بيت موسوعة طالب العلم كـل مايخص طالب العلم ومنها الفتــاوى |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
13-12-11, 09:48 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت موسوعة طالب العلم
لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَالصِّفَاتُ الْعُلَى يقول المصنف: (له الأسماء الحسنى والصفات العلى)، لله الأسماء الحسنى وهذا من الإثبات المجمل، إثبات مجمل؛ لأنها كلمة عامة (له الأسماء الحسنى)، قال الله تعالى: ﴿هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾(1) ﴿اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾(2)، ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ﴾(3). فله الأسماء الحسنى، كل الأسماء الحسنى هي ثابتة له، لكن هذه الأسماء منها ما أطلع الله عليه من شاء من العباد، ومنها ما استأثر بعلمه كما في أحاديث دعاء الهم: «أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَك، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ»(4). وأسماؤه -تعالى- ليست محصورة في تسعة وتسعين كما في الحديث: «إِنَّ للهِ تَسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِئَةً إِلاَّ وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا؛ دَخَلَ الْجَنَّةَ»(5). قال العلماء: إن هذا ليس فيه حصر لأسمائه في هذا العدد، بل فيه الإخبار عن أن من أسمائه تسعة وتسعين اسما، من شأنها ومن صفتها ومن فضلها: أن من أحصاها دخل الجنة، وهذا لا ينفي أن تكون له أسماء أخرى، فيجب التنبه لذلك، فأسماؤه كثيرة منها ما علمه لمن شاء من عباده، ومنها ما استأثر بعلمه. (وله الصفات العلى) الصفات هي المعاني الثابتة القائمة به -سبحانه وتعالى-، من علمه، وسمعه، وبصره، وكلامه، وأفعاله؛ كنـزوله، واستوائه على العرش، ومحبته أنه يحب، وغضبه، إلى آخره ورضاه. لكن يجب أن يعلم أن كل اسم متضمنٌ لصفته، فهو العليم، والعلم صفته، فاسم العليم تضمن العلم، والحي يتضمن الحياة، السميع يتضمن السمع، والبصير يتضمن البصر وهلم، وهلم. لكن ليس كل صفة يمكن أن يشتق له -تعالى- منها اسمٌ، هناك مثلاً كونه ﴿يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾(6)، ﴿رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾(7) ﴿وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ﴾(8)، فلا تقل: إنه -تعالى- المحب والراضي والكاره، وما إلى ذلك، فكل اسم متضمن لصفة، فاسمه العليم يدل على ذاته وصفة العلم، وأما الأفعال والصفات الأخرى؛ فلا يلزم من ذلك أن يشتق له منها أسماء. (له الأسماء الحسنى) الحسنى اسم تفضيل، الحسنى مثل الأحسن، (له الأسماء الحسنى)؛ يعني هذا أكمل من أن يقال: له الأسماء الحسنة، الأحسن هو البالغ في الحسن غايتَه. (له الأسماء الحسنى) فأسماؤه متضمنه لصفات الكمال على وجه الكمال، والصفات العلى يعني من حيث المعنى صفات عالية ﴿وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى﴾(9). هذا من الإثبات الْمُجْمَلِ له المثل الأعلى، يعني له الوصف الأكمل والأطيب والأفضل، له المثل الأعلى في جميع النعوت، في جميع نعوته، فله المثل الأعلى -سبحانه وتعالى. (لَمْ يَزَلْ بِجَمِيعِ صِفَاتِهِ وَأَسْمَائِهِ، تَعَالَى أَنْ تَكُونَ صِفَاتُهُ مَخْلُوقَةً، وَأَسْمَاؤُهُ مُحْدَثَةً، كَلَّمَ مُوسَى بِكَلاَمِهِ). ما زال بصفاته -سبحانه وتعالى-، سبحانه أن تكون أسماؤه مخلوقة، وصفاته محدثة، ما زال بصفاته. (ما زال) هذا فعل يدل على الاستمرار في الماضي، ما زال ولا يزال، كما يقول الطحاوي: "ما زال بصفاته قديما قبل خلقه، لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلُ من صفته، وكما كان بصفاته أزلية، كذلك لا يزال عليها أبدية". فصفاته لم تزل، يعني لم يزل عليمًا ولا يزال عليمًا، فليس لعلمه بداية ولا نهاية، ولم يزل حيًّا قيومًا، ولا يزال كذلك، ولم يزل سميعًا بصيرًا، ولا يزال كذلك، ولم يزل قديرًا، لم تحدث له قدرة بعد أن لم يكن قادرًا؛ بل لم يزل على كل شيء قدير، ولا