العودة   شبكــة أنصــار آل محمــد > قســم الموسوعة الثقافية > البيــت العـــام

البيــت العـــام للمواضيع التي ليس لها قسم محدد

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-12-11, 01:16 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
درر الشهد
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jun 2011
العضوية: 3947
المشاركات: 7,014 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: سنية
بمعدل : 1.43 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 32
نقاط التقييم: 480
درر الشهد في إبداع مستمردرر الشهد في إبداع مستمردرر الشهد في إبداع مستمردرر الشهد في إبداع مستمردرر الشهد في إبداع مستمر

الإتصالات
الحالة:
درر الشهد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : البيــت العـــام

حتى لا تشكو من عقوقهم


عمر بن عبد المجيد البيانوني

إن انتشار ظاهرة العقوق وتفشيها في المجتمعات أصبح أمراً لافتاً للنظر، لا بدَّ من الوقوف عنده والعمل على علاجه، مع أنه من المنطقي والواقعي أن يكون هناك محبة عظيمة بين الوالدين وأبنائهم، لأنَّ الوالدَيْن غالباً ما يكونوا هم أكثر من أحسن إلى الأولاد، والنفوس مجبولة على حبِّ مَنْ أحسن إليها، فلماذا يعقُّ الأبناء أو البنات والديهم؟
إنَّ كثيراً من النَّاس يعرفون الحقوق التي لهم، أما التي عليهم فيجهلونها أو يتجاهلونها، فترى الواحد منهم يلوم الآخر على التقصير في حقه، وهو أحق باللوم منه.
فكثيراً ما تسمع الرجل يشكو من عقوق أبنائه، لكن قليلاً منهم من يحاسب نفسه، هل هو كان السبب في عقوقهم؟ لأن تصرفات النَّاس معنا غالباً ما تعكس طريقة تعاملنا معهم.
فما قلبُ الصغيرِ سوى كتابٍ... تُسَطَّرُ في صحائفه الخلالُ
كما قال الإمام الغزالي رحمه الله: والصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية عن كلِّ نقش وصورة، وهو قابلٌ لكلِّ ما نقش، ومائلٌ إلى كلِّ ما يُمَال به إليه، فإنْ عُوِّد الخير وعُلِّمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة، وشاركه في ثوابه أبوه وكل معلم له ومؤدب، وإنْ عُوِّد الشر، وأُهمل إهمال البهائم شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له ([1]).
فلا ينبغي لأحدٍ أنْ يُطالِب بحقِّه قبل أن يؤدي واجبَه، فالذي يشكو من عقوق أولاده قد يكون هو الذي قد قصَّر في تربيتهم على الدين والأخلاق، أو قد يكون مقصراً في الجانب العاطفي معهم، أو يتعامل معهم بشدة غير مقبولة، وقد قال رسول الله تشكو عقوقهم: (رَحِمَ اللهُ وَالِداً أَعَانَ وَلَدَهُ عَلَى بِرِّهِ) ([2]).
فمن الآباء والأمهات من يتعامل مع أولاده بأي سلوب سواء كان حسناً أو قبيحاً، ويخطئ في حقهم بما يشاء، وقد ينتقم بعضهم بسبب ما يمر به من ظروف صعبة بالإساءة إلى أولاده إما بالكلام أو الضرب وغيره بحجة تربيتهم، وقد يكون خطؤهم يسيراً لو فعلوه في وقت آخر لما عوقبوا بذلك، وإنما هي الحالة السيئة التي كان فيها أحد والديه.
وقد أخبرني مَنْ أثق به أنَّ بعض الآباء عندما يعود من عمله إلى البيت وتشكو زوجته من أخطاء بعض أبنائه، يتركهم ولا يتصرف معهم بشيء، فإذا عاد من أحد منهم خطأ أو تقصير مرة أخرى وكان الأب مُكدَّرَ الخاطر مُعكَّرَ المزاج، يقوم بضربهم جميعاً، ويكون الذي أخطأ هو واحد منهم وليس جميعهم، فإنْ لامه أحد قال: قد غضبت الآن وليس كل مرة سأغضب نفسي وأضربهم.
وله بعض العذر في ذلك إن كان يراهم وما أظنه كذلك - كنفس واحدة يجب أن يأخذوا بيد المسيء ويمنعوه، ولعله أخذ بنظرية جحا كما يحكى عنه أنه حذَّر ابنه من كسر الزجاج ثم ضربه، فقيل له: لماذا تضربه ولم يكسر شيئاً؟ قال: ما الفائدة من ضربه إذا كسر الزجاج، أنا أضربه قبل ذلك حتى يأخذ حذره.
وقد يتهاون أحدهم فيدعو على ولده في ساعة غضب، ولا يدري أن هذه الدعوة قد تكون وبالاً عليه وسبباً لفساده، وقد حذر النبي تشكو عقوقهم من ذلك فقال: (لا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَوْلاَدِكُمْ وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لاَ تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ) ([3]).
وجاء رجل إلى عبد الله بن المبارك فشكا إليه بعض ولده، فقال: هل دعوت عليه؟ قال: نعم. قال: أنت أفسدته.
