البيــت العـــام للمواضيع التي ليس لها قسم محدد |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
18-11-11, 02:46 AM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
البيــت العـــام
لقد حملوا طيبات كثيرة وما حملت .... ﻻ ، بل لي حمل أثقل كاهلي ... حمل يضر وﻻ ينفع .. فليت شعري ما الذي جعلني أحمل ما يضر وﻻ ينفع ؟ ثم ليت شعري إنَّ صحبي حولي أراهم قد حملوا الطيبات فسعدوا وارتاحوا ... نفوسهم راضية مطمئنة ، وأما نفسي فحزينة متألمة.. كم مرة ٍ راودتني نفسي أن أكون معهم ؟ لكن خطواتي ثقيلة ﻻ تتقدم نحوهم !! فقلت لها يا نفسي إن لم تتحركي من أجل ما ينفعك فﻼ أقل من أن تتخلصي مما تحملين . فلم تجبني.. فناديت : يا*عيني* فلتذرفي* الدموع* . قرب وقت السفر واشتد الجمع له ، فمن حولي أمثال دوي خلية النحل من العمل والسعي الدءوب من أجل السفر . نعم ﻷنه ليس سفرا ً مهما ً وفقط ، بل أهم سفر سنسافره جميعا ً ... إنه السفر لﻶخرة ، وهل هناك سفر أهم منه ؟ ﻻ وألف ﻻ ... إنه أهم سفر منذ ولدتنا أمهاتنا ... سفر ٌ ﻻ رجعة فيه ..* ومع هذا فلم يحركني كل هذا ، فناديت يا عيني فلتذرفي الدموع . تقاربت اﻷيام ولكن اليوم ليس ككل يوم.. أحس ذلك ولكن ﻻ أدري لماذا ؟ لكن هال عيني ما رأت من هذا ؟ من هؤﻻء ؟ أحقا ً هي النهاية ؟ هل بدأ السفر ؟ ما بال أطرافي قد بردت ؟* لقد أيقنت أنها النهاية ... نعم بدأ السفر ، ولكـن أين الزاد ؟ أحقا ً سأرحل بﻼ زاد ؟* لكن أشغلني أمرٌ آخر .. لقد وجدتني أحمل حمﻼً سيئا ... إنه فرصة للتخلص منه ، ولكن مالي ﻻ أستطيع ؟ هل أنادي يا عيني فلتذرفي الدموع ؟ لكن حتى هذه ﻻ أستطيع . اللسان ﻻ يتحرك ، والجسد كله هامد ، فﻼ إله إﻻ الله . " كﻼ إذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن أنه الفراق " " فلوﻻ إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ ٍ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن ﻻ تبصرون " أفي هذه اللحظة توبة ؟ كﻼ وربي . ما هذا ؟ وإلى أين ؟ إنه عالم جديد كل من يدخله يوزن بما معه من زاد . لقد هالني ذلك عن النوم على التراب ، ومفارقة اﻷحباب ، لكن كل هذا يهون أمام الميزان ...* أين الزاد؟ أين ؟* ولكن يا ويحي مما أحمل .. أتراني سأضعه في الميزان أيضا ً ؟ ياعيني فلتذرفي الدموع . حتى إذا شاء الله أن تحق الحاقة وتقرع القارعة فإذا باﻷرض قد زلزلت زلزالها ، وأخرجت أثقالها ، فقمت مع من قاموا حفاة عراة غرﻻ . فيا لهول ما أرى ... إن منهم من يغطي العرق نصفه ومنهم يلجمه العرق ، ومنهم من يحمل أوزارا ً مثل الجبال ولكن أين؟؟ إنه يحملها على ظهره يسعى بها إلى الحشر . ومنهم من يطوق أرضا ً ... في رقبته ولكن أي أرض ؟ إن شبرا ً من أرض الدنيا يطوق اليوم في الرقبة إلى سبع أراضين . وها أنا كم أحمل ... فيا عيني فلتذرفي الدموع . حتى إذا شاء الله ـ بعد وقوف طويل ـ أن يفصل بين الخﻼئق فتطايرت الصحف فآخذ ٌ باليمين وآخذ بالشمال ، فإلى أين هؤﻻء ؟ وإلى أين أولئك ؟ أهل اليمين في نعيم مقيم ... فأطلق لخيالك العنان ليسبح في هذا النعيم حتى يصل إلى غايته ، فهناك تعرف أنه أعلى من ذلك كيف ﻻ ؟ وفيها ما ﻻ عين رأت وﻻ أذن سمعت وﻻ خطر على قلب بشر . أما أهل الشمال فـ " في سموم وحميم وظل من يحموم ﻻ بارد وﻻ كريم " ... ينادى على أحدهم* " خذوه فغلّوه ثم الجحيم صلّوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه " . فحدِّث وﻻ حرج ... تقرح العيون ، وتفطر القلوب ، وتهتك الجلود ، ولكن ... " كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب " . فعفوك يا رب اﻷرباب . أرجوك ﻻ تنادي : يا عيني فلتذرفي الدموع ؛ فأمامك الفرصة بعد أن عدت من رحلتك تلك ـ إن شاء الله ـ بالعِبرة . :-) المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد dhudkd tgj`vtd hg]l,u |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|