يزال كذلك، ولم يزل عزيزًا والعزة صفته، ولا يزال كذلك، وهذا في الصفات الذاتية ظاهر. أما الصفات الفعلية؛ ففيها تفصيل؛ لأنها تابعة لمشيئته، فجنس الفعل وبعض أنواع الفعل ممكن أن تقول: الله -تعالى- لم يزل فعالاً لما يريد، فكونه فعالا هذا صفة لازمة لذاته، لم يزل فعالاً يعني قادرًا على الفعل، فعالاً لما يريد، فما أراد أن يفعله؛ فعله؛ لأنه لا يُعْجِزُه شيء، ولا يمنعه شيء مما أراده سبحانه وتعالى. وكذلك صفة الكلام هي الصفة الذاتية الفعلية؛ إذ تقول: الله لم يزل متكلمًا إذا شاء، لم يكن عاجزًا عن الكلام، أو غير متكلم ثم صار متكلمًا، بل لم يزل متكلمًا إذا شاء، ينبغي التقييد بكذا. أما أنواع الفعل مثل الاستواء؛ فلا تقل: الله لم يزل مستويًا على العرش؛ فالأصل محدث مخلوق، فلا يتصور أن تقول: إنه -تعالى- لم يزل مستويًا على العرش، تقول: لم يزل فعالاً لما يريد، والاستواء من أفعاله من أنواع فعله، وكذلك المجيء يوم القيامة من أفعاله، وكذلك النزول كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فهذا. يقول المصنف: (لم يزل بجميع صفاته): لم يزل؛ يعني متصفا بجميع صفاته. (تعالى أن تكون أسماؤه مخلوقة، وصفاته محدثة): هذا قلت لكم ما ينبغي من التفصيل؛ الصفات الفعلية نوعها في الجملة قديم، وأفراده حادثة؛ مثل الكلام، يقول أهل العلم المحققون: إن الكلام قديم النوع حادث الآحاد، تكليمه لموسى قديم. اسمعوا؛ لأن كلمة قديم تعني ما لا بداية له، تكليمه لموسى إنما حصل في وقته، تكليمه للأبوين في وقته، تكليمه لأهل الموقف يكون يوم القيامة، فليس قديما، لكن نوع الكلام قديم. وأهل الكلام والمبتدعة عندهم اضطراب في موضوع الصفات الفعلية منهم من ينفي الصفات الفعلية كما ينفي غيرها، ينفي؛ يقول: إنه لا تقوم به الصفات الفعلية، ومنهم من يثبتها لكن يقول: إنها لازمة فيجعل الصفات الفعلية لازمة لذاته؛ مثل الغضب، والرضى، والمحبة، والبغض. فمن الطوائف من ينفيها كما ينفي غيرها من الصفات؛ مثل الأشاعرة وإن أثبتوه، والصفات التي تعرفونها فإنهم ينفون حقائق هذه الصفات، ثم أهل التأويل منهم من يفسرونها إما بالإرادة، وإما ببعض المخلوقات من النعم والعقوبات، وآخرون يقول: إنه -تعالى- يوصف بهذه الصفات لكنها لازمة لذاته، لا تتعلق بها المشيئة، وهذا المشهور عن ابن كُلاَّبٍ(10) وأصحابه. منقول من شرح رسالة القيرواني لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك --------------------- (1) الحشر: 24. (2) طه: 8. (3) الأعراف: 180. (4) صحيح: أخرجه أحمد في المسند (3712،4318)، ابن حبان في صحيحه (972)، الحاكم في المستدرك (1/690). من حديث عبد الله بن مسعود --، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (199): صحيح. (5) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب التوحيد، باب إن لله مائة اسم إلا واحدًا (7392)، مسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها (2677) من حديث أبي هريرة -. (6) المائدة: 54. (7) المائدة: 119. (8) التوبة: 46. (9) الروم: 27. (10) هو: رأس المتكلمين بالبصرة في زمانه،أبو محمد، عبد الله بن سعيد بن كلاب القطان البصري، صاحب التصانيف في الرد على المعتزلة، وربما وافقهم. وكان يلقب كلابا؛ لأنه كان يجر الخصم إلى نفسه ببيانه وبلاغته. وأصحابه هم الكلابية، لحق بعضهم أبو الحسن الاشعري، وكان يرد على الجهمية. صنف في التوحيد، وإثبات الصفات، وأن علو الباري على خلقه معلوم بالفطرة والعقل على وفق النص. من مصنفاته: كتاب "الصفات"، و"خلق الأفعال". كان حيا قبل الأربعين ومئتين. انظر: السير (11/174 ترجمة 76)، وطبقات الشافعية الكبرى (2/ 299 ترجمة 65). الموضوع الأصلي: لا تقل : الله لم يزل مستويا على عرشه - بل نقول : لم يزل فعالا لما يريد . || الكاتب: الشاهين || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد gh jrg : hggi gl d.g lsj,dh ugn uvai - fg kr,g tuhgh glh
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 1 : | |
الشـــامـــــخ |
|
|