06-01-12, 05:53 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت الأسـرة السعيــدة
الجدة والأحفاد.. مَعَزّة كبيرة وتربية أصيلة!
محاسن أصرف الجدة والأحفاد.. مَعَزّة كبيرة وتربية أصيلة! دائماً ما نقول: "ما أعز من الولد إلا ولد الولد" أو (أعز من الولد ولد الولد) أي الأحفاد، وقد تكون تلك المقولة صحيحة إلى حدٍّ بعيد، فحياة الأحفاد فيها متعة من نوع آخر للأجداد، فيها استعادة لحياة البنوة ومشاعرها التي لا تنتهي بتقادم العمر، أو التوقف عن إنجاب الأطفال، وفيها تبدأ حياة جديدة لم تكن من ذي قبل حياة مشعة بنور الحب ودفء العواطف الفياضة حنيناً. ومع هذا أحياناً ما يشوبها بعض التنافر، خاصة في أسلوب تربية الأم والجدة؛ فالأولى تريد أسلوباً تتوافر فيها مقومات العصر، وتواكب تطوراته، بينما الثانية تريد مزيداً من الحب والدفء والحنان، فإذا ما حل بينهما التفاهم؛ تباعدت الشجون وتوترات العلاقة، وإذا ما ساد الاختلاف ترعرع الفراق والبعاد، فالأمر يحتاج إلى مزيد من الحنكة والحكمة وكثير من الصبر. "لها أون لاين" أرادت في سياق التحقيق التالي الوقوف على طبيعة علاقة الأحفاد بالأجداد، واطلعت على علل التنافر في أساليب التربية بين الأم والجدة من حديث الأمهات ووسائلهن في إيجاد علاقة طيبة بين الحفيد والجدة بشيء من التوازن بين المطلوب والمفروض، تدعم شعورهم بالانتماء لأصولهم. الحاجة "أم مهدي" تسكن مع اثنين من أبنائها المتزوجين في ذات المنزل، بطوابق منفصلة، بينما ابنها الثالث في مدينة أخرى، أسعد لحظات عمرها كما تقول لنا: حينما يجتمع الأبناء والأحفاد سوياً على مائدتها، سواء في شهر رمضان المبارك أو خلال الإجازات وأيام الجمع من كل أسبوع، تؤكد الجدة أم مهدي أن اجتماع الأبناء والأحفاد لديها بعيداً عن نتائجه السعيدة على قلبها أيضاً يحمل فائدة اجتماعية، فهو يحقق الأمن ويشيع روح المحبة والمودة بين الأبناء والأحفاد، ولا سيما السلفات أيضاً (السلفة زوجة الأخ)، حيث يتبادلون أخبار بعضهم البعض، ويتشاورون في الكثير من الأمور والقضايا. وتتجاذب أطراف الحديث ابنة بكرها "زينة" في الصف الخامس الابتدائي، تقول: "جدتي حنونة ولطيفة جداً مع الجميع ومعنا، حنانها مختلف يزداد أضعافاً". وتضيف: أنها كثيراً ما تقدم لها ولأبناء أعمامها النصيحة بقلب دافئ، ووعي مميز، رغم أنها لم تكمل دراستها الابتدائية، فقد تعلمت منها الكثير من الخصال الحسنة، كالدعاء، والكرم، وحسن الظن بالآخرين، واحترام آرائهم، تقول: "جدتي تملك حلولاً سحرية لكل مشكلة نابعة من فطرتها المبنية على مبادئ الإسلام وتوجيهاته الحكيمة، فبإمكانها أن تفض أي اشتباك يحدث سواء بين الأحفاد أو الأبناء أو حتى زوجات الأبناء". متعة حياة أخرى الجدة سعاد محمد 66 عاماً، تؤكد أن أحفادها يبعثون في حياتها مذاقاً ولوناً خاصاً على الرغم من كافة مواقفهم وأفعالهم الشقية، تقول:"هم يريدون اللهو واللعب في كل وقت". ولا تخفي الجدة أنها كثيراً ما تجاريهم في ألعابهم، سواء بواسطة الأتاري أو الكمبيوتر، وتشير أن أحفادها يمنحوها متعة أخرى في الحياة، فهم يعتبرونها صديقةً لهم، وهي تعتبرهم أعز من الأبناء الذين أعادوا لها شبابها وذكرياتها مع أبنائها، وتعزو الجدة سعاد علاقتها الوطيدة مع أحفادها إلى محاولاتها الحثيثة للتقرب من أحفادها، والاستماع إليهم ومشاركتهم اهتماماتهم، وهواياتهم بالطريقة التي يرتضونها، ووفقاً لأسلوب تربوي اتفقت على أساسياته مع ابنها وزوجته في التعامل مع الحفيد، وتؤكد لنا الجدة أن التفاهم والاتفاق على أسلوب موحد في التعامل بالإضافة إلى تغليفه بالمزيد من المحبة وليس التدليل الزائد هم أساس التربية والعلاقة السليمة مع الصغار. وتوضح الجدة أنها تحاول وزوجها أن يمنحا أحفادهما النصيحة والتوجيه بحب أكثر، بعيداً عن العقاب الذي قد يواجهونه من آبائهم؛ مما يجعلهما يستعيدا المشاعر الأبوية مع الأحفاد، لافتاً إلى أن أبنائها كثيراً ما يلجئون إليها لتوصيل شيء معين لأبنائهم لم يفلحوا هم في إقناعهم به. تدليل زائد = إفساد وعلى الرغم من الإيجابيات التي يكتسبها الأحفاد نتيجة قربهم من الأجداد، كالحب والعطف والحنان، والعديد من المبادئ القويمة والأخلاق السليمة والسلوكيات الصحية دينياً وتربوياً واجتماعياً، إلا أن بعض الأمهات تشكو من إفراط الأجداد في تدليل أحفادهنّ وبخاصة الذكور منهنَّ وفقا لعادات قديمة فيها تمكين الحفيد (الولد) الذكر من تلبية كافة رغباته دونما حدود منطقية فقط لأنه ذكر؛ ويحق له ما لا يحق لغيره. تقول نيرمين، -34عاماً - متزوجة وتقطن مع جدة أبنائها لأبيهم في ذات البيت،: "تحرص جدة أبنائي على سعادتهم وتلبية كافة رغباتهم، لكنها تزيد الدلال وتفرط فيه للأحفاد الذكور دونما الإناث" مؤكدة أنها تتصرف بهذه الطريقة وفقاً للعادات والمواريث المتعارف عليها. وأضافت: أنها أحياناً وإفراطاً في تدليل الحفيد، قد تعمد إلى منحه حصة أكبر من الحلويات التي تخبئها لجميع أحفادها، وأحياناً أخرى تخصه بمصروف جيبي تهديه إياه سراً بعيداً عن أعين شقيقاته مما يثير حفيظتهن ويغبطن شقيقهن، تقول الأم: إنها تفرح كثيراً بقرب ابنها من جدته، ولكنها قلقة جداً من أسلوب تعامل الجدة معه بهذا الدلال والمحاباة، وتضيف :"أخشى أن يقوده الدلال إلى الفساد، وأحاول أن أصل لطريقة مع جدته نتفق عليها في التعامل معه" فهي تدرك أن بعد الطفل عن أجداده يجعل انتمائه لأصوله متذبذباً، ويؤثر على تكوين شخصيته في المستقبل. فيما بيَّنت أم نجيب جبر 39 عاماً، أنها عانت كثيراً من أسلوب الجدة مع أحفادها، إلا أن ذلك لم يمنعها من محاولة توطيد علاقة أبنائها بأجدادهم. قائلة: "إن تعامل الأجداد مع الأحفاد له كثير من المميزات، إذ يمنح الأحفاد الأمان والاستقرار الأسري، ويمنحهم قدرة على التواصل بأصولهم وأيضاً يهديهم النصيحة المغلفة بالحنان والعطف، والمدعمة بالخبرات السابقة". وأشارت إلى أن الآباء من شأنهم أن يحدوا من التأثيرات السلبية على الأحفاد بالتفاهم مع الأجداد على أسلوب تربوي متناغم غير مشرذم، ويقوم على العدل في المعاملة بين الأحفاد جميعهم من الذكور والإناث، ومن الصغار والكبار في ذات البيت أو يقطنون خارجه. علاقة ودية أستاذ أصول التربية في الجامعة الإسلامية بغزة د. داوود حلس يصف العلاقة بين الأحفاد والأجداد بأنها ودية و متينة، ومن أجمل العلاقات التي تجمع بين أفراد الأسرة؛ كونها علاقة تواصل وامتداد محفوفة بالمودة والألفة، بل هي بحسب تعبيره "علاقة أبوية بالابن والحفيد". ويقول حلس في حديث خاص بـ"لها أون لاين" أنها علاقة متبادلة بين الطرفين فالأحفاد ينظروا إلى أجدادهم على أنهم رمز الحكمة، ومنبع الحنان والعطف، و الأجداد يقفون عند محطة التقويم لعلاقتهم بأبنائهم قائلاً: "فإذا ما أحسوا بأن أحد أساليبهم في التربية لأبنائهم كان يشوبه نسبة من الخطأ، يجتهدون في تفاديه بعلاقتهم التربوية والتوجيهية مع الأحفاد". داعياً الأجداد إلى الاقتداء برسول الله في علاقته بحفيديه الحسن والحسين فيعاملونهم بمزيد من الرحمة والعناية والرعاية. ويؤكد د. حلس على أن الأجداد لهم دور كبير في غرس القيم الأخلاقية في نفوس الأبناء وتربيتهم تربية قويمة، وذلك عبر أساليب تربوية مختلفة كالقصص والمحاكاة والقدوة الحسنة، لافتاً إلى أن الرسول قد اتبع تلك الأساليب، وجاء القرآن الكريم مؤكداً عليها، فاحتوى أكثر من 75% من سوره المباركة على القصص التي هي أسلوب تربوي معروف، ويصلح في كل زمان ومكان. وشدد على أن طبيعة العلاقة بين الابن وأبيه تنعكس على علاقة الحفيد بالجد، فالطفل إذا وجد أبيه باراً بوالده يحاكيه في أسلوبه، ويكون قدوته في تعاملاته مع أجداده، واستكمل قائلاً: "كلما كانت العلاقة قوية ووطيدة بين الأبناء وآبائهم تكون وطيدة بين الأحفاد وأجدادهم". مشيراً إلى أن تلك العلاقة تجعلهم يتحينون الفرص، خاصة إذا ما باعدت بينهم المسافات في مكان الإقامة لنهل المزيد من العطف والحنان والحب، بما يحقق لهم الأمن الوقائي التربوي والاطمئنان والاستقرار الأسري، ويجعل شخصيتهم سليمة وقويمة يشب فيها الأحفاد على أرضية خصبة من الحنان والاحترام المتبادل. تطورات العصر الحديث ويُرجع د. حلس حالات التنافر التي تحدث بين الأجداد والآباء، إلى طبيعة العلاقة التي تكون عليها علاقة الأحفاد بالأجداد. لافتاً إلى أن الجد دائماً ما يكون أكثر حناناً وحباً وعطفاً، بينما الآباء يعمدون إلى استخدام أسلوب الأمر والنهي في تقديم النصيحة، وأضاف قائلاً: "كثير من الأمهات تحاول أن تعلم أبنائها وفق أساليب التربية الحديثة والبيئة الحالية، ومن هنا لا يفضل الجد أن تعاقب الأم ابنها فينشأ الخلاف". وبيَّن أنه بالتفاهم والتوازي في أسلوب المعاملة والتربية، يمكن الوصول إلى حلول، ويمكن أن تبقى العلاقة وطيدة، بعيداً عن أي تنافر ناصحاً الآباء بتفهم تلك العلاقة ويعمدن إلى التوافق مع الأجداد بالإقناع والتفاهم إلى أسلوب تربوي يحقق الغاية السليمة في تربية الأبناء. الموضوع الأصلي: الجدة والأحفاد.. مَعَزّة كبيرة وتربية أصيلة! || الكاتب: دآنـة وصآل || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد hg[]m ,hgHpth]>> lQuQ.~m ;fdvm ,jvfdm Hwdgm!
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|