وقد يستنكر أحدهم من أولاده سلوكاً سيئاً فتأخذه الحمية لدين الله فيبالغ في تعنيف ولده ويشنع عليه بطريقة غير مقبولة، فيقع في خطأ أكبر من خطأ ولده الذي يستنكر عليه، وقد قال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}.
وقد أمر الله تعالى موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام أنْ يقولا لفرعون قولاً ليناً مع أنه قد تجاوز الحدَّ في كفره وطغيانه، قال تعالى: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى. فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّنَاً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}.
وقال أبو عون الأنصاري: «ما تكلم الناس بكلمة صعبة، إلا وإلى جانبها كلمة ألين منها تجرى مجراها».
وقال أبو حمزة الكوفي: «واعلم أنهم لا يعطونك بالشدة شيئاً إلا أعطوك باللين ما هو أفضل منه».
نعم يجب على الأولاد البر بالوالدين حتى لو أساؤوا، فليس البر مقتصراً على مقابلة الإحسان بالإحسان، إذ الإحسان لمن أحسن يكون لكل النَّاس حتى من غير المسلمين فقد قال تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}، وقد أمر الله تعالى بالإحسان إلى الوالدين حتى لو كانا كافرين: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنيا مَعْرُوفاً}، وليس هناك ذنب أعظم من الكفر، فإذا كانوا مفرطين في حق الله ومع ذلك أمر الله بالإحسان إليهم فكيف إذا كانوا مفرطين بحق الابن؟! فالإحسان إليهم من باب أولى.
لكن هذا لا يعني عدم التقدير للأولاد أو الإساءة إليهم من هذا المنطلق، وقد عاتب أعرابي أباه - وإنْ كان الابن البار لا يستحسن أن يقول مثل هذا فقال له: «إنَّ عظيمَ حقِّك علي، لا يذهب صغير حقِّي عليك، والذي تمتُّ به إليَّ أمتُّ بمثله إليك، ولستُ أزعم أنَّا سواء، ولكن لا يحلُّ لك الاعتداء».
إن أعظم المربِّين والمعلمين هو النبي تشكو عقوقهم، وقد قال: (إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْوَالِدِ) ([4]). فكيف كان تعامل النبي تشكو عقوقهم مع أصحابه؟
لقد كانت تربية النبي تشكو عقوقهم قائمة على الرفق والرحمة واللطف، قال الله تعالى:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظَّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}، وقال رسول الله تشكو عقوقهم: (يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لاَ يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ) ([5]). وقال تشكو عقوقهم: (مَنْ حُرِمَ الرِّفْقَ حُرِمَ الخَيْرَ) ([6]).
وجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ تشكو عقوقهم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَمْ أَعْفُو عَنِ الْخَادِمِ؟ فَصَمَتَ رَسُولُ اللهِ تشكو عقوقهم ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كَمْ أَعْفُو عَنِ الْخَادِمِ؟ فَقَالَ: (تَعفُو عَنْهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً) ([7]).
وقالت عائشة تشكو عقوقهما: «مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ تشكو عقوقهم شَيْئاً قَطُّ بِيَدِهِ وَلَا امْرَأَةً وَلَا خَادِماً إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللهِ فَيَنْتَقِمَ لِلهِ عَزَّ وَجَلَّ» ([8]).
وقال أنس بن مالك «خَدَمْتُ رَسُولَ اللهِ تشكو عقوقهم عَشْرَ سِنِينَ وَاللهِ مَا قَالَ لِي أُفٍّ قَطُّ، وَلا قَالَ لِي لِشَيءٍ: لِمَ فَعَلْتَ كَذَا، وَهَلَّا فَعَلْتَ كَذَا» ([9]).
إنَّ هذا التعامل الراقي هو الذي جعل زيد بن حارثة تشكو عقوقهم لا يريد بدلاً برسول الله تشكو عقوقهم، فعندما جاء لفدائه والده وعمه، وخيَّره النبي تشكو عقوقهم بينه وبين أبيه وعمه، قال زيد لرسول الله تشكو عقوقهم: ما أنا بالذي أختار عليك أحداً، أنت مني بمكان الأب والعم؛ فقالا: ويحك يا زيد! أتختار العبودية على الحرية؟ وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك؟ قال: نعم، قد رأيت من هذا الرجل شيئاً ما أنا بالذي أختار عليه أحداً أبداً ([10]).
فإذا دَعَتْ قدرةُ أحد على الإساءة لمن يقدر عليه، فليتذكر يوم الجزاء وأن الله أقدر عليه من قدرته على مَنْ ظلمه، عن عائشة تشكو عقوقهما أن رجلاً جلس بين يدي النبي تشكو عقوقهم فقال: يا رسول الله، إنَّ لي مملوكين يُكذِّبُونَنِي ويَخُونُونَنِي ويَعْصُونَنِي، وأضربُهُم وأسُبُّهُمْ، فكيف أنا منهم؟ فقال له رسول الله تشكو عقوقهم: يُحسَبُ مَا خَانُوكَ وعَصَوْكَ ويُكَذِّبُونَكَ وعِقَابَكَ إيَّاهم، فإنْ كان عقابُكَ إيَّاهم دونَ ذنوبهم كانَ فضلاً لكَ عليهم، وإن كان عقابُكَ إيَّاهم بقدر ذنوبهم كان كفافاً، لا لكَ ولا عليكَ، وإنَ كانَ عقابُكَ إيَّاهم فوق ذنوبهم، اقْتُصَّ لهم منك الفَضْلُ الذي بقي قِبَلَكَ، فجعل الرجل يبكي بين يدي رسول الله تشكو عقوقهم ويهتف، فقال رسول الله تشكو عقوقهم: ما له؟ ما يقرأ كتاب الله: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} فقال الرجل: يا رسول الله، ما أجد شيئاً خيراً من فراق هؤلاء - يعني عبيده - إنِّي أُشهِدُكَ أنَّهُم أحرارٌ كلُّهم ([11]).
فإذا كان من يعاقب العبد المملوك إذا أساء أكثر مما يستحق، يعاقبه الله بقدر زيادته في العقاب ويقتص له، فكيف بغيره؟
وقال أبو مسعود البدري تشكو عقوقهم: كُنْتُ أَضْرِبُ غُلاَماً لِي بِالسَّوْطِ فَسَمِعْتُ صَوْتاً مِنْ خَلْفِي (اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ)، فَلَمْ أَفْهَمِ الصَّوْتَ مِنَ الْغَضَبِ، قال: فَلَمَّا دَنَا مِنِّي إِذَا هُوَ رَسُولُ اللهِ تشكو عقوقهم فَإِذَا هُوَ يَقُولُ: (اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ، اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ). قال: فَأَلْقَيْتُ السَّوْطَ مِنْ يَدِي فَقَالَ: (اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ أَنَّ اللهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا الْغُلاَمِ). قَالَ فَقُلْتُ لاَ أَضْرِبُ مَمْلُوكاً بَعْدَهُ أَبَداً ([12]).وفي رواية: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ. فَقَالَ: (أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ النَّارُ أَوْ لَمَسَّتْكَ النَّارُ) ([13]).
فإذا مَلَك الوالدان قلوبَ أولادِهم بالمحبة والرفق وحسن التعامل، صار الأولادُ رهنَ إشارتهم، مطيعين لما يُؤمرون به، مبتعدين عما لا يريدونه منهم، كما قال الحُكماء: يُدْرَك بالرِّفق ما لا يُدْرَك بالعنف، ألا ترى أنَّ الماء على لِينه يَقْطع الحجر على شِدَّته؟
أما إذا كان التعامل معهم بالقوَّة والعنف، فإنَّ هذا يورِّث فيهم هذا الأسلوب فيصير هذا شأنهم، وأول من يتضرَّر من ذلك: الأسرة التي يعيش فيها، وسرعان ما يتمرَّد الأولاد بهذا الأسلوب إذا لم يعد هناك سيطرة عليهم.
قال الشيخ محمد طاهر الكردي: (الاستبدادُ والقسوة يورثان البلادة والجفوة)، وقال أيضاً: (هضمُ الحقوق موجبٌ للعقوق).
فمن الأخطاء التي تحدث كثيراً هي: (التعامل بمنطق القوة لا بقوة المنطق)، وهذه كارثة يقع فيها أكثر من يملك سلطة معينة من صغير أو كبير.
وقد يتعامل أحدهم بهذا الأسلوب لاستعجاله وعدم صبره، ولما يرى من نفعه على المدى القريب، وعدم معرفته بما ينتج عنه من عواقب سيئة.
وفي هذه الأحداث التي تجري والثورات دليل على عدم صحة التعامل بهذا الأسلوب، فهو وإنْ نفع بشكل مؤقت إلا أنه على المدى البعيد ضرره أكبر من نفعه.
فعلى مَنْ ولي من أمر الناس شيئاً أن يكون حكمه بقوة المنطق والعقل والإقناع لا بمنطق القوة.
فالعنف يظهر عندما يصعب على الإنسان القدرة على الإقناع، فيلجأ للتعامل بالعنف والقهر، فحين يعجز العقل يتحدث الجسد.
ولهذا فإنَّ مَنْ يعجز عن إقناع الآخر هو شخص فقد الحجة والمنطق التي يقنع بها الآخرين، فلذلك عليه أن يزيد من وعيه وفهمه حتى يستطيع أن يقنع غيره، أو يقتنع هو بالرأي الآخر.
أيها الوالد وأيتها الوالدة، لا تكونوا سبباً في عقوق أبنائكم، لا تكونوا سبباً في فقدانهم لصوابهم وتورطهم بالعقوق، ووقوعهم في غضب الله وخذلانهم في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارَاً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}، وقال رسول الله تشكو عقوقهم: (كَفَى بِالمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ) ([14])، وقال: (كُلُّكُمْ رَاعٍ ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) ([15]).
هذا وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.



([1]) ـ إحياء علوم الدين 3: 72.

([2]) ـ رواه ابن أبي شيبة في المصنف 8: 357، (25924)، وهناد بن السري في الزهد (995).

([3]) ـ رواه مسلم في كتاب الزهد والرقائق، باب حديث جابر الطويل، (7705).

([4]) ـ رواه أبو دواد في كتاب الطهارة (8).

([5]) ـ رواه مسلم في كتاب البر والصلة، باب فضل الرفق، (6766).

([6]) ـ رواه مسلم في كتاب البر والصلة، باب فضل الرفق، (6765).

([7]) ـ رواه أبو داود في كتاب الأدب، باب في حق المملوك (5164)، والترمذي في كتاب البر والصلة، باب ما جاء في العفو عن الخادم، (1949).

([8]) ـ رواه مسلم في كتاب الفضائل، باب مباعدته صلى الله عليه و سلم للآثام واختياره من المباح أسهله وانتقامه لله عند انتهاك حرماته، (2328).

([9]) ـ رواه البخاري في كتاب الأدب، باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل (5691)، ومسلم في كتاب الفضائل، باب كان رسول الله تشكو عقوقهم أحسن الناس خلقاً (6151).

([10]) ـ الطبقات الكبرى لابن سعد 3: 42، والاستيعاب في معرفة الأصحاب 2: 545، والإصابة في تمييز الصحابة 2: 599 .

([11]) ـ رواه الترمذي (3165)، وأحمد في المسند (26933)، والبيهقي في شعب الإيمان 11: 86، والطبري في تهذيب الآثار 1: 429.

([12]) ـ رواه مسلم في كتاب الأيمان، باب صحبة المماليك وكفارة من لطم عبده، (4396).

([13]) ـ رواه مسلم في كتاب الأيمان، باب صحبة المماليك وكفارة من لطم عبده، (4398).

([14]) ـ رواه أبو داود، في كتاب الزكاة، باب في صلة الرحم (1694)، وأحمد في المسند (6495)، والحاكم في المستدرك (1515).

([15]) ـ رواه البخاري، في كتاب النكاح، باب المرأة راعية في بيت زوجها (5200)، ومسلم في كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل (3408) .


كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار





pjn gh ja;, lk ur,ril










توقيع : درر الشهد

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور درر الشهد   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 :
لا يوجد أعضاء

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 01:39 PM

أقسام المنتدى

قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج | بيت الكتاب والسنة | قســم موسوعة الصوتيات والمرئيات والبرامج | بيت الشكـاوي والإقتراحــات | بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة | قســم الموسوعـة الحواريـة | بيت الحــوار العقـائــدي | بيت الطـب البـديـل وطـب العـائلـة | بيت الأسـرة السعيــدة | قســم الدعم الخاص لقناة وصــال | بيت شبهات وردود | بيت التـاريـخ الإسلامي | بيت المهتدون إلى الإسلام ومنهج الحق | قســم موسوعة الأسرة المسلمـــة | وحــدة الرصــد والمتـابعــة | بيت الصوتيـات والمرئيـات العــام | بيت الصــــور | بيت الأرشيــف والمواضيــع المكــررة | بيت الترحيب بالأعضاء الجدد والمناسبات | بيت الجـوال والحـاسـب والبـرامـج المعـربـة | بيت المكتبـة الإسلاميـة | بيت الأحبـة فــي اللــه الطاقــم الإشـرافــي | بيت موسوعة طالب العلم | قســم الموسوعة الثقافية | البيــت العـــام | قســم دليل وتوثيق | بيت وثائق وبراهين | بيت القصـص والعبـــــــر | بيت الإدارة | بيت الصوتيـات والمرئيـات الخــاص | بيت المعتقد الإسماعيلي الباطني | بيت مختارات من غرف البالتوك لأهل السنة والجماعة | بيت الأحبـة فــي اللــه المراقبيـــــــن | بيت أهل السنه في إيران وفضح النشاط الصفوي | بيت المحــذوفــات | بيت ســؤال وجــواب | بيت أحداث العالم الإسلامي والحوار السياسـي | بيت فـرق وأديـان | باب علــم الحــديـث وشرحــه | بيت الحـــوار الحــــــــّر | وصــال للتواصل | بيت الشعـــر وأصنافـــه | باب أبـداعـات أعضـاء أنصـار الشعـريـة | باب المطبــخ | بيت الداعيـــات | بيت لمســــــــــــات | بيت الفـلاش وعـالـم التصميــم | قســم التـواصـي والتـواصـل | قســم الطــاقــــــــم الإداري | العضويات | بـاب الحــــج | بيـت المــواســم | بـاب التعليمـي | أخبــار قناة وصــال المعتمدة | بيت فـريـق الإنتـاج الإعـلامـي | بيت الـلـغـة العــربـيـة | مطبخ عمل شامل يخص سورية الحبيبة | باب تصاميم من إبداع أعضاء أنصـار آل محمد | بـاب البـرودكــاسـت | بيت تفسير وتعبير الرؤى والأحلام | ســؤال وجــواب بمــا يخــص شبهات الحديث وأهله | كلية اللغة العربية | باب نصح الإسماعيلية | باب غرفـة أبنـاء عائشـة أنصـار آل محمـد | بـيــت المـؤسـســيـــن | بـاب السيـرة النبـويـة | بـاب شهـــر رمضــان | تـراجــم علمـائـنـا |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant