام | قســم دليل وتوثيق | بيت وثائق وبراهين | بيت القصـص والعبـــــــر | بيت الإدارة | بيت الصوتيـات والمرئيـات الخــاص | بيت المعتقد الإسماعيلي الباطني | بيت مختارات من غرف البالتوك لأهل السنة والجماعة | بيت الأحبـة فــي اللــه المراقبيـــــــن | بيت أهل السنه في إيران وفضح النشاط الصفوي | بيت المحــذوفــات | بيت ســؤال وجــواب | بيت أحداث العالم الإسلامي والحوار السياسـي | بيت فـرق وأديـان | باب علــم الحــديـث وشرحــه | بيت الحـــوار الحــــــــّر | وصــال للتواصل | بيت الشعـــر وأصنافـــه | باب أبـداعـات أعضـاء أنصـار الشعـريـة | باب المطبــخ | بيت الداعيـــات | بيت لمســــــــــــات | بيت الفـلاش وعـالـم التصميــم | قســم التـواصـي والتـواصـل | قســم الطــاقــــــــم الإداري | العضويات | بـاب الحــــج | بيـت المــواســم | بـاب التعليمـي | أخبــار قناة وصــال المعتمدة | بيت فـريـق الإنتـاج الإعـلامـي | بيت الـلـغـة العــربـيـة | مطبخ عمل شامل يخص سورية الحبيبة | باب تصاميم من إبداع أعضاء أنصـار آل محمد | بـاب البـرودكــاسـت | بيت تفسير وتعبير الرؤى والأحلام | ســؤال وجــواب بمــا يخــص شبهات الحديث وأهله | كلية اللغة العربية | باب نصح الإسماعيلية | باب غرفـة أبنـاء عائشـة أنصـار آل محمـد | بـيــت المـؤسـســيـــن | بـاب السيـرة النبـويـة | بـاب شهـــر رمضــان | تـراجــم علمـائـنـا |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant